ماذا تعرف عن الملح الصيني المُستخدَم بنطاق واسع في المطاعم العراقية؟ أسرار لا تعلمها
انفوبلس/ تقرير
كَثُرَ في الآونة الأخيرة استخدام المطاعم العراقية، للملح الصيني MSG والذي يُعتبر أحد المكونات الغذائية المثيرة للجدل، فالبعض يعتقد أنه مكوّن صحي يُضفي نكهة رائعة على الطعام، والبعض الآخر يعتقد أنه مكوّن غذائي ضار يجب الابتعاد عنه، فما هي حقيقة أضراره وفوائده؟
ويُصنَّف على أنه (مُحسِّن نكهة مُصنّع كيميائياً) اكتشفه العالم البيوكيميائي الياباني (كيدونوا ايكديا) واستخلصه من الطحالب البحرية.
فلْنتعرّف على الملح الصيني أو ما يسمى بغلوتومات أحادية الصوديوم (Monosodium glutamate - MSG) وأهم المعلومات المتعلقة به فيما يأتي:
ما هو الملح الصيني؟
هو أحد أنواع المُنكّهات المُستخدَمة بكثرة في الطعام الصيني، كما ويدخل في التركيبة الغذائية لبعض أنواع الأطعمة المُعلّبة والشوربات الجاهزة واللحوم المعالجة.
يتم تصنيعه عادةً من حمض الغلوتاميك، أحد أكثر أنواع الأحماض الأمينية شيوعًا في الطبيعة، وهو من الأحماض الأمينية التي لا يستطيع الجسم تصنيعها بشكل طبيعي بل يستمدّها من مصادر خارجية.
يأتي على هيئة مسحوق أبيض ناعم يشبه إلى حد كبير ملح الطعام، ويتكون بالأساس من مزيج من الصوديوم وحمض الغلوتاميك.
رغم أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) صنّفت الملح الصيني على أنه مكون غذائي آمن بشكل عام، إلا أن الجدل القائم حول هذا المكون الغذائي جعل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تشترط وضع اسمه بوضوح ضمن قائمة المكونات الغذائية على عبوات المنتجات الغذائية التي يدخل في تركيبتها.
لِمَ يعتقد البعض أن الملح الصيني ضار؟
أحد أهم وأبرز أسباب الجدل بخصوص أضرار الملح الصيني المحتملة، هو ما يسمى بمتلازمة المطعم الصيني (Chinese Restaurant Syndrome)، وهي مجموعة من الأعراض المُزعجة التي قد تظهر على البعض بعد تناول الطعام الصيني، وتشمل:
*الصداع.
*فرط الحركة والنشاط.
*الحكة.
*تورّم في الحلق واللسان.
لكن إحدى الدراسات التي أُجريت لبحث حقيقة العلاقة بينه وبين الأعراض المذكورة فشلت في إيجاد علاقة مباشرة بين الأعراض المذكورة وبين هذا الملح، بينما أظهرت بعض التقارير الطبية وجود رابط بين هذا الملح والأعراض المذكورة.
كما من أسباب الجدل الدائر الأخرى أن حمض الغلوتاميك الذي يدخل في تركيبة الملح الصيني يعمل كناقل عصبي في الدماغ، لذا فإن تعرّض الدماغ لجرعات كبيرة منه قد يُسبب فرط تحفيز أعصاب الدماغ أو حتى مشاكل عصبية في الدماغ.
لكن من الصعب للملح الصيني أن يصل بكميات كبيرة من الدم إلى الدماغ عند تناوله ضمن وجبة غذائية، لذا فإن العلم لم يثبت أن للملح الصيني ضررًا مؤكدًا في هذا الصدد بعد.
*أضرار ومخاطر
رغم أن أضراره ما زالت قيد البحث والدراسة، إلا أن استعماله قد يرتبط بظهور بعض الأعراض والمضاعفات التي عليك أن تعرفها.
