إيران تنشر التقرير الثاني لسقوط مروحية الشهيد رئيسي.. كشفت تفاصيل آخر مكالمة مع الطيارين وحسمت جدل "الطقس"
انفوبلس/ تقارير
بعد نحو أسبوع من نشر نتائج التقرير الأول لحادثة استشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، نشرت إيران يوم أمس نتائج التقرير الثاني للتحقيق بسقوط الطائرة وضعت خلاله النقاط على الحروف ونسفت روايات المحللين وتكهنات الخبراء من جديد، فماذا جاء في تلك النتائج؟ وهل تم التوصل إلى خيوط جديدة تخص الحادثة؟ إليك ما تم كشفه وتفاصيل المكالمة الأخيرة مع الطيارين.
*إيران: الحادث ليس تخريبيا
بالحديث عن هذا الملف، فقد أكد المجلس الأعلى للتحقيق في إيران، أن احتمال أن يكون سقوط طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ناجماً عن عمل تخريبي أمر مستبعد.
وقال المجلس الأعلى في تقرير ثان أصدره بشأن الحادثة أمس الأربعاء، إنه "وفقا للعيّنات واختبارات بقايا وأجزاء المروحية وطريقة تناثرها ومسافة الأجزاء المنفصلة عن الجسم الرئيسي، فإن احتمالية أن يكون الانفجار ناجما عن أعمال تخريبية أثناء الرحلة وقبل لحظات من اصطدامها بمنحدرات مرتفعة المروحية، أمر مستبعد".
*لا آثار للحرب الإلكترونية
وأوضح التقرير الإيراني، أنه "بحسب تقرير الخبراء المختصين، لم تتم ملاحظة أي آثار للحرب الإلكترونية على المروحية المنكوبة".
وتابع، "قد تم فحص معظم المستندات والسجلات والمستندات المتعلقة بإصلاح وصيانة المروحية المنكوبة بعناية، ولم يتم العثور على أي عيوب يمكن أن تكون فعّالة في الحادث من حيث الإصلاح والصيانة".
*جدل الطقس
وأفاد التقرير أيضا، أن "تقرير الطقس وتوقعاته ليوم 30 مايو من مطار تبريز (الأصل) إلى الوجهتين الأولى والثانية لمجموعة الطيران (جسر أغباند وسد قيز قلعة) حتى الساعة 08:50 صباحا كانت مواتية ومناسبة لظروف الطيران البصرية، لكنه كان يحتاج إلى مزيد من التحقيق بناءً على تلقي آخر المستندات المستلمة وإفادات طياري وركاب المروحيتين الأُخرَيين".
*التقرير: سعة المروحية تتناسب مع الحد الأقصى للركاب
كما أكد التقرير، أن سعة مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي "تتناسب من حيث عدد الركاب والمعدات مع الحد الأقصى للوزن القياسي للطائرة المروحية عند بداية الرحلة وعند إقلاعها من نقطة الانطلاق إلى الوجهة ومسار العودة".
وأشار تقرير المجلس الأعلى للتحقيق إلى، أنه "بناءً على المحادثات المسجلة بين طياري المجموعة الجوية، فإن آخر اتصال مع طياري المروحية المنكوبة استمر 69 ثانية حتى وقع الحادث ولم يستجيبوا، ولم يتم تسجيل أي إعلان لحالة طوارئ.. الوقت التقريبي المعلن: حوالي 1.5 دقيقة".
*تفاصيل آخر مكالمة مع طياري المروحية
وأوضح، أنه "خلال مدة المهمة وحتى 69 ثانية قبل وقوع الحادث، تم الحفاظ على الاتصال على الترددات المحددة مع المروحية التي تعرضت للحادث، وكان آخر اتصال ورسالة من قبل قائد مجموعة الطيران (الشهيد مصطفوي). ولذلك، يتم استبعاد أي انقطاع في نظام الاتصالات أو تداخل في الترددات. (استمر الاتصال بين المروحيتين الأُخرَيين حتى الهبوط في منجم سونغون للنحاس)".
