رسوم ترامب الجمركية تربك العالم.. انفوبلس تستعرض تأثيرها على العراق بالأرقام

انفوبلس/ تقرير
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً رسوماً جمركية مضادة عالمية خلال فعالية في البيت الأبيض، ورفع ترامب لوحة تُظهر الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة على معظم الدول (بينها العراق) وتراوحت نسبة هذه الرسوم بين 10% و49%، فما تأثير هذه الرسوم على العراق؟ ولماذا ورد اسمه في القائمة التي تم الإعلان عنها؟
وتمثل إجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة أكبر تصعيد في الرسوم الجمركية الأمريكية منذ ما يقرب من قرن، منذ قانون سموت - هاولي لعام 1930.
تفاصيل القرار الأمريكي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، عن رسوم جمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وذلك في كلمة ألقاها في البيت الأبيض في ما وصفه بـ"يوم التحرير".
وقال ترامب، إن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات المصنعة في الخارج، اعتبارًا من منتصف الليل بتوقيت شرق الولايات المتحدة، لمعالجة "الاختلالات الفادحة" التي أثرت على "القاعدة الصناعية، وهددت الأمن القومي".
وكذلك أعلن عن فرض رسوم جمركية لا تقل عن ١٠٪ على جميع السلع الواردة إلى الولايات المتحدة تقريبًا، بالإضافة إلى رسوم أعلى على عشرات الدول التي تعاني من أعلى عجز تجاري مع الولايات المتحدة.
وتمثل هذه السياسة الجديدة تحولًا جذريًا في السياسة التجارية والاقتصادية العالمية، وتهدف إلى استعادة قوة التصنيع الأمريكية وتوازن التجارة. لكنها تهدد بتصعيد حرب تجارية عالمية ناشئة ورفع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين في وقت حرج للاقتصاد.
وستفرض سياسة ترامب رسومًا جمركية أساسية بنسبة ١٠٪ على جميع السلع من جميع الدول باستثناء تلك الملتزمة باتفاقية التجارة الحرة USMCA بين المكسيك وكندا والولايات المتحدة (سيستمر فرض رسوم بنسبة ٢٥٪ على السلع غير الملتزمة)، وسيبدأ مستوردو السلع من دول أخرى بدفع الرسوم الأساسية البالغة ١٠٪ يوم السبت الساعة ١٢:٠١ صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وستُفرض على مجموعة من حوالي 60 دولة، وصفها مسؤولون كبار في إدارة ترامب بأنها "أسوأ الدول انتهاكًا"، رسوم جمركية بنصف السعر الذي تفرضه على الولايات المتحدة. وستدخل هذه الرسوم الجمركية المتبادلة حيز التنفيذ في 9 إبريل/نيسان الساعة 12:01 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وأشار ترامب، خلال تصريحاته، إلى عدد الدول التي تفرض رسومًا جمركية مرتفعة على السيارات المصنعة في الولايات المتحدة، وقال: "لا يُسمح لأي من شركاتنا بدخول دول أخرى، وأقول إن الصديق والعدو، وفي كثير من الحالات، الصديق أسوأ من العدو من حيث التجارة. لكن هذه الاختلالات الفادحة دمرت قاعدتنا الصناعية، وهددت أمننا القومي".
وأضاف، أنه لا يُلقي باللوم على الدول الأخرى في "هذه الكارثة"، وذكر: "أُلقي باللوم على الرؤساء والقادة السابقين الذين لم يُؤدوا واجبهم، لقد سمحوا بحدوث ذلك، بل سمحوا بحدوثه لدرجة لا يُمكن لأحد تصديقها". وقال ترامب إن اليوم هو "أحد أهم الأيام" في تاريخ أمريكا، وهذا إعلان استقلالنا الاقتصادي". وأكد أن الولايات المتحدة ستستخدم الأموال الناتجة عن الرسوم الجمركية "لخفض ضرائبنا وسداد ديننا الوطني".
