رانيا العسّال حرة.. بعد نحو عام قضته في سجون آل سعود.. الناشطة المصرية الشيعية تعلن إطلاق سراحها وتشكر المتضامنين.. تعرف على أسرار القضية
انفوبلس..
بمقطع فيديو قصير نشرته على صفحتها بموقع "X" أعلنت المدونة المصرية الشهيرة رانيا العسّال، أنها أصبحت حرةً وتم إطلاق سراحها أخيراً من السجون السعودية بعد أكثر من أحد عشر شهراً قضتها داخلها بسبب مواقفها في الدفاع عن العراق والقضية اليمنية ونقل مظلومية اليمنيين وعدائها لأمريكا والكيان الصهيوني، حيث قامت السلطات السعودية باعتقالها أثناء أداء العمرة هناك.
العسّال شكرت كل من تضامن معها وطالب بإطلاق سراحها، وأكدت أنها مستمرة على خطها ونهجها بدعم محور المقاومة والرفض لأعدائه.
نبأ الاختفاء
وفي التاسع والعشرين من شهر مارس/ آذار 2023، تحدثت وسائل إعلام عن اختفاء الناشطة المصرية الشيعية رانيا العسّال، وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق ودول عربية، بخبر اختفاء الناشطة حيث قال أحد المدوّنين: "فقدان التواصل مع الناشطة المصرية رانيا العسّال، المعروفة بمواقفها المبدئية الأصيلة تجاه العراق، منذ يوم 11 شباط من الشهر الماضي، ولا أحد يعرف مكان تواجدها وسبب اختفائها". وأضاف، "هناك معلومات تشير إلى اعتقالها من قبل سلطات النظام السعودي أثناء سفرها بغرض العمرة".
فيما قالت المنظمة العالمية للدفاع عن ضحايا الإرهاب في منشور عبر الفيس بوك، "الأخت الطيبة رانيا العسّال نتمنى لها السلامة، أخبار متداولة عن اختفاء الناشطة المصرية، لا نستبعد أبداً تغييبها من قبل سلطات السعودية".
وأضافت، "على أحرار العالم أن لا يسكتوا عن تغييب هذه الأخت التي لطالما دافعت عن المحور بكل شجاعة".
كما قال المدوّن اليمني أبو الحسن السنفي، "أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي تويتر والفيس والتليغرام وغيرها استنكارا وشجبا وإدانة على الإخفاء القسري للناشطة المصرية رانيا العسال المستميتة والمناصرة للمظلومية اليمنية ضد تحالف العدوان الهمجي على اليمن، كما أنها تُعد من أبرز الناشطات الداعمات لمحور المقاومة".
في الوقت ذاته اتهم العديد من الناشطين والمدونين العرب، السعودية، باعتقالها أثناء أدائها العمرة هناك، حيث قال الناشط علي مناتي العبودي، "اختفاء الزميلة المجاهدة بالقلم والكلمة الصادقة (المصرية رانيا العسّال) وهي في زيارة للديار المقدسة في مملكة بني سعود".
كما كتب الناشط اليمني أبو حسين رضا المحيا، "رانيا هي إحدى الناشطات المستميتات عن القضية اليمنية ومظلومية الشعب اليمني من تحالف العدوان، اختفت منذ تاريخ 11 شباط أي ما يقارب 48 يوما ولا أحد يمتلك معلومة عنها". مضيفا، أن "البعض يقول تم اعتقالها في السعودية أثناء رحله لها بغرض العمرة، وللنظام السعودي تاريخ طويل في اختطاف المعارضين له في المشاعر المقدسة".
وطالب العديد من الناشطين والإعلامين العراقيين والعرب، منظمات حقوق الإنسان بالتحرك فورا لإنقاذ الكاتبة المصرية والناشطة الصحفية والمدافعة الحقوقية رانيا العسال، حيث كتب المدونون في حملة أطلقوها على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان (#الحرية_للناشطة_رانيا_العسال)، "نطالب بالتحرك فورا لإنقاذ الكاتبة المصرية والناشطة الصحفية والمدافعة الحقوقية والناصرة لكل مظلومية الأستاذة رانيا العسال، لقد كانت الناصرة للبنان حين خذلها الحكام وكانت المدافعة عن يمن الحكمة والإيمان حين قصفها ابن سلمان والناصرة للعراق وفلسطين والمدافعة عنهم".
أبرز مواقفها قبل الاعتقال
کتبت الناشطة المصرية "رانيا العسال" تغريدة في حسابها على تويتر في وقت سابق، تتحدث فیها عن خطط تتم تنفيذها باسم العرب.
وجاء في تغريدة رانيا العسال، "أموال البحرينيين للمجنّسين، ناطحات الإمارات للإسرائيليين، نفط العراق للأمريكان والأكراد والفاسدين، ماء نيل مصر للأثيوبيين، غاز ليبيا للأتراك، خير الحجاز لأُسرة آل سعود والمطبّلين، "الخليج" قواعد نهب للأوروبيين، تلك الأمة خيراتها لغيرها، وأسلحتها في وجه بعضها".
