المقاومة الفلسطينية تستعيد المبادرة ميدانيا وإعلاميا.. نتنياهو مهدد بالسقوط مع حكومته ومسار المفاوضات قد يعود لمساره
مقتل الأسرى الستة غير المجريات
المقاومة الفلسطينية تستعيد المبادرة ميدانيا وإعلاميا.. نتنياهو مهدد بالسقوط مع حكومته ومسار المفاوضات قد يعود لمساره
انفوبلس/..
أشعل مقتل 6 أسرى إسرائيليين لدى المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس)، فتيل احتجاجات غاضبة داخل كيان الاحتلال الصهيوني، بل حتى إنه أعاد مسار المفاوضات الى جديتها، وبات أمرا يهدد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولم يستبعد الكثيرون سقوطه سياسياً وخروجه عن دفة الرئاسة.
وأعلن "الجيش الإسرائيلي" وجهاز أمن "الشاباك" العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة وهم: كرمل غات، وعدين يروشلمي، وهيرش غولدبرغ بولين، وألكسندير لوبانوف، والموغ ساروسي، وضابط الصف أوري دانينو.
وعلى خلفية ذلك، تصاعدت الانتقادات ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وراحت تحمّله مسؤولية مقتل المحتجزين الإسرائيليين الستة لدى حركة "حماس"، الذين عُثر على جثثهم داخل نفق في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة.
*القسام تحمل الاحتلال المسؤولية
حمّلت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس"، مساء أمس الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجيش، مسؤولية مقتل الأسرى المحتجزين في قطاع غزة عبر "تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى".
جاء ذلك عقب مؤتمر صحفي عقده نتنياهو وحمل فيه حماس مسؤولية مقتل 6 أسرى إسرائيليين في غزة، كان الجيش قد أعلن استعادة جثثهم من نفق بمدينة رفح جنوبي القطاع، الأحد.
وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم "القسام"، في بيان عبر منصة تلغرام: "نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوة على تعمّدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر".
وتابع: "إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقة، سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت وعلى عوائلهم الاختيار إما قتلى وإما أحياء".
وأشار إلى، أن "تعليمات جديدة صدرت للمكلفين بحراسة الأسرى (الإسرائيليين) بخصوص التعامل معهم في حال اقترب منهم الجيش من مكان احتجازهم (دون توضيح طبيعة التعليمات)"، وذلك منذ حادثة النصيرات، وفق البيان.
وفي 8 يونيو/ حزيران الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير 4 أسرى من منطقتين منفردتين في قلب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بهجوم جوي وبري وبحري، ما أسفر عن مقتل 274 فلسطينيا بينهم 64 طفلا و57 سيدة وإصابة المئات بجروح مختلفة.
وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير محتجز في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
ومنذ أيام، تتصاعد في إسرائيل انتقادات تحمّل نتنياهو مسؤولية مقتل الأسرى الستة.
ومنذ أشهر، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى، نتنياهو، بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه.
*قبضة نتنياهو على السلطة تهتز
ويمثل الإضراب العام –وهو أول دعوة على مستوى الكيان لوقف العمل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول– أحدث تحدٍ لقبضة نتنياهو على السلطة داخل إسرائيل.
وجدد عدد من المشرّعين الأمريكيين عن الحزب الديمقراطي، الأحد، دعوتهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة عقب مقتل 6 أسرى في أحد الأنفاق جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وقال السيناتور الأمريكي الديمقراطي ديك دوربين في منشور عبر منصة "إكس": إنه "يجب التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة يسمح بإطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتحويل رؤية للسلام والاستقرار إلى حقيقة".
ووجد نتنياهو، نفسه، بأزمة داخلية مع إعلان جيش الاحتلال العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين.
وخلافا للسابق، حيث كان رئيس الوزراء يسارع لعقد مؤتمر صحفي ويفاخر وينافس المؤسسة الأمنية والمستوى العسكري بالنجاح في العثور على الأسرى حتى لو كانوا قتلى، التزم نتنياهو الصمت لساعات.
وأمام الانتقادات غير المسبوقة من قبل معسكر المعارضة برئاسة يائير لبيد، ورئيس "المعسكر الوطني"، بيني غانتس، وحتى من قبل مصادر في حزب الليكود، اضطر للخروج بفيديو مصور اعتذر من خلاله لعائلات المختطفين عن عدم إعادتهم للبلاد وهم على قيد الحياة.
وسط هذه التطورات وتكشف المعلومات حول التقييم الأولي للجيش، والذي كشف عن الفشل والإخفاق العسكري بالبحث عن الأسرى وإعادتهم وهم على قيد الحياة، تعالت الدعوات التي رفعها رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك، للعصيان المدني وشل الاقتصاد، وإضراب بالحكم المحلي، إلى جانب توسيع دائرة الاحتجاجات لتعم جميع أنحاء البلاد.
ووُجهت إلى نتنياهو انتقادات شديدة اللهجة لرفضه التقدم نحو صفقة تبادل، وتعمده إضافة المزيد من البنود والشروط التعجيزية، فيما اتهمته أوساط سياسية ومنتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين بالتضحية بالمختطفين من أجل إنقاذ حكومته، وهي القراءات التي توافقت عليها تقديرات المحللين والسياسيين بإسرائيل.
الضرر بالصفقة
وأجمعت قراءات المحللين، أن المخطوفين الستة المقتولين هم الثمن الذي تدفعه إسرائيل بسبب مراوغة نتنياهو والامتناع عن التوصل إلى صفقة تبادل، ووقف مؤقت لإطلاق النار، والإصرار على الحفاظ على وجود قوات للجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا.