الإساءة للقرآن الكريم في فلسطين المحتلة يثير "غضب" المسلمين.. تعرف على أبرز ردود الفعل
انفوبلس/ تقرير
في انتهاك جديد ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، أقدم مستوطنان اثنان، يوم الأربعاء الماضي 21 حزيران/ يونيو 2023، على تدنيس القرآن الكريم، حيث قاما برمي نسخ من القرآن أمام مدخل مسجد في بلدة عوريف جنوب نابلس أثناء مغادرتهما برفقة كلب، ما أثار رد فعل "غاضب" من قبل المسلمين في الدول العربية والحركات المقاومة.
وأظهر مقطع الفيديو الذي صوّرته كاميرات مراقبة، خروج مستوطنَين اثنين من مسجد قرية عوريف بعد الاعتداء عليه ليلاً برفقة كلب حراسة وكان أحدهما يحمل بيده نسخاً عديدة من القرآن، فقام بتمزيقها ورميهما على الأرض أمام مدخل المسجد، كأنه تعمّد أن تصوّره الكاميرا المثبتة في المكان.
ويظهر شريط الفيديو توقيت الواقعة في الثامنة والنصف من مساء الأربعاء الماضي.
وتفاعل مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع جريمة المستوطنين، وتصدّر وسم "القرآن يُدنَّس" بين الوسوم التي شهدت تفاعلا عبر "تويتر".
إلى ذلك، أدانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، تدنيس قطعان المستوطنين للمساجد وتمزيق القرآن الكريم وحرقه في قرية عوريف جنوب نابلس، وقالت إن ما حدث جريمة بشعة، وتصعيد خطير للحرب الدينية التي تشنها المؤسسات الصهيونية.
وأكدت الحركة، إن هذا السلوك الهمجي من قطعان المستوطنين المدعوم من جيش الاحتلال والحكومة الصهيونية يشكل استفزازا لمشاعر كل أبناء شعبنا وأمتنا، واستهتارا غير مسبوق بمقدساتها. وشددت الحركة على أن تدنيس قطعان المستوطنين للمساجد وحرق المصاحف في الضفة الغربية سلوك عنصري بغيض، يتطلب موقفا واضحا من مكونات الأمة الإسلامية الرسمية والشعبية والمؤسسات الدينية.
وحمّلت الحركة الاحتلال ومستوطنيه المسؤولية كاملةً عن تداعيات الحرب الدينية المسعورة على مقدساتنا، مشيرة إلى أنهم سيدفعون ثمن هذه الجريمة والعدوان على شعبنا ومقدساتنا.
كما أدانت فصائل فلسطينية أخرى، في بيانات منفصلة، تدنيس المستوطنين للمساجد وتمزيق القرآن الكريم وحرقه في قرية عوريف جنوب نابلس.
*الجهاد: المقاومة لن تتأخر في ردع الاحتلال
وشددت حركة الجهاد الإسلامي أن تصعيد الاحتلال ومستوطنيه إجرامي وخطير، ويعكس رغبة الاحتلال في إشعال حرب دينية تستهدف العقيدة والدين. وأوضحت أن كلمة المقاومة لن تتأخر في ردع الاحتلال وجرائمه وانتهاكاته، التي لا يمكن السكوت عنها أو تجاوزها.
ووصفت الجهاد جرائم الاحتلال بـ"الحرب المسعورة" التي تستهدف المقدسات والهوية الفلسطينية، داعيةً إلى النفير الدائم والتصدي لانتهاكات الاحتلال المفتوحة حتى تحقيق النصر.
*الشعبية تدعو المجتمع الدولي إلى الكيل بمكيال واحد
من جانبها، استنكرت حركة المقاومة الشعبية تدنيس المستوطنين لمسجد الرباط بقرية عوريف جنوب نابلس وتمزيق القرآن الكريم فيه.
ودعت الشعب الفلسطيني والأمة العربية لإظهار الغضب والسخط تجاه جرائم الاحتلال التي تمارس بحق الفلسطينيين ومقدساتهم. وطالبت المجتمع الدولي إلى الكيل بمكيال واحد في التعامل مع ثقافات الشعوب ووضع حد جرائم الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وحذرت من استمرار النهج العنصري في الاعتداء على المقدسات، مؤكدةً أنه سيفجر ثورة غضبٍ عارمة في وجه الاحتلال الذي يعمل على تكريس الكراهية والحقد.
