بطائرات مسيرة وصواريخ أبرزها "أقصى 1".. قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا تحت القصف منذ 21 يوما.. إليك التفاصيل والحصيلة كاملةً
انفوبلس/ تقرير
منذ 21 يوماً وبالتحديد منذ الـ18 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وقواعد الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا تحت القصف الكثيف بالطائرات المسيّرة والصواريخ من قبل المقاومة العراقية.. فما عدد الهجمات والإصابات؟ وما الأسلحة المُستخدَمة في ذلك؟
في هذا التقرير سنستعرض حصيلة الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا ردّاً على الدعم المتواصل لواشنطن للكيان الإسرائيلي في حربها ضد قطاع غزة المحاصر.
*بداية الهجمات
في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت المقاومة العراقية، تنفيذ أولى عملياتها الهجومية على القواعد الأمريكية وكانت من نصيب قاعدتي "عين الأسد" في الأنبار و"الحرير" شمالي العراق بطائرات مسيّرة، لتتوالى الهجمات على بقية أماكن تواجد الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا لغاية كتابة هذا التقرير.
وهذه الهجمات هي الأولى من نوعها على القوات الأميركية في العراق منذ أكثر من عام. كما تُعد هي الأحدث في سلسلة من الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين الكيان الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية "حماس".
كانت المقاومة العراقية قد هدَّدت باستهداف المصالح الأمريكية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، إذا تدخلت واشنطن لدعم "إسرائيل" في حربها ضد فصائل المقاومة في غزة.
*إصابة 46 جندياً أمريكياً بـ50 هجوماً
ورغم تحذيرات البنتاغون من تصاعد الهجمات على القوات الأميركية المتمركزة في الشرق الأوسط ونشر الأساطيل البحرية في المنطقة لتعزيز الرد، فإن الهجمات على قواتها ارتفعت بشدة خلال الفترة الماضية، حيث تعرضت هذه القواعد لستِّ هجمات خلال 24 ساعة، وأكثر من 50 هجومًا في الشهر الماضي، وفقًا لشبكة "نيوز ماكس" الأميركية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن عدد قواتها التي أُصيبت بجروح خلال الشهر الماضي نتيجة للهجمات غير الصاروخية التي شنتها المقاومة العراقية على القواعد الأميركية في العراق وسوريا، ارتفع الآن إلى 46 على الأقل، مع نقل اثنين من الجنود جواً إلى مركز لاندستول الطبي الإقليمي في ألمانيا للمراقبة المتعلقة بإصابة في الرأس عقب إحدى الهجمات.
في المقابل، تعهد رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني مؤخرا، بملاحقة المسؤولين عن الهجمات الأخيرة على ثلاث قواعد عسكرية في العراق تستضيف مستشاري التحالف الدولي، بما في ذلك قاعدة عين الأسد غرب العراق، وقاعدة عسكرية بالقرب من مطار بغداد الدولي وقاعدة حرير في أربيل.
وقد تبنت حركة المقاومة العراقية عبر بيانات بثّتها على مواقع التواصل معظم الاستهدافات للقواعد غير الشرعية للاحتلال الأمريكي تمكنت من تحقيق أهداف مباشرة حسب بياناتها. واعترف البنتاغون بتعرض قواعده العسكرية لهجمات أدت إلى أضرار مادية جسيمة إضافة إلى إصابة عدد من جنود الجيش الأمريكي في قواعده اللاشرعية في سوريا والعراق.
*إحصائيات خاصة لـ"انفوبلس"
وفي جردة قام بها فريق "انفوبلس"، فإن المقاومة الإسلامية في العراق أصدرت 34 بيانا يخص استهداف قواعد الاحتلال الامريكي في العراق وسوريا، ومن خلال ما جاء في البيانات، فقد تم استهداف القواعد الآتية: قاعدة "عين الأسد" في الأنبار، وقاعدة "الحرير" شمالي العراق، قاعدة "التنف" في سوريا، قاعدة حقل غاز كونيكو في دير الزور السورية، قاعدة الاحتلال الامريكي المجاورة لمطار أربيل الدولي، وقاعدة "الركبان" بسوريا، قاعدة "المالكية" في سوريا، قاعدتين للاحتلال الأمريكي، في سوريا، "حقل العمر" و"الشداد"، قـاعـدة الاحتلال الأمريكي "خراب الجير" شمال شرق سوريا، قـاعـدة الاحتلال الأمريكي في "مطار ابو حجر - خراب الجير" في سوريا، قاعدة "تل بيدر" غرب مدينة الحسكة السورية، قاعدة الاحتلال الأمريكي في القرية الخضراء بالعمق السوري.
