انفوبلس تستعرض ردود الفعل.. رغم أنف إسرائيل وأمريكا.. حكومة لبنان تمر بسلام بمشاركة "الثنائي الشيعي"

انفوبلس/..
رغماً عن أنف "إسرائيل" والإدارة الأمريكية، مرّت الحكومة اللبنانية بسلام بمشاركة الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل. إذ أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، أمس السبت، تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيراً برئاسة نواف سلام.
*التفاصيل
وأوردت الرئاسة في بيان، أن "الرئيس (جوزاف) عون وقّع مرسوم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ومرسوم تكليف الرئيس نواف سلام بتشكيل الحكومة، ووقّع مع الرئيس المكلّف مرسوم تشكيل حكومة من 24 وزيراً".
وبعد الإعلان الرئاسي قال سلام: "أتمنى أن تكون (الحكومة) حكومة الإصلاح والإنقاذ وأؤكد أن الإصلاح هو الطريق الوحيد وتأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تطبيق القرار 1701."
وأضاف: "هذه الحكومة ستسعى إلى إعادة الثقة ووصل ما انقطع بين الدولة وطموح الشباب وعليها أن تعمل على استكمال تنفيذ اتفاق الطائف والمضي في الإصلاحات المالية والاقتصادية."
وأشار إلى أن "أي تشكيلة يصعب أن ترضي الجميع ولكن الحكومة ستعمل على أن تكون متجانسة والتنوع لن يكون مصدرًا لتعطيل عملها ولن تكون مساحة للمصالح الضيقة."
وكانت مصادر سياسية في لبنان، قد أشارت في وقت سابق من السبت، الى أنباء عن حل العقدة التي كانت تقف عائقاً في وجه تشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة نواف سلام.
وقالت المصادر، إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع الثلاثي (جوزاف عون - نبيه بري - نواف سلام) على اسم الوزير الشيعي الخامس الذي كان يشكّل عقدة وعقبة أمام تشكيل الحكومة، ووقع الاختيار الموحَّد على فادي مكي.
ورغم موافقة سلام على منح "الثنائي الشيعي" المتمثل في حزب الله وحركة أمل، خمس حقائب وزارية والسماح له باختيار أسماء أربعة وزراء، كان برّي يُصر على تسمية الوزير الخامس بنفسه، مما حال دون إعلان الحكومة المنتظرة يوم الخميس.
وتنتظر حكومة سلام تحديات كبرى، أبرزها إعادة الإعمار وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في الجنوب.
*مِمَّ تتألف؟
وتأتي خطوة تشكيل الحكومة بعد أقل من شهر على تعيين سلام، وقبل عشرة أيام من انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في الـ 18 من الشهر الجاري.
وتتألف حكومة سلام من 24 وزيرا، يمثلون الطوائف المسيحية والمسلمة، وفقاً لنظام تقاسم السلطة المعمول به في لبنان.
وتضمّنت الحكومة الجديدة: طارق متري في منصب نائب رئيس الحكومة، وميشال منسي وزيراً للدفاع، وأحمد الحجار وزيراً للداخلية، ويوسف رجى وزيرا للخارجية، وياسين جابر وزيرا للمالية، وعامر البساط وزيرا للاقتصاد، وجو صدي وزيرا للطاقة، وعادل نصار وزيرا للعدل.
وتحتاج هذه الحكومة الجديدة إلى تصديق البرلمان. وكان سلام أعلن أن حكومته هذه لن تضمّ أعضاء من أحزاب سياسية متهمة بالتورط في الفساد، مؤكدا أنها ستكون "حكومة إصلاح".
*ردود فعل دولية ومحلية
رحّبت السفارة الأمريكية في بيروت بإعلان الحكومة الجديدة في لبنان، وقالت في بيان عبر منصة إكس: "الشعب اللبناني يستحق حكومة تعيد بناء مؤسسات الدولة اللبنانية، وتكافح الفساد، وتنفذ إصلاحات ثمة حاجة إليها".
ورحّبت الأمم المتحدة بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، وقال مكتب المبعوثة الأممية الخاصة للبنان جينين هينيس بلاسخارت، إن "تشكيل حكومة اليوم يؤذن بفصل جديد أكثر إشراقا على لبنان".
وفي الداخل اللبناني، قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري: "مبروك للبنان وللرئيس نواف سلام إعلان حكومة عهد الرئيس جوزاف عون الأولى"
وأضاف الحريري، على حسابه عبر موقع إكس: "اللبنانيون يستحقون الفرصة لتحقيق الآمال الكبيرة المعقودة على العهد والحكومة".
من جهته، كتب السفير الفرنسي هيرفي ماغرو عبر "إكس": "أرحّب بتشكيل حكومة الإصلاح و الإنقاذ. إنّها المرحلة الأولى لورشة الإصلاحات القادمة، من أجل بناء دولة القانون، في خدمة كافة المواطنين. ستكون فرنسا على الموعد لدعم رئيس الحكومة وفريقه".
في حين اعتبر السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول أن إعلان حكومة لبنان والالتزام بالإصلاحات لحظة مهمة بعد تحدّيات.
في السياق، هنأت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وقالت في بيان "أتوجه بأحر التهاني للبنان على تشكيل الحكومة الجديدة، وأتمنى لرئيس مجلس الوزراء نواف سلام والحكومة ككل النجاح الكامل في تحقيق تطلعات الشعب اللبناني. وأهنئ بشكل خاص يوسف رجي على تعيينه وزيراً للخارجية والمغتربين، وأتطلع إلى العمل معه".
وأضافت: "يؤكد الاتحاد الأوروبي من جديد دعمه الثابت للشعب اللبناني، وخصوصاً إعادة بناء مؤسسات الدولة القادرة على الاضطلاع بمهامها في خدمة جميع المواطنين. ونحن على استعداد لدعم الحكومة الجديدة في المضي قدماً بأجندة إصلاحية وتطلعية وإعادة إطلاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، بما في ذلك عقد مجلس الشراكة هذه السنة".