آلام "أنصارية" مستمرة.. العدو يستذكر هزيمته على يد حزب الله قبل 27 عاماً.. تعرّف على كمين المقاومة وأبطاله الشهداء
انفوبلس..
27 عاماً مرت على كمين محكم لحزب الله قتل فيه مجاهدوه 12 جندياً إسرائيلياً، ما زالت آلامه قائمةً في كيان الاحتلال حتى يومنا هذا حيث استذكره وزير حرب الكيان بعد العدوان على الضاحية الجنوبية ببيروت والذي ارتقى خلاله قائدَين من أبرز منفذي الكمين وهما الشهيد إبراهيم عقيل والشهيد أحمد وهبي، فماذا تعرف عن كمين أنصارية عام 1997 وأبطاله الشهداء؟
يوم أمس، قال وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن عملية القصف على الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء على رأسهم القيادي في حزب الله، إبراهيم عقيل، أغلقت ملفا مؤلما ومهما لكيان الاحتلال.
ولفت غالانت في منشور له على منصة إكس، إلى أن عقيل مسؤول عن كمين "أنصارية" في عام 1997 والذي راح ضحيته 12 جنديا إسرائيليا من وحدة الكوماندوز البحرية، على رأسهم المقدم يوسي كوركين.
وتابع غالانت: "منذ ذلك الحين وحتى اليوم، أحتضن العائلات الثكلى، وأزور قبور المحاربين".
وفي عام 1997 وفي منطقة أنصارية الجنوبية، لاحظت المقاومة اللبنانية حركة غير اعتيادية، واستطاعت اختراق بث طائرة استطلاع معادية، وكشفت نية قوات الاحتلال تنفيذ عملية في المنطقة.
أبقت المقاومة قيادييها في محيط الكمين، لأنها توقعت أن الهدف منها اغتيال شخصية قيادية، وشددت الرقابة عليهم وجهزت للكمين بسرية تامة.
وتحسباً لاحتمالات سير عناصر كوماندوز البحرية الإسرائيلية في اتجاهات عدّة، هيّأت المقاومة أكثر من كمين في المنطقة لاستقبالهم بالعبوات الناسفة والرصاص وأغلقت جميع الطرقات التي يمكن أن يسلكوها.
في منتصف الليل، نزلت قوات الكوماندوز البحري على شاطئ عدلون بقيادة المقدّم يوسي كوركين، وبينهم الضابط الهندسي إيتمار إيليا.
وتمركز عدد من الزوارق الإسرائيلية أمام الشاطئ، وبارجة قيادية على متنها قائد المنطقة الشمالية آنذاك اللواء عميرام ليفين.
وكان في المنطقة وزير الحرب آنذاك إسحاق مردخاي في غرفة للقيادة بأحد المراكز على الساحل، وحضر نائب وزير الحرب سيلفان شالوم إلى غرفة العمليات لمتابعة سير العملية.
بدأ عناصر النخبة بالسير باتجاه البساتين في بلدة أنصارية وبعد أربعين دقيقة بين قريتَي أنصارية ولوبية، سمع أحد الجنود حركة غريبة، وقبل أن يلتفت إلى مصدر الصوت، دوّى الانفجار الأوّل في المكان.
سارعت المجموعة الثانية في المقاومة إلى تفجير العبوة الثانية بعد أقلّ من 14 ثانية، قُتل نتيجتها قائد الفصيل كوركين.
وبعد ثلاث دقائق، انفجرت العبوة التي كان يحملها الضابط إيليا على ظهره، وهو الذي رُفعت بقايا جثته بعد العملية.
انقضّت المجموعة الأولى بالأسلحة الرشاشة على جرحى العدو ومن بقي منهم أحياء، وحاولت أسر أشلاء القتلى.
وبعد دقائق محدودة، وصلت قوّة 669 إلى المكان، وهي قوّة إغاثة مخصّصة للتدخل على أرض المعركة لإسعاف جرحى العدو ونقلهم وإخلاء القتلى، وبدأت ثلاث ساعات من الاشتباك والأحزمة النارية والمروحيات المقاتلة وقوات النخبة من أجل إجلاء الوحدة التي وقعت في الكمين قبل أن ينسحب الاحتلال مخلفا وراءه أشلاء الضابط إيليا فجرا.
