العراق اعتبره ترسيخا للاستقرار.. انفوبلس تستعرض ردود الفعل العالمية تجاه حسم ملف الرئاسة اللبنانية
شغور دام سنتين ونصف
العراق اعتبره ترسيخا للاستقرار.. انفوبلس تستعرض ردود الفعل العالمية تجاه حسم ملف الرئاسة اللبنانية
انفوبلس/..
عقب انتخب البرلمان اللبناني، جوزيف عون، رئيساً جديداً للبلاد، بعد جولة انتخابية ثانية، ظهر اليوم الخميس، توالت ردود الفعل العربية والدولية تجاه هذا الحدث السياسي.
وعون الذي فاز بثقة أعضاء مجلس النواب اللبناني بعد تصويت الأغلبية لمصلحته، وانتخابه رئيساً للجمهورية، لم يتولَّ مناصب سياسية من قبل، إنما استمدّ سمعته من قيادته للمؤسسة العسكرية التي تحظى باحترام واسع في لبنان في خضم أزمات متلاحقة سياسية وأمنية واقتصادية عصفت بالبلاد.
تهاني عربية
العراق كان ضمن الدول المتقدمة بالتهاني الى لبنان شعبا وحكومة، باستكمال الاستحقاق الدستوري الوطني، وانتخاب البرلمان جوزيف عون رئيسا للجمهورية.
وقال رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في تدوينة له: “هذه خطوة أخرى على طريق ترسيخ الاستقرار، وترصين دولة المؤسسات، تمكَّن نواب الشعب اللبناني الشقيق من تأديتها وتحمل مسؤوليتها التاريخية”.
وأضاف: “ونحن في العراق، طالما وقفنا مع لبنان في كل المصاعب والمحن،ومازلنا مصمّمين على دعم صمود اللبنانيين إزاء أي عدوان أو تهديد يزعزع أمن هذا البلد الشقيق”.
وهنأت المملكة العربية السعودية، جوزيف عون بانتخابه الرئيس الـ14 لـ لبنان،اليوم الخميس.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن «خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يهنئان فخامة الرئيس جوزيف عون بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية وأدائه اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية اللبنانية».
ورحّبت قطر، بانتخاب عون رئيسا للبنان، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في «إرساء الأمن والاستقرار» في هذا البلد.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها، إنّ «دولة قطر تتطلّع إلى أن يسهم إنهاء الشغور الرئاسي في إرساء الأمن والاستقرار في لبنان وتحقيق تطلعات شعبه في التقدم والتنمية والازدهار»، مؤكدة أنّ الدوحة «ستواصل وقوفها الدائم إلى جانب الشعب اللبناني».
وهنأ المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الدكتور أنور قرقاش، الشعب اللبناني بانتخاب عون رئيسا للجمهورية.
وكتب قرقاش عبر حسابه في منصة «إكس»: «نهنئ الشعب اللبناني الشقيق بانتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، ونتمنى له النجاح والتوفيق في مسؤولياته، بما يعزز ازدهار لبنان ورفاه شعبه».
وأضاف: «تعزيز الدولة الوطنية ومؤسساتها خطوة محورية للمضي قُدماً نحو تحقيق تطلعات الشعب اللبناني وطموحاته في التقدم والرخاء».
وهنأ رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي، الرئيس جوزيف عون بمناسبة انتخابه رئيسًا لجمهورية لبنان، كما هنأ الشعب اللبناني بإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري المهم.
وعبّر رئيس البرلمان العربي عن ثقته بأن هذا الإنجاز سيفتح صفحة جديدة للبنان نحو تحقيق الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأكد اليماحي في برقية التهنئة، أن نيل الرئيس عون ثقة نواب الشعب اللبناني العالية، تعكس الثقة الكبيرة في حكمته وقدرته على قيادة الجمهورية اللبنانية نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا، واستعادة مكانة لبنان التاريخية ودورها المحوري في صيانة الأمن القومي العربي والدفاع عن قضايا ومصالح الأمة العربية المجيدة وشعبها الكريم.
