انفوبلس تفصّل نظام الحكم في ماليزيا بعد تنصيب السلطان إبراهيم ملكا جديدا لها.. تعرف على سيرته الذاتية كاملة
انفوبلس/ تقرير
نصّبت ماليزيا السلطان إبراهيم من ولاية جوهور الجنوبية ملكاً جديداً للبلاد بعد أدائه اليمين اليوم الأربعاء 31 كانون الثاني/ يناير 2024، خلفاً للسلطان عبد الله سلطان أحمد شاه بعد أن أكمل فترة حكمه التي استمرت 5 سنوات، في حفل أُقيم في القصر الوطني بالعاصمة كوالالمبور، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس" الضوء على نظام الحكم فيها وحقيقة عودة نسبهم إلى الإمام جعفر الصادق (ع).
ودور الملك شرفي إلى حد بعيد في ماليزيا، لكن تأثيره تنامى في السنوات القليلة الماضية بعد أن بات يمارس صلاحيات تقديرية، نادرا ما تُستخدم، لوضع حد لعدم الاستقرار السياسي.
*تنصيب الملك
شهدت ماليزيا اليوم الأربعاء، مراسيم تنصيب السلطان إبراهيم من ولاية جوهور الجنوبية ملكًا جديدًا للبلاد، بعد أدائه اليمين في القصر الوطني في كوالالمبور، والذي جاء خلفًا للسلطان عبد الله سلطان أحمد شاه، الذي يعود لقيادة ولاية باهانغ مسقط رأسه بعد أن أكمل فترة حكمه التي استمرت خمس سنوات، بعد أن تولى العرش عام 2019.
وتمارس ماليزيا شكلاً فريداً من أشكال الملكية، حيث يتناوب سلاطين البلاد التسعة على تولي منصب الملك كل خمس سنوات. وفي حين يُنظر إلى الملك على أنه متسامٍ عن السياسة، فقد اشتُهِر السلطان إبراهيم بصراحته وشخصيته القوية، وكثيرا ما أدلى بدلوه في القضايا السياسية في ماليزيا.
وفي أكتوبر الماضي، اختارت العائلة المالكة في ماليزيا سلطان ولاية جوهور الجنوبية ليكون الملك المقبل للبلاد.
ورغم أن هذا المنصب شرفيّ، إلا أن الملك يُشرف على تعيينات مهمة مثل رئيس الوزراء وهو قائد القوات المسلحة، كما أنه يُعد الرئيس الديني للمسلمين في الدولة ذات الغالبية المسلمة، وفقا لفرانس برس.
وانتُخب السلطان إبراهيم الملك الـ17 لماليزيا عقب مؤتمر لحُكّام الولايات عُقد في العاصمة كوالالمبور، وبعد أداء الملك الجديد اليمين الدستورية، اليوم الأربعاء، يجري حفل التتويج بعد شهور.
يتمتع الملك أيضاً بصلاحية العفو عن المُدانين، وفي عام 2018 أصدر السلطان محمد الخامس، أحد أسلافه عفوا عن، أنور إبراهيم، الذي كان يقضي عقوبة السجن بتهمة المثلية، وفقا لفرانس برس. كما يحظى الملك في ماليزيا بمكانة كبيرة، خصوصا بين الغالبية المسلمة في البلاد. وأي انتقاد يُنظر إليه على أنه تحريض على ازدراء الملك يمكن أن يؤدي بصاحبه إلى السجن.
والمرة الأخيرة التي تولى فيها سلطان جوهور العرش كانت قبل 39 عاما، عندما تم إعلان والد السلطان اسكندر، والد إبراهيم، الملك الثامن لماليزيا عام 1984.
ولمعرفة نظام الحكم في ماليزيا، وما هو مؤتمر الحكام، وكيفية اختيار ملك للبلاد، ندعوك لمتابعة هذا التقرير:
*نظام الحكم في ماليزيا ملكي دستوري يتداوله 9 حكام
ماليزيا دولة ملكية دستورية فيدرالية، ورئيس البلاد هو الملك. يحمل الملك لقب يانغ دي-برتوان أغونغ Yang di-Pertuan Agong "الحاكم الأسمى"، ويتم انتخابه من بين 9 من حكام أو سلاطين الولايات الوراثية مدة 5 سنوات.
