لماذا تزامن الكشف عنها؟.. 4 دول كبرى تعلن التوصل لعلاجات السرطان والسكري وإنبات الأسنان.. هل هنالك مؤامرة؟
انفوبلس..
خلال فترة متزامنة، أعلنت 4 دول اكتشافات طبية ثورية انتظرتها البشرية لقرون، فكشفت كل من روسيا والولايات المتحدة التوصل لعلاج السرطان، وكشفت اليابان التوصل لدواء يُعيد إنبات جيل ثالث من الأسنان، وأخيراً كشفت الصين عن توصلها لعلاج نهائي لمرض السكري، فما السر وراء الكشف عن تلك الإنجازات العلمية في وقت متزامن؟
هناك نظرية شعبية شائعة في العديد من البلدان تقول إن الدول المتقدمة توصلت منذ سنوات طويلة لعلاجات مهمة وفعّالة لأمراض مستعصية كالسرطان والسكري وضغط الدم والفشل الكلوي وغيرها، إلا أنها لم تعلن عنها لأن في ذلك ضرراً كبيراً على شركات الأدوية التي تبلغ أرباحها تريليونات الدولارات في كل عام.
في الوقت ذاته، فإن هنالك سباقاً محتدماً بين تلك الدول لتحقيق تفوق على بعضها، الأمر الذي قد يفسر إعلان بايدن عن علاج السرطان بعد أسبوعين فقط على إعلان بوتين التوصل إليه.
نظرية "Big Pharma"
وهي نظرية مؤامرة خاصة بشركات الأدوية الكبرى أو اختصارا "بيغ فارما" (Big Pharma)، وهي تلك الادعاءات التي تشير مجتمعةً إلى أن شركات الأدوية الكبرى تسعى لتحقيق الربحية بوسائل شريرة وسرية، مثل إخفاء العلاجات الفعالة حقا لعلاج مرض ما مثل السرطان أو الضغط أو السكري، تلك التي يمكن أن توقفه تماما، وفي المقابل إنتاج وترويج عقاقير تُبقي الحالة في وضع مستقر فقط حال استُخدمت طوال العمر. وبهذه الطريقة، فإن شركات الأدوية تتصرف مثل تجار المخدرات الذين يستغلون عملاءهم بعد أن أصبحوا مدمنين، لتوليد تدفق لا نهاية له من الأرباح.
بل وهناك صورة أكثر تشاؤما من النظرية تروج أن الأمراض ذاتها هي منتج شركات الدواء الرئيسي، ثم بعد أن ينتشر المرض بطريقة أفلام هوليوود، تظهر الشركة بالعقار لتحقق أرباحا هائلة، إلى جانب المكاسب السياسية، يجري كلٌّ من الصورتين على كل مرض أو علاج تعرفه تقريبا، بداية من أحدث الأدوية لعلاج سرطانات الدم ووصولا إلى الباراسيتامول الذي تستخدمه مع الصداع.
لنأخذ إحدى أشهر الحالات المتعلقة بنظرية "بيغ فارما" وهي مرتبطة باللقاحات. في عام 1998 نشر أندرو ويكفيلد، وهو طبيب بريطاني، دراسة في دورية "ذا لانسيت" ترصد وجود علاقة بين حالة اثني عشر طفلا يعاني معظمهم من اضطرابات طيف التوحد وبين حصولهم على لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، اقترح ويكفيلد أن إعطاء الأطفال اللقاحات في ثلاث جرعات منفصلة سيكون أكثر أمانا من لقاح بجرعة واحدة.
لاحقا، حاولت فرق بحثية أخرى -بسبب هول النتيجة التي توصل إليها ويكفيلد- إعادة إنتاج تجربته وفحص دقة النتائج مع عدد أكبر من الأشخاص، خاصة أن دراسة واكفيلد كانت صغيرة حقا، لكن نتائج تلك الدراسات لم تُسفر عن أي علاقة بين التوحد واللقاحات. الأخطر من ذلك ما كشفه مقال نُشر في "بريتش ميديكال جورنال" أوضح تزوير البيانات الواردة في دراسة واكفيلد بهدف الوصول إلى نتيجة محددة مسبقا، وهو ما دفع دورية "ذا لانسيت" إلى سحب الورقة بالكامل. في النهاية، شُطب ويكفيلد من السجل الطبي في المملكة المتحدة ومُنع من ممارسة المهنة، لكنه لم يسكت، بل أصر على رأيه، وخرج للإعلام مصرّحاً بأن اللقاحات ضارة، وطالب الناس بمنع أطفالهم من الحصول عليها.
