تعرف على ضحايا استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في غزة وحجم الكارثة الإنسانية بغيابها
انفوبلس/..
نحو 13 مستشفى وأكثر من 56 مركزاً صحياً وعيادة، موجودة في قطاع غزة، ومع ذلك يعاني القطاع نقصاً كبيراً في الكوادر الصحية المؤهلة، حيث يعمل نحو 3000 طبيب و6000 ممرض وممرضة فقط.
في واحدة من أكثر الحوادث المروعة التي شهدها قطاع غزة، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، تعرض المستشفى المعمداني في غزة للاستهداف المباشر من القوات الإسرائيلية، ما تسبب في وقوع مئات الضحايا والمصابين من الأطفال والنساء.
وتُعد هذه الهجمات المتعمَّدة على المنشآت الطبية منذ عقود انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية الدولية. ويعكس هذا الاستهداف المروِّع تجاهلاً واضحاً لحياة المدنيين وتضييقاً للخناق على القطاع الصحي في غزة الذي يعاني بالفعل جراء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
القطاع الصحي في غزة
وفي ظل الوضع الصحي الصعب الذي يواجه سكان قطاع غزة، منذ عقود، يواجه القطاع الصحي في غزة، تحديات متزايدة تهدد جودة الرعاية الصحية. ويعاني القطاع الصحي نقصاً حاداً في الموارد والكوادر الصحية، مما يؤثر على القدرة على تلبية احتياجات السكان.
وحسب التقارير، يوجد في قطاع غزة نحو 13 مستشفى وأكثر من 56 مركزاً صحياً وعيادة. ومع ذلك، يعاني القطاع نقصاً كبيراً في الكوادر الصحية المؤهلة، حيث يعمل نحو 3000 طبيب و6000 ممرض وممرضة فقط. وهذا العدد غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة للسكان الذين بلغ تعدادهم أكثر من مليوني مواطن.
تحديات القطاع الصحي
هناك عدة تحديات تواجه القطاع الصحي في غزة، وتؤثر على قدرتها على تقديم الرعاية الصحية بشكل فعّال، بعض هذه التحديات تشمل، الحصار والقيود السياسية، حيث يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً على قطاع غزة منذ سنوات، مما يؤثر على وصول المستلزمات الطبية والمعدات اللازمة إلى المستشفيات. وتتعرض المستشفيات لصعوبات في استيراد الأدوية والمواد الطبية والتجهيزات الحيوية الأخرى.
والتحدي الآخر هو نقص الموارد البشرية، حيث يواجه قطاع المستشفيات في غزة نقصاً في الكوادر الطبية والتمريضية المؤهلة، وقد يكون هناك نقص في الأطباء والممرضين والفنيين الطبيين المتخصصين، مما يؤثر على قدرتهم على تلبية الطلب المتزايد على الرعاية الصحية.
أما الظروف الأمنية، فمن ناحيتها تتعرض المستشفيات في قطاع غزة للتأثر بالظروف الأمنية المتقلبة والصراع المستمر، وقد تتعرض للتلف أو التضرر خلال عمليات القصف والاستهداف من قبل الاحتلال، مما يعرِّض حياة المرضى والكوادر الطبية للخطر.
ونقص الكهرباء والوقود، تحدياً آخر يواجه قطاع غزة الذي يشهد نقصاً مستمراً في إمدادات الكهرباء والوقود، مما يؤثر على قدرة المستشفيات على تشغيل المعدات الطبية والأجهزة الحيوية. قد يتعطل بعض الأجهزة الحيوية أو تكون هناك قيود على عمليات الجراحة والعناية المركزة.
المستشفى المعمداني
أحد أبرز المستشفيات العاملة في مدينة غزة، ويقع مقره بحي الزيتون جنوب المدينة وتديره الكنيسة الأسقفية الأنغليكانية في القدس ويُعدّ من أقدم مستشفيات المدينة، إذ تأسس في عام 1904، وطالته الوحشية الإسرائيلية يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023 في جريمة مروعة راح ضحيتها وفق أقل التقديرات 500 شهيد، وفق مصادر محلية فلسطينية.
ويقول رئيس قسم العِظام بمستشفى المعمداني، "الجروح التي أُصيب بها الضحايا عبارة عن جروح قطعية، وتشير إلى أن القنبلة التي استُخدمت من نوع خاص" والمقصود هو قتل أكبر عدد من الأفراد، و"أنا شاهدت الجروح فكانت كما لو أن هناك سكاكين انفجرت في الجموع وقطّعت أجسادهم وأطرافهم" وهذا يدل على أن هذه القذيفة متخصصة في مثل هذه الإصابات.
وأضاف، إن القوة التدميرية والنوعية لهذا القصف ما زالت آثارها مستمرة حتى الآن فالأربعاء الماضي صباحا وجدنا جثة طفل فوق أحد أسطح المستشفى، وفي المساء وجدنا جثة طفل آخر في الكنيسة الموجودة داخل المستشفى، ووجدنا رؤوس أطفال فوق المباني".
