السردار محمد رضا زاهدي شهيد بعد رحلة تجاوزت الأربعة عقود في مواجهة واشنطن وتل أبيب
سيرة مضيئة لقائد استثنائي
السردار محمد رضا زاهدي شهيد بعد رحلة تجاوزت الأربعة عقود في مواجهة واشنطن وتل أبيب
انفوبلس/..
عند الساعة الخامسة من مساء الأول من نيسان 2024، تعرض مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق إلى ضربات جوية إسرائيلية، أوقعت شهداء وجرحى كان من بينهم "السردار محمد رضا زاهدي" الذي التحق بركب الشهداء بعد رحلة تجاوزت الأربعة عقود في مواجهة واشنطن وتل أبيب.
*من هوَ؟
وُلد في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1960 في أصفهان، وانضم إلى الحرس الثوري عام 1980 وكان أحد القادة في الحرس خلال الحرب العراقية الإيرانية.
وتدرج زاهدي في العديد من المناصب العسكرية داخل الحرس الثوري الإيراني منذ ما يزيد عن أربعين عاماً.
وخلال سنوات الحرب الثمانية، تسلّم زاهدي عدة مناصب في مواقع عسكرية مختلفة داخل الحرس الثوري، إذ تسلّم قيادة فرقة الإمام الحسين الـ14 في الأعوام ما بين 1983 إلى 1986، ثمّ أصبح قائداً للقوات البرية في الحرس الثوري عام 1986، وذلك بموجب مرسوم صدر عام عن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية والقائد الأعلى للقوات المسلحة آية الله السيد علي خامنئي، خاطب فيه زاهدي قائلاً: "نظراً لسجلك المشرق في الخدمة العسكرية في الجمهورية الإسلامية، في فترة الدفاع المقدس، أُعيّنكم قائداً للقوة البرية لحرس الثورة الإسلامية"، وفق الموقع الإلكتروني الخاص للسيد الخامنئي.
وفي عام 2005 تسلّم زاهدي قيادة قاعدة "ثأر الله" حتى عام 2008، وهي القاعدة التي تعمل كحاكم عسكري لطهران، بحسب ما أورد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وأوضح فيه أن مقرّ "ثأر الله" يتولى مسؤولية الإشراف على الأنشطة الاجتماعية - الثقافية في طهران.
وفي عام 2008 انتقل زاهدي للخدمة في فيلق القدس، ليصبح من كبار القادة حتى عام 2016، ثم شغل منصب قائد لقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني لسوريا ولبنان، كما عمل نائباً للعمليات في حرس الثورة الإسلامية عام 2017 ولمدة ثلاث سنوات.
*على اللائحة الأمريكية
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد وضعت محمد رضا زاهدي على لائحة العقوبات، بموجب أمر تنفيذي صدر عام 2010، وقالت فيه إن قائمتها تستهدف الدعم الإيراني لمجموعة من المنظمات التي كان منها حزب الله اللبناني وحماس وحركة الجهاد الإسلامي، وأوردت اسم زاهدي إلى جانب ثلاثة من كبار الضباط في فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية.
*استشهاده
أعلنت العلاقات العامة في الحرس الثوري استشهاد العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاج رحيمي وخمسة من الضباط المرافقين لهم في الجريمة الإرهابية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في الهجوم الصاروخي على قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق.
وجاء في نص البيان الصادر عن الحرس الثوري مساء الاثنين: "مع تمنياتنا بقبول الطاعات والدعاء والتعازي بذكرى استشهاد مولى الموحدين الإمام علي عليه السلام، نعلن إلى الشعب الإيراني الأبيّ والبطل: في أعقاب الهزائم الفادحة التي مُني بها الكيان الصهيوني المستذئب أمام المقاومة الفلسطينية وصمود أهالي غزة وفشله أمام الإرادة الفولاذية لمجاهدي جبهة المقاومة الإسلامية في المنطقة، استهدفت قبل ساعات قليلة (مساء الاثنين 1 أبريل 2024) طائرات هذا الكيان المزيف مبنى قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق في جريمة جديدة، حيث تم استهدافها بهجوم صاروخي، استُشهد على إثرها القادة المدافعون عن مراقد أهل البيت (ع)، العميد بالحرس محمد رضا زاهدي والعميد بالحرس محمد هادي حاج رحيمي من رواد قادة فترة الدفاع المقدس (في مواجهة الحرب المفروضة على إيران) ومن كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، و5 من رفاقهم الضباط، وهم على النحو التالي:
1. الشهيد حسين أمان اللهي
2. الشهيد السيد مهدي جلالتي
3. الشهيد محسن صداقت
4. الشهيد علي آقا بابائي
5. الشهيد السيد علي صالحي روزبهاني".