كان ما سبق هو الجذر الرئيسي لأحد جوانب نظرية "بيغ فارما"، انتشرت الادعاءات القائلة إن اللقاحات (كلها) ليست إلا مؤامرة من شركات الدواء لجمع الأرباح، وبالفعل انخفض تلقي اللقاحات في المملكة المتحدة إلى 80% من النسبة المطلوبة، قامت حملات إعلامية ضخمة بمحاولة توضيح الأمر للناس لكن النظرية لم تتوقف، وخلال أزمة "كوفيد-19" نما جمهور منظّري "بيغ فارما"، الذين قالوا إن لقاحات كورونا ليست إلا محاولة من شركات الدواء للتربح من مرضنا، أو إنها الحل لمرض اختلقته شركات الأدوية في المعمل، هذا بجانب فريق ثالث زعم أن اللقاحات ليست إلا روبوتات صغيرة جدا تتحكم في أدمغتنا.
كل ما سبق حدث رغم الدليل العلمي على فعالية حملات التلقيح واسعة النطاق، في الواقع لقد أثبتت الدراسات أن التطعيم يمنع ما بين مليونين وثلاثة ملايين حالة وفاة كل عام في جميع أنحاء العالم، ويمكن منع حدوث 1.5 مليون حالة وفاة إضافية كل عام إذا استُخدمت جميع اللقاحات الموصى بها. وقد ساعدت حملات التطعيم في القضاء على مرض الجدري، وقضت على شلل الأطفال تقريبا، وهو مرض لم تعد تسمع عنه إلا نادرا، لكن يمكن أن تسأل أبويك أو جديك عن آثاره على المجتمع في الماضي.
ولا يوجد مكان تنتشر فيه هذه الأفكار المتعلقة بالآثار الجانبية المحتملة أكثر من نظريات المؤامرة التي تتضمن علاجات السرطان، لأن علاجات السرطان غالبا ما تكون خطيرة، وفي حين أن أنها تنجح بالفعل في تحسين النتائج للمرضى، فإنها لا تزال مزعجة بصور شتى، وقد يصل الأمر إلى أن يعاني المريض من جميع الآثار الجانبية للعلاج من دون الحصول على أيٍّ من الفوائد المرجوة.
تُستغل تلك المشكلات من جانب المروجين لنظرية "بيغ فارما" بكثافة، لكنهم عادة ما يتناسون عمدا شيئا مهما في علاج السرطان، وهو أنه -بسبب صعوبة المرض- فإن المريض لا يتلقى علاجا واحدا، بل تتكامل مجموعة من العلاجات معا لإعطاء نسبة تعافٍ عالية، مثل التدخل الجراحي والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي، ولذلك قد تكون نسبة نجاح أحد هذه العلاجات منفردا قليلة، لكنها تُجمع مع نسب نجاح العلاجات الأخرى لتعطي قيمة إجمالية أكبر، والواقع أنه إذا كنا نود التحدث عن نجاح علاج السرطان فيجب أن نعرف معدلات التعافي بالنسبة لكل نوع من أنواع السرطان (معدل البقاء لمدة خمس أو عشر سنوات)، لا نسبة نجاح علاج بعينه، لأنه عادة لا يوجد علاج واحد مستخدم.
في الواقع، لقد تحسَّنت معدلات التعافي من السرطان بشكل ملحوظ خلال العقود القليلة الماضية حول العالم باستخدام هذه البروتوكلات العلاجية المتداخلة، مجمل أنواع السرطان قد حصلت على معدل نجاة وصل إلى 67% من المشخَّصين بالمرض في كثير من الدول، وفي سرطانات مثل "الثدي" و"البروستاتا" و"الغدة الدرقية" تخطَّت نِسَب التعافي حاجز 90% في بعض الدول المتقدِّمة.
وبالطبع لا تزال هناك الكثير من المشكلات المتعلقة بالسرطان، فبعض أنواع السرطان لا تتخطى نسبة التعافي منها 20%، وفي المجمل فإن هجرة السرطان من عضو لآخر في الجسم (الانبثاث) يعني أن الحالة تطورت بشكل يجعل كل طرق العلاج أقل فاعلية، لكن في المجمل فإن نسب علاج السرطان في تحسن خلال عدة عقود مضت.
