الصدر لـ"أخيه المحترم": أُطالب ببناء قبور البقيع.. تعرّف على تاريخ المأساة من حقبة بليهد "المُتشدد" إلى حقبة ابن سلمان "المُنفتح".. انفوبلس تستعرض تفاصيل الجريمة الوهابية
انفوبلس..
ازدادت في الآونة الأخيرة المؤشرات "السلبية" في المجتمع الشيعي العراقي بحق زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، فبعد أن وصف ملك الأردن (المدافع عن الكيان الإسرائيلي) بـ"ابن العم"، عاد ليصف جزّار السعودية محمد بن سلمان بـ"الأخ المحترم" في رسالة وجهها إلى المملكة السعودية لبناء قبور أئمة البقيع، الأمر الذي استفز الشارع الشيعي من شبكة العلاقات الدولية التي يحاول السيد الصدر شرعنتها والمحور الذي يتجه نحوه حيث ينقسم بين مطبّع وقريب من التطبيع.
الصدر قال بمنشور له على منصة "X": بعد ما رأينا من تغيير في سياسات المملكة العربية السعودية وما حدث من انفتاح كبير فيها ونبذ للتشدد في أروقتها على يد ولي العهد السعودي الأخ محمد بن سلمان المحترم. أجد ذلك فرصة لتذكيرهم بإعادة بناء قبور أئمة البقيع روحي لهم الفدى.. وخصوصاً ونحن في ذكرى تهديمها على يد بعض المتشددين آنذاك حيث كان وما زال ذلك التهديم خارجاً عن السياقات الشرعية والعقائدية والاجتماعية عند كل الأعراف والأديان والعقائد والانتماءات والأفكار المعتدلة والصحيحة. وخصوصاً إن مَن هُدِّمت قبورهم يمثلون الانتماءات الإسلامية والإنسانية كافة كما هو منصوص في قرآننا العظيم.. فمن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً نحن وإياكم مأمورون بمودّتهم وطاعتهم بما لا شك فيه. وما الحفاظ على قبورهم وإعادة بنائها إلا ضمن سياق المودة.. فلا خير في قالٍ في محبتهم ولا خير في غالٍ في محبتهم.. فالاعتدال منهجنا".
وأضاف: "كما وأُطالب البرلمان العراقي والحكومة العراقية بالتنسيق العالي مع الحكومة السعودية والجهات المختصة لأجل إتمام هذا المشروع الوحدوي الذي يوافق الاعتدال ونبذ التطرف في كل المنطقة".
تجدر الإشارة إلى تصريحات سابقة للسيد مقتدى الصدر في لقاء متلفز عقب أحداث عام 2006 والتفجير الذي وقع في سامراء المقدسة، حيث قال الصدر: بعد سقوط نظام صدام حسين طالبنا السعودية بإعادة بناء قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) فردَّت بتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء.
بوابة العودة
مراقبون أكدوا أن منشور الصدر ومطالبته ما هي إلى جزء من ترتيبات عودته إلى الساحة السياسية، فبعد أن طرح مشروع "البيت الوطني الشيعي" لا بد له من المبادرة بفعل أو مطالبة خاصة بهذا المذهب وأتباعه، لكنه في الوقت ذاته يحاول إمساك العصا من المنتصف وهو ما لا يتوافق مع مبادئ الشيعة عموماً عبر التاريخ، فالمطالبة ببناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام لا تتوافق مع مهادنة أذناب الصهاينة وأعوانهم، فهما طريقان متقاطعان لا يمكن سلوكهما في آن واحد.
وأضافوا، إن للصدر تاريخ طويل من المبادرات المختلفة والمتناقضة في بعض الأحيان بحسب التوجه السياسي لتياره، فعندما تحالف مع المدنيين طالب أتباعه بترك محال المشروبات الكحولية وشأنها، وعدم الاعتداء على "الشواذ"، كما جمّد أجنحته المسلحة المتمثلة بسرايا السلام ولواء اليوم الموعود، فضلا عن انتقاده تسمية عمليات تحرير الأنبار في عام 2015 باسم "لبيك يا حسين" مطالبا تغييره إلى شعار "لبيك يا أنبار".
وبيّنوا: ما إن رغب الصدر بتهديم هذا التحالف حتى عاد إلى شعاراته السابقة وهجومه على الفئات التي دافع عنها وإعادة تفعيله لأجنحته المسلحة، وهذه دورة حياة التيار الصدري في العملية السياسية وفقاً للمراقبين.