وأتم البيان، "إننا إذ نُدين هذه الجريمة بشدة، نعزي ونبارك استشهاد هؤلاء الشهداء الأبرار، لقائد الثورة الإسلامية (مد ظله العالي) ولعوائلهم ورفاق دربهم وأبناء الشعب الإيراني الأبيّ؛ وسيتم الإعلان لاحقاً عن برامج نقل وتشييع ودفن الجثامين الطاهرة لهؤلاء الشهداء".
*رسالة لأمريكا
وبعد هذه الضربة الغادرة، أعلن وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، فجر اليوم الثلاثاء، أن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران باعتبار أن بلاده راعيةً للمصالح الاميركية في إيران، إثر الاعتداء الصهيوني على القنصلية الايرانية في دمشق، وأوضح أنه تم توجيه رسالة مهمة للحكومة الأميركية باعتبارها الداعم للكيان الصهيوني وقال: على أميركا أن تتحمل المسؤولية.
وكتب أمير عبداللهيان على صفحته في منصة "أكس"، عند الساعة 00:25 من فجر اليوم الثلاثاء استدعى مدير دائرة أميركا في الخارجية الايرانية، القائم بالأعمال في السفارة السويسرية باعتبار أن بلاده راعیةً للمصالح الأمیرکیة في طهران، وخلال هذا الاستدعاء تم تبيين أبعاد هذا الاعتداء الإرهابي والجريمة الصهيونية، والتأكيد على مسؤولية الحكومة الأميركية".
وأضاف أمير عبداللهيان: "تم توجيه رسالة مهمة للحكومة الاميركية باعتبارها داعمة للكيان الصهيوني: على أميركا أن تتحمل المسؤولية".
*واشنطن تتهرب
بينما أبلغت الولايات المتحدة، إيرانَ بأنها ليس لها أي دور أو علم مسبق بالضربة التي طالت القنصلية الإيرانية في سوريا.
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي، أن الولايات المتحدة "لم يكن لها أي دور في الضربة (الإسرائيلية) ولم نكن على علم بها في وقت مبكر".
وأضاف المسؤول الأمريكي الكبير، أن الولايات المتحدة "أبلغت إيران بذلك مباشرةً".
وحسب "أكسيوس"، تُظهر "الرسالة النادرة"، على حد وصفه، أن "إدارة الرئيس جو بايدن، تشعر بقلق عميق من أن الضربة الإسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي، واستئناف الميليشيات الموالية لإيران هجماتها ضد القوات الأمريكية".
*سنرد
بدوره، أكد السفير الايراني في دمشق حسين أكبري أن إيران سترد بالمثل على الجريمة الصهيونية التي استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، في الوقت الذي ترتأيه.
وكتب السفير الايراني في دمشق على صفحته في منصة "أكس": "خلافاً لكافة المواثيق الدولية، وبوحشية تامة، تم استهداف مكان إقامتي والقسم القنصلي للسفارة بالإضافة الى عدد من الملحقين العسكريين الرسميين الايرانيين".
وأضاف: "سنرد بالمثل في الوقت الذي نرتأيه".
من جانبه، أكد قائد قاعدة "كربلاء" للحرس الثوري، العميد "أحمد خادم سيد الشهداء" إن الكيان الصهيوني سيتلقى قريبا ردا ساحقا وغير مسبوق ردا على الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأدان هذا القائد في الحرس الثوري، الاعتداء الصهيوني على القنصلية الايرانية في دمشق وقال: إن جرائم هذا الكيان القاتل للأطفال مكشوفة للعالم منذ سنوات؛ وكما في الهجوم على غزة وقتل العُزل والأطفال المظلومين، فقد جعل وجهه القبيح والإجرامي أكثر وضوحا من ذي قبل.
وأضاف: لا شك أن الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق جريمة كبرى، سيصاحبها قريباً رد فعل ساحق من الجمهورية الإسلامية.