المسمار الأخير بنعش نتنياهو.. المقاومة الإسلامية تعزز مجموع أسراها من جنود العدو.. إعلان أبو عبيدة يُفرح غزة ويؤجج تل أبيب
انفوبلس..
كلما حاول نتنياهو إيجاد مخرج يُبرر فشله وإجرامه، تأتي المقاومة الإسلامية في فلسطين لتراكم عليه اخفاقاته، ولأكثر من 7 أشهر والكيان الصهيوني يمارس عدوانه الوحشي على غزة ويتجاهل العالم الرافض لممارسته بحجة "تحرير الأسرى"، ليظهر أبو عبيدة في كلمة استثنائية يعلن فيها نجاح كمين للمقاومة باستدراج جنود بجيش الاحتلال إلى نفق وأسرهم ليعزز بذلك مجموع الأسرى الإسرائيليين في قبضة المقاومة.
كمين مُحكم
يوم أمس، أعلن أبو عبيدة الناطق باسم المقاومة الإسلامية الفلسطينية "كتائب القسام" أسر جنود إسرائيليين بعد اشتباك في نفق بمخيم جباليا شمال شرقي مدينة غزة.
أبو عبيدة كشف في كلمة مسجلة أن مقاتلي القسام استدرجوا قوة من جيش الاحتلال داخل أحد الأنفاق في مخيم جباليا، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح وأسير.
وأضاف، أن مقاتلي القسام "أوقعوا هذه القوة في كمين داخل النفق وعند مدخله، وتمكنوا من الاشتباك مع أفرادها من المسافة صفر".
وأوضح أبو عبيدة، أنه عندما "حضرت قوة إسناد إسرائيلية تمت مهاجمتها أيضًا بعبوات ناسفة"، وأكد أنهم "أوقعوا جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح وأسير، واستولوا على العتاد العسكري لها"، دون ذكر عدد محدد للأسرى الجدد.
وأشار إلى أن مقاتلي القسام نفذوا عشرات العمليات على مدار أكثر من أسبوعين في جباليا وبيت حانون ورفح في القطاع.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها كتائب القسام أو الفصائل الأخرى في غزة أسر جنود إسرائيليين منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتضمنت كلمة أبو عبيدة مشاهد مصورة تظهر سحب إحدى جثث قتلى الجيش الإسرائيلي، الذين تم احتجازهم في العملية داخل نفق، إضافة إلى خوذة وملابس عسكرية وأسلحة.
ولفت إلى أن ذلك "ما سُمح بنشره".
وفي كلمته، قال أبو عبيدة: إن "حكومة العدو تستمر في سياستها العمياء العبثية في الانتقام والتدمير" و"تنتقل من فشل إلى فشل، كان آخر فصوله في مخيم جباليا ومدينة رفح" جنوبي قطاع غزة.
وفيما أضاف، أن مقاتلي القسام "مستمرون في تلقين الاحتلال الدروس في محاور القتال"، لفت أبو عبيدة، إلى أنهم "نفذوا عشرات العمليات ضد قوات العدو على مدار أكثر من أسبوعين في رفح وجباليا ومدينة بيت حانون (شمال)".
وأشار إلى، أن "جيش العدو يُسوِّق لاستخراج الرفات على أنه إنجاز عسكري وأخلاقي"، واعتبر أن "قوات الاحتلال تنبش بحثًا عن رفات أسراها لأجل مكائد (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الشخصية".
الداخل الإسرائيلي يغلي
إعلان أبو عبيدة أسر جنود إسرائيليين جاء تزامنًا مع تظاهر آلاف الإسرائيليين للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، وإجراء انتخابات مبكرة.
وقد اعتقلت الشرطة متظاهرَين اثنين في ساحة كابلان وسط تل أبيب، بتهمة إثارة الشغب وعدم احترام النظام، وفق إذاعة جيش الاحتلال.
وفرّقت الشرطة عشرات المتظاهرين بعد أن أشعلوا النيران قرب مجمع تجاري وسط تل أبيب، بتهمة "القيام بفعل غير قانوني".
وفي القدس، تظاهر آلاف الإسرائيليين في ساحة باريس، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل وإجراء انتخابات مبكرة، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وقالت الصحيفة، إنّ آلاف الإسرائيليين تظاهروا عند مفترق كركور قرب مدينة حيفا (شمال)، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى، واستبدال الحكومة الحالية.
ورفع المتظاهرون عند مفترق كركور لافتات كُتب عليها: "البلاد تحترق"، و"الحكومة تخلَّت عن المقاتلين والأسرى".
فرحة في غزة
وبشأن ردود فعل الشارع الفلسطيني حول ما أعلنه أبو عبيدة، قالت مصادر فلسطينية إن لسان حال الفلسطينيين في غزة هو أن "الجنود الذين جاؤوا للبحث عن الأسرى أصبحوا أسرى في قبضة المقاومة".