كما شدد على دعم البرلمان العربي الكامل، ووقوفه التام مع الجمهورية اللبنانية، في جميع قضاياها الاستراتيجية، ودعم كل ما يحقق أمن واستقرار الجمهورية اللبنانية على جميع المستويات، وبما يحقق تطلعات شعبها العزيز في التنمية والاستقرار والعيش الكريم.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن تهنئته للرئيس اللبناني الجديد، وقال على حسابه بموقع «إكس»، «كل التمنيات الطيبة للرئيس الجديد بالتوفيق في مهامه الجديدة ولشعب لبنان بالسلام والاستقرار والرفاه».
من جهته، كتب سعد الحريري عبر حسابه على منصة: «إكس»، «مبروك للبنان، الدولة والشعب، انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، وإحياء الأمل بإعادة الحياة الى المؤسسات الدستورية لمواجهة التحديات الصعبة وما أكثرها في هذه الأيام… مبروك فخامة الرئيس العماد جوزيف عون».
وهنأت قيادة حركة فتح في لبنان، في بيان، الشعب اللبناني الشقيق بإنجاز الاستحقاق الدستوري، بانتخاب عون رئيسا للجمهورية اللبنانية.
وتمنت الحركة لعون التوفيق والنجاح في تحمل هذه المسؤولية الكبرى على رأس الجمهورية اللبنانية، وحتى يتمكن لبنان الشقيق من التعافي من كل الأزمات واستعادة دوره الريادي الفاعل على الصعيد العربي والدولي ودوره في دعم القضية الفلسطينية.
وأكدت، أن إنجاز هذا الاستحقاق، فرصة طيبة لتعزيز وتمتين العلاقات اللبنانية الفلسطينية على قاعدة احترام السيادة اللبنانية، وتمكين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من الحصول على الحقوق المدنية والاجتماعية وحق العمل والتملك،وفق رؤية مشتركة تستند إلى دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه الوطنية المتمثلة بالعودة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
ردود فعل دولية
وقالت السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، إنها «سعيدة للغاية» بانتخاب قائد الجيش اللبناني جوزيف عون رئيسا للبلاد، منهيا شغورا دام أكثر من عامين في المنصب.
وكانت جونسون ومبعوثون أجانب آخرون قد حضروا جلسة اليوم الخميس في مجلس النواب اللبناني التي انتُخب فيها عون.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الفرنسية، هنّأت باريس، الرئيس اللبناني المنتخب، وأعربت عن أملها في تشكيل «حكومة قوية».
وطالبت باريس جميع الزعماء السياسيين والسلطات في لبنان بالالتزام بإخراج البلاد من عثرته.
وهنأت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت، العماد جوزيف على انتخابه اليوم رئيسا للجمهورية اللبنانية.
ورحبت بانتخاب الرئيس بوصفه خطوة أولى طال انتظارها لتجاوز الفراغ السياسي والمؤسساتي في لبنان، بما يوفر للشعب اللّبناني مؤسسات حكومية فعالة تلبي تطلعاتهم.
وشددت المنسقة الخاصة على ضرورة «الإسراع بتكليف رئيس للوزراء وتشكيل حكومة دون أي تأخير، إذ إن المهام الملقاة على عاتق الدولة اللبنانية ضخمة للغاية ولا تحتمل مزيدا من إضاعة الوقت».
وقالت: «حان الوقت لكل صانع قرار أن يضع مصلحة لبنان في المقام الأول،فوق كافة الاعتبارات الشخصية أو السياسية».
وأشارت إلى أن انتخاب رئيس جديد يبعث الأمل مجددا، ويمثل فرصة لتمهيد الطريق نحو تحقيق تقدم في ترسيخ وقف الأعمال العدائية وضمان أمن واستقرار البلاد، بما في ذلك تعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية ودفع عجلة الإصلاحات الشاملة والمستدامة.
وأكدت، أن الأمم المتحدة تتطلع للعمل مع الرئيس عون والسلطات المعنية لدعم لبنان فيما يتخذه من خطوات ملموسة ومجدية لتحقيق تلك الأهداف.
