علي الوردي يُدخل نجيب ساويرس إلى العراق.. السوداني يتعاقد مع الملياردير المصري لإنشاء مدينة سكنية ضخمة بأطراف العاصمة.. تعرّف على التفاصيل
انفوبلس..
لقد بات من الواضح أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يسعى لتنفيذ برنامجه الحكومي عبر التعاقد مع شركات معروفة وشخصيات ذات تاريخ لضمان جودة المشاريع وسرعة الإنجاز، وهذه المرة تعاقدت الحكومة مع رجل أعمال يُعد الأبرز في مصر والوطن العربي وخامس أغنياء العرب، وهو نجيب ساويرس، الشخصية المحبوبة لدى أغلب المصريين والمعروفة نسبياً عند العراقيين.
ووقّع رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "أورا للتطوير العقاري"، عقداً لتطوير مشروع مدينة "على الوردي الجديدة" بمدينة النهروان شمال شرق العاصمة العراقية بغداد، على مساحة 61 مليون متر مربع.
وقال سايروس، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إن "المشروع عبارة عن مدينة سكنية مستدامة وصديقة للبيئة، وتضم 120 ألف وحدة سكنية لتلبية كل متطلبات السكن الحضاري ببغداد".
وأوضح ساويرس، إن "المشروع يضم عدداً من الخدمات، أبرزها مباني جامعية ومجمعات طبية، فضلاً عن مناطق تجارية وترفيهية لتلبية احتياجات العملاء كافة".
وقال ساويرس، في تصريحات صحفية سابقة، إن "إجمالي استثمارات المشروع تُقدر بنحو 15 مليار دولار، موزعة على 10 سنوات تقريبا، وذلك ضمن نشاط شركة "أورا للتطوير العقاري" خارج مصر بعدد من الدول من ضمنها العراق".
إعلان حكومي
المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء كشف في بيان، أنه "برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، جرى توقيع عقد مشروع مدينة علي الوردي السكنية الجديدة، من قبل وزير الإسكان والإعمار والبلديات، مع مدير شركة أورا (ORA) للتطوير العقاري نجيب ساويرس". مبينا، أن "المشروع يُعد الأكبر من بين مشاريع المدن الخمس السكنية الجديدة في مرحلتها الأولى، التي منحها البرنامج الحكومي أولوية التنفيذ".
وأشار رئيس مجلس الوزراء، خلال حفل التوقيع، إلى أن "استراتيجية حلول أزمة السكن التي تتبعها الحكومة، تتضمن تهيئة مدن مخدومة في البنى التحتية، وتتوافر على الآلاف من الوحدات السكنية المختلفة، بما يناسب فئات المواطنين المتنوعة، كما تعمل على تقليل الضغط السكّاني عن مدينة بغداد". مؤكداً، أن "هذا المشروع يجري تنفيذه لأول مرّة بتاريخ العراق بهذا الحجم والسعة، وأنه يأتي التزاماً لما ورد في البرنامج الحكومي من إيجاد حلول جذرية ومستدامة لأزمة السكن".
وعبّر، عن "تقديره أداء الفريق المختص في وزارة الإسكان والإعمار، وأمانة بغداد، وباقي الدوائر المعنية، بما يؤكد أن البيئة الاستثمارية في العراق باتت مهيأة وجاذبة بشكل فعّال".
من جانبه، بيّن ساويرس، أن "هذه الشراكة مع العراق لتنفيذ مدينة علي الوردي السكنية، ستكون نقطة تحوّل في التعاون والتشارك في الرؤية الرائدة والمبتكرة لتنفيذ المدن السكنية، التي تراعي التوازن بين الاحتياجات البيئية والسكّانية".
وتابع البيان، أن "مشروع المدينة الجديدة، التي حملت اسم عالم الاجتماع والمفكر العراقي الراحل علي الوردي، يمتد على مساحة 61 مليون متر مربع إلى الجهة الجنوبية الشرقية من العاصمة بغداد، وسيوفر 120 ألف وحدة سكنية متنوعة، فضلاً عن المنشآت الحضرية والمساحات الخضراء ووسائل المدن الذكيّة التكنولوجية، من أجل تطبيق معايير متقدمة في الاستدامة والحفاظ على البيئة".
