جريمة صهيونية بعد خسائر متتالية.. توقعات برد إيراني كبير وذكي على اغتيال الجنرال رضي الموسوي في سوريا.. تعرّف على تاريخ الشهيد والسيناريوهات المقبلة المتوقعة
انفوبلس..
أقدم الكيان الإسرائيلي، أمس الاثنين، على اغتيال قائد إسناد الحرس الثوري الإيراني في سوريا العميد رضي موسوي، بضربة صاروخية استهدفت محيط منطقة السيدة زينب في ريف العاصمة السورية، وهو أبرز قائد عسكري إيراني يُغتال بعد قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.
عملية الاغتيال، التي جاءت قبل تسعة أيام من الذكرى الرابعة لاغتيال سليماني، تتزامن مع حرب غزة والتصعيد بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، كذلك استهداف أنصار الله للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية توسع الحرب وارتفاع وتيرة التصعيد.
سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري، مساء الاثنين، ذكر تفاصيل اغتيال السيد رضي الموسوي المستشار العسكري للحرس الثوري.
وقال أكبري في تصريح للتلفزيون الإيراني، إنه "في الساعة الثانية ظهراً كان (الموسوي) في السفارة، ثم بعد الظهر توجه إلى مقر إقامته ومنزله في حي الزينبية بالعاصمة دمشق".
وأضاف أكبري، "يبدو أن منزله قد استُهدف بثلاثة صواريخ للنظام الصهيوني، مما أدى إلى تدمير المبنى وإلقاء جثمان الشهيد (رضي الموسوي) في باحة المنزل". مشيراً إلى، "أن الصهاينة، بارتكابهم هذه الجريمة، تعدَّوا على أمن سوريا، لأن أمن الدبلوماسيين هو مسؤولية البلد المضيف".
وحظي اغتيال القائد العسكري الإيراني باهتمام في إسرائيل، إذ قالت وسائل إعلام عبرية، إن الاحتلال يستعد لرد إيراني محتمل ويتوقع أن يكون في الجبهة الشمالية مع حزب الله.
ووصف قائد لواء كفير بجيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال رضي موسوي بأنه "خطوة هجومية كبيرة" لإسرائيل على الساحة الشمالية.
وتوعد كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والحرس الثوري بأن "الكيان الصهيوني سيدفع ثمن الجريمة".
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في منشور على منصة "إكس" إن المستشار العسكري الإيراني، رضي موسوي، قاتل لسنوات إلى جانب الجنرال قاسم سليماني لأجل "أمن إيران والمنطقة". وخاطب أمير عبد اللهيان، الاحتلال الإسرائيلي بالقول إن عليه أن ينتظر "العد العكسي الصعب".
وكشف رئيس هيئة إسناد "جبهة المقاومة" في سوريا حسين بلارك، القائد في "فيلق القدس"، للتلفزيون الإيراني، أن موسوي سبق أن تعرض مرتين في سوريا لعمليتي اغتيال فاشلتين.
وقال أستاذ الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في جامعة طهران هادي برهاني، إن موسوي هو "أعلى مسؤول إيراني تغتاله إسرائيل في الخارج"، مضيفا أن عملية الاغتيال "تتجاوز جميع الخطوط المرسومة سابقاً بين الطرفين".
وعزا برهاني، الهدف إلى محاولة إسرائيلية للتعويض عن "الهزيمة الكبيرة" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وكذلك إعادة الاعتبار لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال برهاني، إن الاحتلال لم يحقق نتائج على جبهات غزة ولبنان واليمن على مدى 80 يوماً من الحرب، "لكن سوريا في هذه الحرب تمثل أضعف حلقات محور المقاومة، ولا ترد على هجمات إسرائيل رداً قوياً".
وأشار الباحث الإيراني إلى، أن "إسرائيل اختارت سوريا لتوجيه ضربة كبيرة لخلق صورة استعراضية للنصر والتعويض عن الإخفاقات على بقية الجبهات"، عازياً ذلك إلى إيصال رسالة إلى طهران بأنها "لن تبقى في مأمن من تبعات الحرب".