وفي بيان منفصل، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، وللمرة الأولى عن دخول صاروخ متوسط المدى من طراز "أقصى 1" الخدمة، لاستهداف قواعد الاحتلال الأمريكي بالعراق وسوريا، كما أن جميع الهجمات تم تنفيذها بطائرات مسيرة وصواريخ مختلفة.
وكانت أميركا قد غزت العراق في 2003 وأطاحت بنظام الطاغية صدام حسين ونشرت على حينها الآلاف من جنودها في مختلف المناطق، وفي 2008 أبرم العراق والولايات المتحدة اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي انسحبت بناءً عليها القوات الأميركية في نهاية 2011.
وفي مطلع عام 2020 قرر البرلمان العراقي خروج القوات الأميركية والأجنبية من العراق، وتسعى بغداد منذ ذلك الوقت على ترتيب خروج القوات الأميركية خلال الحوار، وفي هذا الإطار، ينتشر نحو 2000 جندي أمريكي على الأراضي العراقية لأداء مهام استشارية وتدريبية لصالح حكومتي بغداد وإقليم كردستان.
ويمنح الوجود العسكري في العراق ضمانة لمواصلة واشنطن وجودها العسكري والأمني في سوريا، حيث تتحرك قوافل الإمداد اللوجستية الأمريكية انطلاقاً من العراق إلى القوات الأمريكية في سوريا، والتي تبلغ نحو 900 جندي، فضلاً عن تقديمه الدعم والإسناد للقوات الكردية الحليفة في سوريا.
وتقول مصادر أمنية لـ"انفوبلس"، إن "الهجمات التي تعرّضت لها القواعد غير الشرعية لقوات الاحتلال الامريكي في سوريا هي الأعنف منذ إنشاء هذه القواعد نهاية العام 2017".
وأوضحت المصادر، إن "تنفيذ الهجمات تم بنجاح على الرغم من التحصينات والتكنولوجيا الكبيرة التي راكمتها القوات الأمريكية في محاولة منها لصدّ أي هجوم، الأمر الذي أوقعها بإرباك شديد مع انطلاق عمليات استهدافها، وتجلّى ذلك من خلال الاستنفار الكبير جراء الهجمات التي تعرضت لها".
ويمتلك جيش الاحتلال الأمريكي وقوات أجنبية أخرى حليفة لها ضمن ما يسمى التحالف الدولي، ما لا يقل عن 28 موقعاً عسكرياً معلَناً في سوريا، تتوزع على 3 محافظات، هي الحسكة (17 موقعاً) ودير الزور (9 مواقع) وحمص (موقعين).
وبشكل خاص، تركزت الهجمات التي شهدتها القواعد الأمريكية في سوريا، على تلك التي أنشأها جيش الاحتلال الأمريكي في حقول "العمر" للنفط، و"كونيكو" للغاز الطبيعي بريف دير الزور، وعلى قاعدة "الشدادي" وقاعدة الجير بريف الحسكة، بالإضافة إلى قاعدة "التنف" التي تتموضع عند مثلث الحدود (السورية الأردنية العراقية).
وفي سياق عملية تحصين قواعدها، قامت قوات الاحتلال الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة بتعزيز وجودها في سوريا عبر إرسال العشرات من العربات العسكرية والدعم اللوجستي ومنظومات دفاع جوي إلى قواعدها قادمة من العراق عبر المعابر غير الشرعية. كما قامت القوات الأمريكية بزرع حقول ألغام أرضية في محيط قواعدها، لا سيما حقلي "العمر" للنفظ و"كونيكو" للغاز الطبيعي، مع تكثيف لأنشطة الطيران الحربي والاستطلاعي فوق البلدات والمناطق المحيطة بقواعدها العسكرية.
وتتوزع القواعد العسكرية الأمريكية شرقي سوريا في القوس الممتد من معبر "التنف" عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي جنوبا، وحتى حقول "رميلان" النّفطية قرب المثلث الحدودي (السوري العراقي التركي) شمالا.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 33 شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
بينما أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006، ما تسبب بسقوط آلاف الشهداء في أقل من أسبوعين منذ بدء العملية