وقال ترامب: "لسنوات، أُجبر المواطنون الأمريكيون الكادحون على الوقوف مكتوفي الأيدي بينما تزداد الدول الأخرى ثراءً ونفوذًا، وكان معظم ذلك على حسابنا. لكن الآن حان دورنا للازدهار". كما زعم أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادة التصنيع في الولايات المتحدة، مما "سيعني منافسة أقوى وأسعارًا أقل للمستهلكين".
وأكد ترامب على أنه يضع "أمريكا في المقام الأول"، وقال: "اليوم ندافع عن العامل الأمريكي". وزعم أن الولايات المتحدة تعتني "بدول العالم، ثم عندما تريد تخفيض الرسوم قليلا، ينزعجون من عدم اهتمامك بهم"، وأضاف أن الرسوم الجمركية دليل على "أننا سنهتم بشعبنا أولًا". وقال: "يمكننا حقًا أن نكون أثرياء للغاية، ويمكننا أن نكون أغنى بكثير من أي دولة، الأمر لا يُصدق، لكننا نصبح أكثر ذكاء".
وذكر: "بإجراءات اليوم، ندافع أيضًا عن مزارعينا ومربي الماشية العظماء الذين يتعرضون لمعاملة وحشية من دول في جميع أنحاء العالم"، وانتقد تحديدًا الرسوم الجمركية التي فرضتها كندا على منتجات الألبان الأمريكية. وقال: "هذا ليس عدلًا لمزارعينا. ليس عدلًا لبلدنا"، مدعيًا أن الولايات المتحدة تقدم إعانات كبيرة لدول مثل كندا والمكسيك "لضمان استمرارها في العمل".
كان البيت الأبيض ذكر، الثلاثاء، أن الرسوم الجمركية ستدخل حيز التنفيذ فورًا، لكنه أضاف أن ترامب سيكون منفتحًا على التفاوض فور تطبيقها. كما أعرب بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين عن معارضتهم لاستراتيجية فرض الرسوم الجمركية، التي يحذر المنتقدون من أنها قد تؤدي إلى حرب تجارية عالمية.
وفيما يلي الرسوم التي فُرضت على الدول العربية وفق قرار ترامب مقارنة بما تفرضه هذه الدول على السلع الأميركية:
أولا: الدول التي تفرض عليها واشنطن نفس النسب (10%): قطر والإمارات والسعودية ومصر والكويت والسودان واليمن ولبنان وجيبوتي وعُمان والبحرين والمغرب.
ثانيا: الدول العربية التي يفرض عليها ترامب رسوما بنسب مختلفة:
سوريا: 41% بينما تفرض على أميركا نسبة 81%
العراق: 39% بينما تفرض على أميركا نسبة 78%
ليبيا: 31% بينما تفرض على أميركا نسبة 61%
الجزائر: 30% بينما تفرض على أميركا نسبة 59%
تونس: 28% بينما تفرض على أميركا نسبة 55%
الأردن: 20% بينما تفرض على أميركا نسبة 40%
*أسواق العالم تهتز
هبطت الأسهم اليوم وسارع المستثمرون للبحث عن ملاذ آمن في السندات والذهب والين، خوفا من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة إلى تكثيف حرب تجارية تهدد بدفع العالم إلى الركود.
الدولار:
انخفض الدولار إلى أدنى مستوى في 6 أشهر، مع انخفاض عائدات السندات الأمريكية. وقال أولو سونولا، رئيس أبحاث الاقتصاد الأمريكي في وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني: "إن هذا الأمر من شأنه أن يغير قواعد اللعبة، ليس فقط بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، بل بالنسبة للاقتصاد العالمي".
ويحذر خبراء من أن "العديد من الدول من المرجح أن تدخل في حالة ركود. وإذا استمر هذا المعدل من التعريفات لفترة طويلة، فقد تتلاشى معظم التوقعات".
أسواق النفط:
انخفضت أسعار النفط اليوم بأكثر من 2.5% إثر مخاوف من تراجع الطلب على الذهب الأسود بسبب توقعات تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وجرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" لشهر مايو المقبل، بحلول الساعة 08:45 بتوقيت موسكو، عند 69.89 دولار للبرميل، بانخفاض نسبته 2.54% عن سعر التسوية السابق.
