اتهامات متبادلة ودعوة للتحقيق.. "إسرائيل" تقصف عرب الجولان المحتل لتفتعل حرباً مع لبنان.. تعرف على التفاصيل
انفوبلس..
يحاول الكيان الإسرائيلي المحتل ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو ووسائل إعلامه، اختلاق أي وسيلة لمهاجمة لبنان وحزب الله، ويوم أمس، سقط صاروخ اعتراضي إسرائيلي على ملعب بالجولان السوري المحتل وتسبب بسقوط أكثر من 40 شخصاً بين قتيل وجريح، لتتهم سلطات الاحتلال، حزب الله اللبناني بالهجوم وترد بهجوم مضاد في الداخل اللبناني، فهل يحاول الكيان المحتل الدخول بحرب مفتوحة مع لبنان؟
اتهام ونفي
جيش الاحتلال اتهم حزب الله بإطلاق صاروخ على ملعب في قرية مجدل شمس بالجولان السوري المحتل وتسبب بمقتل 12 شخصا وإصابة 30 بينهم 7 بحالة حرجة.
ونفى حزب الله ضلوعه في الهجوم على قرية مجدل شمس في الجولان المحتل.
وفي بيان صادر عن الحزب قال: "تنفي المقاومة الإسلامية في لبنان نفياً قاطعاً الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، وتؤكد أن لا علاقة للمقاومة الاسلامية بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص".
منطقة عربية خالصة
إلى ذلك، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري أن هناك أكثر من علامة استفهام تُطرح بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل وأسفر عن مقتل 10 أشخاص وعشرات الجرحى.
وقال الدويري، إن مجدل شمس هي من كبرى البلدات السورية ومعظم سكانها سوريون، وهي منطقة عربية خالصة ولا يوجد فيها مستوطنون.
واستبعد أن يطلق حزب الله صاروخا على هدف بهذه المواصفات، مرجحا وجود احتمالَين، أحدهما أن يكون الصاروخ أُطلق من جنوب لبنان، ولكن حدث به خلل فنّي فسقط في هذا المكان، والاحتمال الآخر أن أحد صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية ضلّ طريقه فسقط في تلك المنطقة.
وتوقع الدويري أن يعلن حزب الله أو الفصائل المساندة له عن حقيقة الحادث بعد التحقق، مؤكدا أن هذه الفصائل يستحيل أن تختار هدفا عربيا خالصا وتقصف ملعبا، إلا في حال حدوث أحد الاحتمالين الآنفين.
ووصف الخبير قواعد الاشتباك الحالية بين الاحتلال وحزب الله بـ"التصعيد المنضبط" مشيرًا إلى أن كليهما لا يرغب في الحرب المفتوحة، بغض النظر عن التصريحات التي تتعالى هنا وهناك.
ادعاءات كاذبة
وادعت إذاعة جيش الاحتلال أن الجيش لم يطلق صواريخ اعتراضية تجاه الصاروخ الذي سقط بمجدل شمس بسبب التضاريس المعقدة، وأضافت أنه وفق تحقيق أولي أجراه الجيش أُطلق الصاروخ من ارتفاع منخفض ولم تسنح الفرصة لإعطاء وقت أطول لتحذير السكان.
ونقلت الإذاعة عن شهود عيان بمجدل شمس أنه وبخلاف تحقيق الجيش فإن الإنذار استمر لثوانٍ معدودة فقط.
دعوة للتحقيق
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق دولي في حادث مجدل شمس لمعرفة ملابساته والجهة صاحبة الصاروخ.
واتهم الكيان الإسرائيلي حزب الله بالوقوف وراء الحادث، وقال الجيش الإسرائيلي، إن الصاروخ من صنع إيراني والقائد الميداني بحزب الله علي محمد يحيى هو من أشرف على إطلاقه.
في المقابل نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن حزب الله أبلغ الأمم المتحدة أن حادث مجدل شمس سببه سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي.
وفي ظل هذا التضارب، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل لإجراء تحقيق دولي في حادث مجدل شمس، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يحث جميع الأطراف على ضبط النفس.
موقف واشنطن
من جانبه، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي أن الهجوم على مجدل شمس قد يكون الشرارة التي كنا نخشاها ونحاول تجنبها منذ 10 أشهر.
وقال الموقع نقلا عن مسؤولين أميركيين، إن إدارة بايدن قلقة جدا من أن يؤدي هجوم مجدل شمس لحرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، أن واشنطن تندد بالهجوم الصاروخي على القرية الدرزية بالجولان.
"لاءات" طهران الثلاث
وبعد الهجوم، نشر السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني إنه "بغض النظر عن المسرحية التي افتعلها النظام الصهيوني قبل ساعات؛ لازالت الـ"لاءات الثلاث" تختصر موقفنا إزاء التهديدات بتوسع الحرب على لبنان والمنطقة:
- أولا "لا نتوقع" شنها ونعتبر أن فرصها ضئيلة جداً بسبب معادلات القوة المفروضة.
- ثانياً "لا نريدها" لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً ما تسعى للتخفيف من حدّة التوترات في المنطقة.
- ثالثاً "لا نخافها" بكل ما للكلمة من معنى، ولأعدائنا أن يتخيلوا ماذا بإمكاننا أن نفعل بما لدينا من قوة واقتدار ودفاع عن المقاومة".
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الأحد، إن بلاده تحذر إسرائيل من أي "مجازفة" جديدة في لبنان.
