الولايات المتحدة تُسقط قبول الأمم المتحدة بفلسطين دولة كاملة العضوية.. كم مرة استعملت هذا الحق لصالح إسرائيل؟
تاريخ الفيتو الأمريكي
الولايات المتحدة تُسقط قبول الأمم المتحدة بفلسطين دولة كاملة العضوية.. كم مرة استعملت هذا الحق لصالح إسرائيل؟
انفوبلس/..
خدمةً للكيان الصهيوني، دأبت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى استخدام حق النقض "الفيتو" ضد كل المحاولات التي كانت تُرمى لمنح دولة فلسطين عضويةً كاملة في منظمة الأمم المتحدة، وفي كل مرة كان لها سبب مختلف وذرائع لا منطقية.
في هذا التقرير، تستعرض شبكة انفوبلس، تاريخ "الفيتو" الأمريكي الذي استُعمل عبر التاريخ خدمةً للكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين.
وظهر اعتراض إدارة الرئيس جو بايدن المتجدد بشكلين مختلفين داخل المنظمة الأممية؛ إذ صرّحت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، من سيول، حيث سألها صحافي عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لإقرار طلب السلطة الفلسطينية الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فأجابت: "لا نرى أن الموافقة على قرار في مجلس الأمن سيوصلنا بالضرورة إلى مرحلة يمكننا أن نجد فيها أن حل الدولتين يمضي قدماً"، مضيفة أن الرئيس بايدن حازم في أن واشنطن تدعم حل الدولتين وتعمل على تحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن. كما ظهر الاعتراض في المداولات التي أجرتها "لجنة قبول العضوية" التي ألّفها مجلس الأمن من أعضائه الـ15 الأسبوع قبل الماضي للنظر في الطلب الفلسطيني. ولم تتمكن هذه اللجنة من الوصول إلى الإجماع الضروري من أجل دفع هذه العملية إلى الأمام. وجاء في تقرير اللجنة أنها "لم تتمكن من تقديم توصية بالإجماع"، بشأن ما إذا كان الطلب الفلسطيني يفي بالمعايير المطلوبة.
*واشنطن تضع حداً لآمال الفلسطينيين
وضعت الولايات المتحدة الخميس الماضي، حدا لآمال الفلسطينيين الضئيلة في الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة إذ استخدمت، كما كان متوقعا، حقها في النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد هذا المطلب الذي سبق أن انتقدته حليفتها إسرائيل التي تخوض حربا في غزة.
واعتبر نائب السفير الأمريكي روبرت وود أن "هذا التصويت لا يعكس معارضة للدولة الفلسطينية، بل هو اعتراف بأنه لا يُمكن لها أن تنشأ إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفَين" المعنيين.
ومشروع القرار الذي قدّمته الجزائر والذي "يوصي الجمعيّة العامّة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتّحدة" أيّده 12 عضوا وعارضته الولايات المتحدة وامتنع عن التصويت عليه العضوان الباقيان (المملكة المتحدة وسويسرا).
ورغم الفيتو الأميركي، فإن الدعم "الساحق" من أعضاء المجلس "يبعث رسالة واضحة جدا: دولة فلسطين تستحق مكانها" في الأمم المتحدة، حسبما قال السفير الجزائري عمار بن جامع، واعدا باسم المجموعة العربية بأن يتقدّم مجددا بهذا الطلب في وقت لاحق، ومضيفا "نعم، سنعود أقوى".
*تجديد لطلب 2011
وفي غمرة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، طلبت السلطة الفلسطينية في مطلع نيسان/أبريل الجاري من مجلس الأمن النظر مجدّداً في الطلب الذي قدّمته في 2011 لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتّحدة.
وقدّمت الجزائر، بصفتها العضو الممثّل للمجموعة العربية في مجلس الأمن، مشروع قرار يوصي الجمعية العامة بـ"قبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة".
وقالت البعثة الدبلوماسية المالطية التي تتولّى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لنيسان/أبريل إنّ التصويت على مشروع القرار سيتمّ الساعة 21,00 ت غ الخميس، رغم أنّ الولايات المتحدة المتمتعة بحقّ الفيتو عبّرت صراحة عن معارضتها له.
