تقرير مدوٍّ يثبت دعم السعودية لـ"القاعدة" وتعاونها مع القوات الأميركية.. أدلة جديدة تضع واشنطن والرياض في حرج
انفوبلس/ تقارير
بعد أيام من نشر موقع "ريسبونسيبل ستيت كرافت" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن التطورات بين السعودية وأميركا، عقب الكشف عن أدلة جديدة حول وجود دور لمسؤولين سعوديين في هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001. فجّر تقرير لصحيفة "ذي نيشن" الجدل مجددا عندما تحدث عن الأمر ذاته كاشفا المزيد من الأدلة حيال تورط السعودية بالحدث الذي اتخذته واشنطن جزءا من ذرائع غزو العراق، وأكد في الوقت ذاته أن فصائل المقاومة هي مَن أجبرت الجيش الامريكي على الانسحاب من البلاد، ليُعرّي بذلك السياسة المزدوجة لواشنطن ويفضح براءة الرياض المصطنعة ودورها في دعم تنظيم القاعدة. فما الذي كشفه التقرير حيال هذا الأمر؟ وكيف لعبت السعودية على الحبلين بالتحديد؟
*ذي نيشن: السعودية متورطة بأحداث 11 سبتمبر
وبالحديث عن هذا الملف، اعترف تقرير لصحيفة ذي نيشن الامريكية، أن السعودية كانت متورطة في أحداث 11 أيلول والتي اتخذتها الولايات المتحدة ذريعة لغزو غير مبرر للعراق، مشيرا الى أن فصائل المقاومة هي من أجبرت الجيش الامريكي على الانسحاب من البلاد.
وذكر التقرير الذي تابعته شبكة انفوبلس، إنه "وعلى الرغم من أن الهجوم الإجرامي المروع الذي تقوم به إسرائيل على غزة قد طغى على سطح الاحداث في الوقت الحالي، لكنه بالتأكيد جزء من الكارثة السياسية لإدارة جو بايدن في الشرق الاوسط والتي مازالت تعاند بإصرار على تشديد التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل. ويبدو هذا الهدف الغريب أكثر سخافة نظراً للطريقة التي تعمل بها تصرفات إسرائيل، وأبرزها الهجوم المروع على رفح، والذي حول الكيان الاسرائيلي إلى سلطة منبوذة عالمياً".
*محور "القوة الدولية"
وأضاف، إنه "رداً على صعود قوة إيران الجديدة وما يسمى بالربيع العربي الذي اندلع في عام 2011 وهدد بإسقاط العديد من حلفاء الولايات المتحدة القدامى، شكلت الولايات المتحدة محور القوة الدولية وهو كتلة "معادية للثورة" جمعت السعودية والإمارات والنظام العسكري المصري وإسرائيل في تحالف مع الإمبريالية الأمريكية وتشددت في العقد الذي أعقب انتفاضات عام 2011".
وبين، إنه "من المفارقات المطلقة أن السعودية الدولة الوحيدة التي كانت متورطة بشكل كبير في هجوم 11 أيلول لم تُفلت من العقاب فحسب، بل تمت مكافأتها من قبل القوة العظمى التي ساعدت في إرهابها، وبدلاً عن ذلك تم العثور على كبش فداء في العراق وأفغانستان لولا فصائل المقاومة التي أجبرت الجيش الامريكي على الانسحاب من كلا البلدين".
*تقارب أميركي من السعودية لإنجاح تطبيعها من إسرائيل
وأشار التقرير إلى، أنه "وبعد أن اتحدت هذه الكتلة المضادة للثورة في البداية في عهد باراك أوباما، الذي شجع كلاهما "محور الرجعية" حتى عندما سعى أيضًا إلى إيجاد حلول دبلوماسية مع إيران، تم تعزيز هذه الكتلة المضادة للثورة بشكل كبير من خلال السياسة الخارجية المبتكرة لدونالد ترامب، ويكاد يكون من المؤكد أن ترامب، بدافع من الرغبة في إبرام صفقات تجارية مربحة مع الأنظمة الغنية بالنفط في الخليج، دفع بصيغة اتفاقيات التطبيع التي ستشهد حصول السعودية على مساعدة عسكرية مكثفة من الولايات المتحدة مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وشدد التقرير على، أن "البيت الأبيض في عهد بايدن كان يأمل في أن يؤدي الاستعانة بمصادر خارجية في الشرق الأوسط إلى حلفائه الإقليميين البغيضين إلى منح الجيش الأمريكي حرية التصرف في بقية العالم، لكن الشرق الأوسط يشكل مستنقعاً لا يمكن الهروب منه بسهولة، خاصة وأن التدخلات الأميركية المتكررة ضد الديمقراطية تسببت في اضطرابات لعقود من الزمن".
