الوباء ينتشر بنسبة 800% مقارنة بالعام الماضي.. حملة صحية لتلقيح 7 ملايين تلميذ من "الحصبة" خلال 10 أيام والحديث عن تكتّم حول إحصاءات انتشار الوباء.. تعرف على التفاصيل
انفوبلس..
بشكل مفاجئ ودون تنويه مسبق، أعلنت وزارة التربية، أمس الأحد، انطلاق الحملة الوطنية الكبرى للتطعيم ضد مرض الحصبة لأكثر من 7 ملايين تلميذ في غضون 10 أيام، ما أثار تساؤلات ومخاوف حول مدى انتشار الوباء وأسبابه.
وقالت الوزارة في بيان، إن "وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري، أطلق شرارة بدء الحملة الوطنية الكبرى للتطعيم ضد مرض الحصبة من إحدى المدارس الابتدائية الواقعة في قلب العاصمة بغداد بالتعاون مع وزارة الصحة، بحضور وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي ومستشار رئيس الوزراء لشؤون التربية عدنان السراج وممثل منظمة الصحة العالمية في العراق جورج الفريد وممثل منظمة اليونيسيف ساندرا لطوف والمختصين في وزارة الصحة وعدد من مديري الدوائر المعنية".
وأضافت، إن "الحملة تستهدف أكثر من 7 ملايين تلميذ في المدارس الابتدائية ورياض الأطفال خلال عشرة أيام متتالية لتشمل جميع محافظات العراق بما فيها إقليم كردستان، بمشاركة 9 آلاف فرقة تلقيحية موزعة لزيارة 23 ألف مدرسة وروضة".
وأشارت إلى "توجيه وزير التربية، المديريات العامة للتربية والمؤسسات التربوية المشمولة بالحملة والأهالي كافة الى التعاون مع الفرق الجوالة المختصة للإسراع بتطعيم أبنائهم ضد الأمراض الانتقالية وسط الثناء على جهود وزارة الصحة المتميزة في حماية التلاميذ".
وأظهرت عدة بيانات تصاعد العراق في مراتب أعلى الدول انتشارًا لمرض الحصبة خلال الأشهر الأخيرة، واستنادا الى الإصابات المسجلة آخر 12 شهرًا (من آذار 2023 وحتى شباط 2024)، جاء العراق في المرتبة السادسة بمعدل انتشار الحصبة.
وخلال آخر 6 أشهر (من أيلول 2023 وحتى شباط 2024)، جاء العراق بالمرتبة الثالثة كأكبر بلد بمعدل تسجيل إصابات بالحصبة خلال الأشهر الستة الأخيرة بعد كل من كازاخستان (أكثر من 27 ألف حالة) وأذربيجان (أكثر من 26 ألف حالة)، والعراق (أكثر من 20 ألف و400 حالة إصابة).
ويتضح أن العراق سجل في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العام الحالي أكثر من 20 ألف إصابة بالحصبة، مقارنةً بأكثر من 9 آلاف إصابة فقط تم تسجيلها طوال العام الماضي في 2023، ما يعني أن ما تم تسجيله العام الماضي من إصابات بالحصبة، تم تسجيل ضعفه خلال أول 3 أشهر فقط من العام الحالي.
ويمكن القول، إن المعدل الشهري للإصابات خلال العام الحالي يبلغ أكثر من 6.6 ألف إصابة شهريًا، مقابل 750 إصابة شهريًا كمعدل العام الماضي، ما يعني أن معدل انتشار الإصابات خلال العام الحالي ارتفع أكثر من 800%.
تجدر الإشارة إلى، أن أعلنت وزارة الصحة، كانت قد أعلنت في 26 من شهر شباط الماضي، عن تسجيل زيادة في أعداد الإصابة بمرض الحصبة، فيما أكدت على أهمية التزام المواطنين بتلقيح أطفالهم تجنباً للإصابة بالمرض.
وقال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، إن "مرض الحصبة هو مرض انتقالي متوطن في جميع البلدان"، مبيناً أن "العراق سجل زيادة بعدد الإصابات عن المعدل الطبيعي، منذ العام الماضي بشكل تدريجي، واستمرت هذه الزيادة حتى العام الحالي 2024 في جميع المحافظات بنسب متفاوتة".
وأكد، أن "أغلب المصابين بالحصبة يتماثلون للشفاء خلال أيام، لكن هذا المرض لديه قدرة على انتقال العدوى من شخص مصاب إلى شخص آخر خصوصا الأطفال"، منبهاً على أن "وزير الصحة صالح الحسناوي أكد قبل عدة أيام على أهمية لقاح الأطفال".
وأشار إلى، أن "اللقاحات أثبتت فعاليتها بتجنب الأمراض من ضمنها الحصبة"، داعياً المواطنين، إلى "الالتزام بجدول اللقاحات لأطفالهم".
وأوضح، أن "مرض الحصبة تتعرض له جميع الفئات العمرية، ولكن الفئة الأكثر استهدافاً هي الأطفال"، مشدداً على "ضرورة الانتباه لأعراض الحصبة في مراحلها المبكرة، وعزل المصاب حتى يتم قطع سلسلة انتشار العدوى".
ولفت إلى، أن "اللقاحات متوفرة في المؤسسات الصحية ومن مناشئ عالمية رصينة، وهي تحقق نسب وقاية عالية".
