وسط تصريحات حكومية "مقلقة".. أزمة مياه تعصف في العراق وتوقعات بموسم رابع جاف
انفوبلس/..
في ظل أزمة "شح المياه" التي يشهدها العراق خرج وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني، قبل ايام، بتصريح مقلق زاد من خطورة الأزمة.
وحذر الحمداني من خطر شح المياه على العراق بسبب التغيرات المناخية واستمرار التجاوزات على الحصص المائية في البلاد، قائلا: "ما زلنا نعاني العجز الكبير في المياه وما زالت الشحة مستمرة رغم أننا في بداية شهر أيلول إلا أن درجات الحرارة تتجاوز 50 درجة مئوية، والتغيرات المناخية اثرت على العراق بشكل كبير جدا ومازالت آفة التجاوزات وبحيرات الأسماك مستمرة"، مؤكدا ان "الوزارة ماضية باتخاذ الإجراءات القانونية بحزم ضد المتجاوزين".
وأضاف أن "أزمة المياه ليست أزمة وزارة الموارد المائية، وهذه أزمة بلد والعالم كله مشغول بموضوع شح المياه وتداعياته»، مشددا انه على «الجميع في هذا البلد أن يعي مسؤولية هذا الخطر".
وتابع الحمداني: "نحن مقبلون على خطر، وهذا الخطر مستمر والمؤشرات الأولية لا تبشر بخير نأمل أن تتغير بعد منتصف الشهر الجاري ولكن علينا أن نعمل وفق السيناريو الأسوأ بأن الشحة مستمرة لموسم رابع على التوالي".
بدوره، يقول مدير عام المركز الوطني لإدارة الموارد المائية حاتم حميد، إن "هناك خطة تشغيلية تتضمن زيادة الاطلاقات المائية من السدود العراقية في نهري دجلة والفرات لتلبية الاحتياجات المائية كافة بدأت منذ بداية الموسم الصيفي في الاول من حزيران ولغاية 31 من تشرين الاول".
وأضاف حميد، أن "هذه الاطلاقات تأتي لتوفير مياه الشرب وتأمين مياه للزراعة وتعزيز الاهوار والتي خطط لها أن تكون 50% من نسبة الخزين المائي المتاح في الخزانات العراقية".
ولفت، الى أن "الخزين المائي انخفض بمقدار 60% عن العام الماضي، مبينا أن "الجانب التركي وعدنا بزيادة الاطلاقات، إلا أننا لم نؤشر زيادة خلال هذه الفترة".
وأشار حميد الى، أن "وزارة الموارد المائية مستمرة بالتحرك نحو إيران وتركيا بشأن الاطلاقات المائية"، لافتا الى أن "الوزارة نجحت بإيصال المياه لمحافظات البصرة وذي قار وميسان مقارنة بسنوات الشح الماضية، وهذا يعتبر تقدما كبيرا".
من جهته، يقول الخبير المائي ومستشار لجنة الزراعة والمياه في البرلمان السابق عادل المختار، إن "تصريحات وزير الموارد المائية الأخيرة تمثل غاية الخطورة بالنسبة لشح المياه".
وأَضاف المختار، "طالما حذرنا منذ أكثر من ثلاث سنوات من تفاقم أزمة المياه، حتى وصلنا الى هذه المرحلة من دون حلول".
وأشار، إلى أن "المرحلة المقبلة خطرة جداً، ولا توجد حلول آنية في الوقت الحالي سوى استخدام الخزانات المتاحة"، لافتا الى أن "الخزانات الموجودة، محدودة وغير كافية".
وشدد المختار على "ضرورة تشكيل خلية طوارئ للتعامل مع الأزمة الحالية، والتي قد تكون أصعب إذا كان الشتاء المقبل جافا ايضا".