edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. صحة
  4. الحياة لا تنتظر الصباح.. الصيدليات الخافرة ضرورة لا رفاهية.. خطوة لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان

الحياة لا تنتظر الصباح.. الصيدليات الخافرة ضرورة لا رفاهية.. خطوة لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان

  • 21 تموز
الحياة لا تنتظر الصباح.. الصيدليات الخافرة ضرورة لا رفاهية.. خطوة لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان

انفوبلس..

في ساعات الليل المتأخرة، حيث تسكن المدن ويُغلق كل شيء، يُترك آلاف المرضى في العراق يواجهون آلامهم دون دواء، بسبب غياب الصيدليات الخافرة. بين حاجة إنسانية ملحّة، وتقصير تنظيمي وأمني، تتفاقم أزمة لا يراها كثيرون، لكنها تحسم مصير حياة في لحظة حرجة.

 

ومع انطفاء أضواء المحال التجاريَّة واستسلام المدن للهدوء الليلي، تبدأ فصول المعاناة لمرضى يبحثون عن دواء قد ينقذ حياة طفل يئِنُّ تحت وطأة الحمى، أو يخفف ألم شيخ أنهكه المرض. في مدن عديدة، تغيب الصيدليات الخافرة بعد منتصف الليل، ما يضع المواطنين أمام واقع صحي مقلق، تتداخل فيه الحاجة الملحّة مع انعدام الخدمة، ويُترك فيه المرضى لمصير قد يُحسم بعدم العثور على حبَّة دواء في الوقت المناسب.

 

تروي والدة إحدى المريضات، إحدى الليالي القاسية التي عاشتها برفقة طفلتها المريضة، قائلة:

 

"واجهتُ صعوبات كبيرة بسبب إغلاق الصيدليات بعد منتصف الليل، فغالباً ما تُغلق الأبواب عند الساعة 12 أو 1. في إحدى الليالي مرضت ابنتي فجأة، وخرجت أبحث فقط عن صيدلية مفتوحة لشراء العلاج، لكن كل الصيدليات كانت مغلقة... شعرتُ بالعجز والخوف، وكأنَّ المدينة بأكملها استسلمت وتركتنا وحدنا مع الألم."

 

وتُشير إلى أن الكثير من الصيدليات ترفض المبيت كـ "خافرة" خشية التعرّض لأيّ خطر، ما يجعل المرضى يواجهون ظروفاً صعبة، لا سيما أن معظم الحالات الطارئة تحدث ليلاً، مثل ارتفاع حرارة الأطفال أو نوبات كبار السن.

 

وتضيف: "بعض الحالات لا تحتمل الانتظار حتى الصباح، خصوصاً إذا لم تكن لديك سيارة أو لم تتمكن من مغادرة منطقتك".

 

وتختتم بالقول: "أتمنى وجود صيدلية خافرة في كل حي، فالأمراض لا تنتظر، وغالباً ما تحدث الأزمات ليلاً. وجود صيدليات خافرة سيخفف العبء عن المستشفيات، خاصة في الحالات البسيطة التي تحتاج فقط إلى دواء، لا أكثر".

 

يرى الصيدلاني أحمد صباح أنَّ الصيدليات الخافرة – التي تواصل عملها طوال الليل- لا تقتصر فائدتها على المرضى فحسب، بل تُعد فرصة مهمة للصيدلي نفسه لاكتساب الخبرة وتعزيز قدراته المهنيَّة.

 

ويقول: "الصيدلية التي تعمل بنظام الخفارة تكون قوية من حيث عدد الزبائن، وهذا الضغط المهني يمنح الصيدلي شخصية أقوى، ويعلّمه كيفيّة التعامل مع المراجعين بمختلف الحالات، كما يطوّر من خبراته العلميّة والعمليّة، ويُكسبه مهارة التصرف تحت مختلف الظروف."

 

ويؤكد، أنّ الصيدلية الخافرة "فول تايم" تعود أيضاً بالفائدة على صاحبها، نظراً لقلة عدد الصيدليات الخافرة، وهو ما ينعكس على حجم العمل، رغم التحديات.

 

ويضيف: "من التحديات وجود فترات ملل بسبب قلة المراجعين في بعض الليالي، لكن بالمقابل هناك امتيازات، منها زيادة أجر التواجد الليلي. نأمل من الجهات المختصة، سواء وزارة الصحة أو نقابة الصيادلة، أن تنشر أسماء الصيدليات الخافرة بشكل يومي على مواقع التواصل أو عند مداخل المراكز الصحيَّة، لتسهيل الوصول إليها من قبل المواطنين".