وأضافت، أن تكبيرات خرجت من عمق الألم والدمار الكبير الذي خلّفه العدوان دعمًا للمقاومة الفلسطينية، متحدثًا عن فرحة غير مسبوقة في ظل الحرب المتواصلة والغارات التي لم تتوقف عن قتل المدنيين.
نسب متابعة قياسية
وأفاد مصدر في مدينة القدس المحتلة بأن نسب متابعة خطاب أبو عبيدة في إسرائيل كانت قياسية رغم التجاهل الرسمي من جانب وسائل الإعلام الرئيسية.
وأضاف، أن مجموعات التلغرام الكثيرة في إسرائيل كانت تراقب وتترجم خطاب أبو عبيدة بشكل فوري، مردفًا بأن مجموعات تضم أكثر من 100 ألف إسرائيلي كانت تتداول ما يجري الحديث عنه في خطاب متحدث القسام.
وفيما أشار إلى، أن جيش الاحتلال سارع إلى إصدار بيان باللغات العبرية والإنكليزية والعربية لنفي أي عملية أسر في غزة، لفت مراسلنا إلى أنه لم يتم التعليق على خطاب أبو عبيدة والصور التي عرضتها كتائب القسام.
نصر المقاومة
تعليقاً على الحادثة الكبيرة والبطولية، كتب المحلل والكاتب مختار خواجة مقالا، جاء فيه: أَسْرُ جنودٍ، هذا آخر ما يتوقعه أي متابع لما يحدث في غزة، فالإبادة، وكسر عظم المجتمع، لم يُفضيا لنتيجة بعد، بل المحصلة هي أسر جنود آخرين، ما الذي يمكن قوله أمام هذه المعادلة الغريبة؟
وأضاف: ما يمكن قوله إن أقواس النصر ستُبنى يوما ما من قلب ركام جباليا وحي الزيتون وغيرها وما سيبنيها هو إصرار الإنسان إذن، إصراره على القتال مؤمناً بغايته، ومحاولته إيجاد مسارات جديدة، للوصول للغايات البعيدة، وهكذا تأسر المقاومة جنودا مجددا، وتصوغ طريقتها للنصر في جباليا.
وتابع: قديما في نهاية الثمانينيات كان الجنود يكسرون أذرع رماة الحجارة، واليوم تحاول إسرائيل كسر المجتمع من شامير لنتنياهو لا يبدو أن إسرائيل تتعلم، ويبدو فقط أنها تكرر خطاياها بصورة مريرة، قديما كان الثمن الاضطرار لمفاوضات أوسلو، واليوم يبدو الثمن أغلى بكثير.
وأكد، إن خروج الجامعات وطلابها في الغرب يحتاج دراسة منفصلة بحد ذاته، الطلاب الذين خرجوا ضد حرب فيتنام، ليصنعوا جيل ما بعد فيتنام، وموجات السبعينيات، يخرجون هذه المرة في أمريكا، وفرنسا كما فعلوا قبل نصف قرن وزيادة في اضطرابات عام 1968م، والتي أنهت جيل الحرب العالمية الثانية في أوروبا، إذاً نحن أمام صناعة وعي مختلف، وسقوط حارس البوابة الإعلامية التقليدي الذي كان يمكنه صياغة الخبر كما يريد.
وبيّن: جباليا تشهد أسر جنود، ما الذي يحدث بالضبط؟ وما الذي يعنيه هذا على مستوى الاستخبارات والقدرة المعلوماتية؟، وما شابه، هل يعني بالضرورة أن التخطيط فشل، هل يعني أن المعلومات خاطئة، أم يعني أيضا في المقابل إرادة، وتصميما، ومعرفة بالأرض، تفوق ما لدى الخصم، بحيث يستطيع المقاتل الغزي بأقل الإمكانات أسر جنود، ومواصلة ذلك في خضم الحرب التي جاوزت المئتي يوم.
ونوه إلى، أن ذلك يعني باختصار أن دروس التاريخ لا يستوعبها الظالم بسهولة، بل عليه لشقائه المزمن والمقدور أن يتعلمها بنفسه أن يذوق الألم مرارا ليتعلم إن كان قادرا، وقابلا للتعلم، وبعد ذلك يمكن الحديث عن التعلم، والعودة عن طريق الغي.
أن تتمكن المقاومة من أسر جنود على الأرض فهذا يعني قدرتها على الاستمرار، والتخطيط، وتعديل الخطط، والمرونة في الحركة، وامتلاك القدرة على المبادأة، والاحتفاظ بخطوط عودة، تسمح لها بالتصرف وفقا للميدان، ومعطياته.
ولكن هذا لا يحجب التحديات التي تواجهها المقاومة، وأسئلة المفاوضات المتعرجة التي تنتظرها، والتي تحتاج خبرة في دهاليزها لا تقل عن خبرة المقاومة في صنع الأنفاق، بل قد تزيد.