الكويت مصيدة الشيعة.. استهتار ضابط عراقي وتواطؤ كويتي يُمكّن حكومة آل خليفة من معارض شيعي لاجئ في العراق
انفوبلس..
بجريمة جديدة تنفذها الحكومات الخليجية ضد الشيعة المعارضين، سلّمت السلطات الكويتية، المعارض البحريني هاشم جعفر شرف لحكومة آل خليفة والذي كان لاجئاً في العراق ليواجه 3 أحكام بالسجن يصل مجموعها لـ38 عاماً بسبب دفاعه عن حقوق الإنسان، فكيف تم اعتقاله؟ وما مصيره؟
أمس الأول، أفادت عائلة سيد هاشم جعفر أن السلطات الأمنية الكويتية سلمت ابنها المغترب البحريني البالغ من العمر 36 عامًا، إلى السلطات البحرينية بتاريخ 12 سبتمبر 2024.
في اتصال هاتفي أجراه سيد هاشم، أمس، مع والده، أفاد بأنه محتجز حالياً في مبنى التحقيقات الجنائية.
وفي الثامن من شهر آب الماضي، كشف مصدر مطلع بمحافظة البصرة تفاصيل مهمة تتعلق بالمعارض البحريني الذي اعتقله الجانب الكويتي فور الوصول إليهم.
وذكر المصدر، أن "المعارض البحريني، هاشم شرف، كان موجوداً في العراق منذ سنوات عدة ومع قرب انتهاء مدة إقامته زار منفذ سفوان بوقت متأخر بتاريخ 8/8/2024، لغرض تجديد الإقامة ولم يكن ضباط الجوازات في المنفذ على علم بقضيته مع بلده الأم البحرين".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "المعارض البحريني عندما خُتم له ختم الخروج من العراق لم يرغب بمغادرة المنفذ، وطالب بختم دخول له من الضابط ذاته، إلا أن الأخير رفض إكمال هكذا إجراء له إلا بعد إكمال الدخول للجانب الكويتي والعودة مرة أخرى للعراق".
وبين، أن "ضباط الجوازات لم يكونوا على علم بقضية الناشط، حيث عند وصوله للجانب الكويتي تم اعتقاله على الفور، لأنه كان مؤشر في حاسبة المنفذ، أنه مطلوب للجانب البحريني وصادر بحقه حكم جنائي".
وتابع المصدر، أن "وزارة الداخلية العراقية استدعت ضابط الجوازات للتحقيق معه، على خلفية هذا الحادث".
ويمنع الدستور العراقي وفق (المادة 21-ثانياً) تسليم اللاجئ إلى البلد الذي فرَّ منه، كما يمنع قانون أصول المحاكمات الجزائية (المادة 358) تسليم المطلوب بتهم سياسية.
وكان هاشم شرف، قد توجه من النجف إلى البصرة لغرض (كسر الدخول من المنفذ، وتجديد تأشيرة الدخول، لكون باقي له يوم واحد على نفادها) ثم التوجه من البصرة إلى كربلاء.
واعتقلت السلطات الأمنية الكويتية، في "منفذ سفوان" الحدودي مع العراق، المغترب البحريني هاشم جعفر شرف (36 عاماً)، وهو من أهالي العاصمة المنامة، وذلك تمهيداً لتسليمه إلى البحرين.
وقالت مصادر مطلّعة، إنّ عزم الكويت تسليم شرف إلى البحرين هو نتيجة لمذكرة توقيف صادرة بحقه، مشيرة إلى أنّه رهن الاحتجاز في الكويت وبانتظار تسليمه، متخوّفة من أنْ يتعرَّض لسوء معاملة جسدية ونفسية.
جدير بالذكر أنّ محاكم بحرينية أصدرت في وقت سابق 3 أحكام منفصلة ضد شرف، على خلفية دفاعه عن حقوق الإنسان في البلاد، وجاء الحكم الأول بالسجن المؤبَّد والثاني بالسجن لمدة 10 سنوات والثالث بالسجن لمدة 3 سنوات، ليصبح مجموعه أحكامه 38 عاماً.
وبعد اعتقاله بعدة أيام، قال مصدر أمني كويتي، إنّ المغترب البحريني سيد هاشم سيد جعفر شرف الذي اعتقلته السلطات الكويتية "سينفّذ حكم صادر بحقه في الكويت قَبْل أنْ يتم تسليمه إلى بلده" البحرين.
وذكَر المصدر الأمني الكويتي أنّ شرف "جرى تسلُّمه في مركز العبدلي الحدودي وليس ضبطه، بموجب طلب توقيف كويتي أُرسل إلى العراق".
وأضاف المصدر، أنّ "المتهم الخليجي (شرف) سبق وأنْ أرسلت الكويت مذكّرة بتسلُّمه عبر الإنتربول، حيث تلقَّت السلطات الكويتية برقية من السلطات العراقية لضبطه وتم تسليمه".
إلى ذلك، روى النائب مصطفى جبار سند تفاصيل حادثة اعتقال المغترب البحريني المحكوم بالسجن المؤبَّد، السيد هاشم السيد جعفر شرف، عند الحدود بين العراق والكويت.
وذكر سند، في منشور على منصة "أكس" يوم السبت 10 أغسطس/آب 2024، إنّ "وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري أوقف، عن العمل، الضابط العراقي الذي سلَّم (شرف) إلى الكويت، حيث كان "زائر الحسين" (شرف) المطلوب للحكومة البحرينية قد توجَّه من النجف إلى البصرة لغرض كسر الدخول من المنفذ وتجديد تأشيرة الدخول كون بقي له يوم واحد على نفادها".