فيما تم تداول العقود الآجلة للخام العالمي مزيج "برنت" لشهر يونيو المقبل عند 73.13 دولار للبرميل بانخفاض نسبته 2.43% عن سعر الإغلاق السابق.
وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في "آي جي"، في رسالة: "لقد فاجأ إعلان الرسوم الجمركية الأمريكية الأسواق بشكل واضح. كانت التكهنات قبل الإعلان تشير إلى رسوم ثابتة بنسبة 15% - 20%، لكن القرار النهائي كان أكثر تشددا". وأضاف أنه "بالنسبة لأسعار النفط، يتحول التركيز الآن إلى توقعات النمو العالمي، والتي من المرجح أن يتم تعديلها بالخفض بسبب هذه التعريفات الجمركية الأعلى من المتوقع".
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض أفاد بأن واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة معفاة من الرسوم الجمركية الجديدة إلا أن الأسواق تتخوف من تراجع الطلب.
الأسهم:
انهارت أسواق آسيا والعقود الآجلة الأمريكية والأوروبية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وانخفض مؤشر "نيكي 225" في طوكيو بنسبة تزيد عن 3.4% مسجلا أدنى مستوى في 8 أشهر.
كما تعرضت كوريا الجنوبية، وهي أيضا حليف للولايات المتحدة، لرسوم جمركية بنسبة 25%. وهبط مؤشر "كوسبي" المرجعي بنسبة 1.9% بعد الافتتاح، ليصل إلى 2459.30 نقطة.
وفي أستراليا، تراجع مؤشر "إس آند بي إيه إس إكس 200" بنسبة 1.8%. أما العقود المستقبلية لمؤشر "إس آند بي 500" فانخفضت بنسبة 3%، بينما فقدت العقود المستقبلية لمؤشر "داو جونز" الصناعي 2%، مما ينذر بخسائر محتملة عندما تعود الأسواق الأمريكية إلى العمل يوم الخميس.
الذهب:
سجل الذهب رقما قياسيا عند التسوية أمس الأربعاء حيث صعد عقود الأصفر الرنان فوق 3160 دولارا للأونصة، وسط زيادة الإقبال على المعدن بصفته ملاذا آمنا.
كما انخفضت أسهم شركة آبل بنسبة تقارب 9%، صباح الخميس بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، متأثرةً بانخفاض أسهم التكنولوجيا والأسواق الأوسع نطاقًا في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية الضخمة، الأربعاء.
أدى انخفاض سعر السهم، الخميس، إلى انخفاض القيمة السوقية لشركة آبل بأكثر من 293 مليار دولار مقارنةً بإغلاق يوم الأربعاء. وانخفض تقييم الشركة بمقدار 800 مليار دولار عن أعلى مستوى له على الإطلاق. وقد تتأثر شركة آبل، التي عانت من تباطؤ مبيعات هواتف آيفون في السنوات الأخيرة، بالرسوم الجمركية أكثر من شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى.
*تأثير الرسوم على العراق
بين العراق وامريكا، تأريخ طويل من العلاقات الاقتصادية والتجارية تمتد الى بدايات القرن العشرين الماضي، ويعتقد ان السياسة الأخيرة التي تنتهجا ادارة الرئيس دونالد ترامب ستحدث زعزعة في ميزان التبادلات التجارية بين البلدين.
وجاء العراق بالمرتبة الثانية ضمن قائمة الدول العربية التي فُرض عليها الرسوم الجمركية، حيث بلغت نسبة الرسوم 39%، وهو ما طرح الكثير من التساؤلات حول الجوانب التي ستضرر من هذه النسبة العالية.
ماذا يصدر العراق لأمريكا؟
وارتفع حجم التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة الامريكية خلال عام 2025 الى اكثر من الضعف خلال العامين الماضيين، فيما يمتد التعاون التجاري الى مجالات عديدة متنوعة استثمارية وتجارية واقتصادية مختلفة.