فماليزيا تضم 13 ولاية و3 أقاليم اتحادية، ولكل ولاية دستور خاص بها، ومجلس تشريعي، ومجلس تنفيذي، وهي مسؤولة أمام الجمعية التشريعية ويرأسها رئيس وزراء.
الأراضي الاتحادية، التي تضم عاصمة ماليزيا كوالالمبور، والعاصمة الإدارية بوترا جايا، وجزيرة لابوان، تحمل الوضع نفسه باعتبارها دولاً، ولكن ليس لديها مجالس تشريعية منفصلة أو رؤساء.
من بين 13 ولاية ماليزية هناك 9 ولايات يقودها حكام بالوراثة وتلك الولايات هي: ولايات Johor، وKedah، وKelantan، وPahang، وPerak، وSelangor، وTerengganu، ويحكمها سلاطين.
أما ولاية Perlis، فيحكمها راجا أو ملك، وولاية Negeri Sembilan فيلقب حاكمها بالحاكم الرئيس يانغ ديبرتوان بيسار "Yang DiPertuan Besar".
هناك 4 ولايات ليس لها حكام، وهي : Penang، وMalacca، وSabah، وSarawak.
*ملك البلاد هو القائد الأعلى لقواتها المسلحة ومهامه محدودة
Yang di-Pertuan Agong هو رئيس الدولة الفيدرالي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الماليزية، ويمثل الدولة خلال المهام الدبلوماسية وزيارات الدول.
و"يانغ دي بيرتوان أغونغ" السابع عشر والحالي هو إبراهيم إسكندر من جوهور، تم انتخابه في 26 أكتوبر 2023، في اجتماع خاص لمؤتمر الحكام، أدى اليمين الدستورية في إستانا نيجارا اليوم الأربعاء، 31 يناير 2024.
فمنصب ملك ماليزيا منصب شرفيّ إلى حد كبير، في حين أن السلطة التنفيذية ومعظم صلاحيات الحكم تقع بيد رئيس الوزراء وحكومته. وكانت صلاحيات الملوك والسلاطين قد قُلِّصت في عهد مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق، في أثناء توليه رئاسة الوزراء من قبلُ مدة 22 عاماً.
كما يُمنح الملك أعلى لقب في الدولة، وهو لقب "تون" لرؤساء الوزراء بعد انتهاء فترة ولايتهم. والسلاطين لا يتدخلون في السياسة عادةً، ولكنهم يتواصلون مع الشعب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
*كان وفقاً للأقدمية، وحالياً وفقاً لترتيب الدورة الأولى
كان ترتيب الولايات لاختيار الملك الجديد للبلاد في الدورة الأولى على أساس الأقدمية، واستمرت تلك الدورة من عام 1957 إلى عام 1994، وبعد انتهاء الدورة الأولى، اتّبع حكام الولايات نفس ترتيب الدورة الأولى بغض النظر عما إذا كان الأقدم في الوقت الحالي أو لا.
ويمكن تغيير ترتيب الدورة حسب تقدير مؤتمر الحكام، ومؤتمر الحكام يضم 9 أعضاء هم السلاطين التسعة، ووفقاً لهذا التناوب، فإن السلطان القادم هو السلطان إبراهيم من ولاية جوهور الجنوبية الذي تم تنصيبه اليوم الأربعاء.
الأكبر سناً ليس شرطاً للفوز بلقب سلطان
كما ذكرنا، ففي ماليزيا 9 ولايات يُختار من حكامها ملك للبلاد كل 5 سنوات. هناك 7 ولايات تعتمد الأكبر سناً في توريث السلطان، ولكن هناك من لا يسير على القاعدة.
فخلافاً للولايات التي تعتمد التوريث باختيار الأكبر سناً، نجد أن ولاية Perak، التي تتناوب فيها السلطة بين 3 أفرع للعائلة المالكة، تضع الابن الأكبر للسلطان الحاكم في نهاية المرشحين للفوز بالعرش. وهذا لا يمنع السلطان ومجلسه من ترتيب المرشحين للخلافة.
