الغرب يطلب إذن اليمن لسحب "سونيون".. واشنطن تفشل مجدداً بفك حصار الكيان الإسرائيلي.. أنصار الله تحرق ناقلة وناميبيا تمنع أخرى
انفوبلس..
في اختبار جديد لمساعي واشنطن بفك الحصار البحري الذي تفرضه المقاومة الإسلامية في اليمن "أنصار الله" ضد العدو الإسرائيلي، تقف الآن الناقلة التي تحمل علم اليونان وكانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي معطلة ومحترقة في عرض البحر الأحمر، وتطلب واشنطن وحلفاؤها الإذن من أنصار الله لسحبها من مكانها، وبالتزامن مع ذلك منعت ناميبيا رسو سفينة تحمل السلاح كانت متوجهة إلى الكيان الإسرائيلي في إطار رفضها للعدوان على قطاع غزة.
الناقلة المحترقة
يوم أمس الأربعاء، قالت بعثة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالأمم المتحدة، اليوم إن جماعة أنصار الله وافقت على هدنة مؤقتة للسماح بوصول زوارق قطر وسفن إنقاذ إلى ناقلة النفط المتضررة بالبحر الأحمر "سونيون"، التي ترفع علم اليونان، بينما قال المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام، إن الجماعة لم توافق على هدنة مؤقتة، وإنما وافقت فحسب على السماح بقطر ناقلة النفط سونيون بعدما تواصلت عدة أطراف دولية مع الجماعة.
وأضافت البعثة الإيرانية أن عدة دول "تواصلت لتطلب من أنصار الله هدنة مؤقتة لدخول زوارق القطر وسفن الإنقاذ إلى منطقة الحادث".
وتابعت: "مراعاة للمخاوف الإنسانية والبيئية، وافقت أنصار الله على هذا الطلب".
والناقلة هي ثالث سفينة تديرها شركة "دلتا تانكرز" - التي يقع مقرها في أثينا - تتعرض لهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر. وقالت في بيان، إن الهجوم تسبب في اندلاع حريق على متن السفينة، قبل أن يتمكن طاقمها من إخماده.
وكانت جماعة أنصار الله في اليمن قد بثت مشاهد إحراق السفينة اليونانية في البحر الأحمر، مؤكدة أنها "انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة"، وتعهدت بمواصلة استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل نصرة لقطاع غزة.
وأفادت تقارير بأن المياه جرفت السفينة في البحر الأحمر بعد اندلاع 3 حرائق على متنها إثر الهجوم اليمني.
وقالت وكالة بحرية بريطانية إن 3 حرائق اندلعت على متن ناقلة للنفط ترفع علم اليونان، وتمّ نقل طاقمها منها بعد تعرّضها لهجوم من أنصار الله.
وأوضحت وكالة "يو كيه إم تي أو" التي تديرها القوات البحرية البريطانية أنها "تلقت تقريرا برصد اندلاع 3 حرائق" على متن الناقلة سونيون، مشيرة الى أن السفينة "تنجرف على ما يبدو".
وتبلغ حمولة الناقلة التي ترفع علم اليونان 150 ألف طن من النفط الخام، وقد تسنى إجلاء طاقمها بعد استهدافها بعدة مقذوفات أمس الأربعاء قبالة الحديدة في اليمن.
وتبنى أنصار الله الهجوم المتزامن مع حملتهم على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل أو المتّجهة إليها، دعما لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدى حتى الحين لاستشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني معظمهم نساء وأطفال.
واليوم الخميس، قال نيكوس دندياس وزير الدفاع اليوناني إنه بحث مع مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مسألة سحب ناقلة النفط "سونيون" المحترقة في البحر الأحمر.
وكتب دندياس على منصة "إكس": "خلال مكالمة هاتفية مع جوزيب بوريل، نائب رئيس المفوضية الأوروبية ومفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بحثنا حصة بعثة Aspides للقوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي (EUNAFOR) في السحب الأمن للناقلة "سونيون" ومنع وقوع كارثة بيئية".
وأفادت بعثة Aspides أمس الأربعاء باشتعال حريق على متن الناقلة منذ 23 أغسطس الجاري. ولم يكن هناك أي تسرب للنفط ولا تزال الناقلة راسية ولا تنجرف. وفي الوقت نفسه، يوجد هناك خطر حدوث كارثة بيئية.
