هذه تفاصيل المرض.. جدل "جدري القردة".. هل سجلت النجف أول إصابة على مستوى العراق.. تأكد من المعلومة مع انفوبلس
انفوبلس/..
خلال الساعات القليلة الماضية، تداولت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مزاعم تفيد بتسجيل العراق أول إصابة بمرض جدري القردة وذلك داخل مستشفى الحكيم في محافظة النجف.. فما حقيقة ذلك؟
*التفاصيل
نقلت وسائل التواصل وبعض صفحات المواقع الإعلامية، عن مصادر لم تُسمِّها ما نصه: "تم تسجيل إصابة بجدري القردة لمريض في مستشفى الحكيم بمحافظة النجف الاشرف".
وأضافت هذه الوسائل، إن "وزارة الصحة تحاول أن تتكتم على هذا الموضوع".
*ما حقيقة الأمر؟
شبكة انفوبلس، تواصلت اليوم الخميس مع أحد أعضاء الفريق الإعلامي بالوزارة، وحصلت الشبكة على تأكيد بـ"عدم تسجيل أي حالة بجدري القردة لا في النجف ولا في غيرها من المحافظات".
كمل أكد المصدر، إن الوزارة "لم ولن تتكتم على مثل هكذا موضوع، والدليل أنها أعلنت سابقا عن تسجيل أول إصابة بكورونا ثم أخذت تنشر الإصابات تباعاً والموقف الوبائي".
*النجف تكثف إجراءاتها
ورأى البعض، إشاعة مثل هكذا مزاعم هدفها النيل من الزيارات الدينية التي احتضنتها مؤخراً كربلاء والنجف، ومحاولة الترويج الى أن هذه الزيارات هي السبب بنقل الأمراض على الرغم من تأكيد وزارة الصحة بأنها لم تسجل أية إصابة بمرض وبائي خلال مراسم الزيارتين الأخيرتين.
وكانت قد كثفت محافظة النجف إجراءاتها الصحية والبيئية لمنع انتشار وباء جدري القردة مع تدفق أعداد كبيرة من الزائرين من مختلف المحافظات العراقية وخارجها، لإحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، ثم بعد ذلك إحياء ذكرى شهادة الرسول الأعظم (ص)، وأعلنت الدوائر الصحية والبيئية اتخاذ تدابير وقائية واستباقية لضمان سلامة المشاركين في ظل تحذيرات من تفشي الأوبئة.
وشهدت محافظة النجف تدفقَ أعداد كبيرة من الزائرين القادمين من مختلف المحافظات العراقية وخارجِها لإحياء مراسم أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، وذكرى استشهاد الرسول الاعظم محمد (ص)، وعملت الجهات الحكومية المعنية بشكل مكثف، لضمان سلامة المشاركين، حيث اتخذت الدوائر الصحية والبيئية إجراءات وقائية واستباقية لمنع تفشي الأوبئة والأمراض في ظل تحذيرات رسمية من خطر انتشار مرض جدري القردة الذي بات يشكل تهديداً عالمياً.
وقال جمال الشواكة مدير دائرة البيئة في النجف، "ما استجد في الفترة الاخيرة وخصوصا ما اعلنته وزارة الصحة بما يخص جدري القردة، تضمنت حملاتنا التوعوية، الارشاد باتجاه الوقاية من هذا الوباء، وأوجزت في عدة نقاط ووزعت على الزوار المشاركين في أربعينية الحسين".
*الصحة تؤكد القدرة على التعامل
في وقت قريب سابق، كشفت وزارة الصحة، عن عدم تسجيل أي إصابة بفيروس جدري القرود المعدي.
وقال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، "لم نسجل أي إصابة لغاية الآن" بالفيروس.
وأكد، "نمتلك القدرة على التشخيص والتعامل مع أي حالة وبائية محتلمة".
وعن إمكانية تطبيق الإجراءات الوقائية والصحية المتبعة خلال جائحة فيروس كورونا في السنوات الماضية، قال البدر "مازالت هذه سابقة لأوانها".
وفي الختام لفت إلى أن "الوزارة ستعلن عن أية إصابة قد تسجل بشكل رسمي".
*تأهب
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، حالة التأهب، بسبب مرض جدري القردة، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية المرض خطراً يهدد الصحة في أنحاء العالم.
وجاء في كتاب موجّه من وزارة الصحة العراقية إلى وزارة الصحة في إقليم كوردستان والدوائر الصحية في كافة المحافظات العراقية، أنه تم إعلان المرض خطراً عالمياً، موجهة الجهات المذكورة باتخاذ التدابير والاحتياطات لمواجهته.
وفقاً لكتاب الصحة العراقية أنه "إلحاقاً بكتابنا ذي العدد د.ص.ع 727/3/6 في 25 أيار 2024 (مرافق) ولإعلان منظمة الصحة العالمية أن "خطر جدري القرود خطر عالمي يهدد الصحة العالمية. وعلى كافة الدول البدء بالتأهب لمواجهة هذا المرض"، مؤكدة على "تنفيذ ما جاء في كتابنا آنفاً".
*حالة طوارئ صحية
في منتصف آب الماضي، أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس وباء جدري القردة في إفريقيا حالة الطوارئ الصحية العامة ذات أهمية دولية.