وفي ولاية Negeri Sembilan، لا يعني أن الأكبر سناً سيضمن الحصول على العرش، فتحتكم العائلة المالكة إلى مجلس من الذكور في العائلة المالكة يُطلَق عليه مجلس رؤساء الوراثة، يختارون فيما بينهم من يجلس على العرش.
الهيئة التشريعية: ديوان راكيات وديوان نيغارا
وفقاً للدستور الماليزي، فإن الهيئة التشريعية اتحادية تنقسم إلى مجلس الشعب الذي يُطلَق عليه ديوان راكيات، ومجلس الدولة الذي يسمى ديوان نيغارا.
يضم مجلس النواب نحو 200 عضو، يتم انتخابهم من خلال الدوائر الانتخابية. أما مجلس الدولة، فيضم نحو 26 عضواً، يعيّن الملك ثلثيهم بناءً على توصية رئيس الوزراء، في حين تنتخب المجالس التشريعية للدولة بقية الأعضاء.
تسمى القوانين التي يقرّها كلا المجلسَين ويقرّها الحاكم الأسمى قوانين اتحادية، وسلطات البرلمان الفيدرالي واسعة نسبياً، وتشمل سلطة التشريع في المسائل المتعلقة بتمويل الحكومة، والدفاع، والسياسة الخارجية، والأمن الداخلي، والعدالة، والمواطنة، وانتخاب رئيس للوزراء كل 5 سنوات.
ينص الدستور أيضاً على أن بعض القضايا قد يتم تناولها إما من قِبل الهيئة التشريعية الفيدرالية أو من قبل الهيئة التشريعية في الولاية.
*محمد الخامس تنحَّى عن الحكم بعد عودته من العلاج بالخارج
ويعتبر السلطان محمد الخامس أصغر من تولى حكم ماليزيا، فهو من مواليد عام 1969، وتولى منصب سلطان Kelantan في سبتمبر/ أيلول 2010، كما أصبح ملكاً للبلاد في ديسمبر/ كانون الأول 2016.
وكان الملك في إجازة لتلقي العلاج منذ 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، وقد وردت تقارير عن زواجه بملكة جمال روسيا 2015، أوكسانا فويفودينا، في موسكو. وخلال تلك الفترة، تولى سلطان ولاية Perak القيام بأعمال الملك.
*مهاتير محمد يشدد على التزام القوانين.. فهل لهذا علاقة بالتنحي؟
وكان رئيس وزراء ماليزيا السابق، مهاتير محمد، قد نشر يوم الأربعاء 2 يناير/ كانون الثاني 2019، منشوراً بعنوان "سيادة القانون"، جاء فيه: أن "جميع الماليزيين، وضمنهم الملوك، مُلزَمون بقوانين البلاد، ولا يوجد من هو فوق القانون".
وأوضح مهاتير محمد، أن "للحكام محكمة خاصة بهم، ولكن تُطبَّق فيها القوانين التي تُطبَّق على المواطنين العاديين." كما كتب، أن "على الحكام احترام القانون، ومن المزعج رؤية انتهاكات صارخة للقانون تُرتكب كنتيجة لاعتقاد خاطئ في الحصانة".
رغم كل تلك التلميحات، فإن مهاتير محمد لم يُشِر إلى أي جريمة، كذلك لا يوجد في ماليزيا ما يمنع الملك من الزواج بأجنبية. ولكن حسب موقع straitstimes، فإن الحكام الآخرين كانوا غير مرتاحين مع الترتيب، والتتويج المحتمل للسيدة فويفودينا كملكة للبلاد.
ملك جديد في ماليزيا.. من هو السلطان إبراهيم خليفة عبد الله شاه؟
بدأ الملك الماليزي الجديد السلطان إبراهيم بن السلطان إسكندر، حاكم ولاية جوهور، حكمه الملكي في الـ31 من يناير (كانون الثاني) الجاري، فيما انتخب حكام الملايو سلطان ولاية بيراك، ناظرين شاه، نائباً لملك البلاد للفترة نفسها.
