جماعة القربان تنتقل الى لبنان.. هذه أسرار جماعة ترى الانتحار عبادة وهم عُراة
انفوبلس/..
تسللت "جماعة القربان" إلى لبنان، وأطلّت برأسها من هناك بصورة مفاجئة، الأمر الذي أثار مخاوف جدّية من توسع وانتشار الأفكار المنحرفة لهذه الجماعة، والتي يمارس أفرادها الانتحار عبر القرعة.
*الحادثة الأولى
ورُصدت في الأيام القليلة الماضية ظاهرة غريبة تتعلق بحادثة انتحار في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، عندما أقدم الشاب علي عصام فرحات من بلدة كفررمان، في 29 حزيران/ يونيو الماضي، على رمي نفسه عارياً من منزله الواقع في الطبقة الثالثة لتتبعه بعد أقل من 24 ساعة زوجته فاطمة التي أُصيبت بكسور ورضوض من دون أن تفارق الحياة.
وكان علي فرحات عاد من كندا قبل حوالي أسبوعين برفقة زوجته ومولودهما الجديد.
وفور وقوع الحادثة، لم يربط البعض بين حادثة الانتحار وارتباط الوالد والوالدة بما يسمى "جماعة القربان" التي وقعت قرعتها على علي وعائلته، بل جرى الحديث عن معاناة علي من مشكلة نفسية.
*أسرار من لبنان
يكشف الصحفي اللبناني رضوان مرتضى، أسراراً عن هذه الحالة، ويقول: "ظاهرة غريبة رُبِطت بجماعة تطلق على نفسها "جماعة القربان" التي انطلقت من العراق، ويقال إنها تؤله السيد محمد صادق الصدر الذي تبرّأ منهم في حياته، وهذه الجماعة لديها أفكار متطرفة كان أفرادها يشنقون حالهم.. وصلت إلى لبنان مؤخراً، إذ تم تسجيل حالتي انتحار في البلاد".
ويضيف، إن "الشاب علي الذي أقدم على الانتحار، كان يعيش في كندا ووصل لبنان قبل عيد الأضحى بأيام قليلة، بعدها قام برمي نفسه عارياً من مبنى منزله، ثم لحقته بعدها زوجته بنفس الطريقة، لكنها لم تَمُت".
ويتابع: "خلال التحقيقات، تقول الزوجة إنها أرادت فقط أن تلحق بزوجها"، أما عن سبب محاولة انتحارها عارية، بررت ذلك بالقول: "أردتُ الموت بنفس الطريقة التي مات بها زوجي".
أُجريت التحقيقات، وسُمعت إفادات ذوي علي، لكن الإجابات لم تكن مقنعة، فتوسع التحقيق وتم التوصل إلى ابن خالته الذي قال بدوره "رأيتُ علي قبل يومين من انتحاره يغسل وجهه ورأسه بالبول.. سألته عن سبب ذلك وأخبرني بأنه يريد أن يتطهر من كل شيء يتعلق بهذه الدنيا".
وبحسب الصحفي اللبناني، فإن الأب أخبر المحققين بأن ولده "تعرّف على شيخ يقيم في لندن وبدأ ذلك الشيخ يبعث محاضرات لـ"علي" عبر الهاتف.. كان يزرع في رأسه الأفكار المتطرفة ويخبره بعدم أخذ ابنه (ابن علي) لطبيب أو مستشفى أو حكيم حال مرض لأن ذلك يعارض الشريعة بالاستناد إلى الآية القرآنية "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِيْنِ" وكان يخبره أيضاً أن المراجع الدينية ارتكبوا الخطأ بذهابهم إلى الأطباء لتلقي العلاج..".
كما أن والدة الشاب المنتحر، كانت تصور عملية دفن ابنه بهاتفها وتتمتم قائلة: "ابني لبّى النداء"، ما دفع ذلك إلى استدعائها للتحقيق لكنها زعمت أن "الهدف من الفيديو إرساله إلى إخوانه في خارج لبنان ليروا دفن أخيهم".
ويشير الصحفي اللبناني، إلى أن "هناك مشايخ يصنعون هذه الأفكار المتطرفة في عقول الشباب في لبنان الأمر الذي يستدعي من المراجع الدينية والمؤسسات التربوية التوعية للحد من نشر هذه الأفكار المتطرفة".
وشدد على ضرورة "التوصل إلى الجهات التي تقف وراء عملية غسل الأدمغة بهذه الطريقة".
*حادثة أخرى
وفي حادثة بعيدة عن الضاحية الجنوبية، قضى الشاب خالد عبود نزهه من بلدة المحمرة في عكار شمالي لبنان فجر الثلاثاء متأثرا بإصابته بعد سقوطه من على شرفة منزله من الطابق الثاني أثناء تأديته صلاة الفجر، وتم نقله إلى مستشفى الخير في مدينة المنية وهو بحالة حرجة، وما لبث أن فارق الحياة. ولم يتم التأكد إذا كان سقوط الشاب انتحاراً أم نتيجة حادث غير متعمّد في انتظار تحقيقات الأجهزة الأمنية وتقرير الطبيب الشرعي.
*ظهرت في ذي قار
ومن المعروف أن "جماعة القربان" ظهرت في محافظة ذي قار العراقية، وهي تثير الجدل بأفكارها. وقد أعلنت السلطات العراقية أنها ألقت القبض قبل حوالي شهر ونصف على 4 أعضاء ينتمون إلى هذه الجماعة التي وصفتها السلطات العراقية بـ"المنحرفة" وينتحر أعضاؤها بالقرعة.
أفراد هذه الجماعة يعبدون الإمام علي عليه السلام، ويظهرون في الحسينيات وخلال الزيارات وهم يُطلقون هتاف "علي الله. الله علي"، فيما يُعتبر تأليه الإمام علي أمراً مرفوضا في المذهب الجعفري خصوصاً والإسلام عموماً. كما تعتبر هذه الجماعة محظورة في الدستور والقوانين العراقية.
وأثار ظهور هذه الجماعة في محافظة ذي قار قلق الأهالي، لاسيما أن فكرها يقوم على أساس القربان (التضحية بالنفس) في المناسبات الدينية، وبموجب ذلك تجري قرعة لاختيار الشخص المنتحر، أو الذي سيُضحي بنفسه.