وتُقبَل دولة ما عضواً في الأمم المتحدة بقرار يصدر من الجمعية العامة بغالبية الثلثين، لكن فقط بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن.
وتصدر التوصية عن مجلس الأمن بموجب قرار لا بدّ أن يوافق عليه تسعة على الأقلّ من أعضاء المجلس الـ15 وشرط ألا تستخدم أيّ دولة دائمة العضو حقّ النقض (الفيتو) لوأده.
ووفقاً للسلطة الفلسطينية، فإنّ 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت حتى اليوم بدولة فلسطين.
وفي أيلول/سبتمبر 2011، قدّم رئيس السلطة محمود عباس طلباً "لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة".
ورغم أنّ مبادرته هذه لم تثمر، إلا أنّ الفلسطينيين نالوا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وضع "دولة مراقبة غير عضو" في الأمم المتحدة.
*الفيتو
وفيما يلي تاريخ "الفيتو" الذي استخدمته الولايات المتحدة لصالح إسرائيل ضد القضية الفلسطينية:
عام 1973
-26 يوليو: الولايات المتحدة تعترض على مشروع قرار تقدمت به الهند، وإندونيسيا، وبنما، وبيرو، والسودان، ويوغسلافيا، وغينيا، يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها.
عام 1976
-25 يناير: واشنطن تستعين بالفيتو لمنع قرار تقدمت به باكستان، وبنما، وتنزانيا، ورومانيا، ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة دولة مستقلة وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة منذ يونيو/حزيران 1967، ويدين إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.
-25 مارس: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار تقدمت به مجموعة من دول العالم الثالث يطلب من إسرائيل الامتناع عن أية أعمال ضد السكان العرب في الأراضي المحتلة.
- 29 يونيو: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار تقدمت به كل من غويانا، وباكستان، وبنما، وتنزانيا، يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال والسيادة.
عام 1980
30 أبريل: فيتو أمريكي ضد مشروع قرار تقدمت به تونس ينص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
عام 1982
- استخدمت الولايات المتحدة الفيتو 7 مرات:
20 يناير: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على إسرائيل لضمها مرتفعات الجولان السورية.
25 فبراير: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو على مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية في فلسطين بممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية.
2 أبريل: فيتو أمريكي يبطل مشروع قرار يدين إسرائيل في محاولة اغتيال رئيس بلدية نابلس "بسام الشكعة".
20 أبريل: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى.
9 يونيو: فيتو ضد مشروع قرار إسباني بإدانة الغزو الإسرائيلي للبنان.
25 يونيو: فيتو أمريكي ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن بشأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
6 أغسطس: الولايات المتحدة تعرقل صدور قرار يدين إسرائيل جراء سياستها التصعيدية في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في لبنان.
عام 1983
15 فبراير: صوتت الولايات المتحدة ضد قرار يستنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في "صبرا وشاتيلا" بلبنان.
عام 1984
6 سبتمبر: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد إصدار قرار يؤكد أن نصوص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تطبق على الأقاليم المحتلة .
عام 1985
12 مارس: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لبناني في مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
13 سبتمبر: واشنطن تستخدم الفيتو لإعاقة مشروع قرار أمام مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين.
عام 1986
17 يناير: الولايات المتحدة تعيق بالفيتو مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب إسرائيل بسحب قواتها من لبنان.
30 يناير: فيتو أمريكي ضد مشروع قانون لمجلس الأمن يدين الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم إسرائيل باعتبار القدس عاصمة لها.
7 فبراير: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار يدين اختطاف إسرائيل لطائرة ركاب ليبية.
عام 1987
20 فبراير: الولايات المتحدة تعترض بالفيتو على قرار يستنكر سياسة "القبضة الحديدية " وسياسة تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
عام 1988
18 يناير: واشنطن تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، ويطالبها بوقف أعمال التعدي على الأراضي اللبنانية والإجراءات ضد المدنيين.