السلطان إبراهيم ابن السلطان إسكندر، هو حاكم ولاية جوهور الماليزية منذ عام 2010، ويبلغ من العمر 64 سنة، وزوجته راغا زاريث صوفية بنت المرحوم سلطان إدريس شاه، ولديه ستة أبناء. درس في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية الأميركية.
يعود تاريخ عائلة جوهور الملكية إلى أوائل القرن الـ16 ولديها جيشها الخاص. ويبلغ عدد سكان ولاية جوهور 3.5 مليون نسمة، وتُعد إحدى أكثر الولايات الماليزية ازدهاراً ويفصلها عن سنغافورة مضيق صغير.
وكان والده ملك ماليزيا الثامن، وتولى العرش بين عامي 1984 و1989، وحكم الولاية منذ عام 1981 حتى وفاته عام 2010. والسلطان إبراهيم ماليزي بريطاني، فوالدته هي غوزفين روبي تريفورو البريطانية، والتقى بها السلطان إسكندر أثناء دراسته في بريطانيا، وأنجبا أربعة أطفال، من بينهم السلطان إبراهيم.
*شغوف بالرياضة وريادة الأعمال
عُرِف عن ملك ماليزيا الجديد شغفه بالرياضة وريادة الأعمال، إذ تدرّب على قيادة الطائرات وممارسة التنس والبولو كما يملك عديداً من الأنشطة التجارية، أبرزها شراكة مع شركة التطوير العقاري الصينية المتعثرة "كونتري غاردن" في مشروع "فورست سيتي" بكلفة تبلغ 100 مليار دولار.
خرج المشروع للنور عام 2006، كمدينة ذكية تمتد على أربع جُزر قُبالة ولاية جوهور، لكن الصعوبات المالية التي تواجه الشركة الصينية أدت إلى تعليق المشروع، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المشروع سيكتمل أم لا.
*مكافحة الفساد وتعزيز الوحدة العِرقية
سياسياً، يدعم السلطان إبراهيم مكافحة الفساد وتعزيز الوحدة العرقية، ومعروف عنه صراحته وهجومه على السياسيين المتورطين في قضايا الفساد والبرلمانيين الذين تسبّبوا في عدم الاستقرار السياسي في ماليزيا أخيراً، وأعرب صراحةً عن رأيه في شأن علاقات ماليزيا مع الصين، التي وصفها بأنها "حليف جيد وموثوق".
ويشتهر السلطان إبراهيم أيضاً باعتداله الديني، ومن أبرز مواقفه عام 2017، حين رُفعت لافتة "مخصصة للمسلمين فقط" بالاعتذار والتوقف عن التمييز ضد غير المسلمين أو مواجهة الإغلاق، كما اتخذ خطوات للحفاظ على التراث الثقافي لولاية جوهور عبر دعم الفنون التقليدية والمهرجانات والفعاليات الثقافية.
*تصريحات مثيرة
يُعتقد أن تنصيب ملك ماليزيا الجديد كان له رد فعل من لدن الخصوم في المعسكر السياسي، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد الذي عارض خلال وجوده في سُدة الحكم محاولات عائلة جوهور الملكية للدخول في السياسة، وقاد حملة استمرت سنوات للحد من سلطة السلاطين التسعة.
فيما خرج السلطان إبراهيم في عام 2016 بتصريحات مثيرة طالب فيها بلاده بعدم تبني العادات الثقافية العربية، والتمسك بثقافة وتقاليد الملايو.
لسنا "دمية"
وربطت بعض التقارير بين تصريحاته السابقة حول تصوره لإدارة البلاد وتصريحاته أخيراً في السياق ذاته، لترسم صورة رجل لديه طموح في لعب دور أكبر على المستوى الوطني، فوعد بألا يكون "دمية" وتوعد المسؤولين الفاسدين بالملاحقة، في بلد عانى تلطيخ سمعته على خلفية فضيحة فساد عالمية أسقطت الحكومة قبل فيروس كورونا وأحد أكبر أحزاب ماليزيا.