ولفت، الى أن "شركة أورا تُعد من أبرز الشركات المعروفة في مجال التطوير العقاري على المستوى الإقليمي والدولي، كما يأتي التعاقد معها ضمن توجهات الحكومة لعقد شراكات ناجحة مع الشركات المتقدمة ورجال الأعمال المعروفين بجودة التنفيذ والخبرات".
تعديلات حكومية لجذب الاستثمار
في تموز الماضي، كشف المستشار السياسي للحكومة العراقية فادي الشمري عن حزمة إجراءات حكومية تهدف لتحويل البلاد إلى بيئة جاذبة للاستثمارات الخارجية، تضمنت في قسم منها تعديلات قانونية وإجراءات إدارية مختلفة.
التأكيدات الحكومية جاءت بالتزامن مع بدء عدد من الوزارات بوضع خطط لأبرز المشاريع المتعلقة بالإسكان والبنى التحتية أملاً بجذب شركات تركية وصينية وإيرانية وأخرى عربية على وجه الخصوص، من المتوقع أن يتم الاتفاق مع قسم منها، وفقا لمبدأ النفط مقابل الإعمار الذي رفعته بغداد قبل عدة سنوات.
وقال المستشار السياسي للحكومة فادي الشمري، إن "الحكومة تهدف إلى تحويل العراق لبلد جاذب للاستثمار"، مُحدداً 8 تعديلات لتوفير بيئة عمل متكاملة للمستثمرين.
وأكد، أن "رؤية حكومة محمد شياع السوداني تهدف إلى ضرورة تحويل العراق لبلد جاذب للاستثمار من خلال تحسين بيئة الأعمال، وتطوير البنية التحتية للبلاد".
وأوضح، أن "الحكومة تدرك أن الاستثمار الوافد يلعب دوراً حاسماً في تعزيز التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل وتحسين جودة حياة المواطنين وتنويع قاعدة الاقتصاد العراقي وتطوير القطاعات غير النفطية، وعلى هذا الأساس فإن هدف حكومة السوداني يتمثل بتبسيط الإجراءات البيروقراطية وتعزيز الشفافية في منح الإجازات الاستثمارية من خلال إجراء تعديلات على القرارات الحكومية التي تتعلق بالاستثمار".
وبيّن، أن مجلس الوزراء أجرى "تعديلات جوهرية ومهمة لتجاوز حلقات الروتين الإداري وخلق بيئة استثمارية متقدمة للمستثمر وإعطاء صلاحيات ومرونة أكثر للهيئة الوطنية للاستثمار وهيئات الاستثمار في المحافظات للتعامل مع المستثمرين واختصار الوقت عليهم".
وأشار إلى، أن "التعديلات جاءت منسجمة مع رؤية الحكومة بضرورة توفير بيئة عمل متكاملة تلبي احتياجات المستثمر وتقلل الوقت في منح الإجازة الاستثمارية".
وكشف أن من بين الإجراءات المتخذة إقرار المخططات المتعلقة بالمشروعات الاستثمارية خلال 30 يومَ عملٍ كحد أقصى، ومنح البنك المركزي والمصارف الحكومية والمؤسسات المالية الأخرى المستثمرين العراقيين والأجانب قروضا وتسهيلات مالية في حال إنجازهم 25% من المشروع، واستكمال الهيئة الوطنية للاستثمار الموافقات المطلوبة جميعها بما في ذلك تخصيص الأرض قبل إعلان الفرص الاستثمارية، إلى جانب التزام الحكومات المحلية في المحافظات بتزويد الهيئة الوطنية للاستثمار بأرقام قطع الأراضي الاستثمارية.
ولفت الشمري إلى أن "الحكومة تدرك أن تحويل العراق إلى وجهة استثمارية جاذبة يتطلب جهودا مشتركة من قبل جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك القطاع الخاص والمجتمع المحلي والمستثمرين الأجانب، ومن خلال تحقيق هذه الرؤية، يمكن أن يكون للاستثمار دور هام في تعزيز الاقتصاد العراقي وتحقيق التنمية المستدامة في البلاد وتوفير فرص عمل وتنويع مصادر الدخل".