مطالبة سابقة
يُشار إلى أن الصدر كان قد طالب ابن سلمان في حزيران من عام 2019، بإعادة بناء قبور أئمة البقيع عليهم السلام لكن دعوته قوبلت بتجاهل تام.
وقال الصدر في حينها، إن "الثامن من شوال هو ذكرى هدم قبور بقيع الغرقد في المملكة العربية السعودية، على يد شرذمة شاذة منحرفة تدّعي وصلاً بالإسلام زوراً وبهتاناً. ومرَّ على ذلك العشرات من السنين، وكانت المملكة ترزح فيها تحت وطأة المتشددين قاطعي الرقاب وضاربي السياط".
وأضاف: "أما في يومنا هذا، فإن المملكة تسعى بصورة فاعلة لتصحيح المسار ونبذ التشدد وتحاول نبذ الطائفية للخلاص من المتشددين أعلاه، مضافاً إلى انفتاحها على جيرانها وعلى الأديان والعقائد شتى".
وتابع الصدر بالقول: "أُجدد دعوتي إلى المملكة العربية السعودية، وإلى ولي العهد على وجه الخصوص، إلى إعادة بناء قبور بقيع الغرقد، ففي ذلك رضا الله وإنهاء للصراعات الطائفية التي ملأت المنطقة وازدادت بعد هدمها".
الجريمة الوهابية
وتُعد جريمة هدم قبور أئمة البقيع، من كبرى الجرائم الراسخة بأذهان الشيعة، وهي عملية قام بها الوهابيّون وحكّام آل سعود عندما سيطروا على المدينة المنورة، فاستباحوا مقدساتها، وعاثوا في آثارها تخريباً وهدماً، وقد تكررت هذه العملية مرتين، الأولى: سنة 1220 هـ والثانية: سنة 1344 هـ.
وقد أثار هدم قبور البقيع موجة غضب واحتجاجات في مختلف البلدان الإسلامية، وحتى يومنا هذا فإن الشيعة تقيم مجالس العزاء والبكاء بهذه المناسبة، ويقدمون التعازي، ويقرؤون المراثي في ذكرى سنوية لهذا اليوم.
والبَقيع، هي مقبرة بجوار قبر رسول الله (ص) في الجنوب الشرقي مقابل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وأول مَن دُفن فيه من المسلمين هو أسعد بن زرارة الأنصاري، ثم دُفن بعده الصحابي الجليل عثمان بن مظعون، كما أنها تضم قبور أئمة البقيع (ع) أيضاً.
الحملة الأولى
في سنة 1220 هـ - 1805 م، دخل الوهابيّون المدينة المنورة بعد حصار طال سنة ونصف.
ويروي صاحب "لمع الشهاب"، فيقول: "فلما قرب إلى المدينة أرسل ـ أي سعود بن عبد العزيز ـ إلى أهلها بدخوله، فأبَوا، وامتنعوا من ذلك، فحمل عليهم مرارا حتى دخلها، فقتل منها بعض أهلها حيث سمى أهلها بالناكثين.
ويوم الحادي عشر جاء هو وبعض أولاده، فطلب الخدم السودان الذين يخدمون حرم النبي، فقال أريد منكم الدلالة على خزائن النبي، فقالوا لا نوليك عليها، ولا نسلطك؛ فأمر بضربهم، وحبسهم حتى اضطروا إلى الإجابة، فدلوه على بعض من ذلك فأخذ كل ما فيها. وكان فيها من النقود ما لا يحصى، وفيها تاج كسرى أنوشروان، الذي حصل عليه المسلمون لما فُتحت المدائن، وفيها سيف هارون، وعقد كان لزبيدة بنت مروان زوجته، وفيها تحف غريبة من جملة ما أرسله سلاطين الهند بحضرته تزينا لقبته صلی الله عليه وآله وسلم، وأخذ قناديل الذهب، وجواهر عديدة.
ثم إنه رتّب في المدينة أحداً من آل سعود، وخرج إلى البقيع يريد نجداً، فأمر بتهديم كل قبة كانت في البقيع، وتلك القبب قبة الإمام الحسن بن علي (ع)، وقبة الإمام علي بن الحسين (ع)، وقبة الإمام محمد الباقر (ع)، وقبة الإمام جعفر الصادق(ع).