*تحقيق بمشاركة روسيا
وحول الاتفاق الأمني الجديد بين روسيا وإيران، نشرت لوبوف ستيبوشوفا، في "برافدا رو"، نص لقاء مع الباحث في الشؤون الإيرانية، الخبير العسكري فلاديمير أونيشينكو، وجاء فيه:
"فور وقوع الكارثة في إيران، تم تشكيل لجنة عمل خاصة للتحقيق في تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وضمت هذه اللجنة متخصصين روس. وصدر الاقتراح المقدم لطهران عن كبار المسؤولين في قيادتنا، وقام الإيرانيون على الفور بدعوة روسيا، باعتبارها دولة تتمتع بخبرة هائلة في التحقيق في هذا النوع من حوادث تحطم الطائرات".
هل ستواصل إيران سياستها السابقة في العلاقات مع روسيا؟
وأكمل الخبير العسكري، "على خلفية العملية العسكرية الخاصة التي نُجريها في أوكرانيا، أدار العديد من الشركاء ظهورهم لنا. لكن إيران تصرفت بشكل مختلف تماما".
وأضاف، "ونحن الآن نعد وثيقة مهمة للغاية، تُسمى "الاتفاق الشامل للشراكة الاستراتيجية". تدرك إيران بوضوح أن التهديد الذي يواجهها من الأميركيين وإسرائيل يتزايد. لذلك، بالنسبة لها الآن هناك أيضًا شريكان أكثر موثوقية في العالم، هما الصين وروسيا".
ما الذي سيتغير في علاقات إيران مع إسرائيل؟
وأتم، "بماذا تتميز إيران في الشرق الأوسط وفي العالم؟ بما نسميه "استراتيجية الصبر الطويل". ولذلك، فإن إيران ستراقب. لديهم معلومات استخباراتية، ونحن نساعدهم بعدة طرق. وطهران، تعرف جيدًا ما يحدث في مياه المحيطات كلها: في البحر الأحمر، والخليج، وحول اليمن، والمملكة العربية السعودية، الخ".
وأشار إلى أن "لدينا تعاون وثيق للغاية في جميع مسارح العمليات العسكرية، ونساعدهم كثيرًا في بياناتنا الاستخباراتية، بما في ذلك بالاستطلاع الفضائي. ويساعدنا الإيرانيون أيضًا كثيرًا في تسليط الضوء على كل شيء".
*التقرير الأول
وفي الأسبوع الماضي، نشرت هيئة الأركان الإيرانية أول تقرير للجنة التحقيق في تحطم مروحية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. ومن كانوا معه الأحد الماضي في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران.
وقال التقرير، إنه لا توجد أي آثار لإصابة طلقات رصاص أو ما شابه على الأجزاء المتبقية من المروحية، وإن المروحية تعرضت لحريق بعد ارتطامها بمرتفع.
وأشار التقرير إلى، أن قائد المروحية تواصل مع المروحيتين الأخريين اللتين كانتا في موكب الرئيس الإيراني قبل 90 ثانية من الحادثة، ولم يعثر على ما يثير الشبهات في المحادثات مع برج المراقبة.
ولفت التقرير إلى أن اللجنة بحاجة إلى مزيد من الوقت وستعلن النتائج في وقت لاحق.
وبحسب مراقبين، فإن التقرير الثاني جاء مكمّلاً للنتائج التي وردت في التقرير الأول ومطابقاً لها، حيث لا دلالة على وجود أي أعمال تخريبية أو إطلاقات نارية خلال سقوط المروحية، ولهذا فإنه من المرجح أن يكون التقرير النهائي والذي سيصدر خلال الأيام المقبلة مطابقاً أيضا لنتائج التقريرَين الأول والثاني، وبالتالي نسَفَ الروايات التي تحدثت عن وجود عملية اغتيال مدبَّرة طالت الرئيس الإيراني ورفاقه.