وأضاف سند أنّ شرف أراد "التوجُّه من البصرة إلى كربلاء، لكنَّه وقع في مشكلة ولم يجد له ناصراً، حيث خُتِم (على جواز سفره بختم) الخروج من الجانب العراقي وعاد إلى باب الدخول إلى العراق، متوقِّعاً أنْ يتعاطف معه الجانب العراقي كما جرت العادة مع كثير من الزوار السعوديين والبحرينيين والأفغانيين وغيرهم"، موضحاً أنّ "العراق يعالج هكذا حالات وبالآلاف خلال الزيارة الأربعينية، ويقوم بمنح "فيزا" خارجية (ورقة خارج الجواز) مؤقَّتة بحسب تقديرات الموقف".
وتابع النائب قوله: "لكنَّ الجانب العراقي رفض دخوله بل اعتبره مخالف، وألقى القبض عليه بنية تسليمه إلى الجانب الكويتي، فـتوسَّل السيد شرف بالضابط وقال له: أنا مطلوب للبحرين أرجوكم لا تسلموني إلى الكويت، لكنْ للأسف لم يحصل على تعاطف".
وأكد، أنّ الضابط العراقي سلَّم شرف إلى الجانب الكويتي، قائلاً: "في اللحظة نفسها اتصل الأمن البحريني بالسلطات الكويتية وطلب إرساله (شرف) إلى المنامة فوراً مع تقديم شكر وامتنان البحرين للكويت بالتعاون في ملف المعارضين المطلوبين" للنظام البحريني.
وقال النائب العراقي: "عاتَبَنَا أصدقاء السيد هاشم شرف، لكنْ أبلغناهم أنّ هذا تصرُّف شخصي غير مسؤول عنه العراق شعباً ودولة، لكنَّ أعذارنا تذكِّرني بحجج وحوادث قديمة لهكذا تَنَكُّر وتبرُّؤ من أفعال شخصية لا يصح ذكرها كونها قاسية".
وبعد ورود أنباء عن تسليم شرف لحكومة البحرين قبل نحو شهر من الآن، طالب والده الحكومة الكويتية بأنْ تصرّح بأنّها سلمّت ابنه إلى البحرين أم ما زال معتقلاً لديها.
وأكد والد شرف، في مقطع مصوَّر يوم الأحد 11 أغسطس/آب 2024، عدم بلوغه أي أنباء عن مصير ابنه، مطالباً السلطات البحرينية بالإعلان عما إذا كانت قد تسلَّمته من نظيرتها الكويتية "كي نستطيع أنْ نرى ابننا".
وقال: "يكفي أنّ لدينا الآن ابناً آخر يقضي حكماً بالسجن المؤبَّد".
وطالب السلطات البحرينية بتوضيح سبب اعتقال ابنه، مخاطباً إياها بالقول: "أنتم أسقطتم جنسيته وهو خرج من البحرين، والإنسان إذا ما أُسقطت عنه جنسيته لم يعد للدولة حق عليه".
هذا وروى شاهد عيان لمصادر إعلامية شهادته التي قدمها لشخصيات حقوقية بشأن ما حدث مع المغترب البحريني، ويقول الشاهد ما نصه، إن العقيد العراقي الذي أمر بتسليم السيد هاشم للجانب الكويتي في منفذ سفوان كان مستهتراً، وزاد من استهتاره علمه أن شرف سيتم تسليمه للأمن البحريني.
وقال إن “العقيد حيدر”، كان في منفذ الخروج في سفوان وقام باستكمال إجراءات خروج السيد شرف، قبل أن يقوم الأخير بالدخول من بوابة القادمين للعراق. وأضاف “شاءت الصدفة أن يكون هذا العقيد مجددا عند بوابة الدخول، ولما شاهد السيد شرف في قاعة القادمين بدأت حينها المشكلة”.
تقدم العقيد حيدر إلى السيد شرف وسأله ماذا تصنع هنا، أجابه أريد أن أجدد تأشيرة الإقامة في العراق، فرد عليه: لا يمكنك ذلك عليك مغادرة الأراضي العراقية باتجاه المنفذ الكويتي.
ويقول الشاهد، إن السيد شرف طلب منه إجراء اتصالات خارج القاعة، إلا أن العقيد العراقي رفض وتبعه للخارج.
هنا حاول السيد شرف شرح وضعه القانوني والأمني إلا أن العقيد رفض الاستماع إليه على الإطلاق، ورفض الاستجابة لتوسّلاته وتوسلات مرافقيه، وأمره بالمغادرة نحو الجانب الكويتي.
وأجرى اتصالا مع دورية حدودية، وقام شرطيان إلى جانب العقيد باقتياده وجرّه بالقوة نحو الجانب الكويتي.
ويضيف شاهد العيان، في الأثناء أبلغهم السيد شرف جميعا بأنّه مطلوب للسلطات البحرينية، إلا أن هذه الكلمات دفعت العقيد للتشدد أكثر وقال إن ذلك الأمر لا يعنيه كضابط عراقي.
ويقول الشاهد أقسمنا على الضابط بكل مقدس لكنه كان مصمماً على تسليم السيد هاشم شرف للجانب الكويتي رغم معرفته بالمآلات القاسية التي تنتظر السيد، وعند الوصول للنقطة الحدودية تقدم اثنان من ضباط شرطة الحدود الكويتية، وتحدث معهم العقيد قائلا “لا نعلم ما حقيقة هذا الشخص، إنه يرفض الدخول للجانب الكويتي، انظروا في أمره”، وقام ضابطان من الأمن الكويتي باقتياد السيد شرف لقاعة في الجانب الكويتي ليصبح في قبضة دولة أخرى لم تتردد لتسليمه للبحرين حيث يواجه السيد هاشم مصيراً مجهولا، وسط مخاوف من تعرضه للتعذيب وهو ما تشتهر به سلطات الأمن في البحرين.