في تلك النقطة يظهر منظرو "بيغ فارما" ليقولوا إن التحسن البطيء جدا في علاجات السرطان مستهدف لجعل الناس مثل مدمني المخدرات، يطلبون جرعات الكيماوي يوما بعد يوم، لكن فقط يمكن أن تتأمل نجاح عقار "سوفالدي" (Sovaldi) الذي يعالج التهاب الكبد الوبائي سي، بدلا من مجرد قمع المرض كما فعلت العلاجات السابقة مثل الإنترفيرون والريبافيرين. كان إطلاق "سوفالدي" في السوق هو أكبر عملية مربحة لأي عقار في التاريخ. فأي شركة يمكن أن تفوّت كل هذا الربح؟
الاكتشاف الروسي
في شباط الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العلماء الروس يقتربون من إنتاج لقاحات للسرطان قد تكون متاحة للمرضى قريبا.
وأضاف بوتين في تصريحات متلفزة "لقد اقتربنا للغاية من إنتاج ما يسمى بلقاحات السرطان وأدوية تعديل المناعة لجيل جديد".
وأوضح، خلال كلمة له في منتدى بموسكو حول تقنيات المستقبل، "آمل أن يتم استخدامها قريبا بشكل فعال كوسائل للعلاج الفردي".
ولا توجد معطيات معلنة حول اللقاحات الروسية التي تحدث عنها بوتين.
إن فكرة إنتاج لقاحات مضادة للسرطان تمتد لأكثر من 20 عاماً حيث حاول العلماء البحث عن لقاحات بالفعل تعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم.
كما أنها تشبه فكرة وجود لقاح للتطعيم العادي ضد الفيروسات والأوبئة، حيث تعتمد على وجود انزيمات الحمض النووي الريبوزي التي تعمل على إصلاح الخلل الموجود في الأحماض النووية في خلايا الجسم والمؤدي لحدوث السرطان.
أن السرطان ينشأ عندما يحدث خلل في الأحماض النووية لا يستطيع الجسم إصلاحه نتيجة نقص الأنزيمات، ولذلك يعكف العلماء على هندسة بعض اللقاحات، ومنها غالبا اللقاح الروسي الجديد للعمل على ذلك.
وإن اللقاح يتكون من حامل للفيروس أو ما يُعرف بالغلاف الفيروسي، وبه فيروس معروف بقدرته على مهاجمة خلايا الجسم والانتشار، ويتم تفريغه من الحمض النووي الخاص به، ثم وضع الحمض النووي المطلوب إصلاحه في الجسم داخل هذا الفيروس ومزجه بالأنزيم القادر على إصلاح هذا العطب والخلل المؤدي للسرطان.
كذلك فإن هذا الغلاف الفيروسي المحقن بالأنزيم والحامض النووي المطلوب إصلاحه وبمجرد حقنه في الجسم يسير في الدم حتى يصل إلى الخلية المصابة بالسرطان أو الجزء المعطوب وبشكل مهندس وراثياً، ثم يبدأ مهمته على إصلاح الخلل والحامض النووي داخل الخلية المصابة.
الإعلان الأمريكي
في شهر آذار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن برنامج لعلاج مرضى السرطان في الولايات المتحدة تنفذه الوكالة الأميركية لمشاريع البحوث المتقدمة للصحة (ARPA-H).
وقال بايدن، إنه تتم الآن الاستعانة بتقنيات اللقاحات المضادة لكورونا للمساعدة في التغلب على السرطان.
وأضاف: "نواصل دعم وكالة الأبحاث الصحية الجديدة "، وتحدث عن توقعيه لقانون التصدي الشامل للسموم "PACT" والذي يساعد الملايين من المحاربين القدامى الذين تعرضوا للسموم ويواجهون الآن أكثر من 100 نوع من السرطان.
وتابع: "اعتبارا من العام المقبل، يحدد نفس القانون إجمالي تكاليف الأدوية الموصوفة لكبار السن في برنامج (Medicare) بمبلغ 2000 دولار سنويا حتى بالنسبة لأدوية السرطان باهظة الثمن التي يمكن أن تكلف 10000 دولار، و12000 دولار، و15000 دولار سنويا".
ووفق الموقع الإلكتروني للوكالة الأميركية لمشاريع البحوث المتقدمة للصحة (ARPA-H) فإن برنامج التحليل المتقدم للعلاج الدقيق للسرطان "ADAPT" سيقوم بتقديم الرعاية لمرضى السرطان من خلال ضمان الاستفادة من أفضل العلاجات المتاحة مع تحور الأورام لديهم وتغيرها.
وتقول الوكالة إن البرنامج هو تعاون بين علماء وأطباء ومرضى، وتسخر له التقنيات المتقدمة لتوفير فهم أعمق واستجابة علاجية لبيولوجيا الورم.
ويعمل البرنامج على مواجهة الطفرات المكتسبة بانتظام في الورم والتي جعلت العلاجات التي كانت فعالة في السابق أقل فعالية أو حتى عفا عليها الزمن، مما يسمح للسرطان بالانتشار ويؤدي إلى نتائج سيئة.
