المسبار الإماراتي يضل طريقه نحو القمر.. أين ذهب "المستكشف راشد"؟
انفوبلس/..
بشكل رسمي، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، عن فشل مهمة المستكشف "راشد" في الهبوط على سطح القمر، بعد فقدان الاتصال بالمركبة هاكتو-آر ميشن 1 (إم1)، وسط توقعات بأن تكون المركبة قد ارتطمت على الأرجح بسطح القمر. يأتي ذلك في وقتٍ صرفت فيه الإمارات ملايين الدولارات سعياً لإنجاح المهمة.
واليوم الأربعاء، أعلنت شركة "آي سبايس" في بيان عن احتمال تحطُّم مركبة تابعة لشركة ناشئة يابانية التي كانت تستعد للهبوط على سطح القمر. وقالت "آي سبايس" إن ثمة "احتمالا كبيرا بأن تكون المركبة نفّذت هبوطاً قاسياً على سطح القمر" وأنها فقدت الاتصال مع المركبة في الوقت المحدَّد لهبوطها. وكانت المركبة الآلية تحمل مركبة قمرية أخرى هي المستكشف القمري الإماراتي "راشد" الذي صمّمته دولة الإمارات العربية المتحدة وتولّت بناءه.
كانت تسعى إلى أن تصبح أول مؤسسة خاصة تُنزل مركبة على سطح القمر إلا أنه يُرجّح أن تكون المركبة التابعة لشركة ناشئة يابانية قد تحطمت خلال محاولتها الهبوط وفق ما أعلنت "آي سبايس"، مؤكدةً تصميمها على الإعداد لبعثات أخرى.
*أين ذهبت؟
وأوضحت "آي سبايس" أن ثمة "احتمالا كبيرا بأن تكون المركبة نفذت هبوطا قاسيا على سطح" القمر، مشيرةً إلى أن مهندسيها مُنكَبّون على محاولة فهم أسباب هذا الإخفاق.
كل العوامل والمعطيات الموجودة، دفعت الشركة لاستنتاج أن المركبة ارتطمت على الأرجح بسطح القمر.
وهذه المركبة التابعة لبرنامج "هاكوتو-آر" والموجودة في مدار القمر منذ شهر على بعد نحو 100 كيلومتر فوق سطحه، بدأت محاولة هبوطها من خلال عملية تنفّذ بالكامل آلياً، وبدا أن كل شيء يسير على النحو المقرر، ولكن بعد الموعد المقرر للهبوط، أي قرابة الساعة 16,40 ت غ من يوم الثلاثاء، حاولت الفرق الأرضية للشركة عبثاً معاودة الاتصال مع الشركة طوال نحو عشر دقائق.
*إقرار بالفشل
وقال رئيس الشركة ومؤسسها تاكيشي هاكامادا: "مع أننا لا نعتقد أن الهبوط ممكن هذه المرة، نرى أن هذه المهمة كانت ذات أهمية كبيرة، إذ أتاحت اكتساب الكثير من البيانات والخبرة". واعتبر أن "المهم هو استخدام هذه المعارف وهذه الأمثولة في المهمة الثانية وما يليها".
وأشار إلى أن الشركة تعدّ لمهمتين جديدتين لمحاولة الهبوط على سطح القمر، وأن فشل المهمة الحالية لن يغيّر شيئاً في مشاريعها. ولم يكن نجاح المهمة مضموناً أصلاً، ففي نيسان/ أبريل 2019، تحطم على سطح القمر مسبار "بيريشت" الذي صنعته شركة "سبايس آي ال" الإسرائيلية.
ووحدها الولايات المتحدة وروسيا والصين تمكنت حتى الآن من إنزال روبوتات على سطح القمر على بعد 400 ألف كيلومتر من الأرض. كذلك حاولت الهند عام 2019 إنزال مسبارها "فيكرام" لكنه تحطم.