وعن طبيعة الرد الإيراني على اغتيال موسوي، قال الباحث، إن الرد على الهجمات الإسرائيلية السابقة في سوريا "لم يحقق الردع اللازم"، موضحاً أن عدم الرد "ربما مردّه عدم تعاون الحكومة السورية أو القيادة الروسية".
غير أن ذلك يلحق ضرراً بالحضور الإيراني في سوريا، كما يقول برهاني، الذي أكد أن عدم الرد جعل "الساحة السورية نقطة ضعف جادة لمحور المقاومة"، مع الإشارة إلى أن استمرار هذا الوضع من شأنه أن يسبّب المزيد من الضربات.
ولفت الخبير إلى أن إيران "تدرك ذلك وستسعى إلى تغيير هذا الوضع"، مرجحاً أنها "لن تستطيع أن تبقي هذه الضربة من دون رد، لأن عدم الرد سيعتبر أنه مستوى جديد وخطير من خلخلة الردع الإيراني في المنطقة".
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان تعقيباً على اغتيال موسوي، أن بلاده ستتخذ "التدابير اللازمة وتحتفظ بحق الرد على هذه الخطوة في الزمان والمكان المناسبين".
وعما إذا كانت العملية الإسرائيلية ستوسع نطاق الحرب في المنطقة، قال أستاذ الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية في جامعة طهران، إن "الكيان الإسرائيلي على الأغلب لن يكتفي بتحقيق أهدافه الأولية" من خلال تحييد القائد العسكري الإيراني، لافتاً إلى أن الاحتلال "يسعى إلى حرف التطورات باتجاه آخر من خلال الرد الإيراني، وهو ما ستأخذه إيران بعين الاعتبار".
وأضاف الأكاديمي الإيراني أن إيران ستقوم بالمشورة والتنسيق مع حركة حماس وحزب الله، وممارسة الضغط على دمشق وموسكو للوصول إلى "توازن رعب" في الساحة السورية مع الاحتلال الإسرائيلي "يمنع تكرار الهجمات لاحقاً"، لكن ذلك "يستدعي توجيه ضربة مؤلمة كتلك التي تلقتها".
وفي ذات الوقت، استبعد الخبير العسكري الإيراني محمد طاهري أن يؤدي حادث اغتيال موسوي إلى اتساع نطاق الحرب في المنطقة، قائلاً إن "ذلك ما تريده إسرائيل، والجمهورية الإسلامية لن تلعب في ملعبها"، مع الإشارة إلى أن نشاطات حلفاء إيران في المنطقة "لم تكن على مستوى يوسع نطاق الحرب، لكون ذلك يعود بالنفع على إسرائيل".
وقال طاهري، إن "التجربة أثبتت أن ردود الجمهورية الإسلامية إزاء هذه الهجمات لن تكون انفعالية، بل عقلانية"، مضيفا أن الرد "سواء كان عبر الأراضي الإيرانية أو السورية، فهذا يعود إلى ما ستقرره طهران ولن يكون الكيان قادراً على تشخيص ذلك".
وأشار الخبير إلى أن موسوي كان مسؤول تسليح حزب الله وسوريا ومجموعات المقاومة الفلسطينية منذ مدة طويلة، مضيفاً أن الاغتيال يعكس محاولة إسرائيلية للبحث عن إنجاز، وذلك بعد "خروج ممر باب المندب عن السيطرة الأميركية وفشل التحالف العسكري الأميركي في البحر الأحمر، بعد امتناع الكثير من الدول الأوروبية عن المشاركة فيه، فضلاً عن الفشل الإسرائيلي في تحقيق أي من الأهداف العسكرية في غزة.
ويرى طاهري أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى "تحميل إيران مسؤولية هذا الفشل من خلال استهداف أهداف إيرانية، وتوظيف ذلك عسكرياً وسياسياً".