ويستفيد برنامج "ADAPT" من التقنيات المتقدمة، ويشمل التعلم الآلي المتطور، وأحدث تقنيات قياس الأورام.
يقول مدير الوكالة، رينيه ويجرزين، "يمثل برنامج (ADAPT) قفزة رائدة في علاج السرطان، حيث يجمع بين التقنيات المتقدمة والنهج الذي يركز على المريض".
وبحسب بيان للوكالة يستخدم البرنامج تقنيات متطورة لرصد التغيرات في بيولوجيا الورم بما في ذلك عن طريق بناء واختبار المؤشرات الحيوية في الوقت الفعلي تقريبا، وتسجيل يانات مفصلة عن الحالة المرضية، حتى يتمكن الأطباء من قياس مستوى تطور السرطان والاستجابة له بشكل استباقي.
وقالت مديرة برنامج "ADAPT"، أندريا بيلد: "يهدف البرنامج إلى استخدام تقنيات اكتشاف العلامات الحيوية المتقدمة للكشف عن هذه التغييرات وتحديد أفضل علاج مع تطور الأورام".
وتضيف: "المؤشرات الحيوية، التي تم تطويرها من القياسات البيولوجية الشاملة للورم والأساليب الحسابية المتقدمة، ستمكن من تكييف العلاجات بناءً على تحديد سمات الورم في الوقت الفعلي"، مشيرة إلى أن المرضى سيشاركون في تجربة سريرية".
ويشار إلى أن الرئيس الأميركي أعاد إطلاق مبادرة مكافحة السرطان "Cancer Moonshot" في عام 2022، بهدف دعم للأشخاص المصابين بالسرطان وعائلاتهم.
وتقول الدكتورة، دانييل كرنفال، نائبة مساعد الرئيس لمبادرة " Cancer Moonshot" ونائب مدير النتائج الصحية في البيت الأبيض: "إذا تمكنا من تحسين الفهم في الوقت الحقيقي لكيفية تغير الأورام بمرور الوقت، فيمكننا تحسين الرعاية والقضاء على السرطان".
هل ستقضي الصين على السكري؟
قبل نحو أسبوعين، قال أطباء صينيون إنهم نجحوا في علاج مرض السكري لدى رجل يبلغ من العمر (59 عاما)، باستخدام العلاج بالخلايا الجذعية لأول مرة في العالم.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتور يين هاو، ونُشرت في مجلة "سيل ديسكفري" (Cell Discovery)، وكتبت عنها عدة مواقع مثل ديلي ميل وغيرها.
وخضع المريض، وهو رجل يبلغ من العمر (59 عاما)، لعملية زراعة خلايا في عام 2021 ولم يتناول الأدوية منذ عام 2022.
وشمل العلاج التجريبي إنشاء نسخة اصطناعية من الخلايا الموجودة في البنكرياس والتي تنتج الأنسولين، وتحافظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة.
وكان الرجل يعاني من مرض السكري من النوع الثاني لمدة 25 عاما، وفقد تقريبا كل وظائف هذه الخلايا، المعروفة باسم جزر لانغرهانس.
وكان المريض معرضا لخطر كبير للإصابة بمضاعفات مميتة، مما يتطلب حقن عدة أنسولين كل يوم لمنعه من الدخول في غيبوبة سكري.
وحتى هذه اللحظة، لم يتم شفاء أي شخص من مرض السكري على الإطلاق، لكن الأطباء اكتشفوا كيفية تحويله إلى حالة كمون (سكون).
لكن هذا يتطلب من المرضى الحفاظ على نظام غذائي صارم نسبيا وبرنامج تمارين رياضية لوقف عودة مشاكل السكر في الدم.
ومع ذلك، تشير الحالة في الصين إلى أنه من الممكن استعادة قدرة الجسم على تنظيم نسبة السكر في الدم بشكل طبيعي دون تغيير نمط حياة المريض.
استخدم العلاج الخلايا الجذعية، وهي نوع من الخلايا الفارغة التي يمكن تحويلها إلى العديد من أنواع الخلايا المختلفة التي يحتاجها الجسم ليقوم بوظائفه.
وفي ظل الظروف المناسبة، يمكن للخلايا الجذعية أن تتحول إلى أنسجة المخ أو العضلات أو الكلى أو حتى البنكرياس.
استخدم هذا العلاج مزيجا كيميائيا جديدا لتحويل الخلايا الجذعية للمريض إلى خلايا بنكرياس.