بدورها قالت السفارة الايرانية في لبنان، في منشور لها على منصة «إكس»: «نبارك للبنان الشقيق انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية في ظل أجواء توافقية جامعة».
وأضافت: نتمنى لفخامته النجاح والتوفيق في مهمته، ونتطلع إلى العمل سويا لتعزيز العلاقات بين الجمهوريتين الإسلامية الإيرانية واللبنانية والتعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة لبلدينا ويعزز الاستقرار والإزدهار في المنطقة.
جوزيف عون.. من هو؟
وُلِد جوزيف عون في 10 يناير/كانون الثاني 1964، في بلدة سن الفيل بقضاء المتن، وهو في الأصل من بلدة العيشية الجنوبية، وهو أب لطفلين ويتحدّث الفرنسية والإنجليزية، ويحمل إجازة في العلوم السياسية.
شغل منصب قائد الجيش اللبناني (القائد الرابع عشر للجيش)، في 8 مارس/آذار 2017، خلفًا للعماد جان قهوجي.
وبدأ عون مسيرته العسكرية متطوعًا في عام 1983، وشارك منذ عام 1984 في العديد من الدورات العسكرية والورشات التدريبية، إضافة إلى العديد من الدورات في الخارج، وبخاصة في الولايات المتحدة.
في عام 2015، تم تعيينه قائدًا للواء التاسع المنتشر في جنوب لبنان، وفي عام2016 نُقل إلى القطاع الشرقي على الحدود مع سوريا، حيث تعامل مع تهديد تنظيم داعش في ذلك الوقت.
ويفترض أن عون كان سيتقاعد في يناير/كانون الثاني 2024 بعد أن تولّى قيادة الجيش منذ العام 2017. ولكن تمّ التمديد له مرتين، على وقع الأزمات السياسية والأمنية التي يشهدها لبنان منذ سنوات، ولتجنّب الفراغ في السلطة العسكرية.
منذ تولي عون قيادة الجيش، أطلق حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد داخل المؤسسة العسكرية، مما أثر على العديد من العسكريين. وأسهمت سمعة عون كمحارب للفساد في ترسيخ صورته كشخصية موثوقة قادرة على إنقاذ البلاد من الانهيار.
وارتبط اسم عون بوعي الشعب اللبناني بفضل حدثين بارزين: الأول معركة «فجر الجرود» التي قادها بنجاح ضد مئات المسلحين من تنظيم داعش عام2017 في شرق لبنان على الحدود مع سوريا.
ففي 19 أغسطس/آب 2017، أطلق الجيش بقيادة عون عملية «فجر الجرود» لإزالة المسلحين من معاقل الحدود اللبنانية مع سوريا، وحقق هذا النجاح بمساعدة كبيرة من حزب الله الذين قاتلوا إلى جانب الجيش اللبناني في صد مقاتلي داعش من الأراضي اللبنانية.
والحدث الثاني، الحرب ضد الفساد في المؤسسة العسكرية، حيث استطاع الحفاظ على الجيش كواحدة من المؤسسات القليلة التي ظلت متماسكة في بلد يعاني من انهيار شامل.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، بلغت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية في لبنان ذروتها مع المظاهرات الشعبية ضد مؤسسات الدولة، وقاد عون الجيش بطريقة حافظت على حق المتظاهرين في الاحتجاج السلمي من جهة،ومنع الإضرار بمؤسسات الدولة من جهة أخرى.
واليوم انتُخب عون رئيسًا للبنان بعد فراغ هذه المنصب لأكثر من عامين، وقال في أول خطاب له عقب انتخابه رئيسًا: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا ولْيسمع العالم كله، اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني، وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات». وأضاف: «عهدي أن أدفع مع الحكومة المقبلة لتطوير قوانين الانتخابات، وسأعمل على إقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي، ولن نصدر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح».
واستكمل عون خطابه قائلًا: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض، سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي ورد عدوانه».