تحقيقات 7 أكتوبر تُعري إخفاقات "إسرائيل" في غزة.. هكذا قتل جيشها المستوطنين وهرب من المواجهة
انفوبلس/ تقارير
في تحقيق مدوٍّ عن أحداث 7 أكتوبر في غزة، كشفت لجنة خاصة بالجيش الصهيوني، عن إخفاقات الأخير وفشله في مواجهة حماس، بعد أن أكدت أن الدبابات "الإسرائيلية" قتلت مجموعة من المستوطنين وهربت مع مئات الجنود إلى مناطق أخرى لحظة وصول القسّام إلى "بئيري" فيما أكدت أن جيش "إسرائيل" فشل فشلا ذريعا في ذلك اليوم، وانهزم بطريقة مهينة ومؤلمة، وترك القتال دون أي أوامر. فما الذي كشفته التحقيقات أيضا؟ وماذا جاء في تفاصيل ذلك الكشف؟
قتل المستوطنين
في وقت سابق من اليوم الخميس، كشف تحقيق أجرته لجنة خاصة في الجيش الصهيوني، عن وجود إخفاقات كبيرة لجيش الاحتلال وتورطه في مقتل عدد من المستوطنين في الـ7 من أكتوبر الماضي.
وقالت نتائج تحقيقات الجيش الصهيوني، إن دبابة إسرائيلية قصفت منزلا في كيبوتس بئيري تحت ذريعة وجود عناصر من حركة حماس مع الأسرى داخل المنازل، ما أدى لمقتل 13 إسرائيليًا على يد القوات الإسرائيلية.
فشل ذريع
واصل التقرير كشف الإخفاقات المدوية، وأكد أن القوات الإسرائيلية وصلت لمدخل كيبوتس بئيري أثناء احتجاز عناصر المقاومة الفلسطينية للمستوطنين كأسرى ولم تقم بالتدخل لساعات وانتظرت عند مدخل الكيبوتس.
وقال جيش الاحتلال في تقريره، إن ما جرى في كيبوتس بئيري يوم 7 أكتوبر فشل ذريع وتقصير وإهمال مؤلم ومهين".
وكان عدد من المستوطنين الذين تم احتجازهم في منازلهم خلال هجوم القسام في 7 أكتوبر، قالوا في شهادتهم إن الإسرائيليين الذين ماتوا، قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية.
الهروب وترك القتال
بالمقابل، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن تحقيقات جيش الاحتلال أظهرت إخفاقات خطيرة في طريقة وصول قوّات الجيش إلى كيبوتس "بئيري" في "غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وفي التفاصيل، فقد ترك عناصر من وحدة "شيلداغ" القتال في الكيبوتس، دون أن يتم ذلك بتوجيه من القيادة العليا.
ويظهر التحقيق أنه لم يكن هناك أي اتصال بين قوّات جيش الاحتلال الإسرائيليّ التي كانت تتواجد داخل الكيبوتس، "ممّا جعل من المستحيل إدارة جميع القوات في الكيبوتس".
ويشير التحقيق كذلك إلى أنه "لم تكن هناك أولويات للأهداف التي من المقرّر تحقيقها داخل الكيبوتس، وتأثّرت وتيرة التقدّم في الميدان بهذا الأمر".
ووفق "هآرتس"، فإنّ المصادر التي قالت إنها مطّلعة على نتائج التحقيق، تؤكّد أنه "تحقيق معمّق، شمل شهادة العشرات من السكّان والمدنيين وعناصر القوات الأمنية، وجهات أخرى شاركت في المعارك التي اندلعت في بئيري".
إخفاقات خطيرة
من جانبها، أكدت وسائل إعلام صهيوني، بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم الكشف عن نتائج التحقيقات الداخلية في الإخفاقات التي ترافقت مع أحداث السابع من أكتوبر، الخميس، لسكّان كيبوتس "بئيري"، قبل إتاحتها للجمهور".
ونقلت "هآرتس" عن مسؤولين ذكرت أنهم اطّلعوا على نتائج التحقيق في الإخفاقات التي ترافقت مع المعارك التي اندلعت في"بئيري"، قولهم إن التقرير يشير إلى إخفاقات خطيرة في الطريقة التي وصلت بها قوات الجيش الإسرائيلي إلى الكيبوتس.