وأكد البدر، أن "مؤسساتنا الصحية قادرة على استيعاب المصابين بالحصبة والتعامل معهم"، مستدركاً بالقول: إن "ارتفاع الإصابات بالحصبة ظاهرة طبيعية، فبين فترة وأخرى تكون هناك موجة للارتفاع ثم تنخفض تدريجياً، وهذا يعتمد على نسبة الوعي المجتمعي بالإجراءات الوقائية والإقبال على تلقي اللقاحات".
ووفقاً له، فإن "مرض الحصبة في حالات نادرة ممكن أن يؤدي إلى مضاعفات أو حتى حالات وفاة، وهي تتبع الحالة المناعية للمصاب وعوامل أخرى".
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحصبة مرض شديد العدوى يسببه فيروس. وينتشر بسهولة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مرضًا وخيمًا ومضاعفات وحتى الوفاة.
ويمكن أن تؤثر الحصبة على أي شخص ولكنها أكثر شيوعًا عند الأطفال.
وتصيب الحصبة الجهاز التنفسي ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم. وتشمل الأعراض الحمى الشديدة والسعال وسيلان الأنف والطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم.
والتطعيم هو أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالحصبة أو نقلها إلى أشخاص آخرين. واللقاح آمنٌ ويساعد الجسم على محاربة الفيروس.
وقبل طرح لقاح الحصبة في عام 1963 وإجراء التطعيم على نطاق واسع، وقعت أوبئة كبرى كل سنتين إلى ثلاث سنوات تقريبًا وتسببت في حدوث ما يُقدَّر بنحو 2,6 مليون وفاة كل عام.
وتوفي ما يقدر بنحو 128,000 شخص بسبب الحصبة في عام 2021 - معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة، على الرغم من توافر لقاح آمن وفعَّال وفي المتناول من حيث التكلفة.
ونجحت أنشطة التمنيع المُعجَّلة من قبل البلدان ومنظمة الصحة العالمية والشراكة المعنية بمكافحة الحصبة والحصبة الألمانية (المعروفة سابقًا باسم المبادرة المعنية بمكافحة الحصبة والحصبة الألمانية) والشركاء الدوليين الآخرين في منع حدوث 56 مليون وفاة بين عامي 2000 و2021. وأدى التطعيم إلى خفض الوفيات الناجمة عن الحصبة من 761,000 وفاة في عام 2000* إلى 128,000 وفاة في عام 2021.
ويمكن أن يصاب أي شخص غير مُحصَّن (لم يتم تطعيمه، أو تم تطعيمه ولكن لم يطور مناعة). ويعد الأطفال الصغار والحوامل اللواتي لم يتم تطعيمهن هن الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الحصبة الوخيمة.
ولا تزال الحصبة شائعة، لا سيَّما في أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وتحدث الغالبية العظمى من الوفيات الناجمة عن الحصبة في البلدان ذات الدخل الفردي المنخفض أو البنية التحتية الصحية الضعيفة التي تكافح من أجل الوصول إلى جميع الأطفال بالتمنيع.
وتؤدي البنية التحتية الصحية والخدمات الصحية المتضررة في البلدان التي تعاني من كارثة طبيعية أو نزاعات أو تتعافى منها إلى تعطيل التمنيع الروتيني، كما أن الاكتظاظ في المخيمات السكنية يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو أسباب أخرى لضعف جهاز المناعة هم الأكثر عرضة للوفاة بسبب الحصبة.
والحصبة هي واحدة من أكثر الأمراض المُعْدية في العالم، وتنتشر عن طريق ملامسة إفرازات الأنف أو الحلق (الصادرة أثناء السعال أو العطس) أو استنشاق الهواء الصادر عن شخص مصاب بالحصبة. ويظل الفيروس نشطًا ومُعْديًا في الهواء أو على الأسطح الملوثة به لمدة تصل إلى ساعتين. ولهذا السبب، يعد الفيروس مُعْديًا للغاية، ويمكن لشخص واحد مصاب بالحصبة أن ينقل العدوى إلى تسعة من كل 10 أشخاص من المُخالطين المقربين غير المُطعَّمين. ويمكن أن تنتقل العدوى من الشخص المصاب في فترة تتراوح من أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي عليه إلى أربعة أيام بعد ظهوره.
ويمكن أن تؤدي فاشيات الحصبة إلى مضاعفات وخيمة والوفاة، لا سيَّما بين الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية. وفي البلدان التي تقترب من القضاء على الحصبة، تظل الحالات الوافدة من بلدان أخرى مصدرًا مهمًا للعدوى.
لا يوجد علاج محدد للحصبة. ويجب أن يركز تقديم الرعاية على تخفيف الأعراض وجعل الشخص مرتاحًا والوقاية من المضاعفات.
ويمكن أن يحل شرب كمية كافية من المياه وتناول علاجات الجفاف محل السوائل المفقودة بسبب الإسهال أو القيء. ومن المهم أيضًا اتباع نظام غذائي صحي.
وقد يستخدم الأطباء المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي والتهابات الأذن والعين.
ويجب أن يتلقى جميع الأطفال أو البالغين المصابين بالحصبة جرعتين من مكملات فيتامين أ، بفاصل زمني بينهما مدته 24 ساعة. ويؤدي ذلك إلى تصحيح مستويات فيتامين أ المنخفضة التي تحدث حتى عند الأطفال الذين يتمتعون بتغذية جيدة. ويمكن أن يساعد في الوقاية من تلف العينين والعمى. وقد تقلل مكملات فيتامين أ أيضًا من عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة.