حماس تُخضِع الكيان لاتفاق هدنة طويل.. أكثر من 4 أشهر مع إلزام الاحتلال بالانسحاب من القطاع.. إليك كامل تفاصيل الاتفاق
انفوبلس/ تقارير
تدخل الحرب على غزة شهرها الخامس، بعد 123 يوماً كانت ثقيلةً على أهل القطاع المحاصَر، وتظهر ملامح صفقة تهدئة تُعَدُّ على نار هادئة بناءً على ما أصبح يُعرف باتفاق الإطار الذي وافقت عليه حركة حماس لكن بشروط كبيرة وتعديلات جوهرية تضمنت هدنة من ثلاث مراحل تستمر كل مرحلة 45 يوماً وتشمل مساكن مؤقتة وإطلاق سراح آلاف الأسرى وبداية انسحاب قوات الاحتلال من القطاع. فما هي تفاصيل الصفقة؟ وماذا شملت أيضا؟ إليك كل ما تريد معرفته عن ملحق اتفاقية الإطار وكيف نجحت حماس في إخضاع سلطات الاحتلال.
*هدنة على ثلاث مراحل
حصلت انفوبلس على تفاصيل رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على مقترح إطار اتفاق التهدئة في غزة الذي قدمته للوسطاء، اليوم الأربعاء.
وأوضحت مصادر مطلعة، أن حماس وافقت على إطار اتفاق للتوصل إلى هدنة تامة ومستدامة على 3 مراحل، تستمر كل مرحلة 45 يوماً وتشمل التوافق على تبادل الأسرى وجثامين الموتى وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار.
وطالبت حماس بأن يتم الانتهاء من مباحثات التهدئة التامة قبل بدء المرحلة الثانية وضمان خروج القوات الإسرائيلية خارج حدود القطاع وبدء عملية الإعمار.
وأضافت الحركة على المقترح المقدَّم ملحقاً مفصلاً بخطوات تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، واشترطت أن يكون جزءاً منه.
*تفاصيل المرحلة الأولى
وعن تفاصيل المرحلة الأولى، فقد عرضت حماس في المرحلة الأولى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال والمسنين والمرضى مقابل 1500 أسير بينهم 500 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى جميع النساء والأطفال وكبار السن في سجون الاحتلال.
كما اشترطت حماس إدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة يومياً من المساعدات والوقود إلى مناطق قطاع غزة كافة خلال المرحلة الأولى.
وأوضحت المصادر، أن حماس طالبت في المرحلة الأولى أيضا بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وضمان حرية الحركة بين شمال وجنوب القطاع وفتح المعابر.
واشتمل رد حماس على ضرورة الموافقة على إدخال ما لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت و200 ألف خيمة إيواء إلى القطاع خلال المرحلة الأولى، إضافة إلى إقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة التي دُمِّرت، خلال مدة لا تتجاوز 3 سنوات.
وطلبت حماس أيضا وقف اقتحام المستوطنين للأقصى الشريف، وعودة الأوضاع في المسجد المبارك إلى ما قبل عام 2002.
وأكدت المصادر أن حماس طلبت أن تكون قطر ومصر والولايات المتحدة وتركيا وروسيا ضامنة لتنفيذ ذلك الاتفاق.
*تفاصيل المرحلة الثانية
أما المرحلة الثانية فتضمنت التأكيد على الآتي، "يجب الانتهاء من المباحثات (غير المباشرة) بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة والعودة إلى حالة الهدوء التام والإعلان عنه وذلك قبل تنفيذ المرحلة الثانية، وتهدف هذه المرحلة إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الرجال (المدنيين والمجنّدين)، مقابل أعداد محددة من المسجونين الفلسطينيين، واستمرار الإجراءات الإنسانية للمرحلة الأولى، وخروج القوات الإسرائيلية خارج حدود مناطق قطاع غزة كافّة، وبدء أعمال إعادة الإعمار الشامل للبيوت والمنشآت والبنى التحتية التي دُمِّرت في كل مناطق قطاع غزة، وفق آليات محددة تضمن تنفيذ ذلك وإنهاء الحصار على قطاع غزة كاملاً وذلك وفقاً لما سيتمّ التوافق عليه في المرحلة الأولى".
*تفاصيل المرحلة الثالثة
تهدف هذه المرحلة إلى تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول والتعرف إليهم، واستمرار الإجراءات الإنسانية للمرحلتين الأولى والثانية، وذلك وفقا لما سيتم التوافق عليه في المرحلتين الأولى والثانية.
*ملحق اتفاقية الإطار.. التفاصيل الكاملة للمرحلة الأولى
وفيما يخص ملحق اتفاقية الاطار، فقد حصلت انفوبلس على التفاصيل الكاملة لمرحلته الأولى والذي تضمن الآتي:
ـ الوقف الكامل للعمليات العسكرية من الجانبين، ووقف كل أشكال النشاط الجوي بما فيها الاستطلاع، طوال مدة هذه المرحلة.
ـ إعادة تمركز القوات الإسرائيلية بعيداً خارج المناطق المأهولة في كل قطاع غزة، لتكون بمحاذاة الخط الفاصل شرقا وشمالا، وذلك لتمكين الأطراف من استكمال تبادل المحتجزين والمسجونين.