كما ارتفعت صادرات العراق الى الولايات المتحدة، بنسبة تزيد عن 110%، وتراوحت واردات العراق منها بين 9-10 مليارات دولار خلال العامين الماضيين، وتقدر صادرات النفط العراقي الى الولايات المتحدة بحدود 10 مليارات دولار سنويا، أما الميزان التجاري فيكون لصالح العراق بفارق 5.7 مليارات دولار.
وبحسب بيانات رسمية لوزارة التخطيط العراقية عام 2021، اطلعت عليها انفوبلس، فإن "مجموع صادرات العراق غير النفطية إلى الولايات المتحدة بلغت أكثر من 700 الف دولار، منها 300 الف عبارة عن (جبس)، اضافة الى (غاز التنور) بقيمة 260 الف دولار".
اضافة الى ذلك يصدر العراق بضائع اخرى من بينها "التمور، كتب مطبوعة، ومكسرات أبرزها (الكاجو)، ومنتجات من الحديد والصلب، اضافة الى الصابون وملابس النساء والحجاب وغيرها". كما بلغت واردات الولايات المتحدة من العراق 7.69 مليار دولار أمريكي عام 2024، وفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية.
وبين ذلك كتب ومطبوعات بقيمة 13 مليون دولار، ومشروبات روحية وخل بقيمة أكثر من 600 الف دولار، ومواد غذائية بـ400 الف دولار، وحلويات بقيمة 400 الف دولار، وورق وكارتون بقيمة 284 الف دولار.
كما شهدت صادرات النفط العراقي إلى الولايات المتحدة زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، مع تحقيق مستويات قياسية في بعض الأشهر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قدرة العراق على زيادة إنتاجه النفطي، إضافة إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط.
واعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي، أن العراق صدر أكثر من 7 ملايين برميل من النفط الخام ومشتقاته إلى الولايات المتحدة خلال شهر كانون الثاني من العام 2025. ووفقاً لبيانات الإدارة، بلغ إجمالي الصادرات النفطية من العراق إلى الولايات المتحدة في يناير 7 ملايين و136 ألف برميل، منخفضة قليلاً عن صادرات شهر كانون الأول التي بلغت 7 ملايين و320 ألف برميل.
ماذا يستورد العراق؟
وبالمقابل تظهر احصائيات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء، أن "العراق استورد من امريكا في عام 2020 بضائع غير نفطية بقيمة 979 مليون دولار، وفي عام 2021 استورد بضائع بقيمة 636 مليون دولار".
ويعني ذلك ان الولايات المتحدة احتلت في نفس الاعوام، المرتبة الخامسة، كأكبر مورد للبضائع الى العراق، بعد الصين، وكوريا الجنوبية، واوكرانيا، ومن ثم إيران. وغالبية ما يستورده العراق من امريكا عبارة عن "سيارات، آلات ومعدات ثقيلة، معدات واجهزة كهربائية، منتجات طبية وصيدلانية، اضافة الى اللحوم".
وبهذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي زياد الهاشمي، أن "رسوم ترامب الجمركية على العراق هي جزء من عملية تنفيذ استراتيجيته الدولية لتقليص الخلل في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة وباقي دول العالم المصدرة لها".
تدوينة للهاشمي ذكر فيها، أن "العراق يتمتع اليوم بفائض في الميزان التجاري لصالحه بقرابة 6 مليار دولار معظمها صادرات نفطية لمصافي تكساس وكاليفورنيا، بمعنى ان العراق يصدر أكثر مما يستورد من الولايات المتحدة".
واشار الى ان "العراق لن يجد من جانبه صعوبة في إيجاد أسواق بديله لنفطه المصدر للولايات المتحدة، وقد تكون الرسوم الجمركية ذات تأثير سلبي مباشر على الشركات الأمريكية والمستهلك الأمريكي أكثر منه على الجانب العراقي، وهذه نقطة تفاوضية أساسية في صالح العراق".
