مؤسسات "مدلّلة" أمريكياً.. تعرّف على بنوك عراقية ترضى عنها واشنطن.. السر بـ"الحنظل" ورابطته المدعومة إماراتياً
انفوبلس..
بعد العقوبات الأمريكية المتكررة على عدة مصارف عراقية وبحجج مختلفة أدت بشكل كبير إلى تدهور الاقتصاد العراقي، ظهرت للواجهة بشكل تلقائي مجموعة من المصارف "ترضى" عنها واشنطن، ولم تعاقبها حتى اليوم على الرغم من وجود مخالفات فيها إلا أنها لا تزال في منطقة الأمان لأنها تمارس مخالفات غير ضارة للمصالح الأمريكية.
وتعد بعض مصارف "رابطة المصارف العراقية الخاصة"، برئاسة وديع الحنظل من المؤسسات "المدلّلة" أمريكياً، وفق مصادر مطلعة، بسبب قربها من سياسة واشنطن وقيامها بالعديد من المخالفات المالية لكن بعيدا عن المحظورات الأمريكية وموافقة لمصالحها في العراق.
من هو وديع الحنظل؟
هو رجل أعمال عراقي ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحنظل منذ عام 2007، والشركة العراقية لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة المحدودة، ورئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية.
شغل منصب رئيس مجلس إدارة الشركة العراقية للكفالات المصرفية، ومصرف آشور الدولي للاستثمار الذي قام بتأسيسه.
حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الزراعية ونال لقب "سفير السعادة" عن الجالية العراقية في الإمارات.
ويعد من بين الشخصيات التي انفجرت ماليا بعد 2003، ورابطته ومصارفها تعد مسؤولة عن جزء من مزاد العملة.
كما يعد الحنظل من أكثر الشخصيات العراقية قرباً من الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية في العراقية، ودائما ما كانت المؤسسات التي يديرها مميزة ومحاباة من قبل الإدارة الأمريكية.
في شهر آيار/ مايو الماضي، انتشرت أنباء حول قيام هيئة النزاهة بالتحقيق بقضية استيلاء الحنظل على أموال مبادرة البنك المركزي لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة واستخدامها لشراء العقارات في تركيا.
الخبير الاقتصادي عمر الخليفة، وفي مطلع العام الحالي، عزا في مقال له انهيار قيمة الدينار العراقي أمام الدولار إلى الدور السلبي الذي تلعبه رابطة المصارف الخاصة في هذه القضية.
وذكر الخليفة، أنه لم يعد يخفى على أحد حجم التلاعب الخطير الذي تقوم به رابطة المصارف الخاصة برئاسة (وديع الحنظل) بارون غسيل الأموال والمتحكم في سياسة البنك المركزي العراقي الذي أُفرغ من الكفاءات الوطنية واستبدالهم بأشخاص متحزبين لا يفقهون شيئا بالسياسة النقدية، والذين عمدوا على تحقيق مصالح الجهات التي جاءت بهم والاستيلاء على الدولار من خلال نافذة مزاد العملة التي تعد من أفسد الأقسام في البنك المركزي العراقي والتي يتحكم فيها (وديع الحنظل) رئيس رابطة المصارف الخاصة ومالك "مصرف آشور الدولي للاستثمار" والذي عمل على تمكين المصارف وشركات الصرافة التي تعمل في مجال غسيل الأموال عبر حوالات وهمية يتم تخريجها إلى عدد من الدول منها (الأردن وتركيا والإمارات) بحجة الاستيراد ولا تعود أي استيرادات مقابلها وإن عادت تعود بنسب قليلة, بل يجرى التحفظ بها في البنوك الخارجية أو تجارة العقارات.
وبحسب الخليفة، فقد تفاقمت أزمة الدينار العراقي عندما أُقِرّ تعويم الدينار العراقي بوقت خاطئ ولا يتلاءم مع الوضع العراقي إطلاقا كون العراق لا يملك زراعة ولا صناعة وأن قرار تعويم العملة يأتي لتشجيع عمليات التصدير للبضاعة التي ينتجها البلد، في الوقت الذي يستورد العراق مستلزمات الحياة الضرورية كافة من الدول، ويشهد انعداما للصناعة وتدميرا ممنهجا للقطاع الزراعي وتراجعا حادا في القطاع الخاص الذي هو الآخر تهيمن عليه الأحزاب.
إن الانهيار الذي يشهده الدينار العراقي، بحسب رأي الخليفة، لم يأتِ بفعل التقلبات الاقتصادية، بل جاء نتيجة لاستشراء الفساد وتغول عصابات غسيل الأموال، ويعود انهيار الدينار العراقي لجملة أسباب، أبرزها التدخل السافر لرابطة المصارف الخاصة التي تتحكم بمزاد العملة وتعد من أكبر مظلات غسيل الأموال في العراق، كذلك تلاعب رابطة المصارف بسوق العملة الذي تسبب بانهيار الدينار العراقي أمام الدولار، فضلا عن الإشاعات التي تنشرها الجيوش الالكترونية التابعة لرابطة المصارف الخاصة والتي تسهم في خلق حالة من الذعر والإقبال على شراء الدولار لغرض تقليل معروضه وهو ما ينعكس سلبا على الدينار العراقي مما يؤدي إلى مواصلة انهياره.
وعلى الرغم من أن المصارف الـ18 المعاقَبة من قبل الولايات المتحدة يتبع بعضها رابطة المصارف الخاصة العراقية، إلا أن المصارف التابعة بشكل مباشر لوديع الحنظل لم تُمس لا بقرار العقوبة الأول ولا بالقرار الأخير للخزانة الأمريكية.
الحنظل يرتبط بشبكة كبيرة من العلاقات المشبوهة، فهو من جهة يرتبط ارتباطا كبيرة بعائلة بارزاني في إقليم كردستان ولديه العديد من الصفقات والتفاهمات مع الحكومة الكردية.
وعلى المستوى الإقليمي، لدى الحنظل علاقات كبيرة مع تركيا والإمارات والعديد من دول الخليج، فضلا عن علاقات واسعة مع رعاة المصالح الأمريكية في العراق.
هذه العلاقات، مع ما يجري خلال السنوات الأخيرة من تغاضي عن المخالفات المتورط بها الحنظل ومصارفه تؤكد بطريقة لا تقبل الشك حجم الحماية والمحاباة الأمريكية لهذه الشخصية، وذلك بمقابل ما يقدمه من ولاء لواشنطن بحسب ما يرى مراقبون عراقيون.
ومن اللافت أنه خلال الأعوام الأخيرة، وعند الحديث عن ملفات الفساد العملاقة، يكون اسم "مجموعة الحنظل" من أبرز الاسماء التي يتم تداولها عند الحديث والبحث بهذه الملفات.