كما أن للملك القادم رؤية حول سلطته في التعيينات القضائية والتي يجب أن تظل بعيدة من السلطة التنفيذية، ومن ثم أن تكون من اختصاصه حصراً، إلى جانب خضوع الشركات الوطنية لإدارته مثل شركة الطاقة "بتروناس".
وتذكر تقارير أخرى أن ملك ماليزيا الجديد لديه نسبته في كل المشاريع على أراضي ولاية جوهور الحكومية منها والخاصة، وكان آخرها المدينة الذكية العملاقة بالتعاون مع شركة "كونتري جاردن" الصينية، ومشروع القطار السريع بين كوالالمبور وسنغافورة المار عبر الولاية.
* مزيج التعايش بين أعراق وديانات وثقافات متباينة
تتنوع الأعراق المكونة للنسيج الاجتماعي في دولة ماليزيا حيث يعيش المالاي والصينيون والهنود والعديد من الجماعات العِرقية الأخرى مع بعض في ماليزيا لأجيال وأجيال، في مشهد للتعايش والسلام المجتمعي.
وقد أثرت كل من هذه الثقافات في بعضها البعض، لتخلق ثقافة ماليزيّة حقيقية، أما أكبر الأثنيات الموجودة في ماليزيا فهم المالاي، الصينيون، والهنود، كما أن هناك عدد لا يُحصى من الجماعات المذهبية التي تنفرد بثقافتها وتراثها.
يُشكّل المالاي أكبر مجموعة عِرقية في ماليزيا، حيث يصل تعدادهم إلى أكثر من 50٪ من السكان في ماليزيا، يشير مصطلح "مالاي" الى الشخص الذي يعتنق ويمارس الإسلام والتقاليد الماليزية، ويتحدث لغة المالاي والذي أيضاً ينحدر من جذور ماليزية.
وقد بدأ اعتناق الإسلام من الهندوسية والبوذية عام 1400، متأثرة إلى حد كبير بقرار من المحكمة الملكية ميلاكا، والماليزيون معروفون بلطفهم وإرثهم الفني الغني.
أما الصينيون فهم ثاني أكبر مجموعة عِرقية، فالماليزيون الصينيون يشكلون نحو 25 ٪ من السكان. معظمهم من سلالة المهاجرين الصينيين خلال القرن التاسع عشر والصينيون معروفون بمثابرتهم ودقتهم في مجال الأعمال.
والمجموعات الثلاث الفرعية التي تتحدث لهجة مختلفة عن اللغةِ الصينيةِ هم "الهوكين" الذين يَعِيشون بالدرجة الأولى على الجزيرةِ الشمالية "بينانغ" والكانتونيون الذين يَعِيشونَ بالدرجة الأولى في العاصمة كوالالمبور، والمجموعة المُتَكلّمة بالمندرينية ويَعِيشون بالدرجة الأولى في ولاية “جاهور” الجنوبية.
أصغر المجموعات العِرقية الرئيسية الثلاث في ماليزيا هم الهنود، ويشكل الماليزيون الهنود حوالي 10 ٪ من السكان، ومعظمهم ينحدرون من هنود الجنوب الناطقين بلُغة التاميل، والذين هاجروا إلى البلاد خلال الحكم الاستعماري البريطاني.
وقد أغراهم احتمال الخروج من النظام الطبقي الهندي وجاءوا إلى ماليزيا لبناء حياة أفضل، وغالبيتهم من الهندوس، أحضروا معهم ثقافة الألوان مثل المعابد المزخرفة، والأطعمة الحارة التوابل، والساري المتأنق.
كما أن هنالك مجموعات اورانغ أصلي، وهو مصطلح عام يُطلق على أيٍّ من المجموعات الاصلية المتواجدة في ماليزيا الشبه جزيرة. وهي مقسمة إلى ثلاث مجموعات قبلية رئيسية: النجريتو، والسيناو والبروتو-مالاي.
