العبوات الناسفة تستهدف الاحتلال في الضفة الغربية وتُجبره على الانسحاب بعد اشتباك عنيف.. تعرف على طبيعة المواجهة
إصابات بصفوف العدو وتفجير آلياته
انفوبلس/..
بعد مقتل وإصابة عدد من ضباط وجنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال اشتباكات في مخيّم بالضفة الغربية، أدركت قوات الاحتلال أن العبوات الناسفة أصبحت الحاجز الصعب أمام تقدمها في الضفة، مما دفع الكيان لتكثيف عمليات الاغتيال من الجو، لتبقى هذه العبوات مُهيّأةً للانفجار في انتظار أيّ اقتحام قادم.
ولم يمضِ يوم على اغتيال القائد في "كتيبة طولكرم"، سعيد الجابر، في مخيّم نور شمس، حتى نفّذت المقاومة ردّها، وذلك عن طريق تفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال، أفادت بعدها وسائل إعلام إسرائيلية، بمقتل جندي وإصابة آخرين خلال اشتباكات مع مقاومين في المخيّم.
ووفق مصادر إسرائيلية، فإن الجندي قُتل بانفجار إحدى تلك العبوات، وهو ما يدلّ على فاعلية هذا السلاح في مواجهة الآليات المصفّحة، حيث يأتي ذلك فيما باتت المقاومة في الضفة تؤرّق قادة العدوّ، وخاصة في ظلّ التطوّر الكبير الحاصل في تصنيع العبوات الناسفة والألغام، وفق ما يظهره الارتفاع الكبير في حصيلة القتلى والجرحى من الجنود الإسرائيليين، والتي بلغت أربعة قتلى في غضون أسبوعين فقط.
وشهد مخيم نور شمس، بعد ساعات من اغتيال "الجابر" بقصف نفّذته طائرة حربية استهدف منزلاً في المخيم، في عملية عسكرية واسعة استمرّت على مدى ساعات، دفع خلالها جيش الاحتلال بعشرات الآليات العسكرية المعزّزة بالجرافات.
انسحاب أمام العبوات
وانسحب الجيش بعد اشتباكات عنيفة مع المقاومة، التي نجحت في تفجير العديد من العبوات الناسفة وحقول الألغام بقوات العدو، ما تسبّب بإعطاب آليات عدّة، في المقابل، تسبّبت العملية العسكرية بدمار هائل في المخيم، بعدما دمّرت الجرافات العسكرية البنية التحتية من شبكات مياه وكهرباء واتصالات، وكذلك المحال التجارية، وجرّفت الشوارع والطرق.
وتحاول قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال وفرقة الضفة الغربية إيجاد حلول للعبوات الناسفة التي تستهدف القوات الإسرائيلية لدى اقتحامها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة المحتلة، وسط حيرة كبيرة في التعامل معها، بعد تسببها بمقتل وإصابة جنود، ودراسة خطوات جديدة تعتمد على آليات مدرعة أثقل في الهجوم، وقصف أوسع من الجو، وتعزيزات استخباراتية، وإجراءات مشددة، قد تنال حتى من فلسطينيي الداخل لدى دخولهم الضفة أو خروجهم منها.
ويثير مقتل وجرح جنود بالعبوات الناسفة قلقاً متزايداً في الجيش الإسرائيلي، خصوصاً خلال الاقتحامات الأخيرة للضفة ومخيماتها، ما يدفعه للتفكير مجدداً بجميع الجوانب المتعلّقة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية داخل المخيمات. وفي المقابل، هناك من يرى أن هذه الأحداث "تؤكد حقيقة أن الهجمات على المخيمات ستستمر، وربما بوتيرة أعلى".
اقتحام وعمليات تجريف
وقد بدأت العملية العسكرية، فجر أمس الاثنين، باقتحام مدينة طولكرم، وفرض حصار على مداخل مخيم نور شمس، ونشر قناصة على سطوح مبانٍ سكنية، في الوقت الذي بدأت فيه جرافات الاحتلال "عملها" في منطقة دوار الشهيد سيف أبو لبدة وعلى طول الشارع المحاذي للمخيم، فضلاً عن تخريبها وتجريفها شوارع رئيسيّة في طولكرم.
ووثّق مواطنون، عبر كاميرات هواتفهم، مداهمة جنود الاحتلال عدداً من المنازل والبنايات المرتفعة في محيط "نور شمس"، وعمليات التجريف الواسعة، فيما فجّرت قوات الاحتلال منزلاً يعود للشقيقين محمد ومحمود الزنديق، ما أدى إلى اشتعال النيران في داخله وتضرُّر المنازل المجاورة له، في ظل منع طواقم الدفاع المدني من الوصول إليه.
إصابات للعدو وتفجير آليات
بالتوازي مع ذلك، أعلنت "كتائب شهداء الأقصى" أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مسلّحة عنيفة مع قوات الاحتلال في مخيم نور شمس، وهو ما أفادت به أيضاً "كتائب القسام"، فيما أعلنت "كتيبة جنين" أنها فجّرت حقل ألغام مُعدّاً مسبقاً وعبوات ناسفة بآليات العدو.