من جانبه أفاد مركز "محمد بن راشد للفضاء" بدبي، بعدم نجاح هبوط المركبة الحاملة للمستكشف راشد على سطح القمر. وقال المركز في تدوينة عبر حسابه الرسمي على "تويتر" الأربعاء، إنه حتى الساعة الثامنة، صباحا بتوقيت اليابان (3 صباحا بتوقيت دولة الإمارات)، لم يتم الاتصال بين مركبة الهبوط "هاكوتو آر"، ومركز التحكم بالمهمة، وبالتالي تم تأكيد عدم وجود إمكانية لتحقيق هبوط ناجح على القمر، والاتصال بالمركبة.
وذكر المركز، أنه "بعد إعلان شركة (آي سبيس) عن عدم نجاح هبوط المركبة (هاكتو آر)، يشيد مركز محمد بن راشد للفضاء بالجهود الكبيرة التي بذلتها الشركة التي لم تدّخر أي مجهود لتحقيق هبوط ناجح على سطح القمر".
وكان من المقرر أن يهبط المسبار "راشد" في منطقة "ماري فريغوريس"، وتحديداً موقع "فوهة أطلس"، الذي يستكشف لأول مرة، لتصبح الإمارات الأولى عربياً والرابعة عالمياً التي تحقق هذا الإنجاز لكن المحاولة باءت بالفشل.
*اللحظات الأخيرة
وشرح حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، ما جرى في اللحظات الأخيرة قبل فقدان الاتصال بالمركبة، قائلاً إن "المرحلة الأخيرة من الوصول إلى سطح القمر بدأت وانطلق العد التنازلي لهبوط المركبة الحاملة للمستكشف راشد".
وأضاف: "بدأ تقليل سرعة المركبة حتى الوصول إلى سرعة الصفر بالنسبة لمنطقة الهبوط، ثم سيتم انتظار الإشارة من محطة التحكم في طوكيو".
لكن لاحقاً، أعلنت شركة "آي سبيس" عن فقدان الاتصال بمركبة الهبوط "هاكوتو آر"، حيث لم تتمكن من تأكيد هبوط المركبة.
*المستكشف الإماراتي "راشد"
وأُطلقت المركبة اليابانية التي يبلغ قياسها مترين بمترين ونصف متر في كانون الأول/ ديسمبر من قاعدة كاب كانافيرال الأمريكية محمولة على صاروخ لشركة "سبايس إكس".
وكان الروبوت يحمل مركبات قمرية عدة، من بينها نموذج ياباني مصغّر طورته وكالة الفضاء اليابانية بالتعاون مع صانع الألعاب تاكارا تومي. كذلك كان يحمل مركبة قمرية أخرى هي المستكشف القمري الإماراتي "راشد" الذي صممته دولة الإمارات العربية المتحدة وتولت بناءه. ولو نجح "راشد" البالغ وزنه عشرة كيلوغرامات في الهبوط، لكان نفذ أول مهمة عربية على القمر.
وكان مشروع "هاكوتو" ("الأرنب الأبيض" باللغة اليابانية) أحد خمسة مشاريع بلغت المرحلة النهائية من مسابقة "غوغل لونار إكسبرايز" الدولية التي لم يعلن أي فائز بها إذ لم تتمكن أي شركة من إنزال روبوت قبل الموعد المحدد (عام 2018).
ومن المقرر أن تطلق شركتان أخريان هما "أستروبوتيك" و"إنتويتيف ماشينز" الأمريكيتان في وقت لاحق من هذه السنة مركبتين تحاولان الهبوط على سطح القمر. وتُنفَّذ هذه العمليات بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي تعتزم تنمية الاقتصاد القمري، وأسندت إلى شركات خاصة نقل معدات وتجهيزات لتجارب علمية إلى القمر.
وتسعى الوكالة الأمريكية من خلال برنامجها "أرتيميس" لإنزال رواد فضاء مجددا على سطح القمر في السنوات المقبلة وإقامة قاعدة عليه وبناء محطة فضاء في مداره. وأعلنت اليابان والولايات المتحدة العام الفائت عزمهما التعاون لإيفاد رائد فضاء ياباني إلى القمر بحلول نهاية العقد.