مستشاروه يحصلون على "حصة الأسد".. الكاظمي يشرف على منح أرض إلى جهة أمريكية
انفوبلس/..
بعد مضي ثلاثة أيام على زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى أمانة بغداد والتي لم يتم الإعلان عن أهدافها ومخرجاتها من قبل الإعلام الحكومي، الذي اكتفى فقط بإعلان الزيارة ولقاء الرئيس بأمين بغداد، إلا أنه في الوقت ذاته قد علمت انفوبلس، من مصادر مطلعة داخل أمانة العاصمة بما أسمتها بالكارثة من وراء هذه الزيارة.
وبينت المصادر، أن الكاظمي جاء الى مبنى الأمانة بهدف إتمام صفقة منح أراضٍ تعود ملكيتها الى جامعة بغداد، بغية تقديم التسهيلات اللازمة للمشروع بأسرع وقت ممكن قبل خروجه من السلطة.
وتشير المصادر، الى أن مساحة الأرض تبلغ 1007 دونم تعود لجامعة بغداد قد وافقت الأمانة خلال جلسة الكاظمي مع الأمين “عمار موسى” والتي عقدت بديوان الأمانة واستمرت لساعات عدة على استثمارها من قبل الجامعة الأمريكية، على الرغم من قرار حكومي سابق يمنع ذلك مقابل حصول الكاظمي ومستشاريه على نسبة 30 % من الصفقة.
وفي وقت سابق أعلنت الأمانة عن تصديها لضغوط حكومية من أجل تحويل 1007 دوانم عائدة لجامعة بغداد إلى الجامعة الأمريكية، بذريعة استخدامها لأغراض تعليمية، على الرغم من أن مساحتها أوسع من أكبر جامعة في العراق وهي جامعة بغداد، وأيضا على الرغم من أن تلك الأراضي مخصصة للموظفين في وقت يتظاهر فيه أساتذة وموظفو الجامعة لمنحها إياهم كأراضٍ سكنية داخل العاصمة.
واتهمت كتل سياسية في البرلمان رئاسة الجامعة الأمريكية وداعميها داخل مجلس الوزراء، بالاستيلاء على الأرض، ومن ثم تغيير جنسها من التعليمي إلى السكني وبيعها تجاريا، علما أن سعر المتر الواحد منها حاليا يبلغ نحو 2500 دولار، فيما يبلغ مجموع سعر الأرض نحو 5 مليارات دولار، لافتة إلى أن الأرض تشمل أيضا قصر الفاو الذي كان مخصصا لاستقبال رؤساء وملوك الدول عند زيارتهم بغداد، وهو حاليا ملك للشعب، وليس لأي جهة أخرى.
وفي ذات الوقت، كشفت المصادر لـ “المراقب العراقي” أن الكاظمي أبلغ الأمانة موافقة وزارة التعليم العالي وجامعة بغداد والجهات الأخرى على إبداء معاملة خاصة لهذه الجامعة، فيما لم يسبق أن خاطبت رئاسة الوزراء أي دائرة لمنح معاملة خاصة لأية جامعة أهلية سابقة، وهو ما تكشفه الكتب والموافقات في ملف الجامعة المعروض حاليا لدى أمانة بغداد.
بدروه، أكد الأستاذ في جامعة بغداد الدكتور أحمد الأحمر، أن “كل الجهات المسؤولة عن ملف التعليم بما فيها وزارة التعليم ورئاسة الجامعة لم تتحلَّ بالشجاعة طوال الفترة الماضية وتبلغ الأساتذة والموظفين المحتجين المطالبين بالأراضي السكنية بأن تعطيل تسليم الأراضي تقف وراءه إرادات أجنبية تحول دون حسمه”.
وقال الأحمر في تصريح صحفي إن “منح أراضي الجامعة لغرض الاستثمار إضافة الى كونه مخالفة قانونية ودستورية، إلا أنه يجسد حالة الاستخفاف الحكومي بحق الأستاذ والمعلم العراقي”، مشيرا الى أن “المتظاهرين من أساتذة ومنتسبي جامعة بغداد تعرضوا الى قمع وحشي من قبل القوات الأمنية”.
ولفت، الى أن “تظاهرات الأيام ستركز بوصلتها ضد رئيس الوزراء وفريقه الاستشاري كونهم دبروا وخططوا لعملية منح الأراضي الى الجامعة الأمريكية”.
جدير بالذكر أن أراضي جامعة بغداد مستثناة من الاستثمار وفق قرار مجلس الوزراء 185 لسنة 2021، إلا أن الكاظمي على الرغم من ذلك عمل على إعادة الملف الى رئاسة جامعة بغداد واستحصل الموافقة الخاصة بالاستثمار استثناء من الضوابط وقرارات مجلس الوزراء الخاصة بذلك.
ويواصل أساتذة ومنتسبو الجامعة تظاهراتهم المطالبة بتوزيع الأراضي السكنية لهم، ففي أكثر من تظاهرة تم قمعهم والاعتداء عليهم أمام بوابة الجامعة في منطقة الجادرية، رغم أن أساتذة الجامعة يمثلون الطبقة العليا والنخبة في المجتمع العراقي.