بين "الفساد والصراع السياسي".. الخلافات ترسو في ميناء الفاو
أنفوبلس/..
بعد عشرة أعوام من إقرار بناء ميناء الفاو الكبير، ما زالت عملية الإنجاز تراوح في مكانها بسبب غياب الرغبة السياسية والحكومية في إنهاء هذا الصرح الاقتصادي , فهناك عوامل خارجية وداخلية وراء تلكؤ البناء وإنجاز المشاريع الخمسة المرتبطة ببناء الميناء.
حكومة الكاظمي لم تخصص الأموال الكافية لإكمال بناء ميناء الفاو، وما تم تخصيصه خلال العام الماضي هو “500” مليون دولار وهو مبلغ لا يكفي لإكمال المشاريع الخدمية في الميناء، ويبدو أن الضغوطات الخارجية هي السبب الرئيسي الذي تم تشخيصه من قبل البرلمانيين، لاسيما أن للميناء مخاطر كبيرة على موانئ دول الجوار التي قدمت رِشًا لبعض السياسيين والبرلمانيين لتعطيل إكمال الفاو، فميناء مبارك الكويتي شارف على الاكتمال، فضلا عن وجود فيتو إماراتي وسعودي ضد إكمال ميناء الفاو لأنه يضُرُ بهما.
طريق الحرير فتح شهية بقية الدول حتى أصبح هدفها تحويله بعيدا عن العراق وحرمانه من الأموال الضخمة التي تنعش اقتصاده، في ظل استمرار حكومة الكاظمي في التلكؤ بتمويل مشروع الميناء، مما أثار شبهات في تورطها بعدم إكمال ميناء الفاو وضعفها.
اللجان البرلمانية التي زارت الميناء أكدت أهمية إكماله كونه يوفر فرص عمل كبيرة ويدر أموالا ضخمة على خزينة البلد، فعملية استبدال الشركة المنفذة من صينية الى كورية أسهمت بتأخير البناء بسبب شروط الشركة الكورية الجنوبية ، فقرار / 123 / ينص على تنفيذ مشروع ميناء الفاو بالتمويل الحكومي , مما أثر بشكل كبير على إنجازه بسبب عدم توفر الأموال.
وتوعّدت لجنة النقل والاتصالات البرلمانية، بمتابعة ملف ميناء الفاو الذي شهد تلكؤاً في عملية إنجازه. وقال عضو اللجنة عقيل الفتلاوي في تصريح صحفي إن “مشروع ميناء الفاو لا يزال حيّز التنفيذ وإن توقفات العمل فيه تعود الى قضايا فنية كما تدعي الشركات”، مبينا أن “الأزمة السياسية الراهنة هي التي تؤدي الى عرقلة هذا المشروع”.
وأضاف، أن “تعطيل تشكيل الحكومة وعدم تمرير الموازنة أثر بشكل كبير على بنائه بسبب الصراعات بين القوى السياسية”.
ويرى الخبير الاقتصادي نبيل العلي أن “سبب تأخير إكمال ميناء الفاو يعود لعوامل منها خارجية لوجود فيتو إقليمي على إكماله لأنه يتعارض مع مصالحهم , فهو في حال اكتماله سيكون قبلة لدول العالم في ظل نظام طريق الحرير الذي أنفقت الصين عليه مئات المليارات من الدولارات لربط آسيا بأوروبا عبر الفاو , إلا أن تأخير الميناء جعل الصين تفكر بدول مستقرة تكون هي البديلة”.
وتابع: أن “العامل الثاني، هو التخبط والصراعات السياسية الداخلية التي منعت إكمال الميناء ويأتي غياب الرغبة الحكومية من أهم الأسباب، فضلا عن وجود تأثير خارجي على بعض النواب الذين يعملون وفق أجندات خارجية، أما الفساد في عقود ميناء الفاو فهو يعود لدور حكومي بعدم إكمال الميناء”.
من جهته أكد المختص بالشأن الاقتصادي سالم عباس في اتصال مع (المراقب العراقي): أن “سبب عدم إنجاز ميناء الفاو، يرجع الى وجود الفساد المالي المستشري بالدولة ومؤسساتها والشخصيات المسؤولة، بالإضافة إلى التدخلات السياسية المتعمدة بتأخير إكمال الميناء”.
وبين أن “الوزارات وجهات سياسية هي السبب أيضا في عرقلة عمل الميناء وتأخير إنجازه طيلة السنين الماضية كونها تعمل ضد إكماله، مؤكدا أن “حجر أساس الميناء وضع عام 2010 ولم ينجز لغاية الآن”.