اللواء باقري في العراق مقترحاً إجراء مناورات مشتركة.. ماذا تعرف عنه وهيئة الأركان الإيرانية؟
انفوبلس/ تقرير
رغم كثرة زيارات كبار المسؤولين الإيرانيين إلى العراق؛ وفي مقدمتهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني، أخذت الزيارة التي يقوم بها حالياً إلى العراق رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري بُعداً جديداً في سياق العلاقات بين البلدين.
اللواء محمد باقري في العراق في زيارة رسمية تستمر لـ3 أيام
ففي هذه الزيارة التي يقوم بها باقري، والتي تستغرق 3 أيام، واصل لقاءاته مع كبار المسؤولين العراقيين، لا سيما وزيري الدفاع ثابت العباسي والداخلية الفريق عبد الأمير الشمري. لكن الجديد لدى باقري هذه المرة هو الاقتراح الذي عرضه على المسؤولين العراقيين والمتضمن إجراء مناورات مشتركة على الحدود الإيرانية – العراقية.
ووصل بغداد يوم السبت الماضي، رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري على رأس وفد سياسي عسكري رفيع المستوى من إيران، تلبية لدعوة رئيس أركان الجيش العراقي.
وبحسب وكالة الأنباء الايرانية الرسمية "فارس" فإن "الزيارة الى بغداد ستستمر 3 أيام وسيلتقي باقري بكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين العراقيين ومنهم رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية".
وأوضحت، أن "محادثات رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الايرانية مع المسؤولين العراقيين تتمحور حول قضية مكافحة الإرهاب والتطورات الاقليمية والعلاقات الدفاعية الثنائية، والتعاون الحدودي".
وقد التقى وزيرُ الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، باقري في مقر قيادة قوات الشرطة الاتحادية. وطبقاً لبيان رسمي، فقد أكد الشمري على "أهمية العمل في مركز التنسيق المشترك بما يعزز أمن البلدين، خاصة في تأمين الحدود العراقية - الإيرانية ومكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وتكثيف العمل في المجال الاستخباري بما يعزز العلاقات الثنائية في المجالات كافة".
من جهته، أكد المسؤول الإيراني دعم بلاده أمن واستقرار العراق والعمل على ضبط الحدود الدولية المشتركة.
وفي وزارة الدفاع، عقد العباسي لقاءً مع باقري حضره كبار القادة والضباط في وزارة الدفاع، وبحث جملة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين العراق والجمهورية الإيرانية الإسلامية، خصوصاً ما يتعلق منها بتطوير العلاقات العسكرية بين بغداد وطهران، وفق بيان رسمي.
وقال باقري: "على الصعيد الأمني، ليس لدينا أي مشاكل مع العراق، هذا البلد صديق وجار لنا، ونحن نسير على طريق تطوير التعاون العسكري". وأضاف: "في الوقت الحاضر يدرس عدد كبير من طلاب الجيش العراقي في جامعات قواتنا المسلحة، وفي المقابل هناك احتمالية لوجود طلاب القوات المسلحة الإيرانية في العراق". وأشار إلى أن "البلدين ستكون لديهما اتصالات عملياتية وتعليمية مختلفة".
وختم: "خلال هذه الرحلة، سنناقش ونراجع هذه المجالات مع قيادة العمليات المشتركة العراقية والمسؤولين العراقيين الآخرين، أعتقد أنه سيتم وضع الأساس للتطوير السليم للعلاقات في هذه الرحلة".
وخلال لقائه الأحد، مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عبد الأمير يار الله، عدّ باقري الحدود بين إيران والعراق فرصة لزيادة التعاون بينهما، مؤكداً أنها تخدم مصالح الشعبين الشقيقين، كما التقى باقري، رئيس الجمهورية رشيد عبد اللطيف ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن باقري قوله، إن العراق يشهد في الوقت الحالي أمناً واستقراراً جيدين، ويسير في طريق النمو والتطور. وأضاف أن "البلدَين يمتلكان تجارب جيدة وقيمة في الحرب ضد الإرهاب، لذا بإمكانهما مقاسمة التخطيط الجيد لهذه التجارب القيمة".
كما زارَ رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مكانَ استشهاد الحاج قاسم سليماني بعد وصوله إلى مطار بغداد، وأثناء تكريم ذكرى الشهيد سليماني ورفاقه الشهداء الآخرين، قال: "مشاهدة مسرح الجرائم الأمريكية أعطتني شعوراً خاصاً وهي ذكرى كل الأوقات الطويلة التي كنتُ فيها مع هذا الشهيد الكريم في جبهات الدفاع المقدس، وبعد ذلك في كل المشاهد مع هذا العزيز، وإن شاء الله سوف يشفع لنا ذلك الكريم ونتمكن من مواصلة طريقه".
*مناورات مشتركة
بدوره، أعرب الفريق الركن يار الله عن استعداد القوات المسلحة العراقية بشكل كامل لتنمية التعاون العسكري والدفاعي والتدريبي والمناورات المشتركة وتبادل الخبرات مع جمهورية إيران الإسلامية.
وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني العراقي سرمد البياتي، إن "المناورات المشتركة التي سوف تُجرى بين العراق وإيران، وفق مقترح باقري وما يمكن أن يصدر عن الجانب العراقي، سوف تكون على الحدود بين البلدين، لاسيما من جهة إقليم كردستان"، مبيناً أن "العراق من جهة إقليم كردستان يرتبط بحدود طويلة تبلغ أكثر من 600 كيلومتر، وهذه المسافة طويلة وتحتاج إلى تنسيق مشترك".
وأوضح البياتي، إن "الهدف الرئيسي كما أتوقع لهذه المناورات المشتركة هو الجماعات المسلحة، وإن جرى سحبها من المناطق الحدودية مع إيران إلى مناطق داخل العراق، لكنها تبقى تؤشر على وجود خلل، وبالتالي، فإن المناورات المشتركة في بعض القواطع الأمنية يتم من خلالها التأكد من أن هذه المناطق باتت خالية من وجود الجماعات الإيرانية المعارضة المسلحة التي تتخذ من بعض أراضي كردستان الحدودية مع إيران ملاذات لها".
وبالتزامن مع زيارة باقري إلى العراق، زار وفد برلماني عراقي برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي طهران الأحد. وذكر مكتب المندلاوي في بيان، أن "الزيارة تأتي تلبيةً لدعوة رسمية مقدمة من قبل مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، وتستمر لمدة يومين".
وأشار إلى، أن "الوفد سيجري عدداً من اللقاءات مع عدد من المسؤولين الإيرانيين، وسيركز خلال الزيارة على تعزيز التعاون لمواجهة التحديات القائمة ودعم التنسيق المشترك في المجالات التي تخدم الشعبين العراقي والإيراني".
مَن هو اللواء باقري؟
محمد حسين باقري قائد عسكري إيراني، يعتبر من أبرز العسكريين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية، وتولى إدارة إحدى مؤسسات التصنيع الحيوية التابعة للحرس الثوري الإيراني. عيّنه المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي رئيساً لهيئة أركان القوات المسلحة خلفاً للواء حسن فيروز آبادي الذي شغل هذا المنصب منذ 1989.
المولد والنشأة
وُلد محمد حسين باقري (يُعرف أيضا بمحمد حسين أفشردي) عام 1958 في منطقة هريس بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران.
الوظائف والمسؤوليات
تقلّد باقري عدة مناصب حيوية وأُسندت إليه مسؤوليات بالغة الأهمية في المجالات العسكرية والأمنية، فقد تولى منصب مساعد القيادة العامة للقوات المسلحة لشؤون الاستخبارات والعمليات، كما كان مساعداً لرئيس هيئة الأركان للشؤون المشتركة في القوات المسلحة، ومنسقاً بين الحرس الثوري والقوات المسلحة.
التجربة العسكرية
اكتسب الجنرال باقري خبرة كبيرة عسكرياً وأمنياً بحكم المناصب الأمنية والاستخباراتية والعسكرية التي تولاها، فبعد مشاركته ضابطاً متمرساً في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1989) التي قُـتل فيها شقيقه الأكبر، خاض تجربة طويلة في التعامل مع المنظمات الكردية الإيرانية المسلحة بحكم عمله في أجهزة المخابرات.
فقد انضم إلى الحرس الثوري الإيراني بعد اندلاع التمرد العسكري الكردي شمال غربي البلاد عقب قيام الثورة الإسلامية عام 1979 واستمر هذا التمرد حتى أواخر 1983. وكان مسؤولاً عن شؤون الاستخبارات خلال العمليات التي نفذها الحرس الثوري في التسعينيات ضد قواعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب كوملة الكردي الواقعَين على الجبال بين إيران والعراق.
أُسندت إليه لاحقاً إدارة المؤسسة المعروفة بـ"مقر خاتم الأنبياء" التي توصَف بأنها الذراع الهندسية للحرس الثوري الإيراني وتساهم في تأمين دخله وتمويل عملياته، إذ تشير مصادر إلى امتلاك هذه المؤسسة أكثر من 812 شركة يُقدر دخلها السنوي من أنشطتها التجارية بما بين 10 و12 مليار دولار. وقد فرض عليها الاتحاد الأوروبي عام 2010 عقوبات مالية لما قدمته من دعم لبرامج الصواريخ البالستية والنووية الإيرانية.
وفي 28 يونيو/ حزيران 2016 أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الامام علي الخامنئي، قراراً يقضي بتعيين باقري رئيساً لهيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، وهو المنصب العسكري الأعلى في البلاد بعد منصب رئاسة القوات المسلحة الذي يشغله المرشد الأعلى في إيران.
وقد ثمّن الخامنئي في قرار التعيين "الخدمات الجليلة والتجارب القيمة" للواء باقري في المناصب التي تولاها سابقا، مؤكدا قدرته على أداء مهمته الجديدة في "تطوير القدرات الدفاعية والأمنية للقوات المسلحة والتعبئة الشعبية، والقدرة على الرد السريع والمؤثر على أنواع التهديدات كافة الموجهة للجمهورية الإسلامية".
ومن موقعه هذا تولى باقري رئاسة هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة المكونة من ثلاثة تشكيلات، هي: الحرس الثوري، الجيش، وقوات التعبئة (الباسيج). ويُعد منصب رئاسة هيئة الأركان نقطة الوصل بين التشكيلات الثلاثة.