الإطاحة بـ8 جدد.. طهران تواصل حملة تنظيف الداخل الإيراني من جواسيس الموساد.. نجاحات استخبارية متلاحقة
انفوبلس..
تمكن فيلق الإمام الرضا في محافظة خراسان من كشف وتفكيك خلية تجسس مرتبطة بجهاز الموساد الصهيوني، كانت تتلقى تدريبات عبر الفضاء الافتراضي وتخطط لاستهداف مسؤولين ومراكز حيوية في مشهد أثناء الدفاع المقدس الذي دام 12 يومًا، في إنجاز استخباري بارز يُعزّز أمن البلاد.
وفي صباح اليوم، أعلن حرس الثورة الإسلامية، كشف وتفكيك خلية مرتبطة بجهاز الموساد الصهيوني.
وأفاد فيلق الإمام الرضا (ع) في محافظة خراسان الرضوية بأنّه «بعد عمليات استخبارية دقيقة ومستمرة نفذتها منظمة استخبارات الحرس في خراسان الرضوية، وبالتنسيق مع الجهاز القضائي، تمّ التعرف إلى ثمانية عناصر على ارتباط بجهاز الاستخبارات التابع للكيان الصهيوني (الموساد) وإلقاء القبض عليهم».
وأشار الفيلق، في بيانٍ، إلى أنّ «العملاء تلقّوا تدريبات تخصصية عبر الفضاء الافتراضي من عناصر تابعة للموساد، وخلال الأحداث الأخيرة المعروفة بالدفاع المقدس لمدّة 12 يوماً، أقدموا على إرسال إحداثيات مراكز حيوية وحساسة، إلى جانب معلومات تتعلق بشخصيات عسكرية بارزة، لضباط الاستخبارات في الموساد».
وأضاف البيان أنّه «بحسب الوثائق المتوفرة، كان المعتقلون يخططون لتنفيذ عمليات ضدّ مسؤولين مدنيين وعسكريين، إضافةً إلى استهداف وتخريب مراكز مهمة في مدينة مشهد المقدسة، غير أنّ السيطرة الاستخبارية الكاملة حالت دون أي تحرك عملي، وتم اعتقالهم قبل التنفيذ. كما ضُبطت لدى هذه الشبكة كميات من المواد الأولية لصناعة قواذف وبنادق متفجرة وعبوات ناسفة وفخاخ متفجرة».
كما أشار البيان إلى أنّ «من ضمن أنشطة هذه الخلية الإرهابية، التواصل والتعاون مع جماعات انفصالية».
وفي التاسع من الشهر الجاري، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، القبض على 20 مشتبها بأنهم عملاء لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) على مدى الشهور القليلة الماضية، مؤكدة التعامل بمنتهى الحزم مع أمثال هؤلاء، حتى يكون المدانون منهم عبرة لغيرهم.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانكير للصحفيين في طهران، إنه جرى إسقاط التهم الموجهة إلى بعض المشتبه بهم وأطلق سراحهم، دون أن يذكر عددهم على وجه التحديد.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن جهانكير قوله "لن يبدي القضاء أي تهاون تجاه الجواسيس وعملاء النظام الصهيوني. وسيجعل جميع المدانين منهم عبرة عبر إصدار أحكام رادعة".
وفي أواخر تموز الماضي، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية، اعتقال مئات الجواسيس وإحباط مخططات لاغتيال 23 مسؤولا في ايران، خلال حرب الـ12 يوما ضد الكيان الصهيوني.
وأشارت الوزارة إلى "اعتقال مئات الجواسيس والإرهابيين وإحباط عشرات المؤامرات والفتن"، مبينة أنه "تم إحباط مخططات إرهابية خطيرة لاغتيال 23 مسؤولا خلال الحرب الإسرائيلية على البلاد".
وأضافت: "العدوان الذي شنته الجبهة الشيطانية والمعادية بقيادة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ضد إيران، لم يكن مجرد عملية عسكرية محدودة تستهدف القدرات والمنشآت النووية والدفاعية، بل كان، خطة حربية شاملة ومركبة. وقد اعتمدت الخطة على عناصر متداخلة تشمل الجانب العسكري، والأمني، والاستخباراتي، وحرب الإدراك، والعمليات الإيحائية، والاغتيالات، والتخريب، وزعزعة الاستقرار، وإثارة الفوضى الداخلية، بهدف فرض الاستسلام على البلاد، وإسقاط النظام المقدس للجمهورية الإسلامية، وتمزيق وحدة إيران".