*أدلة جديدة على دعم السعودية لـ"القاعدة" والتورط بأحداث 11 سبتمبر
قبل تقرير ذي نيشن بأيام، وبالتحديد في الخامس والعشرين من أيار الماضي، نشر موقع "ريسبونسيبل ستيت كرافت" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن التطورات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بعد الكشف عن أدلة جديدة حول وجود دور لمسؤولين سعوديين في هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته انفوبلس، إن هناك أدلة جديدة تظهر أن بعض المسؤولين الحكوميين السعوديين كانوا أكثر تورطًا في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر مما كان معروفًا من قبل.
*أدلة على دعم السعودية لتنظيم القاعدة
ووفقاً لملف جديد في دعوى قضائية رفعتها عائلات ضحايا 11 أيلول/ سبتمبر، فقد تلقى نشطاء تنظيم القاعدة دعمًا كبيرًا من أعضاء الحكومة السعودية في استعداداتهم للهجمات.
وكما أوضح دانييل بنيامين، رئيس الأكاديمية الأمريكية في برلين، وستيفن سيمون، زميل معهد كوينسي، في مقال جديد لصحيفة "ذا أتلانتك"، فإن المدّعين يزعمون أن المسؤولين السعوديين "لم يكونوا عملاء مارقين بل واجهة أمامية لمؤامرة شملت السفارة السعودية في واشنطن وكبار المسؤولين الحكوميين في الرياض". وإذا كانت هذه الادعاءات صحيحة، فإن ذلك ستكون له آثار مهمة على فهمنا للهجمات وكيفية عمل الجماعات الإرهابية الدولية، كما أنه يعطي الأمريكيين سببًا آخر للتشكيك في حكمة الاتفاقية الأمنية مع السعودية اليوم.
وأوضح الموقع، أنه كانت هناك بالفعل بعض الأدلة على التواطؤ بين المسؤولين السعوديين والخاطفين في أحداث 11 أيلول/ سبتمبر التي تم الكشف عنها في الماضي، ولكن كما أشار بنيامين وسيمون، تشير الأدلة الجديدة إلى أن الإجراءات التي اتخذها مسؤولان سعوديان يعملان في الولايات المتحدة لدعم الخاطفين كانت "متعمدة ومستدامة ومنسقة بعناية مع مسؤولين سعوديين آخرين".
*السعودية تنفي كعادتها والتقرير يثبت
وتابع: "إذا كان هذا صحيحًا، فإن فشل حكومتنا في محاسبة السعوديين على دور مسؤوليهم في الهجمات أمر لا يُغتفر. وهو يجعل التساهل المستمر للسعودية من قبل الإدارات المتعاقبة على مدى العقدين الماضيين أكثر إثارة للاشمئزاز".
وكما هو متوقع، فإن الحكومة السعودية تنفي هذه الاتهامات، لكن هذا ما تفعله الرياض دائمًا عندما تكون هناك اتهامات ذات مصداقية بارتكاب مخالفات ضدها. ففي الأسابيع التي أعقبت مقتل الصحفي جمال خاشقجي في سنة 2018، زعمت الحكومة السعودية أنها لم تفعل له شيئًا، بل إنها استخدمت شخصية مزدوجة مقنعة بشكل سيئ للترويج لقصة كاذبة مفادها أنه غادر القنصلية طوعًا في إسطنبول. ونفت الحكومة السعودية بشكل روتيني مسؤوليتها عن الغارات الجوية على أهداف مدنية في اليمن عندما كانت قواتها هي الوحيدة التي يمكنها شنها. إن النفي السعودي ليس له أهمية كبيرة، بحسب الموقع.