وقال غيبرييسوس في بيان له، إن لجنة الطوارئ لمنظمة الصحة العالمية اجتمعت اليوم وأبلغته بأن ما يحدث يعتبر "حالة طوارئ صحية ذات أهمية الدولية"، وإنه وافق على توصيات اللجنة.
وأشار إلى نمو عدد الحالات المسجلة لجدري القردة في عامي 2023 و2024، مضيفا أنه تم تسجيل أكثر من 14 ألف حالة في العام الجاري، بما فيها 524 حالة وفاة.
وأضاف، إن "اكتشاف النوع الجديد من جدري القردة وانتشاره بسرعة في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، واكتشافه في الدول المجاورة التي لم تسجل حالات جدري القردة سابقا، واحتمال انتشاره لاحقا في إفريقيا وخارجها تثير قلقا كبيرا".
وأكد على ضرورة إجراءات دولية منسقة لوقف الوباء وإنقاذ الأرواح.
وذكر، أن منظمة الصحة العالمية وضعت خطة تتطلب رصد 15 مليون دولار، مشيرا إلى أن المنظمة قد خصصت 1.45 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لها وتطلب من الدول المانحة تمويل بقية النفقات.
ويمكن لجدري القرود الانتقال عبر المخالطة. وقد يؤدي المرض إلى الوفاة في حالات نادرة، لكن أعراضه عادة ما تكون معتدلة.
ويسبب المرض أعراضاً أشبه بأعراض الإنفلونزا وبثوراً مليئة بالقيح في الجسد.
*ما هو جدري القردة؟
جدري القردة (إمبوكس) هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع من جِنس الفيروسات الجُدريَّة.
الأعراض الشائعة لجدري القردة هي الطفح الجلدي أو الآفات المخاطية التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية.
يمكن أن ينتقل جدري القردة إلى البشر من خلال المخالطة الجسدية لشخص معدي أو الملامسة البدنية لمواد ملوثة أو حيوانات مصابة. ويُعالج جدري القردة من خلال الرعاية الداعمة ويمكن استخدام اللقاحات والعلاجات المُطورة لجدري القردة.
*هل هو كوفيد جديد؟
قالت منظمة الصحة العالمية إن جدري القردة بسلالتيه الجديدة والقديمة، ليس وباءً جديدا مثل "كوفيد"، إذ إن السلطات تعرف كيفية السيطرة على انتشاره.
وأوضح المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا هانز كلوغ -في مؤتمر صحفي- أن "جدري القردة ليس كوفيد جديدا؛ سواء كان من السلالة 1 المسببة للوباء الحالي في وسط وشرق أفريقيا، أو السلالة 2 لجدري القردة التي أدت إلى تفشي الوباء في عام 2022" في العالم.
وشدد كلوغ على ضرورة التصدي لمرض جدري القردة. وأردف قائلا "هل سنختار أن نُشغّل الأنظمة للسيطرة على جدري القردة والقضاء عليه على مستوى العالم أم سندخل في دورة أخرى من الذعر والإهمال؟ إن كيفية تصدينا الآن وفي السنوات المقبلة ستكون بمثابة اختبار حاسم لأوروبا والعالم".
*طرق الوقاية
بحسب مدير المستشفى البيطري في محافظة كربلاء، وسام الجابري فقد أشار في بيان، الى أنه :"لا توجد حتى الآن أي حالات إصابة أو مشتبه بإصابتها بفيروس جدري القرود في العراق".
وأضاف "بعد إعلان دول عديدة تسجيل إصابات بمرض فيروس جدري القردة، أكدت دائرة البيطرة المستشفى البيطري في كربلاء المقدسة أنها تتابع بشكل دقيق الوضع الوبائي للفيروس حول العالم".
وأكد، إن "دائرة البيطرة تتابع بشكل دقيق الوضع الوبائي على مستوى العالم لفيروس جدري القرود والأمراض الوبائية الأخرى".
وكشف الجابري عن حزمة من الإجراءات التي يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بفيروس جدري القردة، وهي:
1 - منع دخول الحيوانات البرية ومنها القرود لمحافظة كربلاء وبالتنسيق مع مكتب محافظ كربلاء وقيادة شرطة كربلاء المقدسة.
2- تشكيل لجنة بالتنسيق مع مكتب محافظ كربلاء والدوائر المعنية لمتابعة أسواق بيع الحيوانات البرية ومنها القردة والمشاتل والعيادات البيطريه والتاكد من جواز السفر والشهادات الصحيه البيطرية لكل الحيوانات في المحافظة.
3- تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس (بما في ذلك الحيوانات البرية المريضة أو التي تم العثور عليها نافقة)، وتجنب ملامسة أي أدوات لامسها حيوان مريض.
4- عزل المرضى المصابين بالفيروس عن الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر الإصابة.
5- غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام معقم اليدين المعتمد على الكحول.
6- استخدام أدوات الوقاية الشخصية مثل الكمامات والقفازات عند رعاية الحيوانات.
7- اتخاذ إجراءات الحجر البيطري للحيوانات المريضة.