ويعد القائد الشهيد إبراهيم عقيل ورفيقه القائد الشهيد أحمد وهبي الذين ارتقوا شهداء يوم أمس بالعدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أبرز قادة كمين أنصارية 1997.
وأحمد وهبي قيادي في حزب الله، ولد عام 1964، والتحق بالمقاومة الإسلامية في لبنان منذ تأسيسها، وشارك في عدد من العمليات العسكرية جنوب البلاد، قبل أن يقود تدريب قوة الرضوان. واغتالته إسرائيل عام 2024.
وُلد أحمد محمود وهبي الملقب بـ"الحاج أبو حسين سمير" في بلدة عدلون بجنوب لبنان في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1964.
انضم إلى صفوف المقاومة الإسلامية منذ تأسيسها، وشارك في عدد من العمليات العسكرية جنوبي لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي أسره عام 1984.
كان وهبي من القادة الميدانيين لحزب الله في عملية "كمين أنصارية" الذي استهدف وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلية "شايطيت 13" في بلدة أنصارية عام 1997، وفيها قتل نحو 12 عسكريا إسرائيليا.
وتولى خلال مسيرته مع حزب الله، عددا من المسؤوليات القيادية في وحدة التدريب المركزي للحزب حتى عام 2007، وكان له دور محوري في تطوير القدرات البشرية للمقاومة.
وكلت إليه مسؤولية تدريب قوة الرضوان عام 2012 حتى عام 2024، وعامها قاد العمليات العسكرية للقوة على جبهة الإسناد اللبنانية، مع إعلان بداية معركة "طوفان الأقصى"، وعقب استشهاد القيادي في الحزب وسام الطويل تولى مسؤولية وحدة التدريب المركزي حتى اغتياله.
وشكلت عملية أنصارية التي نفذها مجاهدو حزب الله في الخامس من أيلول/سبتمبر من العام 1997، أحد أهم إنجازاته النوعية في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تجاوزت العملية في أبعادها ونتائجها عدد القتلى الكبير، 12 جندياً وضابطاً، الذين سقطوا من وحدة النخبة في سلاح البحرية، ما يفرض محاولة البحث عن جوانب أخرى لا تقل أهمية بدءًا من سياقها العملي ومروراً برسائل امتناع حزب الله عن التباهي بانتصار استخباراتي نوعي مهّد لهذا الإنجاز. وانتهاءً بمسار تدرج اكتشاف جيش العدو أن جنوده قتلوا بعبوات نصبها حزب الله استنادا الى معلومات مسبقة، ولماذا ضاعت قيادة جيش العدو الاسرائيلي بين فرضيتين، أن كمين حزب الله، كان عرضياً، أو جاء نتيجة معلومات مسبقة؟.
ويعدّ الكمين الذي نفّذه عناصر من حزب الله ضدّ وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلي، في قرية أنصارية جنوب لبنان بين 4-5 أيلول/ سبتمبر 1997، واحدًا من أقسى الضربّات التي تعرّضت لها وحدة "شايطيت 13".
أما الشهيد إبراهيم عقيل فهو قيادي عسكري في حزب الله اللبناني، وُلد عام 1962، واغتالته إسرائيل عام 2024، شغل عدة مناصب في الحزب، كان آخرها قائد المجلس العسكري خلفا لفؤاد شكر.
وُلد إبراهيم محمد عقيل -المعروف أيضا باسم إبراهيم تحسين- في بلدة بدنايل بقضاء بعلبك يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1962.
انتمى إلى حزب الله منذ ثمانينيات القرن العشرين، وكان ضمن الخلية التي تبنت تفجير السفارة الأميركية في بيروت في أبريل/نيسان 1983، وهو التفجير الذي قُتل فيه 63 أمريكيا.
كما شارك في الهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في أكتوبر/تشرين الأول 1983، والذي قُتل فيه 241 عسكريا أميركيا.
وكان أحد أبرز المشاركين بكمين أنصارية 1997 والذي قتل خلال 12 جندياً إسرائيلياً، وهو العام ، الذي تولّى مسؤوليّة وحدة عمليّات جبل عامل منذ العام 1997 وحتى ما بعد التحرير، كما قاد بشكلٍ مباشر العديد من العمليات النوعية خلال تلك الفترة.