1 فبراير: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
15 أبريل: فيتو أمريكي ضد قرار لمجلس الأمن يدين إسرائيل لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها ثمانية فلسطينيين.
10 مايو: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لنقض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإدانة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان.
14 ديسمبر: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لمنع استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي الجوي والبري على الأراضي اللبنانية.
عام 1989
1 فبراير: أوقفت الولايات المتحدة باستخدامها الفيتو جهود مجلس الأمن لإصدار بيان يرفض ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب .
18 فبراير: فيتو أمريكي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بإدانة إسرائيل لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة.
9 يونيو: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لدول عدم الانحياز يدين إسرائيل لسياستها القمعية في الأراضي المحتلة.
7 نوفمبر: الولايات المتحدة تعترض بالفيتو على قرار قدم لمجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
عام 1990
1 يونيو: فيتو أمريكي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي تقدمت به دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
عام 1995
17 مارس: بسب لجوء واشنطن إلى الفيتو مجلس الأمن يفشل في التوصل إلى قرار يطالب إسرائيل بوقف قراراتها بمصادرة (53 دونما)، الدونم يعادل ألف متر مربع، من الأراضي العربية في القدس الشرقية.
عام 1997
4 مارس: واشنطن باستخدامها الفيتو تعيق صدور قرار يطالب إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في شرق القدس المحتلة.
21 مارس: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو عندما اعترضت على مشروع قرار يدين بناء إسرائيل للمستوطنات اليهودية في جبل "أبو غنيم" شرق مدينة القدس المحتلة.
عام 2001
27 مارس: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين؛ لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
14 ديسمبر: واشنطن تستخدم الفيتو وتجهض مشروع قرار يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويدين التعرض للمدنيين.
عام 2002:
20 ديسمبر: واشنطن بالفيتو تحبط مشروع قرار اقترحته سورية لإدانة قتل القوات الإسرائيلية عدة موظفين من موظفي الأمم المتحدة، فضلا عن تدميرها المتعمد لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
عام 2003
14 يوليو: فيتو أمريكي ضد قرار يطالب بإزالة الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل والذي يقوم بتقطيع أراضي وأوصال السلطة الفلسطينية وينتهك أراضي المواطنين الفلسطينيين.
16 يوليو: الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لحماية الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" عقب قرار الكنيست الإسرائيلي بالتخلص منه.
عام 2004
25 مارس: صوتت الولايات بالفيتو لإسقاط مشروع قرار يدين إسرائيل على قيامها باغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين.
5 أكتوبر: واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف عدوانها على شمال قطاع غزة والانسحاب من المنطقة.
عام 2006
13 يوليو: بسبب الفيتو الأمريكيمجلس الأمن يفشل في تبني قرار يطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ويطالب بوقف الحصار والتوغل الإسرائيلي في قطاع غزة.
عام 2014
31 ديسمبر: رغم أن واشنطن لم تكن بحاجة لاستعمال حق النقض نتيجة عدم حصول فلسطين على 9 أصوات كي يتم قبول المشروع الفلسطيني بإنهاء الاحتلال، إلا أنها استخدمته.
عام 2017
18 ديسمبر: آخر فيتو أمريكي ضد القضية الفلسطينية، فقد استخدمته ضد مشروع قرار مصري يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، وقد حاز المشروع المصري على تأييد 14 دولة من أصل 15 عضوة في مجلس الأمن الدولي.
وبعد طوفان الأقصى، عمدت الولايات المتحدة إلى تكرار استخدام "الفيتو" ضد كل ما يتعلق بفلسطين، ومنها:
- 12 أكتوبر 2023: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري بين إسرائيل وحماس.
- 16 ديسمبر 2023: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار يدعو إلى إرسال بعثة تقصي حقائق إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
- 20 فبراير 2024 استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع قرار جزائري بشأن وقف العمليات العدوانية ضد قطاع غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وآخرها ما حدث قبل يومين، من استخدام الولايات المتحدة لـ"الفيتو" ضد منح عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.