"التفاح مقابل الكهرباء"!.. القصة الكاملة للعرض اللبناني إلى العراق
انفوبلس/..
مازالت لبنان تراهن على العراق لتوفير الوقود لمحطاتها الكهربائية والمتمثل بزيت الوقود، الذي ارتفع سعره عالميًا كما كل المشتقات النفطية الأخرى، وهذه المرّة، تحاول لبنان تصدير "التفاح مقابل الفيول" أو النفط الأسود أو زيت الوقود، فهي جميعها أسماء لمنتوج واحد ينتج العراق منه ملايين الأطنان سنويًا يصدر بعضه ويستهلك المتبقي.
اقترح الجانب اللبناني تصدير التفاح إلى العراق مقابل النفط الأسود
بدأت الرغبة اللبنانية لاستيراد زيت الوقود من العراق العام الماضي عندما واجهت لبنان أزمة في توفير الوقود لتوفير الكهرباء، بالتزامن مع الانهيار الاقتصادي ونقص العملة الصعبة الذي تشهده لبنان.
ووقّع العراق اتفاقًا مع الجانب اللبناني بتزويد لبنان بنحو مليون طن من الوقود سنويًا، مقابل سلع وخدمات "غير واضحة"، إلا أنّ الإيضاحات التي جاءت فيما بعد أشارت إلى إمكانية أن تكون مساعدات طبية.
ومؤخرًا، أعلن الجانب اللبناني عن اقتراح لتصدير التفاح إلى العراق مقابل "الفيول"، وجاء هذا الاقتراح من الهيئة اللبنانية لمعالجة المسائل الانمائية في الشمال والمكونة من رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي، وذلك خلال اجتماع الهيئة برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
وبيّنت الهيئة أنّ "هناك العديد منها قابل للتنفيذ والبعض الآخر يمكن تحقيقه في المديين المتوسط والبعيد"، مشيرةً إلى أنه "قدمنا خلال هذا الاجتماع اقتراحًا من أجل شراء التفاح اللبناني من المزارعين وتصديره إلى العراق، في مقابل تزويدنا بالفيول كخطوة أولى، وسيكون لها آثار إيجابية على الاقتصاد اللبناني بشكل عام وعلى المزارعين بشكل خاص".
وبلغة الأرقام، ينتج العراق 50 ألف متر مكعب من زيت الوقود يوميًا، ما يعني أكثر من 18 مليون طن سنويًا، يصدر العراق منها سنويًا نحو 8 مليون طن، أيّ نحو 41% من إنتاجه، ويستهلك داخليًا المتبقي منها أي نحو 10 مليون طن.
وبينما يقضي الاتفاق إلى تزويد لبنان بمليون طن سنويًا، هذا يعني 10% من الوقود المتبقي للاستهلاك، أو 5% من إنتاج العراق الكلّي من زيت الوقود.
في بيان سابق لوزارة النفط، كانت قد أعلنت "بامتعاض شديد" عن مقدار ما يتسبّب به بيع زيت الوقود إلى المعامل والمصانع المحلية بأسعار مدعومة، من خسائر، حيث أنّ بيع الوقود إلى المعامل الداخلية بدلًا من تصديره بأسعاره العالمية يتسبب بخسارة 5 تريليون دينار سنويًا بحسب الوزارة، التي بيّنت أنّ "سعر طن زيت الوقود عالميًا في الوقت الحالي يبلغ أكثر من 600 دولار للطن".
ووفق ذلك، فإنّ قيمة المليون طن التي من المقرر إرسالها للبنان تبلغ 600 مليون دولار، أي أكثر من نصف مليار دولار.
وإذا ما تم احتساب سعر كيلو التفاح اللبناني بنحو ربع دولار للكيلو، فإنّ قيمة زيت الوقود المرسل من العراق إلى لبنان سيكون قبالتها نحو 2.4 مليار كيلو من التفاح، وهي كمية هائلة من غير المعلوم ماذا سيصنع العراق به، وتستوجب أن يستهلك العراقيون يوميًا نحو 7 ملايين كيلو غرام من التفاح.
سيكون قبالة قيمة زيت الوقود المرسل من العراق إلى لبنان نحو 2.4 مليار كيلو من التفاح
وتشير دراسات إلى أنّ استهلاك الفرد العراقي من الفواكه عمومًا شهريًا يبلغ 5.4 كيلو غرام، ما يعني نحو 65 كيلو غرام سنويًا، ما يعني أنّ مختلف أنواع الفواكه التي يستهلكها 40 مليون عراقي تبلغ 2.5 مليار كيلوغرام، ما ينفي إمكانية استهلاك 2.4 مليار كيلو من التفاح لوحده.