الصحفي المكسيكي خايمي موسان يدّعي وجود كائنات فضائية.. أتى للبرلمان لنيل التصديق فأصبح مادة للسخرية .. ما قصته ؟
انفوبلس/ تقارير
في مفاجأة تسببت بضجة هائلة على وسائل التواصل الاجتماعي العالمية، عرض الصحفي المكسيكي خايمي موسان الأربعاء الماضي مجموعة من الجثث المحنطة في عُلب خشبية وزجاجية صغيرة خلال جلسة استماع حول الكائنات الفضائية في الكونغرس المكسيكي. حيث ادعى موسان وجود كائنات فضائية وجاء بعد ذلك إلى البرلمان لنيل التصديق. فماذا حدث بعدها؟ وكيف صُنف بصاحب أكبر كذبة في القرن الحالي؟.
*تفاصيل الحدث
تم تقديم مجسَّمَين اثنين لما يشبه كائنات فضائية أمام النواب المكسيكي تحت قبة البرلمان من جانب شخص مثير للجدل نصَّب نفسه متخصصاً في الموضوع، قبيل نشر وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تقريراً منتظراً عن الأجسام الطائرة المجهولة.
وعرض خايمي موسان ـ وهو صحافي متخصص في علم الأجسام الطائرة المجهولة ودراسة الأجسام الطائرة المجهولة والظواهر الفضائية ـ تابوتين صغيرين يحتويان على متحجرات مفترضة لكائنين فضائيين، أمام النواب الثلاثاء الماضي.
وقال موسان خلال جلسة نظمها النائب سيرخيو غوتيريس باسم "المصلحة العامة"، "إنها كائنات غير بشرية، وليست جزءاً من تطورنا الأرضي".
وأكد أن المومياوين اللتين عُثر عليهما في البيرو "يبلغ عمرهما حوالى ألف سنة"، مستنداً إلى تحليلات بالكربون 14 أجرتها جامعة المكسيك المستقلة.
وأكد معهد الفيزياء التابع للجامعة في بيان أنه أجرى تحليلات، لكن فقط لتحديد عمر العينات وليس أصلها، ولفت إلى أن مختبره "ينأى بنفسه عن أي استخدام أو تفسير أو تحريف آخر فيما يتعلق بالنتائج التي نشرها".
*كانوا أذكياء وعاشوا معنا
ورغم السخرية منه، أصرَّ موسان تحت القسم، "هذه العينات ليست جزءًا من تطورنا الأرضي، هذه ليست كائنات تم العثور عليها بعد حطام جسم غامض" تم العثور عليها في مناجم الدياتوم (الطحالب) وتم تحجّرها لاحقًا".
وأضاف لاحقًا: "لا نعرف ما إذا كانوا كائنات فضائية أم لا، لكنهم كانوا أذكياء وعاشوا معنا". يجب إعادة كتابة التاريخ.
وقال في هذا الحدث: "لسنا وحدنا في هذا الكون الفسيح، يجب أن نتقبل هذا الواقع".
لكن الرقبة القابلة للسحب والجمجمة الطويلة تظهر "خصائص" أكثر "نموذجية للطيور"، حسبما ذكرت صحيفة "إل باييس".
كما وجدوا أيضًا أن لديهم عظامًا قوية وليس لديهم أسنان.
*هل هي حقا كائنات فضائية؟
وبهذا الشأن قال موسان، إن هذه الأحافير فحصتها الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، لكن رغم ذلك لم تصدر أوراقا بحثية عن الأمر تؤكد أن هذا الكيان غير بشري على الإطلاق وأنه ليس من كوكب الأرض بالدليل العلمي القاطع.
ومع ادعاءات استثنائية بهذا الشكل فمن المفترض أن تكون الدلائل استثنائية كذلك، أي أن يقوم عدد من فرق البحث الطبية والأركيولوجية بدراسة هذه الحفريات ونشر عدد من الورقات البحثية المستقلة التي راجعها علماء آخرون (مراجعة الأقران) لتأكيد تلك المعلومة، وهذا لم يحدث إلى الآن.
إضافة إلى أن الأشكال الغريبة التي تظهر في الصور هي -بحسب تعبير الكاتب الصحفي موسان- بقايا كائنات عاشت قبل ألف سنة، وهذا يعني أنها فقط قد تكون جثثا بشرية تعرضت لعوامل التعرية على مدى مئات السنين حتى ظهرت بهذا الشكل الغريب.
*لديهم غرسات من معادن نادرة وثمينة
وأظهر خبراء في الكونغرس صورًا بالأشعة السينية للعينات، وأخبروا النواب أن أحد الكائنات كان يحمل "بيضًا" بداخله أجنّة.
وقال الخبراء، إنهم وجدوا في العينات غرسات من معادن الكادميوم والأوزميوم.
ويُعد الأوزميوم من أكثر العناصر نُدرة في القشرة الأرضية ويعتبر من أندر المعادن الثمينة.
ووصف موسان الحدث بأنه لحظة "فاصلة"، وهي المرة الأولى التي تعقد فيها المكسيك حوارًا رسميًا للاعتراف بهذه الظاهرة.
وقال، إن الجثث تمت دراستها مؤخرًا في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة (UNAM)، حيث درسها العلماء باستخدام التأريخ بالكربون المشع.
*لا بحث علمياً
ووفق وسائل إعلام مكسيكية، فإن الوكالات الفضائية المختصة بهذا النوع من الأبحاث لم تعلن إلى الآن رصد أي أثر لوجود أي صورة من صور الحياة في المجموعة الشمسية أو خارجها، ويجري ذلك على الكائنات الحية العاقلة وغير العاقلة.
وتضيف، أن هذه الوكالات ليست محصورة على دولة واحدة، فهناك مثلا وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية، ولكل من الصين والهند وروسيا والكثير من الدول وكالات فضائية ومراصد مختصة برصد الفضاء السحيق، يعني ذلك أنه يرجح أن تعلن إحداها قبل الأخرى عن أي كشف متعلق بهذا النطاق، على الأقل لنسب السبق إليها.
وتابعت، "الواقع أن كثير من العلماء يؤيدون بالفعل فكرة وجود كائنات حية عاقلة في هذا الكون، لكنهم لا يمتلكون أي دليل علمي موثق على ذلك".
*ازدراء وسخرية
وقالت النسخة الفرنسية من صحيفة "هافينغتون بوست" إن هاتين المومياوين ليستا لكائنين فضائيين وقد "كُشف أمرهما قبل سنوات"، مشيرةً إلى الجدل الدائر حول الفيلم الوثائقي "أنئيرثيغ نازكا" (Unearthing Nazca) عام 2017.
وسخر آخرون من الجلسة، داعين موسان إلى أن يصبح "رئيس العلاقات بين المجرات" في حين وصفه آخرون بأنه صاحب أكبر كذبة في القرن الواحد والعشرين.