حقل إريدو النفطي جنوب العراق.. كنز جديد بمساهمة روسية
انفوبلس..
في عام 2016 تم اكتشاف حقل نفطي بين محافظتي ذي قار والمثنى جنوب العراق، حينها تعاقدت وزارة النفط مع عدة شركات عالمية على حفر 9 آبار، منها ثلاثة آبار استكشافية وستة تقييمية، خلال الفترة الاستكشافية، وفي يوم 12 تشرين الثاني سنة 2021م، قالت وزارة النفط إن "التوقعات الأولية نتيجة الدراسات التي قدمتها الشركة تفيد بأن المخزون النفطي يتراوح ما بين 7 إلى 12 مليار برميل".
حقل إريدو ، الواقع في منطقة إريدو التاريخية التي تبعد 40 كيلومتراً من مدينة الناصرية، وهي مدينة أثرية عراقية وتقع خرائبها على تلٍّ يدعى اليوم تل أبو شهرين وتبعد نحو سبعة أميالٍ (حوالي 12 كم) إلى الجنوب الغربي من مدينة أور (الناصرية). وتعني الكلمة في اللغة السومرية المكان الضخم، وتقع جنوبيَّ بلاد ما بين النهرين في محافظة ذي قار حالياً، وهي في أقصى الجنوب من تجمع المدن السومرية والتي نمت وتوسعت حول المعابد ويرجع تاريخ بنائها إلى خمسة آلاف سنةٍ قبل الميلاد.
شركة لوك أويل، ثاني أكبر شركة لإنتاج النفط في روسيا ذكرت، يوم أمس الإثنين، إنها تعتزم إنتاج 250 ألف برميل يوميا من حقل "إريدو " النفطي في العراق بعد حصولها على موافقة الجهات التنظيمية.
وأضافت "لوك أويل" أنها وشركة "إنبكس" حصلتا على موافقة من شركة نفط "ذي قار" المملوكة للدولة على إعلان الجدوى التجارية للاحتياطيات وعلى مقترحيهما لتطوير الحقل النفطي.
وتابعت الشركة الروسية، "تعتزم لوك أويل وإنبكس المضي قدما في تنفيذ خطة تطوير حقل إريدو النفطي التي تستهدف إنتاج 250 ألف برميل يوميا".
نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، وزير النفط، حيان عبد الغني، كشف أن هدف الوزارة الانتقال بحقل "إريدو" النفطي، من مرحلة الاستكشاف إلى حقل منتج بطاقة 250 ألف برميل يومياً، فيما أشار إلى أن الحقل يعد من المشاريع الواعدة الواجب تطويرها.
جاء ذلك، خلال احتفالية التوقيع على عقد الإعلان التجاري وخطة التطوير لحقل إريدو النفطي ضمن الرقعة الاستكشافية العاشرة، في محافظتي المثنى وذي قار، وفق بيان ..
وأوضح عبد الغني، أن "الوزارة تهدف للانتقال بحقل إريدو من مرحلة النشاط الاستكشافي إلى مرحلة الإنتاج الفعلي، حيث تشير التوقعات إلى حجم مخزون نفطي يصل لأكثر من 12 ملياراً و900 مليون برميل”.
وأضاف، أن “الإنتاج المخطط لحقل إريدو في برنامج التطوير لمرحلته الأولى، الوصول إلى إنتاج معدل يبلغ (30 ألف برميل باليوم) عام 2025، وصولاً إلى إنتاج الذروة المخطط له، بمعدل (250 ألف برميل باليوم) بحسب الاتفاق مع المشغّل للرقعة الاستكشافية العاشرة”.
ولفت الوزير العراقي، إلى تاريخ اكتشاف حقل إريدو النفطي الذي يرجع الى عام 2016، و يقع ضمن مساحة ونشاط الرقعة الاستكشافية العاشرة، حيث تم الإعلان عنه في حينها بعد الانتهاء من نتائج المسوحات الزلزالية ثنائية الأبعاد، ثم أعقب ذلك عملية التقييم من خلال تنفيذ مسوحات زلزالية ثلاثية الأبعاد، وحفر عدد من الآبار الاستكشافية والتقييمية، وإجراء الدراسات والفحوصات المختبرية خلال فترتي الاستكشاف والتقييم”.
وتابع، "في الربع الأخير من عام 2021 قدّم المشغّل إعلان الاكتشاف التجاري وتضمّن (النتائج، والاستنتاجات، ومقترح التطوير التمهيدي)، ووافقت عليه وزارة النفط بعد مناقشات ومراجعات مستفيضة من قبل الجهات المعنية في الوزارة".
ونوّه عبد الغني، إلى أن “تطوير حقل إريدو يُسهم في تطوير الواقع الاقتصادي من خلال توفير فرص عمل لأبناء المحافظتين (ذي قار، المثنى) وللمقاولين الثانويين وغيرهم من القطاعات الخدمية التي تتحرك وتنشط بوجود هذه الشركات التي تعمل هناك، وهذا ما يساعد على ارتفاع نسبة النمو والنشاط الاقتصادي في هذه المدن”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، إن “تطوير هذا الحقل جاء ضمن خطط الوزارة لإدامة وزيادة الانتاج النفطي والغازي من الحقول والرقع الاستكشافية المنتشرة في أنحاء العراق”.
وذكر جهاد، إن “من أهم أهداف تطوير الرقعة الاستكشافية العاشرة واستهداف المكامن المنتجة فيه من قبل الوزارة، هو تحويل الرقع الاستكشافية إلى حقول منتجة للنفط والغاز بالتعاون مع الشركات العالمية، والعمل على النهوض بالواقع الاقتصادي لمحافظتي ذي قار والمثنى، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لهذه المحافظات”.
في المقابل، كشف مصدر مطلع، أن “كلفة العقد الاستثماري بلغت 32 مليار دولار أمريكي، ومدّته الاستثمارية من 10 إلى 15 سنة قابلة للتمديد لمدة 25 سنة”.
وأبلغ المصدر، أن “العقد سيعمل على توفير 5 آلاف درجة وظيفية في الأشهر الست الأولى من المباشرة، وتكون مناصفة بين المثنى وذي قار، على أن يكون مجموع الدرجات التي يوفرها العقد بوقت لاحق 12 ألف درجة وظيفية، بواقع 8 آلاف درجة لذي قار، و4 آلاف درجة للمثنى”.
وحضر حفل التوقيع بين شركة نفط ذي قار والمشغل لحقل “إريدو” النفطي، ائتلاف شركتي “لوك أويل” الروسية و”انبكس” اليابانية، ووكلاء وزارة النفط، ومحافظ ذي قار، ومحافظ المثنى، وعدد من المسؤولين في الدوائر والشركات الوطنية والأجنبية.