وجاء الإعلان العراقي بالتزامن مع كشف رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس عن مشروع استثماري وصفه بـ"العملاق"، في بغداد خلال لقاء جمعه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وقال ساويرس في تغريدة على حسابه بموقع "أكس" حول الزيارة، إنه "لقاء أخويّ مثمر لمشروع عملاق في بغداد".
خروج من الاقتصاد الرَّيعي
وتعليقاً على ذلك، قال الخبير بالشأن الاقتصادي العراقي علاء السعدي، إن "الحكومة تأخذ أخيرا بتوصيات خبراء الاقتصاد بأهمية الخروج من الاقتصاد الرَّيعي الذي يعتمد على النفط فقط".
وأضاف السعدي، إن "استمرار اعتماد العراق على النفط فقط، مع تضخم قاعدة موظفي القطاع الحكومي، بما يتطلب توفير 6 مليارات دولار تقريبا كل شهر لدفع مرتبات الملايين منهم، يجعل العراق تحت رحمة أسعار النفط حرفيا".
واعتبر، إن "تنشيط قطاع الاستثمارات من شأنه تنشيط القطاع الخاص وخلق مئات الآلاف من فرص العمل وزيادة الدخل القومي للبلاد"، واصفا الخطوة بأنها ستكون مهمة في حال وجود جدية بتوفير مناخ آمن للاستثمار، حيث كان عامل الأمن المانع الأول لدخول الاستثمارات الأجنبية للعراق طوال العشرين عاما الماضية".
من هو نجيب ساويرس؟
نجيب أنسي ساويرس المولود في 17 يونيو 1955 في محافظة سوهاج لأسرة مسيحية، ويُعد أحد أكبر رجال الأعمال المصريين، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، نجل أنسي ساويرس مؤسس مجموعة أوراسكوم الأم المتعددة النشاطات.
حصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية وماجستير في علوم الإدارة التقنية من المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في سويسرا. أطلق قناة أو تي في التي افتُتحت في 31 يناير 2007 وقناة أون تي في التي افتُتحت في 6 أكتوبر 2008. مساهم في جريدة المصري اليوم، قدّرت مجلة فوريس سنة 2015 أن ثروته تبلغ 2.9 مليار دولار، وترتيبه رقم 577 في قائمة أغنى أغنياء العالم حيث يحتل المرتبةَ الرابعةَ في مصر.
بدأ حياته العملية في مصر بعد عودته من رحلةِ الدراسة سنة 1987 بإنشاء قطاع في شركة والده (أوراسكوم) باسم قطاع التكنولوجيا بوكالة شركة HP للحاسبات، وظل يطور هذا القطاع فضم إليه وحدةَ اتصالات الحاسب من شركة AT&T في عام 1990 ليستكمل منظومة العمل في هذا المجال، ثم تطورت علاقته بالشركة حتى حصل على وكالة شركة AT&T لأجهزة الاتصالات سنة 1992، ومنذ ذلك التاريخ بدأت علاقته بقطاع الاتصالات وشغفه به وكان يعاونه في هذا المجال أول مهندس اتصالات عمل معه وهو المهندس أسامة الخولي وفي عام 1994 أنشأ أول شركة للإنترنت InTuch، وفي عام 1996 أنشأ أول شركة للاتصالات عبر الأقمار الصناعية في مصر ESC، وفي عام 1997 كانت انطلاقته في عالم الهاتف المحمول بتحالفه مع شركتي أورنج و Motorola بإنشاء شركة موبينيل للاتصالات التي استحوذت على 70% من الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول في مصر والمعروفة باسم موبينيل وكانت هذه هي نقطة التحول الثانية في تقدمه في مجال الاتصالات.
وتُعد شركته "أوراسكوم للإنشاء والإعمار" واحدة من أهم الشركات في مجال الإنشاءات والتطوير العقاري في مصر والشرق الأوسط، وتمتلك نجيب ساويرس العديد من المشاريع الناجحة في هذا المجال. ويعتبر نجيب ساويرس من أهم رجال الأعمال في مصر والعالم العربي، ويتميز بقدرته على التفكير الإبداعي والتخطيط الاستراتيجي الذي يساعد على نجاح مشاريعه.