حال البقيع بعد الهدم الأول
مرّ الرحالة "بورخارت" بالمدينة المنورة في أواخر القرن التاسع عشر، وذلك بعد تهديم الوهابيين للبقيع، فوصفها وصفاً مؤثراً جاء فيه: "...ولعله (أي البقيع) أشد المقابر قذارة وحقارة بالقياس إلى مثله في أية مدينة شرقية في حجم "المدينة"، فليس به متر واحد حسن البناء، كلا؛ بل ليست به أحجار كبيرة عليها كتابة اتُخذت غطاء للقبور، إنّما هي أكوام من تراب أحيطت بأحجار غير ثابتة"، ويضيف "بورخارت" بالقول: "ويعزى تخريب المقبرة إلى الوهابيين فيشير إلى بقايا القبب والمباني الصغيرة التي عمدوا إلى تخريبها....والموقع بأجمعه عبارة عن أكوام من التراب المبعثر، وحفر عريضة ومزابل".
طرد آل سعود من المدينة المنوّرة
بقيت الأمور في البقيع على حالها إلى أن سقطت دولة آل سعود على يد دولة العثمانيين، فقد عم الغضب الإسلامي سائر البلاد الإسلامية، وارتفعت وتيرة المطالبات الشعبية بتحرير الأماكن المقدسة من القيود السعودية، وإعادة الهيبة والاحترام إليها كما كانت فيه على الدوام. وقد شجعت هذه الأجواء الدولةَ العثمانية على التفكير في استردادها، ولذلك فقد طلبت من واليها على مصر محمد علي باشا البدء في الاستعداد لاستعادة السيطرة على الحجاز في عام 1222هـ. 1807م.
وهكذا بدأ محمد علي باشا في إرسال قواته إلى الحجاز بعد تردد، وكانت أول دفعة أرسلها في 19 رجب 1226 هـ. 8 أغسطس 1811 م عن طريق البحر تلتها قوة أخرى في 5 شعبان 1226هـ. 26 أغسطس 1811م كما أرسل قوات برية بقيادة ابنه طوسون عن طريق العقبة إلى ينبع المكان الّذي اتفق ان يكون "مكان التّجمع والالتقاء للقوات البحرية والبرية"، وقد بلغ عددها ثمانية آلاف جندي. ولم تجد القوات بقيادة طوسون صعوبة في النزول في ينبع وذلك لمساعدة الشريف غالب لها.
وقد تمكنت هذه القوات من إنزال أول هزيمة بالقوات السعودية في البداية، وبدأ طوسون في التخطيط للزحف نحو المدينة المنورة، لكن قواته هزمت في وادي الصفراء.
وقد أرسل طوسون في طلب المدد من أبيه محمد علي باشا حيث وصله فيما بعد فبادر إلى نقل مواقعه إلى بدر (1227 هـ. 1812 م) وقام بتنظيم قواته وترتيبها ثم زحف إلى وادي الصفراء واحتله ثم توّجه نحو المدينة.
ووصلت قوات طوسون تساندها قبائل حرب وجهينة إلى المدينة المنورة، وحاصر طوسون بقواته المدينة مدة طويلة، تمكن في أثنائها من فتح ثغرات في سورها، فاضطرت القوات السعودية الَّتي كانت متحضة بها إلى الاستسلام، وكان دخول المدينة المنورة في التاسع من شهر ذي القعدة.
وبعد مدّة، أُخذ عبد الله بن سعود إلى مصر حيث أدخل على محمد علي باشا، واستلم منه محتويات ونفائس الحجرة النبوية التي كان قد سرقها أبوه أبان غزوه للمدينة المنورة.
وعندما استعادت الدولة العثمانية المدينة المنورة أعادت عليها عمارتها وقامت ببناء الآثار الإسلامية التي هدمها الوهابيون وقد أعادوا بناء الكثير من القباب على صورة من الفن تتفق مع ذوق العصر، وساعدهم في ذلك العلماء بالإضافة إلى التبرعات السخية والأضرحة الجاهزة التي كانت تأتي من كافة أنحاء العالم الإسلامي.