تنتج هذه الخلايا الأنسولين، الذي يخبر جسمك متى يسحب السكر من الطعام الذي نأكله للحصول على الطاقة.
في مرضى السكري، لا ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين لتنظيم نسبة السكر في الدم. يمكن أن يؤدي وجود كمية كبيرة جدا أو قليلة جدا من السكر في الدم إلى تلف الأعصاب وتلف الكلى وأمراض القلب وغير ذلك الكثير.
يمكن أن يؤدي العلاج الثوري لمرض السكري من النوع الأول إلى زرع خلايا تعمل مثل البنكرياس في أذرع المرضى.
يقترح الباحثون أنه من خلال زرع الخلايا الجديدة المزروعة في المختبر، والتي يمكنها إنتاج الإنسولين، يمكن للمريض البدء في إنتاج الإنسولين الخاص به مرة أخرى.
وقال تيموثي كيفر، أستاذ العلوم الخلوية والفسيولوجية بجامعة كولومبيا البريطانية في كندا، والذي لم يشارك في البحث "أعتقد أن هذه الدراسة تمثل تقدما مهما في مجال العلاج بالخلايا لمرض السكري".
ورغم أن هذه النتيجة مشجعة، فإنه لا يزال هناك طريق يجب قطعه قبل أن تتم الموافقة عليه للمرضى.
بعد ذلك، سيتعين على العلماء اختبار علاجهم على المزيد من المرضى.
وقال البروفيسور كيفر إنه بعد اختباره على عدد أكبر من الأشخاص، سيحتاجون إلى إيجاد طريقة لتوسيع نطاق عمليتهم.
في الوقت الحالي، يُعد تحويل "الخلايا الجذعية" الفارغة إلى خلايا بنكرياس فعالة أمرا معقدا للغاية ويستغرق وقتا طويلا ومكلفا. سيتعين على العلماء أن يجعلوا العملية أسهل إذا كانت مجدية لمعظم الناس.
هناك احتمال أن ينجح هذا العلاج فقط في علاج مرض السكري من النوع الثاني، وهو الشكل الأكثر شيوعا للمرض.
وكتب مؤلفو الدراسة أن مرضى السكري من النوع الأول، الذين تعرض البنكرياس لديهم لهجوم من قبل الجهاز المناعي، قد يواجهون صعوبة أكبر في استخدام هذا العلاج لأن جهاز المناعة لديهم قد يرفض الخلايا المزروعة الجديدة.
وقال البروفيسور كيفر إن هذا العلاج في المستقبل قد "يحرر المرضى من عبء الأدوية المزمنة، ويحسن الصحة ونوعية الحياة، ويقلل من نفقات الرعاية الصحية".
جيل ثالث من الأسنان
ويوم أمس، أعلن فريق علماء من اليابان استعدادهم لتجربة دواء جديد على البشر يمكنه تحفيز نمو الأسنان المفقودة، بعد حوالي عام من نجاحه مع الحيوانات، وفي حال إثبات فاعليته سيعتبر بمنزلة ثورة في مجال طب الأسنان.
والعلاج المبتكر الذي طوره باحثون في مستشفى كيتانو في اليابان، يهدف إلى تجديد الأسنان من خلال استهداف البروتين الذي يمنع نموها.
ومن المقرر أن تبدأ التجارب البشرية في سبتمبر 2024، ما يوفر الأمل لأولئك الذين يعانون فقداناً أو قصوراً في الأسنان.
وتأتي هذه الخطوة التمهيدية لتوفر الدواء تجارياً في وقت مبكر من عام 2030، بحسب موقع «نيو أطلس» الطبي.
ويخضع 30 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 30 و64 عاماً والذين فقدوا ضرساً واحداً على الأقل للتجربة في مستشفى جامعة كيوتو اليابانية من سبتمبر إلى أغسطس 2025.
وسيتم اختبار العلاج الوريدي لفاعليته في الأسنان البشرية، بعد أن نجح في إنماء أسنان جديدة في نماذج حيوان النمس وفئران التجارب دون آثار جانبية كبيرة.
وقال الباحث الرئيسي كاتسو تاكاهاشي، رئيس قسم طب الأسنان وجراحة الفم في مستشفى كيتانو: «في حين لا يوجد حتى الآن علاج يوفر حلاً دائماً، إلا أن توقعات نمو الأسنان عالية».
ويعمل عالم الأحياء الجزيئية وطبيب الأسنان تاكاهاشي على تجديد الأسنان منذ عام 2005، ويأمل ألّا يكون هذا العلاج مخصصاً فقط لحالات الأسنان الخلقية، لكن لأي شخص فقد أسنانه، في أي عمر.