وأشارت التقارير إلى، أن رئيس أركان جيش الاحتلال، هيرتسي هليفي، قد حصل الاثنين، على نتائج التحقيق الداخلي بشأن المعارك التي اندلعت في "بئيري" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك واقعة قصف دبابة إسرائيلية لمنزل في الكيبوتس، ما أسفر عن مقتل 13 إسرائيليًّا.
انتقادات للتحقيق وانقسامات داخل "إسرائيل"
بدورها، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن ضباطا في جيش الاحتلال، وجهوا انتقادات لنتائج التحقيق الذي أجراه الجيش في الأحداث التي شهدتها مستوطنة بئيري المحاذية لقطاع غزة في السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي عندما اجتاحت قوات حماس المستوطنة، واعتبروا نتائجه محاولة لهندسة الوعي الإسرائيلي من قبل بعض قيادات الجيش المسؤولة عن الفشل في 7 أكتوبر.
ومن المقرر أن تنشر نتائج التحقيق كاملةٌ في معركة كيبوتس بئيري مساء اليوم الخميس بعد عرض نتائجه على سكان المستوطنة.
ووفق صحيفة "جروزاليم بوست" العبرية، تشير التحقيقات إلى سلسلة طويلة من الإخفاقات في إعداد منظومة الدفاع في جيش الاحتلال تحت قيادة وسيطرة لواء غزة والفرقة الإقليمية.
جروزاليم بوست: إدارة المعركة فشلت
وأضافت، "من الواضح بالفعل أن إدارة المعركة فشلت وأن هناك نقصًا في المبادرة في إشراك قوات الجيش والشرطة".
وأشارت إلى أن ضباط كبار في الجيش من الذين اطلعوا على التحقيق، انتقدوا طريقة تقديمه. وعلق أحدهم قائلاً: "هذا التحقيق هو هندسة وعي". وأضاف ضابط كبير آخر: "هناك ضباط في الجيش فشلوا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
وقال: "لا ينبغي لهم أن يكونوا جزءاً من النظام، ومن غير الواضح لماذا ما زالوا في وظائفهم".
وأكدوا أن "التصور العملياتي للجيش لم يصمد أمام اختبار المعركة".
إيكونوميست: إسرائيل فشلت استراتيجيا وعسكريا وأخلاقيا في غزة
من جانبها وفي تقرير مطول، قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن الجيش الإسرائيلي متهم بالفشل استراتيجيا وعسكريا وأخلاقيا في حربه على قطاع غزة، كما اعتبرت أن إسرائيل خسرت معركة الرأي العام العالمي.
ففي الساعات الأولى من يوم 7 أبريل/نيسان، انسحبت الفرقة 98 التابعة لجيش الاحتلال من خان يونس، ثانية كبرى مدن قطاع غزة، بعد 6 أشهر بالضبط من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي سُمي "طوفان الأقصى".
ورغم الدعم الغربي الواسع الذي حظيت به إسرائيل بداية الأمر -بحسب إيكونوميست- فإن هذا الدعم تراجع كثيرا بعد الخراب الكبير الذي حل بغزة، واستشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني، والمجاعة التي تكاد تفتك بمن بقي حيا، كما خسرت إسرائيل معركة الرأي العام العالمي، حتى من أقرب حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة التي تُفكّر في الحد من تزويدها بالأسلحة.
ويتركز جزء كبير من الانتقادات على الجيش الإسرائيلي، المتهم الآن بفشلين كارثيين، فضلا عن فشله الأكبر في منع هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول. أولهما: أن العملية العسكرية في غزة لم تحقق أيا من أهدافها. والثاني: أن هذا الجيش تصرف بطريقة غير أخلاقية خرقت قوانين الحرب.
وتشير إيكونوميست إلى أن الآثار المترتبة على إسرائيل وجيشها عميقة. وتؤكد في الوقت نفسه أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق -في أحسن الأحوال- سوى نصف أهداف الحرب، حيث يزعم أنه قتل حوالي 12 ألف مسلح، وهو ما يُمثّل نحو نصف تقديرات ما قبل الحرب التي تحدثت عن 40 ألف مقاتل لحركة حماس.