وفي وقت سابق، أكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المشهداني، اليوم الخميس، أن العراق وأمريكا سيتضرران معاً من التعرفة الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، وقال المشهداني، إن "التعرفة الجمركية التي فرضها ترامب على دول العالم من شأنها أن تؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي وسينخفض الطلب العالمي على النفط، وبالتالي ستتراجع أسعاره ويتضرر العراق من ذلك باعتبار أن الواردات النفطية تشكل 95% من الموازنة العامة".
وأضاف "ما نشهده اليوم من ارتفاع أسعار النفط يعود إلى التهديدات باحتمال توجيه ضربة إلى إيران ونشوب حرب في المنطقة". وأشار إلى أن "العراق لا يصدر إلى أمريكا سوى النفط ويتراوح حجم التصدير بين 250 إلى 450 ألف برميل يومياً"، مبيناً أن "فرض رسوم على النفط العراقي تعني زيادة الأسعار للمشتقات النفطية في السوق الأمريكية وقد ينخفض الطلب على النفط العراقي من قبل الولايات المتحدة في حال حصلت عليه بأسعار تفضيلية من دول أخرى".
بدوره، قلل الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، من تأثير الرسوم الجمركية على الإيرادات النفطية العراقية، موضحاً "فرض الرئيس الأمريكي ترامب رسوماً على كل السلع المستوردة من قبل الولايات المتحدة وبنسب متفاوتة تبدأ من 10% صعوداً، غير أنه أعفى واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة من الرسوم الجمركية".
وبين أن "ترامب فرض رسوماً بنسبة 39% على صادرات العراق إلى الولايات المتحدة ولأن صادرات العراق محدودة جداً فلن يكون للقرار الأمريكي في هذا الجانب تأثيراً يذكر".
إلا أن المرسومي استدرك "غير أن الرسوم الجديدة سيكون لها أثر سلبي على التجارة والنمو الاقتصادي العالمي ومن ثم على نمو الطلب على النفط وبالتالي سيكون لها أثراً سلبياً على أسعار الخام التي فقدت دولارين كرد فعل سريع على رسوم ترامب وستشهد الأيام المقبلة حجم التأثير السلبي لهذه الرسوم على أسعار النفط العالمية التي ستتضرر منها كل الدول المصدرة للنفط ومن بينها العراق".
كما أكد مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية فرهاد علاء الدين، اليوم الخميس، أن صادرات العراق من الطاقة ليست مشمولة بالرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال علاء الدين، إن "صادرات العراق من الطاقة وبينها النفط الخام ليست مشمولة بالرسوم التي فرضها ترامب”، مبينا ان "الأثر الاقتصادي للرسوم الأميركية على العراق محدود جداً".
وأضاف أن "الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة راسخة وقوية"، لافتا الى ان "العراق يواصل التزامه بتعميق التعاون مع الولايات المتحدة في مختلف القطاعات".
لكن في تدوينة اخر للمرسومي بعنوان "أنا مستغرب … إذن أنا موجود !!"، قال فيها، "أنا شخصيا مستغرب جدا من التصريحات الحكومية التي تحاول أن تضع بطيخة صيفي في بطون العراقيين كما يقول المثل المصري من خلال التهوين من التأثيرات الكارثية لزيادة الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة مع انها ستخفض من اسعار النفط ومن ثم ايرادات النفط العراقية التي تشكل الأساس في الايرادات العامة مما سيدفع موازنة ٢٠٢٥ إلى حرج شديد بعد ان بنيت على سعر ٧٠ دولار للبرميل فيما تتجه الأسعار إلى ادنى من ذلك مما سيعمق العجز في الموازنة وكان على المستشارين الحكوميين بدلا من ذلك تقديم النصح للحكومة بضرورة ترشيد الموازنة العامة وضبط الانفاق الحكومي وتعزيز الإيرادات غير النفطية لمواجهة الأزمة الاقتصادية القادمة".
وطالبت عضو مجلس النواب زينب الموسوي، اليوم الخميس، بطرد السفيرة الأميركية لدى بغداد، وغلق السفارة و"إنهاء التعاون فورا"، بعد فرض الإدارة الأمريكية رسوما جمركية على العراق بنسبة 39%.