"طريق الحضارات" يبدأ التشغيل التجاري.. مشروع ترانزيت يربط العراق بالعالم ويرفد خزينة الدولة بموارد تضاهي النفط.. تعرف على تفاصيله
انفوبلس..
بأرباح توازي أرباح النفط، افتتحت وزارة الاتصالات مشروع "طريق الحضارات" وأعلنت إدخاله التشغيل التجاري، باعتباره أول مشروع ترانزيت يربط العراق بدول الجوار والعالم الخارجي.
وزيرة الاتصالات هيام الياسري قالت خلال افتتاح المشروع، إن "هذا المحفل مهم لوزارة الاتصالات وللعراق بشكل عام من النواحي الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية"، مبينة إن "مشروع طريق الحضارات هو أول مشروع translate نجحت الوزارة في تشغيله".
ونوهت، الى "اهتمام الوزارة الكبير بمشاريع ترانزيت والتي هي عبارة عن مشاريع للألياف الضوئية تربط العراق بدول الجوار والعالم الخارجي، وتكمن أهميتها من حيث تعزيز موقع العراقي استراتيجيا بين دول العالم وتساهم في حال تفعيلها في استقرار الأمن"، مشيرة الى أن "اليوم أُطلق المشروع والعمل جارٍ على مشاريع أخرى إضافية للترانزيت ستُطلق تباعاً".
وأضافت، إن "مشروع طريق الحضارات منافس لقناة السويس، وإن الكثير من دول العالم والخليج تفضل المرور عبر العراق، كونه طريقا بريا قصيرا وآمنا يصل دول العالم والخليج وجنوب غرب آسيا يصل بأوروبا عن طريق العراق مرورا بتركيا"، لافتة الى أن "الطريق البري أكثر أمنا من الكوابل البحرية التي تمر في البحار والمحيطات، لذا شرعت الوزارة بالعمل على مشاريع ترانزيت بالأشهر الماضية ومنحها الأهمية البالغة وتكللت الجهود بالنجاح في تذليل الصعوبات والمعوقات التي ترافق هذه المشاريع من حيث وضع السياسات السعرية المناسبة، فضلا عن حل جميع المشكلات الفنية والمعوقات الإدارية أو القانونية أو المالية".
وأردفت وزيرة الاتصالات، إن "مشروع طريق الحضارات هو أول وأكبر شبكة ترانزيت افتُتح اليوم بتشغيل تجاري"، مبينة إن "المشروع عبارة عن مد 2000 كيلومتر من الألياف الضوئية داخل الأراضي العراقية يربط العراق بدول المنطقة عن طريق خمسة منافذ في الفاو، منفذ الفاو ومنفذ صفوان ومنفذ المنذرية ومنفذ عرعر ومنفذ ربيعة، ومن هذه المنافذ الخمسة بالإمكان إمرار سِعات وحركة اتصالات دولية ترانزيت وصولا إلى أوروبا عن طريق تركيا".
واستطردت، "نجحنا في إطلاق التشغيل التجريبي لأول زبون وهي شركة t Helix ولدينا زبائن بالانتظار، حيث سيتم إطلاق المشروع لشركات فودافون وتركي سيل وغيرها من الزبائن، وهؤلاء جاهزون وأيضا بالانتظار لإمرار سِعاتهم عبر العراق".
تنسيق مع دول الجوار
وفي أواخر أيام شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحث وزيرا الاتصالات العراقي هيام الياسري والإيراني عيسى زارع بور، مشاريع الترانزيت وزيادة سعات الإنترنت.
وقالت وزارة الاتصالات في بيان، إن "وزيرة الاتصالات هيام الياسري استقبلت وزير الاتصالات وتقنيات المعلومات الإيراني عيسى زارع بور والوفد المرافق له بحضور الكادر المتقدم في الوزارة"، مبينة إنه "جرى خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون بين البلدين في المشاريع المشتركة وفي مقدمتها إدخال سعات الإنترنت عبر المنافذ البرية، بالإضافة إلى مشاريع الترانزيت لربط شرق العراق بغربه استكمالاً لربط الجنوب بالشمال وصولاً إلى أوروبا".
وذكرت، إنه "تم بحث الاستعدادات لزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) المقبلة واستكمال الإجراءات المطلوبة للتحضير في زيادة السعات المستخدمة بما ينسجم مع الزيادة المتوقعة في أعداد الزائرين الوافدين للعراق".
وأعرب الوزير الإيراني "عن استعداد الشركات الإيرانية للتعاون والعمل المشترك بين البلدين في قطاع الاتصالات والمعلوماتية والبريد، لاسيما في مجال إمرار سعات الإنترنت وإنشاء مراكز بيانات".
اختبارات ناجحة
كما أعلنت الوزارة في أواخر أيام أيلول/ سبتمبر الماضي، نجاح الاختبارات لإمرار سعات الترانزيت من العراق إلى أوروبا.