وتابعت: "تم إعداد هذه الخطة بإشراف الإدارة الأمريكية المنافقة، وتنفيذ العصابة الإجرامية الصهيونية، وتعاون عدة دول أوروبية، وبمساعدة جماعات معادية للثورة، وإرهابيين تكفيريين، ومسلحين خارجين عن القانون".
وفي حزيران الماضي، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، إحباط مخططات تجسسية وإرهابية واعتقال 3 أشخاص بينهم أوروبي بتهمة التجسس.
ونقلت وكالة "تسنيم" عن المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانغير قوله إن "هذه الاعتقالات تمت بمساعدة المواطنين وتنسيق بين الأجهزة الأمنية والقضائية، وتم إحالة المتهمين إلى الجهات المختصة لمتابعة الإجراءات القانونية بحقهم".
وأشارت الوكالة الإيرانية إلى تفكيك أجهزة الاستخبارات "خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات في العاصمة طهران، وتم القبض على أربعة من عناصرها، بينما أقدم العنصر الخامس على الانتحار لحظة الاعتقال، بعد محاصرته من قبل القوات الأمنية".
ولفتت إلى اعتقال "متهم كان ينفذ أوامر مباشرة من جهات صهيونية مقابل مبالغ مالية، حيث عمل على إنتاج ونشر محتوى معادٍ لإيران على منصة إنستغرام، بهدف إثارة القلق بين المواطنين وتقويض الاستقرار الاجتماعي في وقت حرج تمر به البلاد".
من جانبه، أعلن قائد شرطة مدينة رباط كريم "اعتقال عنصر مرتبط بجهاز الموساد الإسرائيلي، وذلك بعد مراقبة دقيقة لنشاطاته في الميدان وعبر الفضاء الإلكتروني".
تاريخيًا، هذا النمط من الاكتشافات والتفكيكات ليس جديدًا؛ ففي سبتمبر 2024، أعلنت قمّة استخباراتية عن اعتقال خلايا تجسس تتكون من 12 عميلاً في معظم أنحاء إيران. كما يعكس الإعلام الإيراني، منذ سنوات، مخاوف تتعلق بانغماس أجهزة استخبارات أجنبية داخل هيكلية النظام الأمني، ضمن الحرب الظلية التي يمارسها الأعداء على امتداد سنوات مضت.
وباختصار فإن فشل هذه الخلية المؤيدة للموساد في تنفيذ مخططاتها تُعد انتصاراً استخباراتياً واضحاً للداخل الإيراني، يعكس قدرة النظام على كشف التنظيمات المعادية قبل وقوع الفوضى أو الهجمات، ويأتي في ظل جولة جديدة من المواجهات التي شهدتها طهران من جراء الحملات الجوية الإسرائيلية والمعارك الاستخباراتية المتداخلة، خاصة في يونيو الماضي، حيث نفذت إسرائيل ضربات جوية استهدفت بنى تحتية عسكرية إيرانية استراتيجية بعد تنسيق مع عمليات طائرات بدون طيار نفذها الموساد ضمّت بنى داخلية مزودة بأجهزة تجسس وتخريب .
هذا النجاح الاستخباري لا يُسجّل فحسب كدخل معزز للأمن الداخلي الإيراني، بل يُبرز أيضاً مناخ الحرب السيبرانية والاستخباراتية المحتدمة بين إيران وإسرائيل، والتي تتمظهر في صراع المخابرات خلاله تزيد الاعتماد على التكنولوجيا (التدريب الافتراضي، الطائرات بدون طيار، جمع المعلومات) إلى جانب الضغط القضائي والقوانين القاسية لمواجهة ما يُوصف "عداءً خارجياً". وما كشفته خراسان يستدعي إعادة النظر في مدى قدرة إيران على الحماية الفعالة لحدودها، والاعتماد على أجهزتها الذاتية لمواجهة التهديدات المتطورة القادمة من الخارج.
