هكذا مدَّ "القچقچي" مسعود بارزاني يده في مزاد العملة وتهريب الدولار عبر عدة مصارف.. انفوبلس تستعرض ذلك بالأرقام
انفوبلس/ تقرير
قد يجهل البعض أن رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني "القچقچي" مسعود بارزاني، هو أحد المتورطين الرئيسيين بتهريب مزاد العملة الصعبة الى خارج العراق عبر عدة مصارف، وذلك بعد أن أصبحت كردستان مأوى المهربين والمضاربين.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تفاصيل وإحصائيات تهريب العملة الصعبة في كردستان وتورط مسعود بذلك
مصادر حكومية ذكرت لـ"انفوبلس"، أن الارتفاع الحالي لأسعار صرف الدولار يقع على عاتق إقليم كردستان"، مبينة أن "أغلب عمليات تهريب العملة تتم من خلال المنافذ الحدودية لأربيل (تقع تحت سيطرة الحزب الديموقراطي الكردستاني)، بالتعاون مع مضاربين في بورصة الكفاح والحارثية".
وأشارت المصادر (التي رفضت الكشف عن اسمها) إلى أن "المضاربين والمهربين وتجار العملة يتخذون من إقليم كردستان مأوىً آمن لأفعالهم الخارجة عن القانون".
*جهات حكومية واقتصادية تكشف
كشف عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب سوران عمر، ونائب رئيس لجنة الاقتصاد في برلمان كردستان علي حمه صالح، في وقت سابق، عن قائمة تضم 46 مصرفا قامت بتحويل 78 مليار دولار على مدى السنوات الست الماضية، دون أن يتم تسجيل أسماء الذين قاموا بتهريب الدولار إلى خارج العراق.
وقال النائبان في تصريحات تابعتها "انفوبلس"، إن أربعة من المصارف الـ 46 التي قامت بتهريب العملة الى الخارج تعمل في إقليم كردستان، لافتَين إلى أن أحد أبرز مهربي العملة في إقليم كردستان ويدعى رنج عبد القادر وهو يعمل مستشارا ماليا لفرع مصرف الشرق الاوسط في السليمانية بالتعاون مع مدير فرع المصرف في السليمانية عمر سبحان، قاما بتزوير البيانات والوثائق الجمركية، وغسل مئات الملايين من الدولارات من خلال مزاد العملة للبنك المركزي وإعطاء رشىً لآخرين.
وبيّنا، إنه تم فتح تحقيقات داخلية وخارجية باطلاع مباشر من هيئة النزاهة لمتابعة القضية، وإن محكمة تحقيق السليمانية والادعاء العام ينظران في قضية تبييض الأموال، من قبل هذه الشبكة وسوف تتخذ الجهات الأمنية والمحاكم والادعاء العام بحقهم إجراءات رادعة.
وأشارا إلى، أن شركة صرافة في أربيل تقوم يومياً بتهريب نحو 15 مليون دولار عبر الحدود البرية وبوابة إبراهيم خليل الى تركيا، وهو ما أكدا أنه يجب أن يُمنع بأسرع وقت ممكن. وأعلنا أنه تم على مدى السنوات الست الماضية تهريب 78 مليار دولار، عبر 48 مصرفا الى الخارج، دون تسجيل أسماء أولئك الذين قاموا بالتهريب، وأن عشرة مليارات و781 مليون دولار تم تحويلها من خلال أربعة مصارف في إقليم كردستان وهي كالتالي، "مصرف أربيل" قام بتحويل 3 مليارات و619 مليون دولار، ومصرف الشمال قام بتحويل 3 مليارات و916 مليون دولار، ومصرف كردستان قام بتحويل مليار و961 مليون دولار، ومصرف جيهان حول مليارا و283 مليون دولار"، أي إن ما مجموعه عشرة مليارات و781 مليون دولار خرجت من العراق عبر هذه المصارف الأربعة دون تسجيل أسماء مُرسليها.
ووفقا لعدد من الخبراء والمختصين في السياسة المالية فإن هذه الأرباح التي تتحصل عليها المصارف الأهلية من مزاد العملة يجعل هذه المصارف في غنى عن واجبها الرئيسي وهو الائتمان الذي يكاد ينعدم في أكثر هذه المؤسسات المصرفية التي يبدو وحسب قول المختصين بأنها تعتاش على مزاد العملة.
قام نظام مزاد العملة في العراق أول مرة عقب الاحتلال الأمريكي حين وافق الحاكم المدني، بول بريمر، آنذاك على مباشرة بغداد بفتح نافذة العملة الوحيدة في الشرق الأوسط.
وفي (1 أب 2023) كشف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني عن أن "جهاز الأمن الوطني نفذ عملية بطولية أطاحت بشبكة للمضاربين الكبار بالعملة"، موضحاً أن "المضاربين كانوا يحددون سعر صرف ويتواصلون مع أشخاص يسحبون لهم الدولار من السوق".