وقال بيان لوزارة الاتصالات، إنه "برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وإشراف ودعم وزيرة الاتصالات هيام الياسري انطلقت أعمال معرض ومؤتمر العراق الدولي للتحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ITEX وبحضور عدد كبير من المسؤولين والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية وعمداء وأساتذة الجامعات وشركات القطاع الخاص والذي يُقام على أرض معرض بغداد الدولي للفترة من ٢٧ - ٣٠ / أيلول ٢٠٢٣".
وأكدت الياسري خلال كلمة الافتتاح على "أهمية قطاع الاتصالات والمعلوماتية في التحول الرقمي باعتباره من القطاعات الرائدة في العراق".
وأضافت،" إننا في حكومة الخدمات نعمل بشكل متسارع لتطوير الاتصالات والمعلوماتية والبريد للارتقاء إلى مستوى الدول المتقدمة خصوصاً بعد نجاح الوزارة وتشكيلاتها في تنفيذ الكثير من المشاريع الاستراتيجية المهمة".
وأعربت الياسري، وفقا للبيان،" عن دعمها الكامل لمشاريع الكابل الضوئي FTTH والترانزيت واستثمار موقع العراق الجغرافي المهم ولفتت إلى وضع سياسات سعرية جديدة للتعاقدات مع الشركات العالمية والقطاع الخاص مما يؤدي إلى تحول كبير في جودة الخدمات".
وأعلنت الياسري،" عن نجاح الاختبارات لإمرار سعات الترانزيت من العراق إلى أوروبا عن طريق تركيا فضلا عن البدء في الإجراءات التعاقدية لإضافة كابل بحري ثالث؛ وذلك لتحسين إمرار السعات وتخفيض أسعار الإنترنت في العراق"، مبينة، إن "نسبة إنجاز مشاريع الكيبل الضوئي قد بلغت 300٪ قياساً لما هو مقرر في البرنامج الحكومي ومن المؤمل الوصول في نهاية العام الحالي إلى مليونين ونصف المليون خط FTTH ليكون بديلا عن الهاتف الأرضي السابق إضافة إلى العديد من الخدمات المقدمة عن طريق الألياف الضوئية الواصلة لمنازل المواطنين".
مورد يضاهي النفط
وفي وقت سابق من العام الماضي، أكد عضو لجنة الاتصالات النيابية عقيل الفتلاوي أن العراق سيطرح مشروع ترانزيت القابلوات الضوئية قريبا.
وقال الفتلاوي، إن "ثروات العراق لا تقف عند ما تتضمنه باطن أرضه بل موقعه الجغرافي في أنه يمثل أقصر مسافة بين الخليج العربي أوروبا عبر تركيا ويمكن أن يتكون الى بوصلة مهمة في الاتصالات الدولية بين المحيط الهندي ودول جنوب شرق آسيا وأوروبا وحتى أفريقيا".
وأضاف، إن "هناك مشروعا استراتيجيا سيُطرح قريبا وهو ترانزيت القابلوات الضوئية الناقل لسعات الإنترنت من ميناء الفاو الى تركيا ومنها الى أوروبا والتي يمكن أن تستوعب من 30-35% من قدرات الإنترنت حول العالم أي سنكون أمام مورد يضاهي النفط".
وأشار الى أن "دولا كثيرة تسعى الى أن يكون لها فرصة للاستثمار في ترانزيت القابلوات الضوئية في العراق خاصة وأنه يدعم أهم القطاعات المستقبلية التي تشكل حيوية في الاقتصاد".
أولى الخطوات
وفي وقت سابق من 2023، أعلنت وزارة الاتصالات، إقرارها مشروع عبور السعات (الترانزيت) لربط دول الخليج بالعراق عن طريق الكويت.
وذكرت الوزارة في بيان، أن "هيئة الرأي في وزارة الاتصالات عقدت جلستها الـ 130، برئاسة الوزيرة هيام الياسري، وقد تم إقرار مشروع عبور السعات (الترانزيت) الذي يربط دول الخليج بالعراق عن طريق الكويت وإحالته إلى الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية للمضي بإجراءات التعاقد".
وأضافت، أن "هذا المشروع يتضمن استثمار موقع العراق الجغرافي بجعله حلقة وصل لربط دول الخليج وجنوب شرق آسيا بأوروبا عن طريق العراق بعد ربطه برّاً مع الكويت بواسطة الكابل الضوئي مما يعزز مكانة العراق الإقليمية والدولية".
ونوهت، بأن "مشروع عبور السعات الترانزيت يُعد من المشاريع الاستراتيجية التي تتصدر اهتمام الوزيرة بعد أن تلكأ على مدى السنوات الماضية".
وقالت الياسري، بحسب البيان، إن "هذا المشروع سيُسهم في تعظيم إيرادات العراق واستقراره على المستويين الأمني والاقتصادي من خلال تشجيع جذب الاستثمارات الدولية وجعله منافساً قوياً في سوق الاتصالات العالمية".
وتعتمد أغلب دول العالم على مد قابلوات أرضية وضوئية لمسافة بعيدة لنقل الإنترنت فيما بينها باعتباره بات شرياناً حيوياً للاتصالات.