أمريكية تحاول إغراق طفلة فلسطينية تشغل الرأي العام.. ارتفاع كبير بمعدلات العنصرية والعنف ضد المسلمين في الولايات المتحدة
فعلة تظهر حجم التعصب في بلاد العم سام
أمريكية تحاول إغراق طفلة فلسطينية تشغل الرأي العام.. ارتفاع كبير بمعدلات العنصرية والعنف ضد المسلمين في الولايات المتحدة
انفوبلس/..
لا تخفى العنصرية الامريكية على أحد، لكن في الآونة الأخيرة وخاصة بعد طوفان الأقصى شهدت معدلات العنصرية في الولايات المتحدة ارتفاعاً مضطرداً، لاسيما ضد العرب والمسلمين، ولعل ما فعلته امرأة أمريكية بحق طفلة فلسطينية قبل أيام أبسط دليل على ذلك.
*إغراق طفلة
وُجِّه اتهام لامرأة أمريكية من ولاية تكساس بمحاولة إغراق طفلة فلسطينية أمريكية مسلمة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، وقالت الشرطة، امس الاثنين، إن الحادث كان بدافع التحيز، وإن المشتبه بها أدلت بتصريحات عنصرية.
ووقع الحادث في شهر أيار/ مايو، لكنه حظي باهتمام وسائل الإعلام الاثنين، بعد أن قدم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الدعم للضحايا، وأصدر بيانا صحفيا حدد فيه الدين والنسب.
وقالت الشرطة في بيان امس الاثنين: "تعتقد إدارة شرطة يولس أن الجريمة ارتكبت بسبب التحيز أو التحامل، وهذا جزء من القضية المقدمة إلى مكتب المدعي العام في مقاطعة تارانت".
وقال مكتب المدعي العام بالمنطقة إنه يراجع القضية.
ويشير تقرير الشرطة إلى أن الحادث وقع في مسبح بمجمع سكني في ضاحية يولس في دالاس فورت وورث. وتشاجرت المشتبه بها مع والدة الطفلة البالغة من العمر ثلاث سنوات، وكان مع الوالدة في المسبح أيضا ابن عمره ستة أعوام، بعد أن سألت المشتبه بها والدة الطفلة عن المكان الذي تنحدر منه.
وقال تقرير الشرطة إن المشتبه بها تدعى إليزابيث وولف، وتبلغ 42 عاما، وقد حاولت إغراق الطفلة البالغ من العمر ثلاث سنوات، وحاولت الإمساك بالصبي ذي الست سنوات.
وقالت الشرطة إن الأم تمكنت من انتشال ابنتها من الماء، وهرع المسعفون إلى مكان الحادث، وأقرت السلطات الطبية بسلامة الأطفال.
وألقي القبض على المشتبه بها، ووجهت إليها اتهامات الشروع بالقتل العمد.
من ناحية أخرى، قالت الأم: "نحن مواطنون أميركيون من أصل فلسطيني. لا أعرف إلى أين يجب أن نذهب لنكون آمنين"، ثم أضافت: "هناك حرب في بلدي، وكراهية هنا". وحول تأثير الواقعة على طفلتها، قالت الأم: "طفلتي مصابة بصدمة نفسية، تركض وتختبئ في كل مرة أفتح الباب".
ورصد مدافعون عن حقوق الإنسان ارتفاعا في معدلات رهاب الإسلام، والتحيز ضد الفلسطينيين، ومعاداة السامية، في الولايات المتحدة، منذ اندلاع الصراع الأحدث في الشرق الأوسط.
من جانبه، دعا مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في بيان إلى اعتبار الحادثة جريمة كراهية. وطالب المجلس بحماية الأسرة المعنية والمجتمع الإسلامي في أميركا بأكمله. وأفاد مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في البيانات التي عرضها في إبريل/نيسان أنه تم تلقي 8 آلاف و61 شكوى من المسلمين بشأن حوادث التمييز والكراهية في أميركا عام 2023. لافتا إلى تلقي 3 آلاف و578 من الشكاوى في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 مع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، موضحا أن هذا يتوافق مع أعلى معدل شكاوى منذ 30 عاما.
وقد أثار الحادث غضب أعضاء الجالية الإسلامية الأميركية، خصوصاً مع ازدياد المشاعر المُعادية للمسلمين والعرب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.
*حوادث مشابهة
وتشمل الحوادث الأمريكية الأخرى التي وقعت في غضون حرب غزة حادث طعن في أكتوبر/ تشرين الأول، قٌتل فيه طفل في السادسة من عمره بولاية إيلينوي، وقالت الشرطة إنه استهداف سببه أنه فلسطيني الأصل.
وطُعن رجل أمريكي من أصل فلسطيني في تكساس في فبراير/ شباط، في حادث قالت الشرطة إنه يستوفي شروط جريمة الكراهية.
واعتُبر حادث إطلاق النار، استهدف ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني في ولاية فيرمونت في نوفمبر/ تشرين الثاني، جريمة يُشتبه بأن دافعها الكراهية.
*بلد العنصرية
وطال العنصرية في الولايات المتحدة مختلف المجالات والقطاعات الحياتية، فقد شهد ما يقرب من نصف العاملين في مجال الرعاية الصحية في امريكا تمييزًا ضد مرضى الأقليات في المراكز الطبية والمستشفيات التي يعملون فيها، وفقًا لتقرير صدر العام الماضي، عن صندوق الكومنولث والجمعية البحثية الإفريقية الأمريكية.
وقال البحث الذي نقلته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، إن "الموظفين في مرافق الرعاية الصحية التي بها نسبة عالية من المرضى السود أو اللاتينيين شهدوا معدلات أعلى من العنصرية"، ووُجِد أن 52٪ يقولون إن العنصرية ضد المرضى أصبحت تشكل أزمة أو مشكلة كبيرة.