وأوضح السوداني في مؤتمر صحافي، أن "المضاربين الكبار ارتبطوا بآخرين في إقليم كردستان كان يتم تهريب العملة من خلالهم"، مضيفاً، أنه "بالتعاون مع إقليم كردستان تم كذلك الإطاحة بشبكة للمضاربة في مدينة أربيل".
*تهريب أكثر من 25 مليار دولار الى خارج العراق
يتم يوميا تهريب 70 مليون دولار أمريكي عن طريق منفذ إبراهيم الخليل الحدودي (يقع تحت سيطرة الحزب الديموقراطي الكردستاني)، في دهوك ما يساوي 2 مليار و200 مليون دولار شهريا، وخلال العام الواحد يصل حجم الدولار المهرب الى 25 مليارا و200 مليون دولار.
هذا ما أشار اليه تقرير لموقع "ميدل ايست آي" البريطاني، حيث يقع منفذ إبراهيم الخليل على الحدود بين اقليم كوردستان وتركيا، وهو تابع لإدارة زاخو، في حين هناك عدد من المنافذ الحدودية الرسمية وغير الرسمية في محافظتي أربيل ودهوك.
*تهريب الدولار من الإقليم ليس بجديد
وبهذا الصدد تقول الدكتورة نرمين معروف عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، في تصريح للموقع الرسمي للاتحاد الوطني، إن "مسألة تهريب الدولار من الإقليم والعراق ليس بجديد، ولكن آثاره تظهر الآن"، مضيفة "ليس شرطا أن يكون الدولار المهرب لإقليم كوردستان، فقد يكون من احتياطي العملة الصعبة العراقية، لذا على الأجهزة الأمنية منع تهريب الدولار الى الخارج".
*تركيا تتقاضى 5 دولارات عن كل 10 آلاف دولار
وأكد موقع “Middle East Eye" البريطاني، في تقريره الذي نُشر مؤخرا، أن الضغوط التي فرضها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على البنك المركزي العراقي للحد من الفساد والتدفقات غير المشروعة للدولارات أدت إلى شل الأسواق العراقية وشجعت على نطاق واسع تهريب الدولار عبر الحدود.
وقال التقرير: إن "المعلومات تشير إلى أن عمليات تهريب الدولار قد نمت مؤخراً عن طريق البر عبر معبر ابراهيم الخليل في إقليم كوردستان، ومن هناك إلى تركيا ومناطق أخرى". واشار الى انه يتم تهريب ما لا يقل عن 70 مليون دولار يومياً من العراق عبر اقليم كوردستان، ومن يقوم بذلك هم مجموعة من المسؤولين والسياسيين المحليين المؤثرين يأخذون هذه الدولارات عبر معبر إبراهيم الخليل الحدودي إلى تركيا.
واضاف التقرير: إن السلطات التركية تتقاضى 5 دولارات عن كل 10 آلاف دولار يتم تحصيلها كرسوم جمركية. ويتم إيداع الأموال المهربة في حسابات خاصة في البنوك التركية، ويجد البعض طريقهم إلى حسابات بنكية خاصة في مناطق اخرى. وأضاف، أن "العملية في الحقيقة هي مزيج من غسيل الدينار وتهريب الدولار. وتخدم العمليتان بعضهما البعض ويشارك فيها العديد من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين".
*أشخاص متنفذون يقفون خلف العملية
(س.م) صاحب إحدى محال الصيرفة في أربيل، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية، كشف، أن "تهريب الدولار يجري عبر المنافذ الحدودية في أربيل ودهوك منذ سنوات، حيث يتم شراء الدولار عن طريق تجار ومتنفذين".
*حجم التهريب أكبر بكثير مما هو معلن
ويقول الخبير الاقتصادي بهجت أحمد، إن معبر إبراهيم الخليل يسيطر عليه حزب واحد (الحزب الديموقراطي الكردستاني)، فلا وزارة المالية ولا الحكومة العراقية لديها علم بما يرد أو يصدر من المعبر، لذا أنا أرى أن حجم الدولار المهرب الى الخارج أكبر بكثير مما هو معلن"، مشيرا الى أن "هناك العديد من المعابر الحدودية غير الرسمية بين اقليم كردستان وتركيا، ولا شك ان عمليات التهريب تجري من خلالها أيضا، كما يرد يوميا 25 ألف برميل من النفط الخام الى الاقليم حيث تتم تصفيته وبيعه".
الحكومة العراقية أوقفت عملية تحويل الدولار الى عدد من الدول، إلا أنه يتم تهريبه من الاقليم الى تركيا ومن هناك يتم تحويله الى دول أخرى.
ويكشف عضو في نقابة الصيرفة في دهوك، فضَّل عدم الكشف عن هريته، أن الدولار يُهرَّب يوميا من الإقليم الى تركيا ومن هناك يتم تحويله الى دول عربية وأوربية، وخاصة الى دبي.