فصائل المقاومة الفلسطينية نعت المستشار العسكري العميد السيد رضي موسوي، الذي استُشهد إثر غارة صهيونية على دمشق، يوم الاثنين.
ودانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بأشد العبارات، عملية الاغتيال الجبانة التي نفّذها الكيان الصهيوني المجرم بحق الشهيد العميد السيد رضي موسوي، أحد أبرز مستشاري الحرس الثوري في سوريا.
وقالت الحركة في بيان لها، مساء الاثنين، إنه كان للشهيد القائد دور أساسي ومحوري في دعم قوى المقاومة في المنطقة، ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته وقضيته.
وأضافت، أن عملية الاغتيال الآثمة هذه تؤكد مرة جديدة أن خطر هذا الكيان المجرم يطال المنطقة بأسرها، وأنه كيان يرتوي بالدماء ونشر القتل والإجرام.
وختمت بالقول: "نؤكد أن إجرام الكيان الصهيوني وعبثه بأمن المنطقة لن يجلب له إلا الهزيمة على أيدي قوى المقاومة".
ومن جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان، أن ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" جريمة اغتيال العميد موسوي، "هي حلقة معتمدة في العقيدة الإجرامية الصهيونية العدوانية التي تستهدف المنطقة والعالم برمّته".
وتقدّمت الجبهة إلى القيادة والشعب الإيراني بخالص تعازيها باستشهاد القائد الكبير الذي، "كان له دور مهم في دعم المقاومة وتطوير قدراتها في مختلف المجالات".
واعتبرت الجبهة، أن "هذه الجريمة الإسرائيلية التي تتم بتنسيق وشراكة أميركية وغربية محاولة من الكيان الإسرائيلي للهروب إلى الأمام، ولن تؤدي إلا لتصعيد الضربات ضد الكيان وأذنابه بالمنطقة، فلن يشعر هذا العدو الصهيوني المجرم والجبان بالأمن والاستقرار بل بالرعب وانتظار الرد القادم".
وختمت الجبهة بيانها مؤكدة أن المقاومة على جبهات مختلفة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وغيرها ملتهبة، وأن الكيان الصهيوني وحلفاءه يتلقون الضربات تلو الضربات، وإن اغتيال أو استهداف أي قيادي هنا وهناك لن يزيد هذه المقاومة إلا اشتعالاً وإصراراً على الوصول إلى الهدف المركزي وهو إزالة هذا الكيان السرطاني وأذنابه من فلسطين والمنطقة.
وفي العراق، أصدرت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله بياناً جاء فيه: نعزي قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي (دام ظله)، وكل شعوب المنطقة، والأحرار في العالم، باستشهاد المجاهد القائد السيد رضي الموسوي، إثر الاعتداء الإجرامي الصهيوني الغادر في سوريا.
وأضاف: لقد كان للسيد الموسوي دور كبير في مواجهة قوى الظلام التكفيري أمثال القاعدة وداعش التي فتكت بالعراق وشعبه لولا وثبة المجاهدين دفاعا عن مقدساتهم، فقد تصدى شهيدنا لدفع هذا التوحش في سوريا، لينتظم الآن في سلك الشهداء مرابطا في معركة الحق ضد الباطل.
وأكد البيان، أن العدو الصهيو-أمريكي قد جعل ممن يدافع عن أرضه ومقدساته هدفاً يجب تصفيته بأساليبه وأدواته الغادرة، متوهمين بأن هذه السياسات الإجرامية ستجعل الرجال تحيد عن مقارعتهم ورد كيدهم، إنهم يجهلون أن الشهادة لرجال الحق طلب، والفوز بها منحة يخص الله بها من يشاء من أوليائه، وكأن الشهيد الموسوي اختار أن يرافق قادة النصر، شهداء الفخر، في أيامهم، فواساهم بدمائه، هذه الدماء التي ستبقى وقودا لعشاق هذا الدرب ليوجعوا العدو، ويذيقوه بأسهم، (فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).