*لجان المقاومة: تدنيس المساجد وحرق القرآن الكريم سلوك إرهابي بغيض
وفي السياق، أدانت لجان المقاومة في فلسطين تدنيس المساجد وحرق القرآن الكريم، مؤكدةً أنه سلوك إرهابي تلمودي يعبّر عن حقيقة الاحتلال الفاشية.
وعدَّت هذه الجريمة بحماية حكومة الاحتلال، اعتداءً سافراً وصارخاً على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية. وأردفت أن حرق القرآن في عوريف جريمة بحق كل مسلم، ولابد أن تُقابل بموقف قوي وحازم من قبل شعوب الأمة كافة.
وقالت هيئة علماء فلسطين، إن "قيام المستوطنين الصهاينة بحرق نسخ من القرآن الكريم وتدنيسها في قرية عوريف جنوب نابلس، جريمة بالغة الخطورة بحق الأمة الإسلامية جمعاء تمس دينها وعقيدتها"، داعية، "علماء المسلمين وجماهير الأمة العربية والإسلامية، للتحرك والذود عن حرمة المقدسات الإسلامية".
كما أوضحت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني، أن "اعتداء المستوطنين على أحد مساجد عوريف بمدينة نابلس وتمزيق نسخ القرآن الكريم تمادٍ في إرهاب الاحتلال وإشعال لحربه الدينية التي سترتد وبالاً عليه". وقال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر، إن "هذه الجريمة النكراء تمثل اعتداءً ليس فقط على المسلمين في العالم إنما للمبادئ الإنسانية الدولية".
ودعا أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده للتصدي لحملات الاحتلال ومستوطنيه المسعورة التي تستهدف المقدسات. وأكد بحر أن "صمت المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات الصارخة وعدم محاسبة الاحتلال عليها يُعد تشجيعا له للاستمرار في ارتكابها".
وفي سياق متصل، أثارت الحادثة، حالة من الغضب والحنق الشديدين تعمّ منصات التواصل في فلسطين.
وعبّر مغردون عن غضبهم من هذه الحادثة عبر وسم "#القرآن_يُدنّس"، ووصفوا الحادثة "بالشائنة"، وطالبوا بحماية الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين الذي يشنّون هجوما متواصلا على بلدات وقرى في الضفة الغربية.
وطالب مغردون "بالثأر" لاقتحام المسجد وإحراق وتمزيق المصاحف، واعتبروا الحادثة "إهانة لكل مسلم"، بينما رأى آخرون أنها تأتي في سياق الحرب الدينية المستمرة بقيادة المستوطنين وبدعم الحكومة الإسرائيلية.
وكتبت الصحفية الفلسطينية آية أبو طاقية، "المشهد الُمشين الصعب في قرية عوريف جنوب نابلس من طغيان المستوطنين وسطوتهم ونجاستهم لا يمكن تخطّيه بسهولة، لا يمكن تخطيه بتاتاً، المشهد قاهر، ما هذه الحرقة يا الله".
وعلّق الناشط الفلسطيني علي المدهون بالقول، "للعلماء وأبناء الأمة دور تجاه ما تمر به فلسطين المحتلة من حرب دينية شرسة واستهداف علني للمقدسات الإسلامية، وقوف الأمة عند واجباتها يضع حداً لحكومة الإرهاب والتطرف التي ظنت أنها يمكن لها بالتطبيع أن تمرر مخططاتها التهويدية والمتطرفة".
وغرّد الصحفي الفلسطيني أيمن دلول بقوله "اعتداء المستوطنين المجرمين على مسجد وتدنيسه بالكلاب وتمزيق المصاحف في الضفة الغربية المحتلة إهانة لكل مسلم في كل مكان على وجه الأرض، وهي دعوة ليكون له موقف فمساجدنا تُستباح وقرآننا يُدنَّس، فماذا أنتم فاعلون يا سادة؟".
