شركة "بتروناس" الماليزية تخطط لمغادرة العراق.. تعرف على الأسباب وموقف بغداد من ذلك
انفوبلس/..
كشفت مصادر معنيّة بشؤون الطاقة، أمس الأحد، عن إبلاغ شركة "بتروناس" الماليزية السلطات العراقية نيّتها بيع حصتها من حقل الغراف النفطي خلال الفترة المقبلة لصالح شركة "بيرتامنيا" الإندونيسية، متوقعةً وقوع "معركة" مفاوضات مع الحكومة.
وقالت المصادر، إن "وزارة النفط العراقية تبحث الآن إمكانية شراء حصة الشركة الماليزية عبر شركة نفط ذي قار ومنع بيعها حصتها لصالح شركة أخرى". مؤكدة، إن "وزارة النفط العراقية غير سعيدة بأداء الشركات المذكورة خصوصا مع التردد الذي أظهرته الشركة الماليزية في تطوير حقل اليمامة جنوبي العراق"، بحسب وصفها.
وتابعت، إن "الشركة الماليزية كانت قد أعلنت في أكتوبر عام 2020 إعادة النظر بحصتها في حقل الغراف النفطي ووجودها بشكل كلي في العراق". موضحة، إنها "كانت قد دخلت السوق العراقي عام 2009 باستثمار قيمته 9 مليارات دولار في الحقل النفطي".
ارباك وانسحابات متكررة
يشار الى ان شركة “بتروناس” رفضت الإجابة على أسئلة الوكالة حول نيتها الخروج من السوق العراقي فيما رفضت السلطات العراقية ممثلة بوزارة النفط تأكيد او نفي الخبر بحسب الوكالة.
وخلال السنوات الاخيرة برزت تحركات مشابهة لشركات اجنبية عديدة قامت ببيع حصصها في حقول العراق النفطية، مما تسبب بإرباك لوزارة النفط والحكومة في بغداد بالتعامل مع الانسحابات المتكررة.
الشركة لم تحقق إنتاج الذروة
حقل الغراف النفطي الذي تديره شركتي بتروناس الماليزية لم يصل الى انتاج الذروة البالغ 230 الف برميل يومياً
ديوان الرقابة المالية العراقي أكد في تقرير له في حزيران 2023، أن حقل الغراف النفطي الذي تديره شركتي بتروناس الماليزية وجابكس اليابانية، لم يصل الى انتاج الذروة البالغ 230 الف برميل يوميا.
وذكر التقرير، انه بعد مرور 7 سنوات على بدء الإنتاج التجاري في حقل الغراف، حتى الان لم يتجاوز 50٪ من الهدف الإنتاجي في عقد الخدمة والبالغ 230 الف برميل يوميا.
وأضاف أن "انتاج الحقل بدأ بالعام 2013، بقدرة 67 ألف برميل وارتفع في العام 2016 إلى 100.9 ألف برميل يوميا، ولكن بعدها تواصل الانخفاض إلى 95.8 ألف برميل يوميا، وفي العام 2020 تقلص الإنتاج إلى 36.6 ألف برميل يوميا بسبب التقليص في الإنتاج الناتج عن حالة الكساد العالمي بسبب جائحة كورونا.
إنتاج بطيء وحرق للغاز المصاحب
وزارة النفط قامت بتغيير خططها في ما يخص استثمار الغاز المصاحب لحقل الغراف، اذ تم تغيير التزام الشركة المستثمرة للحقل من انشاء وحدات متكاملة لمعالجة الغاز المصاحب الى قيامها فقط بعمليات تجفيف الغاز وضخه إلى المشروع المزمع انشاءه في حقل الناصرية الخاص بتجميع غاز حقول شركة نفط ذي قار
ورصد التقرير، بطء الشركة المستثمرة بتطوير منشآت الحقل منذ بدء الإنتاج، بسبب انشاء صفتان لعزل النفط الخام بطاقة 50 ألف برميل يوميا، وهي المنشآت الوحيدة العاملة والتي في حال عملها بنسبة 100٪ من طاقتها التصميمة لن تحقق نصف انتاج الذروة المتعاقد عليه والبالغ 230 ألف برميل يوميا، كما لم يتضمن العقد سقف زمني يلزم الشركة المستثمرة للحقل لإنجاز وحدات معالجة واستثمار الغاز المصاحب.
وتابع أن معدل انتاج الحقل من الغاز المصاحب يبلغ 47 مليون قدم مكعب، يتم استخدام 10 ملايين قدم مكعب في توليد الطاقة الكهربائية، وتسخين النفط الخام ويذهب المتبقي الذي يقارب 37 مليون قدم مكعب الى شعلة الاحتراق.
واكد التقرير، أن عدم حسم اتفاقية نقل النفط الخام مع الشركة المستثمرة لحقل الغراف النفطي والتي تلزم الشركة في تحديد مواصفات النفط الخام المصدر من الحقل من حيث كفاءة عمليات المعالجة وفصل الماء والشوائب، مما يتيح للشركة المستثمرة عدم التركيز على كفاءة عمليات المعالجة للنفط الخام، ويكون تركيزها على زيادة كميات النفط المنتج وعلى حساب النوعية من حيث المحتوى الكبريتي المنخفض.
ولفت التقرير، إلى أن وزارة النفط قامت بتغيير خططها في ما يخص استثمار الغاز المصاحب لحقل الغراف، اذ تم تغيير التزام الشركة المستثمرة للحقل من انشاء وحدات متكاملة لمعالجة الغاز المصاحب الى قيامها فقط بعمليات تجفيف الغاز وضخه إلى المشروع المزمع انشاءه في حقل الناصرية الخاص بتجميع غاز حقول شركة نفط ذي قار.
وأوضح أن عدد الابار التي حفرت في الحقل لغاية الربع الثاني من العام 2021، بلغت 111 بئر، مضيفا أن شركة السور العظيم الصينية قامت بحفر 42٪ من الابار وشركة زيباك الصينية 19٪ وشركة الحفر العراقية 25٪ وشركة وذر فورد الامريكية 14٪.