إلى ذلك، قال مصدر لوكالة رويترز، إن مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر الأحمر (أسبيدس) تدرس اتخاذ إجراءات وقائية منها سحب ناقلة النفط "إم في سونيون" التي تعرضت لهجوم في الآونة الأخيرة قبالة ساحل اليمن.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس إن النيران ما زالت مشتعلة في ناقلة النفط الخام التي ترفع علم اليونان وإن النفط يتسرب منها فيما يبدو.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر أن طرفا ثالثا حاول إرسال قاطرتين للمساعدة في إنقاذ "سونيون" لكن أنصار الله هددوا بمهاجمتهما، كما يقول.
وأضاف رايدر أن الناقلة تحمل نحو مليون برميل من النفط الخام.
و"تضامنا مع غزة" التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي واسع، استهدف أنصار الله بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وصولا إلى البحر المتوسط.
وتسببت هجمات أنصار الله في إغراق سفينتين ومقتل 3 بحارة على الأقل خلال حملتهم المستمرة منذ 10 أشهر التي أدت إلى اضطراب حركة الشحن البحري الدولية بإجبار الشركات المشغلة للسفن على تجنب المرور من قناة السويس.
موقف ناميبيا
وبالتزامن مع الحديث عن الناقلة اليونانية المحترقة، منعت دولة ناميبيا، أمس الأربعاء، سفينة اشتبهت في أنها تحمل أسلحة متجهة إلى إسرائيل من الرسو في أحد موانئها، تماشيا مع دعم ناميبيا للشعب الفلسطيني، والدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة.
ونقلت صحيفة "نيو إيرا" عن وزيرة العدل في ناميبيا إيفون داوساب أنه تم توجيه هيئة موانئ ناميبيا لمنع السفينة "إم في كاثرين" القادمة من فيتنام من الرسو في خليج والفيس باي يوم 18 أغسطس/ آب الجاري، لأن السماح بذلك سيكون انتهاكا لالتزامات الدولة الواقعة في جنوب غرب قارة أفريقيا تجاه القانون الدولي.
واستشهدت دوساب بتحقيقات الشرطة، وقالت إن السفينة "كانت تحمل بالفعل مواد متفجرة متجهة إلى إسرائيل، وبالتالي مُنعت من دخول المياه الناميبية".
وأكدت أن "ناميبيا تمتثل لالتزاماتها بشأن عدم الدعم أو التواطؤ في جرائم الحرب الإسرائيلية، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، وفي احتلال إسرائيل غير القانوني لفلسطين".
وقالت داوساب إنه سيكون من المشجع أن تحذو جميع البلدان، وخاصة البلدان الأفريقية، حذو ناميبيا وتقوم بدورها لإظهار الدعم للشعب الفلسطيني من خلال اتخاذ أي إجراء في حدود سلطتها ونطاقها.
وكانت السفينة "إم في كاترين"، التي انطلقت من فيتنام، قد طلبت الإذن بالرسو في ميناء خليج والفيس - قبل الإبحار شمالاً، في طريق مشبوه نحو البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق.
وحذرت جماعات حقوقية من أن ناميبيا ربما كانت متورطة في انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان لو سمحت للسفينة بالرسو.
ولم يعرف بعد سبب رغبة السفينة في الرسو، لكن السفن في الرحلات الطويلة تميل إلى التوقف للحصول على الإمدادات أو الاستراحة أو تفريغ أو تحميل البضائع.
ورحبت منظمة حقوق الإنسان الناميبية، وصندوق العدالة الاقتصادية والاجتماعية (ESJT)، بهذه الخطوة.
وقال هربرت جوش، من منظمة العدالة الدولية في أوروبا، لـ"بي بي سي": "نحن سعداء لأن حكومتنا قررت احترام القانون الدولي وقررت عدم التواطؤ في الإبادة الجماعية".
وقالت شركة "نامبورت" إنها تدعم "موقف ونوايا ناميبيا بشأن العلاقات والبروتوكولات الدولية".
وأضافت، أنها سمحت مؤخرا لسفينة أخرى تحمل "شحنة خطرة" بالمرور عبر المياه الناميبية، لكنها لم تسمح لها بالرسو.