كما رصد مواطنون، عبر كاميرات هواتفهم، لحظة إصابة جندي إسرائيلي بعد تفجير عبوة ناسفة، وانفجار عدد من العبوات بالآليات، في حين أظهرت مقاطع مصوّرة سحب جيش الاحتلال آلية "نمر"، وقد بدت عليها آثار العبوة التي انفجرت فيها.
من جانبها، أكدت "كتيبة طولكرم - سرايا القدس"، في بلاغات عسكرية متلاحقة، أن مقاتليها تصدّوا لقوات الاحتلال على عدّة محاور، ونصبوا كمائن لها، وحقّقوا إصابات في صفوفها. وقالت "الكتيبة" إن "العالم رأى على شاشاته اليوم كيف حوّلنا فخر صناعته العسكرية وناقلاته المصفّحة إلى أضحوكة يجرّها خائباً"، بينما أكد مواطنون أن قوات الاحتلال، بعد تعرّضها لعدة كمائن قاتلة في المخيم، باشرت إطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين ما أدى إلى استشهاد طفل وامرأة، وإصابة أربعة آخرين.
وعلى ضوء عمليات المقاومة الأخيرة، وخاصة بعد عملية جنين، رأى قادة الاحتلال أن المدينة باتت صعبة للغاية، في شمال الضفة الغربية، فيما حذّر رئيس مجلس الأمن القومي السابق، مئير بن شابات، من أن تنامي المقاومة في جنين ومنطقتها قد يُعيد سيناريو السابع من أكتوبر، من الضفة.
وفي وقت سابق ليوم أمس الاثنين، اندلعت اشتباكات مسلحة بين المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت طولكرم وحاصرت مخيم نور شمس، وقال جيش الاحتلال، في بيان، نشره مساء الاثنين، إن الجندي (احتياط) يهودا غيتو (22 عاما)، من برديس حنا - كركور (شمال) قُتل أثناء نشاط عملياتي شمال الضفة الغربية.
من جانبه، قال موقع "والاه" العبري، إن "غيتو" وهو من مقاتلي "دوفدفان" (وحدة خاصة من المستعربين)، قُتل صباح الاثنين، جراء انفجار عبوة ناسفة في مخيم نور شمس للاجئين. وأضاف، إن ضابطا أُصيب في الحادث أيضا بجروح خطيرة. وأشار إلى أن العبوة مصنوعة ذاتيا، وكانت تحمل عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، وتم دفنها في الجزء العلوي من الطريق، ما أدى إلى أضرار جسيمة.
العاروري وسلاح الضفة
وكانت قيادة المنطقة الوسطى في "جيش" الاحتلال الصهيوني، قد اعترفت في وقت سابق، بوجود خطر حقيقي على جنودها في الضفة الغربية، حيث ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ الجنود الذين يدخلون إلى الضفة الغربية "مهددون بشكلٍ دائم"، لافتةً إلى أنّ الجيبات الإسرائيلية المحصّنة "قد تحوّلت إلى فخ للموت".
وأشار الإعلام الصهيوني، الى تخوف قوات الاحتلال من العبواتٍ ناسفة قوّتها وفتكها أعلى بمستوياتٍ عديدة، ودعت إلى عدم الاستهانة بتهديد القذائف الصاروخية التي تأتي من الضفة الغربية، أو التي قد تصل من قطاع غزّة إلى وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ المقاومة الفلسطينية، تعمل على تطوير القدرات الصاروخية في الضفة الغربية، مشيراً إلى أنّ مسؤول حماس، صالح العاروري، هو المسؤول عن أنشطة الذراع العسكرية للمنظمة في الضفة، وأمل العاروري في وقتٍ سابق، بأن تنجح المقاومة في الضفة في الحصول على قذائف صاروخية.
وصالح العاروري من مواليد 1966 في بلدة عارورة الواقعة قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وفي مدارسها درس المرحلة الأساسية وأنهى الثانوية العامة عام 1984، والتحق بجامعة الخليل جنوبي الضفة الغربية عام 1992، والتحق بحركة "حماس" بعد تأسيسها نهاية عام 1987.
السياسي الفلسطيني صالح العاروري هو الرجل الثاني في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة منذ عام 2017، ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، وقضى 18 عاما في سجون الاحتلال، اتهمته إسرائيل بالوقوف خلف العديد من العمليات التي نفذتها المقاومة في الضفة الغربية، واغتالته مساء في 2 كانون الثاني 2024.
حمل لقب مهندس الطوفان، وهو أحد أهم المخططين لطوفان الأقصى والمؤمنين بأهمية قلب معادلة الصراع، وفرض وقائع جديدة بالقوة على إسرائيل وقد نجح في الحركة وباقي فصائل المقاومة في أولى خطوات هذا المشروع وأول الإنجازات كانت معركة سيف القدس 2021، كانت المبادرة من المقاومة بالهجوم لأول مرة في تاريخ مقاومة غزة، التي كانت سابقا تدافع وتدفع الغزوات الإسرائيلية المتتالية، لكن في سيف القدس كانت المبادرة الأولى دفاعا عن المرابطين في المسجد الأقصى، أما المبادرة الثانية والأكبر والأهم كانت طوفان الأقصى، وبعدها دخلت إسرائيل في هستيريا، محاولة بالمجازر والإبادة والتدمير منع المعادلة الجديدة، ومنع الانقلاب الاستراتيجي، وإلى الآن رغم هول الفظائع لم تنجح.