مصادر طبية تؤكد وجود حوالي 2000 إصابة محتملة بـ"الإيدز" في ذي قار معظمها لأشخاص زاروا أذربيجان او دخلوا مراكز الوشم
اانفوبلس/..
كشفت مصادر طبية في محافظة ذي قار العراقية عن ارتفاع "مقلق" بنسبة الإصابات المسجلة بمرض الإيدز في المحافظة، مؤكدة أن مئات المصابين لا يزالون غير مسجلين لدى الدوائر الصحية، وسط تحذيرات من تزايد نسب الإصابة.
ووفقاً لمصدر طبي في دائرة صحة المحافظة، فإنّ "الإصابات الموثقة في سجلات دائرة صحة ذي قار تبلغ 200 إصابة، معظمها لأشخاص أعمارهم دون الـ 45 عاماً، أي ضمن فئة الشباب". مبيناً، أن "هذا الرقم يصل إلى 10 أضعافه إذا ما احتسبنا المصابين من غير المسجلين بشكل رسمي، ما يعني وجود 2000 مصاب بالإيدز في المحافظة دون أي علاج".
وأضاف، أن "المسجلين في دائرة الصحة يحصلون على العلاج في المستشفيات بشكل منتظم، إذ تأتي شحنات دوائهم شهرياً من وزارة الصحة بشكل رسمي، ويتم توزيعها عليهم، وأن بعضهم يتسلم علاجه كل 3 أشهر". مبيناً، أن "العلاج تتداوله الوزارة حصراً، ولا يتم بيعه في السوق المحلية، لأنه باهظ الثمن".
مصدر الإصابات وانتقال العدوى
وشدد المصدر، على أن "العلاج يمنع تحوّل هؤلاء المصابين إلى أشخاص ناقلين للمرض في المجتمع". مؤكداً، أن "معظم الإصابات كانت لأشخاص زاروا أذربيجان في وقت سابق، وتعتبر هذه الدولة، دولة مُصدِّرةً للمرض"، على حد قوله.
مصدر طبي مطلع بمحافظة ذي قار، كشف أمس الجمعة، أن معدلات الاصابة الحقيقي أكبر وبارتفاع "مرعب" بين صفوف الشباب، مؤكداً أن أذربيجان مصدر المرض المنتشر حاليا في المحافظة.
وقال المصدر، إن "العلاج مهمته عدم تحويل هؤلاء المصابين إلى أشخاص ناقلين للعدوى إلى بقية أفراد المجتمع"، مؤكدا أن "هذا المرض ينتقل عبر الدم والرذاذ المتطاير من المصاب، وكذلك عبر الجماع الجنسي بين الرجل والمرأة".
ولفت المصدر، إلى أن "غالبية الإصابات كانت لأشخاص زاروا جمهورية أذربيجان في وقت سابق، حيث تعتبر هذه الدولة هي دولة مصدر للمرض"، موضحاً أن" ذي قار كانت لديها إصابتين فقط مسجلتَين بشكل رسمي قبل 15 عاما، إلا أن الانفتاح على بقية الدول والسفر أدى لهذا الارتفاع المرعب بأعداد المصابين بهذا المرض الخطير".
مراكز الوشم والحجامة
من جهته، أكد عضو نقابة الأطباء، فرع ذي قار، حسن الساعدي، أن "مصادر الإصابات متعددة، منها انتشار مراكز الوشم والحجامة في المحافظة، وإجراء عمليات جراحية وتضميدية خارج المؤسسات الصحية من قبل مضمدين، ونقل الدم، فضلاً عن الممارسات السلوكية الخاطئة".
وبين الساعدي، أن "الإجراءات الطبية اللازمة للتعامل مع المصابين ليست بالمستوى المطلوب، إذ إن الكثير من المصابين يجب الحجر عليهم لمنع نقلهم للمرض".
وشهدت بعض المحافظات في العراق في وقت سابق، ارتفاعاً نسبياً في عدد المصابين بمرض نقص المناعة "الإيدز"، ومنها البصرة جنوبي العراق، التي يقول مسؤولون صحيون فيها إنّ أهم أسباب انتشاره هو الدم الملوث بطرق غير صحيحة، وعمليات الوشم، والعمليات الجراحية والتضميدية خارج المؤسسات الصحية.
وتحدثت مصادر طبية في صحة البصرة، عن تصاعد تدريجي في معدل الإصابة بالمرض، وبحسب مسؤول في وحدة الأمراض الانتقالية بدائرة صحة البصرة، فإنّ الارتفاع يعود إلى العلاقات الجنسية من دون وقاية، والتي تتم بالعادة خلال رحلات سياحية للعراقيين خارج البلاد، وكذلك غياب الرقابة وضعف المتابعة الصحية والفحوصات ومراكز الوشم.
وأكد المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ "عدد المصابين في البصرة يصل إلى العشرات، مع العلم أنّ كثيرين يعزفون عن مراجعة المستشفيات، ويفضّلون اللجوء إلى الخارج سعياً للعلاج؛ لأسباب عدة أبرزها الأعراف الاجتماعية، والخشية من وصمة المجتمع".
مراكز فحص الإيدز في المطار
من جهتها، اعلنت وزارة الداخلية، الثلاثاء الماضي، إطلاق نظام فحص العوز المناعي "الايدز" في مطار بغداد الدولي.
وذكرت الوزارة في بيان، إنه "برعاية وزير الداخلية عبد الأمير الشمري وبإشراف مدير عام الأحوال المدنية والجوازت والإقامة اللواء نشأت إبراهيم الخفاجي، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء، تم اليوم تفعيل وإطلاق نظام فحص العوز المناعي في مطار بغداد".
وأوضحت: "إن الفحص يشمل المسافرين الأجانب والعمالة الوافدة، بما ينعكس على الصحة العامة ويخدم المواطن".