 

في المقابل، أكد الدكتور حيدر عبد الأمير المؤذن، النائب الأول لنقيب الصيادلة، أن قلة عدد الصيدليات الخافرة في المدن ليست حالة طارئة، بل تعود إلى تراكمات السنوات الماضية، خصوصاً بعد التغيير السياسي الذي شهدته البلاد وما رافقه من اضطرابات أمنية، أثّرت سلباً على العديد من القطاعات، من بينها الصيدليات التي اضطرت للإغلاق الليلي أسوةً بالعيادات والمحال التجارية.

 

وأضاف المؤذن: "اليوم، ومع تحسّن الوضع الأمني في معظم المحافظات، أصبح من الضروري إعادة النظر في تنظيم عمل الصيدليات الخافرة بما يضمن تقديم الخدمات الدوائيَّة للمواطنين في الأوقات الحرجة، لا سيما خلال ساعات الليل التي تكثر فيها الحالات الطارئة."

 

وأشار إلى أنّ النقابة بصدد إصدار تعليمات تنظيميَّة جديدة، لا قوانين ملزمة، إذ لا ينص قانون النقابة أو اللوائح الحالية على إلزام أي صيدلية بالعمل خافرةً. وتابع: "نحن نتحرّك ضمن صلاحياتنا لتطوير العمل المهني، وسنعتمد تعليمات تتيح تشغيل صيدليات بنظام 24 ساعة، مع توزيع الكادر الصيدلاني على ثلاث وجبات، لضمان التناوب وتخفيف الضغط على الصيادلة."

 

وأكد المؤذن أن النقابة فتحت قنوات تنسيق مباشرة مع وزارتي الداخلية والدفاع، بهدف تأمين الحماية اللازمة لتلك الصيدليات أثناء العمل الليلي، وقد أبدت الجهات الأمنية استعدادها الكامل للتعاون وتوفير بيئة آمنة تمكّن الصيادلة من أداء واجبهم الإنساني والمهني في أوقات الطوارئ.

 

وختم بالقول: "نأمل أن تسهم هذه الإجراءات في معالجة أزمة غياب الصيدليات الخافرة، خصوصاً في المناطق السكنية، وأن يشعر المواطن بوجود نافذة دوائية مفتوحة دائماً، مهما كان توقيت حاجته للعلاج".

 

ومع سكون الأحياء السكنية، تُفتح فصول معاناة المرضى والجرحى في البحث عن الدواء. ففي إحدى الحالات الواقعية التي حدثت ببغداد العام الماضي، هرع رجل بسيارته بإصرار لعلاج زوجته المصابة بتسمم حاد، لكن جميع الصيدليات كانت مغلقة. لم يجد أمامه خياراً سوى العودة خالي الوفاض، لولا لطف ممرض احتفظ ببعض الأدوية في المستشفى سدّ بها حاجة الزوجة حتى صباح اليوم التالي. تعكس هذه القصة بشاعة الوضع عندما لا توجد صيدلية خافرة تعمل ليلاً، إذ يمكن لحالة بسيطة أن تتحول إلى خطر على حياة المريض في غياب العلاج العاجل.

 

وفي العديد من المدن العراقية تغيب الصيدليات تقريباً بعد منتصف الليل. فكما أشار سكان محليون في قضاء داقوق بمحافظة كركوك، كانوا يضطرون للسفر إلى مركز المحافظة (مدينة كركوك) في الحالات الطارئة الليلية بسبب غياب أي صيدلية خافرة في منطقتهم. وتضم داقوق 14 صيدلية فقط كلها تغلق أبوابها مساءً، مما دفع السلطات أخيراً إلى إقرار دوام كل صيدلية ليومين ليليَّيَنِ في الشهر، من المساء حتى السادسة صباحاً، لضمان وجود خدمة دوائية في الحي.

 

تشير تصريحات مسؤولين في القطاع الصحي إلى أن نقص الصيدليات الخافرة ليس أمراً طارئاً مفاجئاً، بل نتاج تراكمات أعوام. فقد أعاد النائب الأول لنقيب الصيادلة، الدكتور حيدر عبد الأمير المؤذن، الأزمة إلى التغيرات السياسية والاضطرابات الأمنية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، والتي أجبرت العديد من الصيدليات على الإغلاق الليلي حفاظاً على سلامة العاملين. ومع تحسن الوضع الأمني مؤخراً في معظم المحافظات، يؤكد المؤذن ضرورة إعادة تنظيم دوام الصيدليات بنظام الخفارة لضمان تقديم الخدمات الدوائية للمواطنين في الأوقات الحرجة، لا سيما خلال ساعات الليل التي تكثر فيها الحالات الطارئة.

