ترامب يعتزم فرض حظر جديد على السفر إلى أمريكا.. انفوبلس تفصّل موقف العراق

انفوبلس / تقرير
تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض حظر جديد على السفر إلى الولايات المتحدة بالنسبة لمواطني دول معينة، والذي سيكون أوسع من النسخ التي أصدرها الرئيس الجمهوري في ولايته الأولى، فما تفاصيل القرار المرتقب؟ وهل العراق من بين الدول المقصودة؟
الرئيس الأمريكي منع في ولايته الأولى المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وهي السياسة التي شهدت تحديات قضائية قبل أن يلغيها الرئيس السابق، جو بايدن، عندما تولى منصبه في عام 2021، ووصفها بأنها "وصمة عار لضميرنا الوطني".
تفاصيل القرار
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسؤولين مطّلعين أن مسودة توصية متداولة داخل السلطة التنفيذية تقترح قائمة "حمراء" للدول التي يمكن لترامب منع مواطنيها من دخول الولايات المتحدة.
ونقل موقع سي إن إن الأمريكي عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزارة "تُجري مراجعة كاملة لجميع برامج التأشيرات"، وسط تقارير عن حظر سفر جديد وشيك في الولايات المتحدة.
وقال المسؤول، إن الحظر قد يدخل حيز التنفيذ قريباً، لكنه أشار إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت القرارات النهائية بشأن الدول والتوقيت قد اتُخذت.
وكان ترامب وجه في أمر تنفيذي صدر في العشرين من يناير/كانون الثاني 2025، أعضاء مجلس الوزراء، بما في ذلك وزير الخارجية، بتجميع قائمة بالدول "التي تفتقر إلى المعلومات المتعلقة بالفحص والتدقيق إلى الحد الذي يبرر تعليقاً جزئياً أو كلياً لقبول المواطنين من تلك الدول". ونص الأمر التنفيذي على القيام بذلك في غضون 60 يوماً.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن الوزارة تقوم بمراجعة كاملة لجميع برامج التأشيرات وفقاً للتوجيهات الواردة في هذا الأمر التنفيذي وتنفيذها وفقاً لأولويات الإدارة".
ما هي تفاصيل مسودة قرار الحظر المرتقب؟
وفقاً لما نقلته نيويورك تايمز عن أحد المسؤولين، تشمل المسودة ثلاثة قوائم جاءت بياناتها كالتالي:
أولاً: القائمة الحمراء
تتألف حالياً بشكل رئيسي من الدول التي تم تقييد مواطنيها بموجب نسخ من حظر السفر السابق الذي فرضه ترامب.
وتشمل القائمة دول كوبا وإيران وليبيا وكوريا الشمالية والصومال والسودان وسوريا وفنزويلا واليمن.
وقال أحد المسؤولين، إن مشروع القرار يقترح مبدئياً إضافة أفغانستان إلى المجموعة التي سيتم منع مواطنيها بشكل قاطع من دخول الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة أيضاً أن حظر السفر الجديد قد يمنع دخول الأفراد من باكستان أيضاً إلى الولايات المتحدة بناءً على مراجعة حكومية للمخاطر الأمنية.
وذكرت المصادر الثلاثة التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها أن دولاً أخرى قد تكون أيضاً على القائمة لكنها لا تعرف ما هي.
وقد يؤثر الحظر الجديد على عشرات الآلاف من الأفغان الذين حصلوا على الموافقة لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة كلاجئين أو بتأشيرات هجرة خاصة لأنهم معرضون لخطر الانتقام من طالبان بسبب عملهم لصالح الولايات المتحدة خلال الحرب التي استمرت 20 عاما في بلدهم.
ثانياً: القائمة البرتقالية
تتضمن المسودة أيضاً مجموعة "برتقالية" من البلدان التي قد يتم تقليص إمكانية وصول مواطنيها إلى الولايات المتحدة ولكن ليس منعها تماماً.
على سبيل المثال، قد يتم إصدار أنواع معينة فقط من التأشيرات – مثلاً للأشخاص الأثرياء نسبياً الذين يسافرون لأغراض العمل، ولكن ليس للمهاجرين أو السياح – ويمكن تقصير مدة التأشيرات. وسوف يُطلب من المتقدمين إجراء مقابلات شخصية.
والبرتقالية، تضم 10 دول، وهي بيلاروس، وإريتريا، وهايتي، ولاوس، وميانمار، وباكستان، وروسيا، وسيراليون، وجنوب السودان، وتركمانستان.
ثالثاً: القائمة الصفراء
بحسب مسؤولين، فإن الدول في الفئة الثالثة أو "الصفراء" ستُمنح مهلة 60 يوماً لتغيير بعض أوجه القصور لديها قبل أن تتم إضافتها إلى واحدة من القائمتين الأخريين.
وقد تشمل أوجه القصور هذه الفشل في مشاركة المعلومات المتعلقة بالمسافرين القادمين مع الولايات المتحدة، أو ممارسات الأمن غير الكافية لإصدار جوازات السفر، أو بيع الجنسية لأشخاص من دول محظورة، باعتبارها ثغرة للالتفاف على القيود.