وقال كنعاني في بيان إن "أي خطوة تنمّ عن جهل من النظام الصهيوني قد تؤدي إلى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة".
وشدد المتحدث على أن "إسرائيل ستتحمل مسؤولية التداعيات غير المتوقعة وردود الفعل على تصرف أحمق كهذا".
مواقف لبنانية
ونددت الحكومة اللبنانية، في بيان اليوم بحادث مجدل شمس، وشددت في بيان على "أن استهداف المدنيين يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية".
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في اتصال مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان إن نفي حزب الله علاقته بما حصل بمجدل شمس الدرزية يؤكد بشكل قاطع التزامه بقواعد الاشتباك وعدم مسؤوليته ومسؤولية بيروت.
وفي السياق ذاته، حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من "محاولات العدو الإسرائيلي إشعال الفتن وتفتيت المنطقة"، مؤكدا أن استهداف المدنيين مرفوض ومدان في فلسطين والجولان المحتل وجنوب لبنان.
وقال، "نحن بالمرصاد للعدو إلى جانب المقاومة والمقاومين الذين يواجهون إجرام الاحتلال".
كما أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، أنّ ما حدث في مجدل شمس، في الجولان السوري المحتل، "ما هو إلا محاولة خسيسة وفاشلة (من الاحتلال الإسرائيلي) لسلخ الجولان عن طبيعته الجغرافية وامتداداته العائلية".
وفي تعليقه على حادثة مجدل شمس، شدّد أرسلان على أنّ الجولان المحتل "كان ولا يزال يرفض التواطؤ على هويته السورية العربية"، مضيفاً "أنّه عمق مقاومتنا وجزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة التي لن تعود إلى كنفها الطبيعي إلا بالصمود والمقاومة".
وإذ أكد أرسلان أنّ الجولان المحتل "لن يقع في فخ مشروع إسرائيل للتظاهر بحماية الأقليات"، فإنّه أوضح أنّ الاحتلال لا يهدف من خلال هذا المشروع إلا إلى "تفتيت المنطقة إلى دويلات تحمي حدوده المزوّرة".
تهديدات للبنان
وبعيد حادث مجدل شمس، تواترت التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة هي الأقسى لحزب الله منذ بدء المواجهات قبل نحو 10 أشهر.
وادعى جيش الاحتلال أن الصاروخ الذي أصاب الملعب في مجدل شمس إيراني من نوع "فلق 1" وأن حزب الله أطلقه من شمال قرية شبعا بجنوب لبنان.
وقالت وسائل إعلام العدو إن نتنياهو "يجري مشاورات أمنية من واشنطن بعد اطلاعه على تفاصيل الحادث في مجدل شمس".
ونقلت القناة الـ12 العبرية عن مسؤول مقرب من نتنياهو قوله إن الهجوم على مجدل شمس سيقود لتحول دراماتيكي في المواجهات بالشمال.
وأضافت وسائل الإعلام، أن وزير الدفاع يوآف غالانت يجري مشاورات مع قادة الجيش بعد القصف في الجليل والجولان.
كما نقلت القناة الـ12 عن وزير الخارجية يسرائيل كاتس قوله إن "حزب الله تجاوز الخطوط الحمر".
وقال موقع، "والا" إن بلدات بقضاء حيفا نبهت السكان أن تغييرات قد تطرأ على تعليمات الجبهة الداخلية في الساعات المقبلة.
ونقلت "إسرائيل اليوم" عن مسؤولين عسكريين أن الرد على هجوم مجدل شمس "سيكون واسعا ومضطرون لبحث الذهاب إلى الحرب".
وقال مصدر أمني إسرائيلي لهيئة البث، إن "ما وقع لن يمر دون رد وسيكون ردنا قاسيا".
كما قال زعيم حزب معسكر الدولة الإسرائيلي بيني غانتس إن "الوقت حان لإبرام صفقة تبادل" مع المقاومة في غزة "وتوجيه التصعيد إلى الجبهة الشمالية".
ونقل موقع والا عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أنه "يطلب من رئيس الوزراء شن حرب على حزب الله فورا".
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش "حان وقت العمل ويجب على نتنياهو العودة فورا وعلى كل لبنان أن يدفع الثمن"، وطالب باغتيال السيد حسن نصر الله ردا على الهجوم.
وقال ديوان نتنياهو إنه أصدر تعليماته بتعجيل العودة من واشنطن بأسرع وقت ممكن، وإنه "أجرى مشاورات أولية مع سكرتيره العسكري مباشرة بعد حادثة مجدل شمس".
وفي أول تصريح له بعد الحادث، قال نتنياهو إن حزب الله "سيدفع ثمنا باهظا لهجوم مجدل شمس لم يسبق أن دفع مثله". وقال ديوانه إنه تحدث مع زعيم الطائفة الدرزية وأعرب "عن صدمته لمقتل أبرياء".
عدوان صهيوني
وفي صباح اليوم، قال جيش الاحتلال إنه قصف خلال ساعات الصباح والليل مخابئ أسلحة وبنى تحتية في البقاع (شرق) وفي شبريحا وبرج الشمالي وكفركلا ورب ثلاثين والخيام وطير حرفا بجنوب لبنان.
من جهتها، قالت مصادر محلية إن طائرات إسرائيلية شنت غارات على بلدة العباسية جنوبي لبنان ومحيط بلدة برج الشمالي، كما استهدفت بلدة الخيام بغارتين جويتين. وقد تسبب القصف الإسرائيلي في اندلاع حرائق وأضرار في ممتلكات المدنيين.