*تمييز ضد المرضى
واستند التقرير، الذي يحمل عنوان "الكشف عن التفاوتات: ملاحظات العاملين في مجال الرعاية الصحية حول التمييز ضد المرضى"، إلى دراسة استقصائية شملت أكثر من 3 آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك الأطباء والممرضات وأطباء الأسنان، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، الذي يسعى إلى فهم تأثير التمييز على العاملين في مجال الرعاية الصحية ومرضاهم".
في أحد مستشفيات بنسلفانيا، قالت ممرضة سوداء إن زملائها في غرفة الطوارئ يمنعون بشكل روتيني أدوية الألم عن المرضى السود الذين يسعون للحصول على الراحة من مرض فقر الدم المنجلي، وفق التقرير.
وفي المستشفيات التي تضم أغلبية من المرضى السود، أفاد 70% من العاملين بأنهم رأوا تمييزًا ضد المرضى بسبب عرقهم أو أصلهم العرقي، في المرافق التي تضم غالبية المرضى اللاتينيين، لكن إذا كان المركز يضم أغلبية من المرضى البيض، انخفضت النسبة إلى 43%، فيما يعتقد ما يقرب من النصف (48٪)، أن مقدمي الخدمات الطبية يكونون أكثر تسامحًا عندما يتحدث المرضى البيض عن حالاتهم ويطرحون مطالبهم مقارنة عندما يفعل المرضى السود الشيء نفسه.
*العنصرية تمتد للعمال
وأشار التقرير إلى أن العنصرية تمتد أيضًا إلى كيفية معاملة العمال أنفسهم، فيقول 44% من هؤلاء العمال إنهم لاحظوا تعرض أحد زملائهم للتمييز، وقال غالبية المهنيين السود (58٪) وأكثر من أربعة من كل عشرة من اللاتينيين (49٪) والأمريكيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ (AAPI، 44٪) إنهم تعرضوا للتمييز في العمل بسبب عرقهم أو أصلهم العرقي.
وعلى الرغم من أن معظم العاملين في مجال الرعاية الصحية يرون جهودًا إيجابية من قبل أصحاب العمل لمعالجة التمييز، إلا إن معظم العاملين في مجال الرعاية الصحية من السود واللاتينيين وAAPI يشعرون بالقلق إزاء الانتقام إذا أبلغوا عن مشاكل التمييز.
وأوصى التقرير بعدد من الخطوات لمعالجة التمييز، بدءًا من إنشاء نظام للإبلاغ عن التمييز دون الكشف عن الهوية، إلى تضمين التدريب على التعرف على العنصرية في دورات التطوير المهني.
وقالت لوري زيفيرين، نائبة الرئيس التنفيذي لبرنامج تعزيز العدالة الصحية التابع لصندوق الكومنولث: "إن فهم ما يختبره العاملون في مجال الرعاية الصحية، وما يريدونه ويحتاجونه من أصحاب العمل وزملائهم لاتخاذ إجراءات ضد التمييز، أمر بالغ الأهمية للتغيير الناجح والمستدام".
*تمييز بسبب اللغة
ويجب على المستشفيات والمرافق الأخرى أيضًا فحص كيفية تعاملها مع غير الناطقين باللغة الإنجليزية. وذكر التقرير أن العاملين الصحيين من أصل لاتيني قالوا إن المرضى الذين يتحدثون لغات أخرى غير الإنجليزية لا يعاملون دائمًا على قدم المساواة، وفق جمعية المستشفيات الأمريكية.
ووجدت نتيجة أخرى صدى لدى الكثيرين من الدراسة، قال ما يقرب من نصف العاملين الصحيين الذين شملهم الاستطلاع إن زملائهم أكثر تقبلًا للمرضى البيض عندما يدافعون عن رعايتهم أكثر من المرضى السود. وقال التقرير بشكل عام، إن 48% من العاملين في مجال الرعاية الصحية أشاروا إلى المعاملة المتباينة للمرضى الذين دافعوا عن أنفسهم.
ومن بين النتائج الأخرى، قال مؤلفو التقرير إن الفجوة بين الأجيال بين العاملين في مجال الرعاية الصحية كانت واضحة، إذ يواجه 59% من العمال الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا ضغوطًا بسبب التمييز مقارنة بـ26% من العاملين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكبر، وكان العمال الأصغر سنًا أكثر وعيًا بالتمييز أو أكثر عرضة لرؤية علامات عليه.
*دعوات اممية
وحثت خبيرة أممية حقوقية الولايات المتحدة الأميركية على زيادة جهودها لمعالجة "العنصرية الممنهجة المستمرة"، مضيفة أنها شعرت بالصدمة والفزع في بعض الأحيان حيال المظاهر متعددة الأوجه والمعززة للعنصرية المنهجية التي شهدتها في كل ولاية زارتها.
وقالت أشويني كاي. بي.، المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بهذا من تعصب، إن "الولايات المتحدة تقف عند مفترق طرق حاسم في الحرب ضد العنصرية والتمييز العنصري".
وقالت أشويني إن قضية العنصرية والتمييز العنصري حظيت باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة. وأضافت: "أدى مقتل جورج فلويد، وبريونا تايلور وغيرهما الكثير، والتفاوت العنصري لتأثير كوفيد 19، واحتجاجات العدالة العرقية واسعة النطاق عام 2020، إلى جلب بعض الحقائق المتعلقة بالاستمرار الممنهج للعنصرية، للوعي الجمعي الأمريكي".
وأضافت "كان من الواضح تماما طوال زيارتي أن الكثيرين ما زالوا يواجهون العنصرية والتمييز العنصري الممنهجين المستمرين".