هجمات الكيان على القطاع الصحي
وكشفت بيانات لمنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء الماضي، أن الكيان الإسرائيلي نفّذ 229 هجوماً على مستشفيات ومراكز رعاية صحية منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 تشرين أول الماضي.
وبحسب بيانات منشورة على موقع المنظمة حتى 6 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، فإن هذه الهجمات نتجَ عنها مقتل 509 فلسطينيين من مواطنين ومرضى وأطقم طبية، فضلا عن إصابة 447 آخرين.
ويبلغ عدد المستشفيات في غزة 34، تدير وزارة الصحة بشكل مباشر 13 منها بسعة سريرية تبلغ 2011 سريرا، فيما تقدم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خدمات صحية لأكثر من 70 بالمئة من سكان القطاع.
وتخضع بعض المؤسسات الصحية لإدارة جهات حكومية مثل الخدمات الطبية العسكرية، أو منظمات صحية مثل الهلال الأحمر والإغاثة الطبية وغيرها.
كما يضم القطاع عدداً من العيادات والمستوصفات التابعة لوزارة الصحة، وجمعيات خيرية تُسهم في تقديم الخدمات الطبية الأولية داخل الأحياء السكنية.
أطباء "إسرائيليون" يدعون لقصف مشافي غزة
ومنذ 7 أكتوبر يشن العدوان الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، ارتفع فيها عدد الشهداء الى 11025 شهيدا بينهم 4506 أطفال و3027 امرأة و668 مُسنّاً.
وتم إخلاء العديد من المستشفيات شمال قطاع غزة، ويتعرّض محيط بعض المستشفيات للقصف، فيما توقفت أخرى عن العمل إما بسبب تضررها من القصف أو نتيجة نفاد الوقود اللازم لمتابعة عملها.
وفي 5 نوفمبر الجاري، دعا عشرات الأطباء الإسرائيليين في عريضة الجيش إلى قصف مستشفى الشفاء، الأكبر بقطاع غزة، بزعم أنه "يضم مقرًا للمسلحين الفلسطينيين".
وسبق هؤلاء الأطباء عشرات الحاخامات الإسرائيليين الذين وجّهوا دعوة مشابهة للجيش الإسرائيلي بقصف مشافي القطاع، وفق موقع "هامحدش" العبري.
مستشفى الرنتيسي
واستهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي، مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال في قطاع غزة بشكل مباشر.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اندلاع حريق داخل مستشفى الرنتيسي للأطفال إثر القصف الإسرائيلي الذي استهدفه، بحسب ما نقلته "قناة الأقصى" التابعة لحركة "حماس" عبر تلغرام.
وأشارت القناة إلى اندلاع حرائق كبيرة في الطابق السفلي للمستشفى وعدد من مرافقه.
ولفتت إلى تعرض محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة إلى الاستهداف مجددا بقصف إسرائيلي.
وأوضحت، أن الجيش الإسرائيلي قصف بالمدفعية محيط المستشفى بشكل "مكثف".
ويتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي،
مكتب الإعلام الحكومي في غزة أعلن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف 8 مستشفيات خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأنه تسبب بخروج 18 مستشفى عن الخدمة منذ بدء "العدوان" على قطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي.
المراكز المتوفقة على الخدمة
بلغ عدد المستشفيات التي توقفت عن الخدمة بشكل كامل خلال الحرب الإسرائيلية 22 مشفى
وبحسب مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، بلغ عدد المستشفيات التي توقفت عن الخدمة بشكل كامل خلال الحرب الإسرائيلية 22 مشفى.
فيما تبقى 18 مشفى آخر تعمل جميعها بشكل جزئي وفي ظروف قاهرة، وذلك حتى 6 نوفمبر الجاري.
والمشافي التي خرجت رسميا عن الخدمة بسبب الحرب على قطاع غزة، هي: بيت حانون، الدرة، اليمن السعيد، الدولي للعيون.
كذلك، تتضمن القائمة، مشافي: أصدقاء المريض، حمد، حيفا، مسلم للعيون، الكرامة، الحياة، سان جون، يافا، المستشفى التركي، مستشفى الوفاء، مستشفى الخدمة العامة، مستشفى دار السلام.
بينما بلغ عدد المراكز الصحية التي توقفت عن تقديم الخدمات، وفق مكتب الإعلام الحكومي: مسقط جباليا، جميلة العشي، العطاطرة، الشوا بيت حانون، عزبة بيت حانون، بيت لاهيا الشيماء، أبو شباك، الصوراني، القبة.
كما تشمل القائمة، مركز الشاطئ، ومركز المعاقين حركيا، وعطا حبيب، الرمال، صبحة الحرازين، الفلاح، الحرية، الزيتون، مركز مسقط الشجاعية، الهدى، البريج القديمة، حكر الجامع، المصدر، السلقا.
أيضا، تتضمن القائمة، مركز البركة الصحي، والمغرافة، والخوالدة، ومسقط قيزان النجار، وعبسان الجديدة، وخزاعة، وخالدية الآغا، والزنة، وعبسان الكبيرة، والشوكة، والشابورة.