قبل أن يدخل العراق.. تعرف على تفاصيل وأعراض المتحور "إيريس" وهل تصمد اللقاحات أمامه؟
انفوبلس/..
أعلنت منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الأميركية، أنهما تراقبان عن كثب متحوّرا جديدا من كوفيد-19، رُصد في عدة دول، فيما قرّرت منظمة الصحة العالمية تصنيف المتحوّر الجديد "ضمن فئة المتحوّرات قيد المراقبة بسبب العدد الكبير (أكثر من 30) من البروتين الشوكي (سبايك)" الموجود على سطحه والذي يؤدي دورا أساسيا في دخول الفيروس إلى خلايا الإنسان.
وصنفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد من "كوفيد-19" كمتغير مثير للاهتمام، على الرغم من أن مخاطره على الصحة العامة ما تزال منخفضة.
وأُطلق على سليل "أوميكرون" الجديد اسم "إيريس" (Eris) أو EG.5.1، وهو مرتبط بمتغير "أوميكرون" الفرعي المسمى XBB.1.9.2، ويزداد انتشاره على مستوى العالم، مع كون دول مثل المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة من بين الأكثر تضررا.
المتحور لا يشكل تهديدا معينا
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المتحور لا يشكل تهديدا معينا، قائلة: "بناءً على الأدلة المتاحة، تم تقييم مخاطر الصحة العامة التي يشكلها EG.5 على أنها منخفضة على المستوى العالمي". مضيفة، إن المخاطر تبدو على قدم المساواة مع المتحورات المتداولة الأخرى ذات الاهتمام لـ"كوفيد-19".
وظهر متحور "إيريس" لأول مرة في شباط 2023، لكنه بدأ بالفعل في الظهور في تموز، عندما تضاعفت حصته المقدَّرة من إجمالي الحالات، ثم أضافت منظمة الصحة العالمية EG.5.1 إلى قائمة المتحورات الخاضعة للمراقبة.
وعلى الرغم من أن "إيريس" ينتشر بسرعة، إلا أنه لا يبدو أنه يجعل الناس أكثر مرضا من المتحورات الأخرى، وأعراض العدوى تشبه تلك التي تسببها السلالات الأخرى من "كوفيد-19".
وتشير بعض الاختبارات إلى أنه يمكن أن يتهرب من جهاز المناعة لدينا بسهولة أكبر من بعض المتحورات المنتشرة الأخرى، لكن هذا لم يترجم إلى الإصابة بمرض أكثر خطورة.
من جهتها، أشارت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أنها تراقب المتحوّر عن كثب.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن "التأثير المحتمل لطفرات المتحوّر الجديد لا يزال غير معروف ويتم تقييمه بدقة".
وقال فرانسوا بالو، أستاذ البيولوجيا في جامعة لندن، إن الاهتمام الذي يثيره المتحور الجديد له مبررات، مشيراً الى أن "سلالة بي إيه.86.2 هي أبرز سلالات سارس-كوف-2 في العالم منذ ظهور أوميكرون"، في إشارة إلى المتحور الذي أدى إلى ازدياد كبير في عدد الإصابات عالميا في شتاء العام 2022".
وقال، "خلال الأسابيع المقبلة، سنرى مدى تأثير بي إيه.86.2 مقارنة بطفرات أوميكرون الأخرى".
وشدد بالو على أنه حتى لو تسبب "بي إيه.86.2" في ارتفاع كبير في عدد الإصابات، "فإننا لا نتوقع أن نشهد مستويات من المرض الشديد والوفاة مماثلة لما شهدناه سابقًا خلال فترة الوباء عندما انتشرت متحورات ألفا ودلتا وأوميكرون".
وأضاف، "تلقى حاليا معظم الناس على وجه الأرض اللقاح أو أُصيبوا بالفيروس"، مشيرًا إلى أنه حتى لو أُصيب أشخاص بالمتحور الجديد، فإن الذاكرة المناعية تسمح للجهاز المناعي بالتحكم بالعدوى والسيطرة عليها.
أعراض الإصابة
وبالنظر إلى أن "إيريس" هو سلالة فرعية من متحور "أوميكرون"، فإنه، وفقا لدراسة ZOE Health Study، يُظهر الأعراض الخمسة الأكثر شيوعا لأوميكرون، وهي سيلان الأنف، الصداع، التعب (خفيف أو شديد)، العطاس، التهاب الحلق.
وقال تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية: "بناءً على سماته الجينية، وخصائص الهروب المناعي، وتقديرات معدل النمو، قد ينتشر إيريس على مستوى العالم ويساهم في زيادة حالات الإصابة".
إحصاءات حديثة
في السياق ذاته، أكد بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية أنه في الفترة بين 17 تموز الماضي و13 أغسطس/ آب الجاري، سُجلت أكثر من 1.4 مليون إصابة جديدة بكوفيد-19 وأكثر من 2300 وفاة.
ومنذ اكتشافه في ووهان بجنوبي الصين أواخر 2019، أصاب فيروس كورونا أكثر من 769 مليون إنسان، وتسبب في وفاة من 6.9 ملايين في كل أنحاء العالم.
العراق خالٍ من المتحور الجديد
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة، خلو العراق من المتحور الجديد لكورونا المسمى (آيريس)، لكنها لم تستبعد دخوله إلى البلاد، بينما دعت الفئات ذات الاختطار العالي وكبار السن إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة سيف البدر، إن "حدوث طفرات جينية بمتحورات كورونا أمر طبيعي"، مبينا أن "الوزارة حذرت من ظهور سلالات جديدة ومتعاقبة ربما تكون أقل أو أكثر خطورة من السلالات السابقة".
وأكد، إن “العراق لم يسجل حتى الآن بشكل رسمي أي إصابة في عموم المحافظات بالمتحور "اي جي 5" ويدعى "آيريس"، ومن الممكن ظهور إصابات كما ظهرت في بلدان العالم"، داعيا كبار السن وذوي الاختطار العالي وأصحاب الأمراض المزمنة والاعتلالات المناعية بشكل عام إلى "الالتزام بالإرشادات وتعليمات الوقاية".
وأضاف البدر، إن "متحورات الانفلونزا الموسمية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة والإصابة بالمتحور، ويجب الالتزام بالإجراءات الوقائية بارتداء الكمامة والمواظبة على غسل اليدين، وتجنب المناطق المزدحمة".
وأشار إلى، أن "الوزارة لديها إمكانيات في حالة ظهور الإصابات وكيفية التعامل معها وتشخيصها من خلال مختبر الصحة العامة المركزي التابع إلى دائرة الصحة العامة".
وذكر البدر، أنه "عند إصابة أي شخص بالمتحور الجديد لا تكون هناك عدوى أو إصابة شديدة، لأن أغلب المواطنين ممن تلقوا اللقاحات أو أُصيبوا بفيروس كورونا سابقا، أصبحت لديهم مناعة كافية ضد المتحورات".
وتابع، أن "الوزارة ومنظمة الصحة العالمية ستتخذان الإجراءات المناسبة عند ظهور أي مستجدات خطيرة والإعلان عنها، مع الاستمرار في تحديث المعلومات والقدرات التشخيصية والعلاجية".