"حسرة" مواليد التسعينيات تغزو مواقع التواصل في العراق.. معايير التعيين والرعاية تتجاهلهم
انفوبلس/ تقرير
وسط دعم العراقيين لهم عبر تغريدات ومنشورات، تصدّرت "حسرة" مواليد التسعينيات مواقع التواصل الاجتماعي في العراق خلال الأيام الماضية لأسباب عديدة سنتطرّق لها في هذا التقرير.
وأصحاب مواليد التسعينيات (1990 -1999) أكبرهم 33 سنة وأصغرهم 23 سنة.
وبعد نشر ضوابط التطوع في وزارة الداخلية العراقية بصفة عقد، التي حدّدت الأعمار المطلوبة بين 18 و22 عاماً، ظهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، تدوينات تعبّر عن حسرة مواليد التسعينيات لعدم شمولهم بالتعيين.
يُشار إلى أن أصحاب مواليد التسعينيات عاشوا من رحم المعاناة في بداية قدومهم إلى الحياة بدأت حرب الـ 1990 وكانت طفولتهم في الحصار المفروض على العراق، كما مرّوا بحرب العراق 2003 واحتلاله من قبل أمريكا، فيما كانوا قد عاشوا الحرب الأهلية "الطائفية" والأحداث الإرهابية الكثيرة كتنظيم القاعدة الإرهابي والتفجيرات، وفي عام 2014 دخول تنظيم داعش الإرهابي وآخرها كانت جائحة كورونا.
كما عبّر أصحاب مواليد التسعينيات في تدوينات عن مظلوميتهم في الحياة، حيث قال أحدهم يُدعى أسامة خالد الفيصل، "إلى دولة الرئيس المهندس محمد شياع السوداني النظر في مستقبل مواليد (التسعينيات) الذين عاشوا من رحم المعاناة في بداية قدومهم إلى الحياة إلى يومنا هذا، لم يذوقوا طعم الحياة والكثير من هذا الجيل قدّموا أرواحهم فداءً الى الوطن، نطلب عطفكم وأمركم بما تنسبون".
فيما ذكر آخر، "لا تعيين لا رعاية لا زواج لا تطويع، والله حيرة تسجل على الشرطة يكولون كبار تسجل على الرعاية يكولون صغار، لخاطر الله وين نولي".
إلى ذلك، أحد المدونين من أصحاب مواليد التسعينيات قال، "جيل التسعينيات من 1990لـ 1999، أكبرنا 33سنة وأصغرنا 23، أكثر جيل مميز من طفولته إلى الآن عاش طفولة ممتعة واستثنائية طفولة ما حظى بيها أطفال الأجيال السابقة ولا حتى اللاحقة".
وأضاف، "سبب التميّز هو العيشة بين جيلين قديم وحديث، عهد الأصدقاء والمحقق كونان، أبطال الديجتال وسندباد وماوكلي، جيل لعباته الغمّيضة والحبل والبنات صنعوا لعاباتهم بأيديهن، وأكبر هواية عندهم يشترون علچ أبطال الديجتال ويلصقون الصور ع الألبومات والدفاتر، وهسه عاصرنا عالم آبل وجالكسَي، عشنا بجيلين مختلفين".
وتابع، "تربينه تربية الأجيال السابقة، تعلمنا دينا صحيحا وليس دين القديمين جداً المتشددين ولا دين الجدد التكفيري، جيل ما نخاف التقدم بالسن، نشأنه وتربينه على انه اكو ساعة قيلولة للأب والأم بعد الغدا مستحيل نرفع صوتنا بهيج وقت بالبيت، نستمع لنصائح ابونا قبل نشرة الأخبار الساعة ٨ مساء، ما نهارينا نفسياً بسبب ضرب معلم ولا تأزمنا عاطفياً من ظروف عائلية، ننجح لأنفسنا وما نطلب هداية مبالغ بأسعارها، قلوبنا متعلقة فقط بـ امهاتنا، جيل ما كتبوا النه الواجب البيتي لا أب ولا أم، جيل تفوق ونجح بلا دروس خصوصية وبلا وعود وحوافز من الأهل، جيل يرفع ايده للطائرة بالسماء بفرح، جيل نلعب بالشوارع بلا خوف من المجرمين"
واختتم بالقول، "وبالنهاية كافي بؤس وتذمر.. لعد وين" "حب لأخيك ما تحب لنفسك" وإرادة رب العالمين ورزقكم في السماء وأنتم لا تعلمون". مبيناً، "موضوع التسعينيات اخذ هواي أكثر من حجمه الطبيعي وبعدين الـ ٢٠٠١ وغيرهم هم صاروا شباب وهم يحتاجون هل شيء واغلبهم اصحاب مسؤوليات وبحاجة للتعيين هم افرحولهم حتى ﷲ يرزقكُم بالأجمل".
وتنوعت التدوينات في إطار نصرة مواليد التسعينيات بطريقة وُصفت بالساخرة من قِبل بعض الأشخاص، في حين وصفها آخرون بأنها فكاهية، كما طالب بعضهم بأن يُشملوا في التعاقد على النحو الذي تم تحديده رسمياً لمواليد الألفينات، في حين دوّن آخرون تدوينات تعبّر عن "اليأس من فرص تعيين أو التعاقد لمواليد التسعينيات".
وكتب المدون هاشم باطنية، "جيل التسعينيات، اتعس جيل بتاريخ الكواكب والمجرات منذ أن انخلقت الخليقة، حتى أهلهم ما يردوهم، والطاك بيهم متعين وتلكا تعبان، معزبجية مال باقي الاجيال، نخلقوا حتى يوكفون بالأعراس والفواتح يسفطون كراسي. محد وياهم حتى الحكومة ضدهم بالتعيينات، قبل رادت إله فوك الـ25 ومن كبروا كالت نريد جوة الـ25، تحس اكو ثقب اسود بين 1989 و2000 ابتلع جيل كامل".
وأضاف، "بالنهاية حقهم يضوجون يعني تخيل تطلع تتظاهر تطالب بحقك يجي مواليد 2005 يبسطك وترجع".
من الجدير بالذكر أنّ مديرية التطوع في وزارة الداخلية أعلنت تأجيل فتح باب التقديم للتطوع في صفوف قوى الأمن الداخلي بصفة (رجل أمن - عقد) على ملاك الوزارة.
لاشك أن بعض مواليد التسعينيات يجهّز نفسه اليوم للسفر بعدما فقد الأمل في أن يكوّن مستقبله في بلده، والبعض الآخر ينتظر أن تتحسّن الظروف ليتزوج مَن يُحِب، أو يبحث عن فرصة عمل لتحسين ظروفه الاجتماعية، ولكن في الوقت الذي كانوا ينتظرون بداية برنامجهم المفضل في الطفولة، هل كان القدر ينتظرهم ليفعل بهم ما يفعل اليوم؟...