وذكر بيان للمقاومة الإسلامية حزب الله اللبناني ان "ما أقدمت عليه عصابات المستوطنين في قريتي عوريف وترمسعيا من تدنيس للمساجد وحرق للقرآن الكريم واقتحام للبيوت هو عمل إجرامي خطير. وأوضح، ان "ما قامت به عصابات المستوطنين وبحماية من حكومة العدو ينتهك كل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، وهو إساءة بالغة للأمتين العربية والإسلامية".
دعا الحكومات الإسلامية والعربية والمنظمات الحقوقية والدولية إلى القيام بكل ما من شأنه إدانة هذا العمل الإجرامي، القيام بكل الخطوات التي تمنع تكراره وتحول دون قيام عصابات المستوطنين بأعمال إرهابية مماثلة.
وأدان الأزهر الشريف، تمزيق المستوطنين نسخًا من المصحف الشريف وحرقها في عوريف جنوب نابلس، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين في عدة قرى فلسطينية في الضفة المحتلة، وسرقة ممتلكاتهم.
وأكد الأزهر في بيان صحفي اليوم السبت 24 حزيران/يونيو 2023، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وارتكاب جرائمه تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وعجز العالم كله عن ردعه وفضح جرائمه وسلوكه الدموي ووقفه عند حده، هو تواطؤ غير مبرر. ووصف تمزيق نسخ المصحف بأنه أيضًا جريمة بحق الإنسانية، ويشكل خرقاً صارخًا للقانون الدولي، ولكل الأعراف والمواثيق التي تنص على احترام المقدسات الدينية وتضمن حرية العبادة.
وشدد على أنه “قد حان الوقت لاتخاذ موقف عربي وإسلامي جاد وموحد تجاه الاحتلال الذي ارتكب ولا يزال أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين”. ودعا لاتخاذ إجراءات سريعة وملزمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في مصر، الشيخ محمد مختار جمعة، اعتداء المستوطنين على المصحف الشريف، في أحد مساجد قرية عوريف، جنوب نابلس، واصفاً إياه بـ "عين الإرهاب والتطرف والعنصرية".
كما أدانت وزارة الخارجية التركية بشدة، اقتحام مستوطنين إسرائيليين مسجداً في قرية عوريف جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية، واعتداءهم على القرآن الكريم.
وأعربت الخارجية التركية، في بيان، أمس الجمعة، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد التوتر مجددا في الأيام الأخيرة بالضفة الغربية.
إلى ذلك، أدانَ مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، بشدة الجريمة الصهيونية بإحراق القرآن الكريم. وقال إن "الأنظمة العربية المطبِّعة مع العدو الصهيوني مدعوة لقطع علاقاتها مع العدو الصهيوني عقب جريمة تمزيق القرآن الكريم".
وأضاف، "نعد سكوت الأنظمة العربية المطبّعة على جريمة الصهاينة بإحراق القرآن الكريم مشاركة في الجريمة".
فيما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية هجوم المستوطنين الإسرائيليين على المساجد وتطاولهم على القرآن الكريم بأنه دليل على أن إسرائيل لا تلتزم بأي خط أحمر في التعدي على المقدسات الدينية وحقوق الإنسان.
وفي تغريدة له، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن "هجوم الصهاينة الغاشم على المساجد وإهانة القرآن الكريم وتدمير المنازل والقتل اليومي للأطفال والنساء والشعب الأعزل في فلسطين هو علامة على عدم التزام النظام الزائف بأي خط أحمر في التعدي على المقدسات الدينية وحقوق الإنسان". وأضاف، أن "صمت الحكومات الغربية ودعمها لإسرائيل يجعلها أكثر جرأة في هذه الوحشية".
ويشن مستوطنون صهاينة منذ عدة أيام حملة إرهابية وبربرية ضد القرى والبلدات الفلسطينية، تركزت في ترمسعيا برام الله، وعوريف واللبن الشرقي في نابلس، وقرى أخرى، أسفرت عن شهيد ومئات الإصابات، وحرق العشرات من المنازل والسيارات والأراضي الزراعية.