وهذه قائمة بأهم أضرار الملح الصيني المحتملة والتي قد تظهر بشكل خاص عند استهلاك كميات كبيرة منه:
*تحفيز تكوّن الشوارد الحرة (Free radicals) التي قد تُسبب الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، السُّكري، والسرطان.
*الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
*الإصابة بمتلازمة الأيض.
*زيادة الوزن والسمنة.
*مضاعفات أخرى مثل: الصداع، التنميل، والضعف العام.
*فوائده: هل هي موجودة؟
رغم أن الملح الصيني غالبًا ما يرتبط بالأضرار المحتملة المذكورة آنفًا، إلا أن هذا لا يعني أن استعماله بانتظام ضمن نظام غذائي معتدل قد لا يكون له فوائد صحية بل على العكس، قد يكون للملح الصيني الفوائد المحتملة الآتية:
*التقليل من منسوب الصوديوم في الطعام بنسبة 20-40%، حيث إن نكهته القوية تجعل البعض يكتفي بإضافته مع القليل من ملح الطعام بدلًا من استخدام كميات كبيرة من ملح الطعام المجرد.
*كبح الشهية وتقليل الرغبة في تناول الطعام، ممّا قد يقلل كمية السعرات الحرارية المتناولة يوميًا وبالتالي قد يُسبب خسارة الوزن الزائد.
*أطعمة غنية بالملح الصيني
تحتوي الأطعمة الآتية على نسبة عالية نسبيًا منه:
*رقائق البطاطس المقلية.
*شرائح اللحم الباردة.
*المشروبات الرياضية.
*صلصة الصويا.
*الشعيرية الجاهزة للأكل (النودلز).
*الوجبات السريعة بأنواعها.
*الحساء المُعلّب.
*صلصات السلطة الجاهزة.
* دراسة حديثة ربطت الملح الصيني بالسُّمنة
وربطت دراسة حديثة الملح الصيني بالسمنة، حيث قالت إنه "تم حقن فئران التجارب بمادة الملح الصيني فتطورت عندهم السمنة وخلل في الغدد الصمّاء وتم التأثير على الهرمونات الجنسية وهرمونات الأيض وهرمون الكورتيزول بالإضافة للتأثير على منطقة تحت المهاد في الدماغ! وتمت إصابة الفئران بالإدمان على الطعام والاكتئاب!.
وبحسب الدراسة فإن الملح الصيني يحتوي على الألمنيوم الذي بدوره يتسبب باختلال عند الأطفال والأجنّة ومن المعروف أضرار تراكم الألمنيوم عند الأطفال الذي يؤدي لمشاكل سلوكية وذهنية ومن ضمنها طيف التوحّد والتشتّت الذهني وغيرها.
الخلاصة.. على الرغم من أنها مادة مسموحة عالمياً بالاستهلاك ولكن الاستهلاك محصور بكمية محددة على حسب توصيات لجان ومنظمات الغذاء فهل نحن كأفراد نراقب مدى استهلاكنا من قوائم المواد الكيميائية المتاحة ونقوم بقياسها حتى نأمن شرّ هذه المواد؟! الجواب لا .
والمشكلة الأكبر بالعراق يتم استخدامه بدون قياسات ومعايير من قبل بعض العمال والطهاة الذين من دون خلفية أكاديمية فلا تُعرف مضار الكميات الكبيرة.
كما قال أطباء، إن "دخول الطعام المُصنّع لحياتنا وحياة أطفالنا بشكل خرج عن السيطرة أدى لمشاكل لا نعلم أسبابها ولا علاجها والحل العودة للغذاء الحقيقي بعيدا عن الطعام المعالَج". مُضيفين، "عودوا للغذاء الحقيقي بعيدا عن التصنيع الكيميائي الغذائي مهما تم إيهامكم أنه آمن ومهما تم إقناعكم بسلامة وعدم ضرر الأطعمة المعالَجة".