 

من جانب آخر، يرى أخصائي الباطنية الدكتور صاحب ميرزا أن ضعف تنفيذ القوانين الصحية والإجراءات الرقابية يغذي الأزمة. فـ«وزارة الصحة غير قادرة على تفعيل الإجراءات الرقابية، وبالتالي لا تستطيع فرض دوام خفارة إلزامي على الصيدليات»، كما يقول الدكتور ميرزا. ويضيف أنه بدون تطبيق جداول منتظمة للصيدليات الليلية سيبقى المريض معرضاً لإيجاد المدينة خالية من الدواء ليلاً.

 

 تأتي التوصيات الرسمية بالتركيز على تفعيل العمل الصيدلاني في المناوبات الليلية بطرق تنظيمية وآمنة. فقد أعلن رئيس نقابة الصيادلة عن قرب صدور تعليمات جديدة تسمح بتشغيل الصيدليات بنظام 24 ساعة مع توزيع الكوادر على ثلاث ورديات متعاقبة، لضمان التناوب وتخفيف الضغط على الصيادلة.

كما تم التنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع لتأمين الحماية اللازمة للصيدليات الليلية أثناء دوامها، حيث أبدت الجهات الأمنية استعدادها لتوفير بيئة آمنة تمكّن الصيادلة من أداء واجبهم بكل أمان في ساعات الخفارة.

ويأمل المسؤولون أن تسهم هذه الإجراءات في معالجة أزمة غياب الصيدليات الخافرة، بحيث يشعر المواطن بوجود «نافذة دوائية» مفتوحة دوماً مهما كان وقت حاجته للعلاج.

 

وتم وضع جداول دورية للصيدليات الليلية بالتعاون بين نقابة الصيادلة والإدارات المحلية، كما هو الحال في كركوك وذي قار، حيث تم تطبيق نظام دوام خفارة بنمط منظّم تمت تغطيته بحوالي 30 صيدلية في الناصرية.

 

كما جرى توفير حماية أمنية للصيدليات العاملة ليلاً عبر التنسيق مع الأجهزة الأمنية، لضمان سلامة الصيادلة والمراجعين.

 

وايضا ام تفعيل العمل بنظام 24 ساعة من خلال تعليمات للنقابة تتضمن تقسيم دوام الصيادلة على ثلاث ورديات يومية.

 

تذلك جرى نشر معلومات دورية عن الصيدليات الخافرة المتاحة للمواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمراكز الصحية، لتوجيه المراجعين إلى الصيدليات المفتوحة ليلاً عند الحاجة.

 

يبقى المواطن العراقي في انتظار تنفيذ هذه التوصيات والإجراءات على أرض الواقع كخطوة أساسية لضمان وصول الأدوية في الوقت المناسب خلال ساعات الليل. ويؤكد خبراء الصحة أن تفعيل نظام الصيدليات الخافرة سيقلص الازدحام على مستشفيات الطوارئ في الحالات البسيطة التي تحتاج دواءً فقط، وسيمنح المريض القدرة على تجنب المآزق الصحية الناتجة عن تأجيل العلاج حتى الصباح. إن تحقيق ذلك يتطلب تكاتف الجهود الرسمية وتجاوب الصيادلة، لأن حياة المرضى أغلى من كل اعتبار في كل ساعة تمر.

 

أخبار مشابهة

جميع
بنسبة 80%.. بين أرقام الوزارة ووجع المواطن: هل تراجُع الإخلاء الطبي انتصار أم قصة أخرى من "التجميل الإعلامي"؟

بنسبة 80%.. بين أرقام الوزارة ووجع المواطن: هل تراجُع الإخلاء الطبي انتصار أم قصة أخرى...

  • 26 تموز
الحياة لا تنتظر الصباح.. الصيدليات الخافرة ضرورة لا رفاهية.. خطوة لإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان

الحياة لا تنتظر الصباح.. الصيدليات الخافرة ضرورة لا رفاهية.. خطوة لإنقاذ الأرواح قبل...

  • 21 تموز
الدواء بربع السعر.. إصلاح النظام الصحي في العراق يبدأ من بوابة الضمان

الدواء بربع السعر.. إصلاح النظام الصحي في العراق يبدأ من بوابة الضمان

  • 16 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة