الجولاني وقسد.. اتفاق بعد صلح أميركي بارزاني خنجري: انتظروا قنبلة سجنَي غويران والحسكة!

انفوبلس/ تقارير
بعد صلح أميركي وبارزاني وخنجري متمثلاً بخميس، اتفق الجولاني المشؤوم، مع "المظلوم" عبدي قائد "قسد"، وبعدها سرعان ما وجّه جحافله نحو سجنَي غويران والحسكة، معقل قيادات التنظيم المتشدد، بغية استلامه من رفاق عبدي وكأنه يقول "انتظروا واستعدوا.. سأطلق سراح كل شخص قادر على نـ..حر العلويين"!
اتفاق الجولاني وقسد
يوم أمس الاثنين، أعلنت الرئاسة السورية، عن توقيع اتفاق يقضي بإدماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
وجاء الإعلان في أعقاب اجتماع بين الجولاني وقائد قوات "قسد" مظلوم عبدي في دمشق.
وينص الاتفاق على "ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة، ودمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الدولة، ودعم الدولة السورية في مكافحة "فلول نظام بشار الأسد" والتهديدات الأخرى، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة" بحسب مزاعم الاتفاق.
كواليس الاتفاق
بعد الاتفاق المعلن بساعات، بدأت التفاصيل بالظهور تباعاً، إذ قال مدير مكتب قناة الجزيرة في أنقرة عبد العظيم محمد، إن الاتفاق الذي وقّعه الجولاني مع قائد (قسد) مظلوم عبدي لم يكن وليد اللحظة، وإنه شمل على أغلبية النقاط الخلافية بين الجانبين.
وبحسب ما كشفه عبد العظيم محمد، فإن "التفاوض امتد لأكثر من شهرين، قبيل التوصل إلى هذا الاتفاق الذي جاء في لحظة صعبة من عمر الدولة الجديدة"، كما يقول.
وأضاف محمد، إن "الطرفين اتفقا على 9 نقاط من أصل 10 كانت محل خلاف بينهما، وقد طلب الجولاني من عبدي التوقيع على هذه النقاط والتفاوض لاحقا على النقطة المتبقية".
وفيما يتعلق بالمواقف الدولية، أكد محمد أن هناك 3 دول معنية كثيرا باتفاق الأمس، وهي تركيا التي رجح أنها سترحب بحذر بانتظار الكشف عن آلية تنفيذ الاتفاق وحسم مصير المقاتلين الأجانب في "قسد"، وتحديدا الذين ينتمون إلى حزب العمال الكردي".
اجتماع أمريكي مع قسد سبق الاتفاق
واصلت انفوبلس البحث عن حيثيات وخلفيات الموضوع، وتوصلت إلى أنه في مطلع كانون الثاني الماضي، عقد قائد القيادة الوسطى الأمريكية لقاءً مع قادة عسكريين وأفراد من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الحليفة لها، خلال زيارة قام بها المسؤول الأمريكي إلى الأراضي السورية.
وفي منشور لها على حسابها الرسمي على منصة إكس، قالت القيادة الأمريكية الوسطى آنذاك، إن قائدها، الجنرال مايكل إريك كوريلا، أكد من سوريا التزام بلاده بـ "منع تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش الإرهابي) بمساعدة شركاء الولايات المتحدة في هزيمة التنظيم"، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب مراقبين، فكلام القيادة المركزية كان مجرد حبر على ورق، إذ إن أميركا رعت أمس الصلح بين الجولاني وعبدي وسلمت الأول السجون التي كانت بمسؤولية الثاني وهي سجون الحسكة وغويران!.
وتعتمد قوات سوريا الديمقراطية بعلاقتها الوطيدة مع واشنطن لحماية تواجدها على الأراضي السورية، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل تسعى أيضاً إلى تحركات على الحدود لمواجهة التهديد التركي.
غموض وتحركات مريبة نحو سجني غويران والحسكة
لاحقاً، أفادت وسائل إعلام سورية بأن رتلاً عسكرياً لوزارة دفاع حكومة الجولاني توجه إلى مدينة الحسكة لاستلام السجون بالتنسيق مع "قسد".
وأكدت، أن هناك تحركات مريبة نحو سجني غويران والحسكة في شمال شرق سوريا، حيث يتواجد الآلاف من مقاتلي تنظيم "داعش" المحتجزين هناك.
وقد أثارت هذه التحركات مخاوف من احتمال وقوع هجمات أو محاولات هروب جماعية، لاسيما وأن هذين السجنين يضمان أخطر العناصر الإرهابي وبالتالي فإن تسلُّم مسؤولية إدارتها من قبل الجولاني قد يجعلهم طلقاء في أي لحظة.
تأتي هذه المخاوف، كون سجن غويران شهد في الماضي هجمات كبيرة من قبل تنظيم "داعش" بهدف تحرير عناصره الإرهابيين التابعين للتنظيم، واليوم بما أن الجولاني أحد "أبناء التنظيم المدللين" فلم يعد هناك أي عائق لإطلاق سراحهم.
ويعتبر سجن غويران بمثابة "قنبلة موقوتة" بسبب اكتظاظه بالمعتقلين الإرهابيين، الأمر الذي قاد إلى مطالبات دولية لتأمينه الآن ومنع أي محاولات لهروب الإرهابيين.
سجن الحسكة
أما عن سجن الحسكة، فلا يقل خطورة عن سجن غويران إن لم يكن أخطر منه، فهو السجن الذي يُعرف أيضًا باسم سجن الصناعة، وقد كان مسرحًا لهجمات سابقة من قبل تنظيم "داعش" بهدف تحرير نزلائه الإرهابيين.
ويضم السجن عددًا كبيرًا من مقاتلي "داعش" الأجانب والمحليين، وهو ما قاد الآن إلى مخاوف حقيقية بعد أن باتت حكومة الجولاني هي المسؤولة عليه بموجب الاتفاق الموقع أمس.
ويشهد سجنا الحسكة وغويران في شمال شرق سوريا، اللذان يحتجزان آلاف المقاتلين من تنظيم "داعش"، خطوات غامضة تثير القلق بشأن مصير هؤلاء المعتقلين والأمن في المنطقة لاسيما بعد الاتفاق بين الجولاني وعبدي.
دعم أميركي
تأسست قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ"قسد" بدعم أميركي في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015، في محافظة الحسكة بسوريا، بزعم قتال "داعش".
وتتألف القوات بشكل رئيسي من وحدات حماية الشعب، وهي القوة الكردية المسلحة الرئيسية، وتُعد العمود الفقري لقسد.
كما تتألف من وحدات حماية المرأة، وهو جناح عسكري نسائي مرتبط بوحدات حماية الشعب.
وتضم هذه القوات فصائل عربية وسريانية آشورية، انضمت إلى قسد لتوسيع قاعدتها الشعبية والعسكرية، خاصة في المناطق ذات الأغلبية العربية.
الخنجر وأمريكا وبارزاني
لقد أوضحت شبكة انفوبلس أعلاه أدوار الأطراف التي لعبت دورا في الصلح بين قسد والجولاني، لكن ثمة مفاجأة، فأحد تلك الأطراف هو خميس الخنجر! نعم الخنجر الذي ظهرت عليه معلومات قبل أيام تفيد بمبايعته للجولاني أثناء ذهابه إلى سوريا وتبرعه بملايين الدولار لحكومته (حكومة الجولاني).
وبهذا الصدد، أكدت التقارير أن الولايات المتحدة الأمريكية ومسعود بارزاني وخميس الخنجر لعبوا أدوارًا محورية في تسهيل التقارب بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجولاني.
وعن تفاصيل الجهود، ذكرت وسائل الإعلام أن الوساطة الأمريكية تمثلت بلعب الولايات المتحدة دورًا بارزًا في تيسير المحادثات بين الطرفين.