ـ يقوم الطرفان بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال (كما هو محدد أعلاه)، مقابل جميع الأسرى في سجون الاحتلال من النساء والأطفال وكبار السن (فوق 50 عاما) والمرضى، الذين تم اعتقالهم حتى تاريخ توقيع هذا الاتفاق بلا استثناء، بالإضافة إلى 1500 أسير فلسطيني تقوم "حماس" بتسمية 500 منهم من المؤبدات والأحكام العالية.
ـ إتمام الإجراءات القانونية اللازمة التي تضمن عدم إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين والعرب، على نفس التهمة التي اعتُقلوا عليها.
ـ يتم الإفراج المتبادل والمتزامن بشكل يضمن الإفراج خلال هذه المرحلة عن جميع الأشخاص المدرجة أسماؤهم في القوائم المتفق عليها مسبقا، ويتم تبادل الأسماء والقوائم قبل التنفيذ.
ـ تحسين أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال ورفع الإجراءات والعقوبات التي تم اتخاذها بعد 7/10/2023.
ـ وقف اقتحامات وعدوان المستوطنين الإسرائيليين على المسجد الأقصى وعودة الأوضاع في المسجد الأقصى إلى ما كانت عليه قبل عام 2002.
ـ تكثيف إدخال الكميات الضرورية والكافية لحاجات السكان (بما لا تقل عن 500 شاحنة) من المساعدات الإنسانية والوقود وما يشبه ذلك، بشكل يومي، وكذلك يتيح وصول كميات مناسبة من المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق القطاع وبشكل خاص شمال القطاع.
ـ عودة النازحين إلى أماكن سكنهم في جميع مناطق القطاع، وضمان حرية حركة السكان والمواطنين بكل وسائل النقل وعدم إعاقتها في جميع مناطق قطاع غزة وخاصة من الجنوب إلى الشمال.
ـ ضمان فتح جميع المعابر مع قطاع غزة وعودة التجارة والسماح بحرية حركة الأفراد والبضائع دون معوقات.
ـ رفع أي قيود إسرائيلية على حركة المسافرين والمرضى والجرحى عبر معبر رفح.
ـضمان خروج جميع الجرحى من الرجال والنساء والأطفال للعلاج في الخارج دون قيود.
وكذلك نص المقترح على أن تتولى مصر وقطر قيادة الجهود مع كل من يلزم من الجهات للإدارة والإشراف على ضمان وتحقيق وإنجاز القضايا الآتية:
* توفير وإدخال المعدّات الثقيلة الكافية واللازمة لإزالة الركام والأنقاض.
* توفير معدّات الدفاع المدني، ومتطلبات وزارة الصحة.
*عملية إعادة إعمار المستشفيات والمخابز في كل القطاع وإدخال ما يلزم لإقامة مخيمات للسكان/ خيم لإيواء السكان.
* إدخال ما لا يقل عن 60 ألفا من المساكن المؤقتة (كرفانات/ كونتينارات) بحيث يدخل كل أسبوع من بدء سريان هذه المرحلة 15 ألف مسكن إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى 200 ألف خيمة إيواء، بمعدل 50 ألف خيمة كل أسبوع، لإيواء من دمر الاحتلال بيوتهم خلال الحرب.
* البدء بإعمار وإصلاح البنية التحتية في جميع مناطق القطاع، وإعادة تأهيل شبكات الكهرباء والاتصالات والمياه.
* إقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة التي دمرت بسبب العدوان، وجدولة عملية الإعمار في مدة لا تتجاوز 3 سنوات.
*استئناف كل الخدمات الإنسانية المقدمة للسكان في كل مناطق القطاع، من قبل الأمم المتحدة ووكالاتها وخاصة "الأونروا" وجميع المنظمات الدولية العاملة لمباشرة عملها في جميع مناطق قطاع غزة كما كانت قبل 7/10/2023.
* إعادة تزويد قطاع غزة بالوقود اللازم لإعادة تشكيل محطة توليد الكهرباء وكل القطاعات.
* التزام الاحتلال بتزويد غزة باحتياجاتها من الكهرباء والماء.
* البدء بمباحثات (غير مباشرة) بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة للعودة إلى حالة الهدوء التام والمتبادل.
* عملية التبادل مرتبطة ارتباطا وثيقا بمدى تحقق الالتزام بدخول المساعدات الكافية والإغاثة والإيواء التي تمّ ذكرها والاتفاق عليها.
* الضامنون للاتفاق: (مصر، قطر، تركيا، روسيا، الأمم المتحدة).
*ذكاء حماس وإخضاعها الاحتلال
وعقب تفاصيل اتفاق الإطار وبنوده ورد حماس، قال خبراء ومحللون إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قدمت ردا ذكيا على مقترح وقف إطلاق النار، وإن الكُرة الآن أصبحت في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يعوّل على رفض المقاومة لأي اتفاق حتى يمضي قُدماً في مواصلة حربه.
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن رد حماس كان متوقعا وألقى بالكرة في ملعب إسرائيل التي فشلت في تحقيق أي من أهدافها.
وأضاف البرغوثي، إن "المقاومة قدمت ردا يجمع بين وقف العدوان بشكل مطلق ومراعاة احتياجات سكان القطاع، أي إنه يجمع بين السياسي والإنساني".
وبيّن، إن حديث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الدوحة يؤكد مواصلة الانحياز الواضح لإسرائيل، لأنه "لم يتطرق بكلمة واحدة للعدوان ولا الاحتلال ولا الاستيطان ولا حقوق الفلسطينيين".