أما القائمة الصفراء فتضم 22 دولة، وهي القائمة التي انضم إليها العراق في 2017 قبل أن يتم حذفه منها، وهي "أنجولا، وأنتيجوا وبربودا، وبنين، وبوركينا فاسو، وكمبوديا، والكاميرون، والرأس الأخضر، وتشاد، وجمهورية الكونغو، والكونغو الديمقراطية، ودومينيكا، وغينيا الاستوائية، وغامبيا، وليبيريا، وملاوي، ومالي، وموريتانيا، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا، وساو تومي وبرينسيب، وفانواتو، وزيمبابوي".
غياب العراق
بعد الكشف عن 43 دولة تدرس إدارة ترامب "حظرها من السفر الى الولايات المتحدة الامريكية"، مع غياب العراق منها، أُثير الانتباه الى غياب العراق عن القائمة، خصوصا مع الاحاديث المتزايدة عن "نوايا ترامب" تجاه العراق، في الوقت الذي كان ترامب قد وضع العراق في قائمة حظر السفر خلال ولايته الأولى.
وكان ترامب قد أصدر في ولايته الأولى عام 2017 حظرا وتقييدا للسفر على مواطني 13 دولة، قبل أن يلغي بايدن قرار الحظر، لكن ترامب وفي ولايته الجديدة يعدُّ لقائمة أخرى أكبر بحوالي 3 أضعاف من السابقة وستضم 43 دولة.
ومن اللافت أن العراق ظهر في قائمة حظر السفر الأولى خلال ولاية ترامب عام 2017، لكنه لم يظهر في هذه القائمة الجديدة الأمر الذي يطرح تساؤلات جدية عن الأسباب ربما.
لكن بالعودة الى القرار المُتخذ في الولاية الأولى لترامب، فإن العراق لم يوضع في قائمة الحظر الحمراء بل الصفراء، التي تعطي مهلة لحين تصحيح الإجراءات المتعلقة بزيادة الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات، الأمر الذي أثار ضجة واسعة حينها لتضطر الإدارة الامريكية حينها الى حذف العراق أساساً من قائمة الحظر.
وقالت الإدارة الامريكية حينها، إن حذف العراق من قائمة الحظر بعد أن تم إدراجه في المرة الأولى جاء لأن الحكومة العراقية فرضت إجراءات فحص جديدة مثل زيادة الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات، وبسبب تعاونها مع الولايات المتحدة في سبيل مكافحة إرهابيي تنظيم داعش.
ولهذا السبب، وبعد تصحيح الإجراءات، يبدو أن ما سرى في 2017 من شروط سرى الآن أيضا، ما منع العراق منظهوره على قائمة الحظر، خصوصا وأن الأمر التنفيذي الذي قد يوقعه ترامب يصنف الدول الـ43 الى 3 أصناف، قائمة حمراء وبرتقالية وصفراء.
ما هي ردود الفعل على قرار حظر السفر المرتقب؟
أثارت التقارير التي أشارت إلى أن إدارة ترامب تعتزم إضافة أفغانستان وباكستان إلى قائمة حظر السفر ردود فعل واسعة غاضبة من منظمات وحقوقيون أعربوا فيها عن غضبهم، مطالبين الأفغان الذين يحملون تأشيرات صالحة، والذين هم حالياً خارج الولايات المتحدة بالعودة إلى البلاد على الفور.
وقال شون فان دايفر، رئيس منظمة غير ربحية تساعد في إعادة توطين الأفغان الذين عملوا مع القوات الأمريكية أثناء الحرب، إنه علم من مسؤولين أن المواطنين الأفغان سيخضعون لحظر سفر كامل.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الحظر سيشمل الأشخاص الذين يحملون تأشيرات سارية المفعول، أو ما إذا كانت هذه التأشيرات ستُلغى.
وقد تمت الموافقة على إعادة توطين العديد من الأفغان في الولايات المتحدة كلاجئين أو بموجب تأشيرات خاصة مُنحت للأشخاص الذين ساعدوا الولايات المتحدة أثناء الحرب. كما أنه من غير الواضح ما إذا كان حاملو البطاقات الخضراء، الذين تمت الموافقة على إقامتهم الدائمة، سيتأثرون بهذا الحظر، بحسب نيويورك تايمز.
كما انتقد مشروع قبول اللاجئين الدولي التقارير التي تتحدث عن حظر سفر جديد، وقال في بيان صحفي، الجمعة، إن العديد من عملائهم "كانوا ينتظرون سنوات حتى تتم معالجة تأشيراتهم"، بحسب ما نشرت سي إن إن.
وجاء في البيان، إن "فرض حظر جديد على السفر من شأنه أن يعرّض حياتهم للخطر من خلال حرمانهم من فرصة الوصول إلى برّ الأمان. وحتى التعليق المؤقت من شأنه أن يؤدي إلى ضرر فوري ودائم للاجئين وأُسرهم".