الحملة الثانية
في المرة الثانية أراد الوهّابيون أن يظهروا مبرراً وعذراً لعملهم في هدم قباب أئمة المسلمين وأضرحتهم وإنكار فضلها وفضل أهلها، عملا باعتقادهم أن تعظيمها عبادة لها، وأنها صارت كالأصنام تعبد من دون الله تعالى وأنه تعالى نهى عن البناء على القبور؛ فأرسلوا قاضي قضاتهم المسمى "الشيخ عبد الله بن بليهد" إلى المدينة المنورة في شهر رمضان سنة 1344 وبعد دخوله المدينة وجه إلى علمائها هذا السؤال: "ما قول علماء المدينة زادهم الله فهما وعلما في البناء على القبور واتخاذها مساجد هل هو جائز أم لا؟ وإذا كان غير جائز بل ممنوع منهي عنه نهياً شديداً فهل يجب هدمها ومنع الصلاة عندها أم لا؟ وإذا كان البناء في مسبلة كالبقيع وهو مانع من الانتفاع بالمقدار المبني عليها فهل هو غصب يجب رفعه لما فيه من ظلم المستحقين ومنعهم استحقاقهم أم لا؟ وما يفعله الجهال عند هذه الضرائح من التمسح بها ودعائها مع الله والتقرب بالذبح والنذر لها، وإيقاد السرج عليها هل هو جائز أم لا؟ وما يفعل عند حجرة النبي صلی الله عليه وآله وسلم من التوجه إليها عند الدعاء وغيره، والطواف بها وتقبيلها، والتمسح بها، وكذلك ما يفعل في المسجد من التحريم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة، هل هو مشروع أم لا؟ أفتونا مأجورين، وبينوا لنا الأدلة المستند إليها لا زلتم ملجأ للمستفيدين".
وجاء نص الجواب المنسوب لعلماء المدينة: "أما البناء على القبور فهو ممنوع إجماعاً لصحة الأحاديث الواردة في منعه ولهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه مستندين على ذلك بحديث علي أنه قال لأبي الهياج ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته؛ رواه مسلم. وأما اتخاذ القبور مساجد والصلاة فيها وإيقاد السرج عليها فممنوع لحديث ابن عباس: لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. رواه أهل السنن. وأما ما يفعله الجهال عند الضرائح من التمسح بها والتقرب إليها بالذبائح والنذور ودعاء أهلها مع الله، فهو حرام ممنوع شرعا لا يجوز فعله أصلاً. وأما التوجه إلى حجرة النبي صلی الله عليه وآله وسلم عند الدعاء فالأولى منعه كما هو معروف من معتبرات كتب المذهب ولأن أفضل الجهات جهة القبلة. وأما الطواف والتمسح بها وتقبيلها؛ فهو ممنوع مطلقاً. وأما ما يفعل من التذكير والترحيم والتسليم في الأوقات المذكورة، فهو محدث هذا ما وصل إليه علمنا".
والأرجح عدم موافقة جميع علماء المدينة المنورة على هذا الجواب وما فيه من الحجج الواهية والتي ردّها السيد محسن الأمين في كتابه " كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب"؛ وإنما هو من الوهابية وإليهم وألفاظه ألفاظهم متوافقة مع عبارات رسائلهم التي نقلنا جملة منها، فجلّ علماء المدينة ساكتون خائفون من نسبة الاشراك إليهم الذي به تستحل دماؤهم وأموالهم وأعراضهم. فمن وافق منهم على هذا الجواب فخوفاً من السوط والبنادق.
وبعد هذا الافتاء، وفي الخامس عشر من شهر جمادي الأولى 1344 هـ -1925 م، قام ابن سعود وبالتعاون مع بريطانيا بالقضاء على القوات العثمانية والسيطرة السعودية، ثم دخل المدينة المنورة وقام بمجزرة دموية قتل فيها النساء والرجال والأطفال وعدد كبير من رجال الدين. وفي الثامن من شهر شوال عام (1344 هـ) توجهوا مرةً أخرى إلى قبور البقيع فهدموا قبابها والأضرحة والمساجد بصورة كاملة وبالوقت نفسه توجهوا إلى قبر الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم محاولين هدمه لولا ردود الأفعال التي حصلت من خلال المظاهرات والاستنكارات في الدول الإسلامية والعربية.
لائحة بأبرز القبور المهدمة
هذه القبور هي قبور أهل البيت (عليهم السلام) والصحابة والتابعين، وهي كالتالي:
1.قبر الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب سيد شباب أهل الجنة عليه السلام.
2. قبر الإمام علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام.
3. قبر الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام.
4. قبر الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
5. قبر فاطمة بنت أسد زوجة أبي طالب وأم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
6. قبر العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلی الله عليه وآله وسلم.
7. قبر إبراهيم بن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم.
8. قبور اُمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم.
9. قبور بنات رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم زينب وأم كلثوم ورقية.
10. قبر إسماعيل بن الإمام الصادق عليه السلام.
11. قبر عثمان بن مظعون رضوان الله تعالى عليه.
12. قبر حليمة السعدية رضوان الله تعالى عليها مرضعة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم.
13. قبر أم البنين فاطمة الكلابية زوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأم أبي الفضل العباس عليهم السلام.