وعادةً يعيش النجريتو في الشمال، والسيناو في الوسط، أما الملاي فيعيشون في الجنوب، وكل مجموعة أصلية أو مجموعة فرعية لغتها وثقافتها الخاصتين بها بعضهم صيادون، وبعضهم مزارعون، وبعضهم شبه رُحَّل.
وأما في ولاية سراواك فيوجد كل من الـ"داياك" والـ"ايبان" والـ"بيدايو" والـ"اورانغاورو"، وهم المجموعة العِرقية الرئيسية في الولاية، أما "داياك" والذي يعني "ضد التيار" او "داخل البلاد" فهو مصطلح يُطلق على أكثر من 200 قبيلة من السكان الساحليين المسلمين، ويعيشون في بيوت طويلة وبيوت تقليدية جماعية، تضم من 20 إلى 200 عائلة.
أما الإيبان فهم أكبر المجموعات العِرقية في ساراوك، حيث يشكلون حوالي 30% من سكان الولاية. أحياناً، وبالخطأ، يُطلق عليهم "داياك" البحر بسبب مهاراتهم بأعمال القوارب، وهم في الحقيقة قبيلة مهاجرة من قلب "كاليمانتان". في الماضي كان هناك سباق محاربين مرعب واشتهر بسب عمليات جمع الرؤوس والقرصنة.
أما الـ"بيدا" فمُحبّون للسلام ومعشرهم سهل، إن "بيداو" الـ"سارواك" مشهورون بحُسن ضيافتهم، يبنون بيوتهم في منطقة "سارواك" الجبلية ومعظمهم يعمل في مجال الزراعة والصيد.
وفي أيام صيدهم القديمة، كانوا يحتفظون بالجماجم التي كانوا يغنمونها في مرحاض السفينة الذي كان يرتفع مترا ونصف عن الأرض، أصلهم وحانيين، إلا أن معظمهم اليوم تحول الى المسيحية.
كما أن "اورانغ اولو" والتي تُعرف أيضاً بقبيلة "سارواك" المهاجرة، يشكلون تقريباً 5,5 % من سكان “ساراواك”، وهناك أكثر من 100,000 قبيلة "أوانغ أولو" مختلفة. أما الـ"كادزان" فهم من أكبر مجموعات "ساباه" العِرقية، وهم يشكلون 30% من سكان الولاية، وبما أن قبيلتي "كادزان" و”دوزون” يشتركون بنفس اللغة والثقافة فقد تم تصنيفهم كمجموعة واحدة.
ومع ذلك فإن الـ"كادزان" يسكنون بشكل رئيسي في مناطق الوادي السهلية والمعروفة بزراعة الأرز، بينما الـ"دوزون" عادةً يسكنون المناطق المرتفعة من "سابا" الداخلية.
واليوم يتجاوز الشيعة في ماليزيا ثلث سكان البلاد وتعتبر الأنشطة الدينية لهم والشعائر الحسينية بالتحديد محطَّ أنظار العديدين خصوصاً وسائل الإعلام الحكومية التي تنقل فعاليات تلك الشعائر على مدى شهرَي محرم وصفر، وأكثر من ذلك أن ملك ماليزيا نفسه ألقى قصيدة مشهورة في مدح أبي عبدالله الحسين "عليه السلام" ورثائه في يوم عاشوراء، وتُعرف تلك القصيدة باسم (حسينية الملك).
يُذكر أن هناك عدداً من وزراء السيادة في الحكومة الماليزية تشيّعوا بعد تأثرهم بمظلومية أهل البيت عليهم السلام، بالإضافة لوجود عدد كبير من الشيعة في الجيش والحرس الملكي الماليزي، ومن أشهر الشيعة هناك الشيخ (محمد خليل عبدالقيوم) وكيل وزارة الشؤون الدينية السابق وهو من أصل عماني، وكذلك (صالح كمران) رجل الأعمال الأكثر دعما للوجود الشيعي في ماليزيا، حيث قام ببناء ثلاثة مساجد للشيعة في كوالالمبور وجوهور وسرواك، وإنشاء ستِّ حسينيات وتسع مدارس للتعليم الديني، مما أدى لتقوية الوعي الديني للشيعة في ماليزيا.