أما بارزاني، فهو رغم قربه ودعمه لعصابات الجولاني إلا أنه يتمتع بعلاقات قوية مع قسد حتى إنه استقبل مظلوم عبدي في وقت سابق.
ورأت وسائل الإعلام أنه قد يكون لبارزاني دور في تقريب وجهات النظر بين الطرفين من خلال الاستفادة من علاقاته ونفوذه.
أما الخنجر، فقد استعانت شبكة انفوبلس حتى بـ"شات جي بي تي" لمعرفة دوره وإسناد حديث وسائل الإعلام عنه، فأكد التطبيق هو الآخر لعب دورا في هذه الجهود بسبب قربه من الجولاني وتبرعه له بملايين الدولارات بوقت سابق.
خطر السجون السورية على العراق
يخشى العراق من أن تؤدي الأحداث في سوريا وتسلم حكومة الجولاني السجون من قسد إلى انهيار هذه السجون، وعودة تنظيم داعش مجددًا بقوة وزحفه باتجاه العراق.
وحذر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تصريح متلفز سابق، من مخاطر الصراع الدائر شمالي سوريا، وقال إن هذا الصراع يفتح الباب لإحداث خلل في سجون داعش والدخول في مواجهة مع الإرهاب مجددا.
من جانبه، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب ياسر إسكندر، وجود خطة يجري بحثها مع عدد من الدول، على رأسها سوريا وتركيا، لإنهاء ملف سجن غويران ومخيم الهول بشكل نهائي.
وقال إسكندر، في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن الخطة تتركز على نقل نزلاء سجن غويران العراقيين إلى العراق، ونقل كافة النزلاء الآخرين المتورطين بالقتال إلى داخل البلاد، حتى لو لم يكونوا عراقيين، تمهيدًا لمحاكمتهم وفق القانون العراقي.
ولفت إسكندر إلى أن العراق سيحصل على دعم دولي لبناء سجن ومنشآت كافية لاستيعاب السجناء المنقولين من سوريا.
بدوره، أكد الخبير في الحركات الجهادية، حسن أبو هنية، أن قضية نقل سجن غويران ليست مؤكدة حتى الآن، لكنها مقترح قديم طُرح من قبل عدة دول ومن الأمم المتحدة، التي تعمل على نقل السجون.
وأوضح أبو هنية، أن سجن غويران هو واحد من 26 سجنًا يُحتجز فيها سجناء تنظيم داعش، إذ يضم وحده خمسة آلاف سجين، بينما يُحتجز سبعة آلاف آخرين في باقي السجون، بالإضافة إلى ما يُعرف بـ "عوائل داعش"، الذين يقيمون في مخيم الهول، ومعظمهم من النساء والأطفال والأشبال.وأضاف، أن التنظيم يشهد انتعاشًا ملحوظًا بعد سقوط نظام الأسد، مما يزيد من القلق في العراق والدول المجاورة، كالأردن وسوريا.
وشدد الخبير أبو هنية على أن معتقلي داعش، بمن فيهم الأشبال، يمثلون قوة احتياطية للتنظيم.
وأوضح، أن العدد الإجمالي يُشكل ما يشبه جيشًا كاملاً، مضيفًا: "قوات هيئة تحرير الشام، التي سيطرت على سوريا، لا تتجاوز العشرين ألف مقاتل، أما بالنسبة لتنظيم داعش، فهناك 12 ألف سجين، بالإضافة إلى القوات الأخرى المنتشرة في سوريا، وهذا سيشكل بالتأكيد خطرًا كبيرًا".
وأكد، أن "داعش" يمكن أن يعود للسيطرة المكانية في ظل ضعف الإدارة السورية الجديدة".
في النهاية، تنذر التحركات المريبة والخطوات الغامضة نحو سجنَي غويران والحسكة، بمخاوف حقيقية من شأنها التأثير على أمن العراق وفق مراقبين أكدوا أن انتماء الجولاني السابق للقاعدة والنصرة والزمر الإرهابية سيحتّم عليه كسر هذه السجون وإطلاق سرح الإرهابيين فيها.