وكتبت العسال أيضا مقالاً عن اليمن، قالت فيه، "إن الدولَ التي اجتمعت لقتال اليمن بقيادة بني سعود تعي تماماً أنها حرب باطلة وأنها ليست لأجل الشرعية ولكن لأسباب أُخْــرَى، أولها خوفهم من أفكار المسيرة القُــرْآنية التي تتعارض مع الحكم المستبد الملكي أَو الديكتاتوري الرئاسي ولأنها تهزُّ عروشَ الوهّابية وتنسفُ مبادئها التي تخالف الإسْـلَام الحنيف".
وأضافت، "والأهم هي حربٌ بالوكالة عن الدول الاستكبارية الطامعة في السيطرة على طرق التجارة العالمية التي شريانها اليمن. وفى زمن انتهى فيه الرّق، نجد أن بني سعود أعادوا تلك العادة الجاهلية، فنرى الحُكَّامَ يبيعون جنودَهم مقابل الريالات من السودان حتى باكستان".
وتابعت، "إن الإعلامَ السعوديَّ والإعلامَ الموالي له يفشلُ دائماً وتُكتشَفُ ألاعيبه فهذه مكة ءامنة لم يمسسها قذيفة وإذ باليمنين ليسوا أُبرهة بل هم طيرٌ أبابيل سخّرهم الله لإسقاط المستكبرين. وإذ بورقة توت تسقط تسمّى خاشقجي لتظهر للعالم كله مدى قذارة النظام السعوديّ القاتل الَّذِي لم يسلم منه جارٌ ولا حتى أبناء البلد نفسه".
وعلقت الناشطة المصرية "رانيا العسال" على حسابها في تويتر على أعمال الشغب التي حدثت في الأردن، وكتبت: "نحن لم نفرح بما حدث في الأردن لكن كان عندنا تساؤل أكثر من 40 ألف حساب وهمي سعودي لإشعال الفتنة في مظاهرات تشرين العراقية والإيرانية قنوات سعودية توجَّه إلى العراق وإيران، قل لي هل هذا خادم الحرمين سلمان أم خادم الأمريكان؟".
كما غرّدت الناشطة المصرية رانيا العسال في وقت سابق، على صفحتها في تويتر بالكلمات التالية: لا عراق دون حشد، لا يمن دون أنصار، لا لبنان دون حزب الله، لا إيران دون حرس، لا سوريا دون جيش، لا بحرين دون قاسم، لا فلسطين دون قدس، لا مصر دون سيناء، لا سودان دون ثورة، لا دين دون آل البيت.
ظروف الاعتقال
ويتخذ النظام السعودي من مواسم الحج والعمرة فرصة مناسبة للانقضاض على معارضيه الذين يأتون لزيارة بيت الله الحرام من كل فجٍّ عميق، إذ نفذّت السلطات في المملكة مئات الاعتقالات عبر هذه الطريقة لدواعي "حفظ أمن الدولة"، وكان ما حدث مع العسال واحداً من تلك الأعمال السعودية المعتادة.
الإعلامية المصرية التي قصدت السعودية بهدف العُمرة، ظهرت في مقطع فيديو لها على "تيك توك" يؤكد تواجدها أمام المسجد النبوي الشريف، حيث وجّهت من هناك دعوة لفكّ الحصار عن سوريا.
ثم في موقع "تويتر" نشرت مقطع فيديو آخر يظهر تواجدها أمام أحد بوابات الحرم المكي، بعد أن حصل جدال بينها وبين حسابات سعودية، فتوعّدها بعض تلك الحسابات بالتبليغ عنها، بتُهمة الإساءة للوطن.
ولم يطُل الوقت بعد ذلك حتى اختفت الإعلامية المصرية بالفعل، وفي ظروف غامضة، وفيما تداولت حسابات على "تويتر" أنها اعتُقِلت من قبل السلطات السعودية بسبب ما نشرته وما حصل، أكد أحدهم أن لا أحد من أصدقائها والمقرّبين منها يعرف عنها أي شيء، وأنهم ما زالوا يبحثون عنها محاولين معرفة مكانها وما جرى لها.
جدالات تويتر
وأكد عدد من الناشطين المتابعين لحساب رانيا، أن سبب اختفائها يعود لاعتقالها من قبل السلطات السعودية أثناء تأديتها لمناسك العمرة في مكة، فيما ردّوا السبب إلى تغريدة كانت قد نشرتها في 11 شباط/ فبراير الماضي، انتقدت فيها سلوكيات النظام السعودي: "لماذا يسمّون أبواب الكعبة بأسماء ملوكهم، هل أحد من أُسرة بني سعود بنى الكعبة ولا حتى شارك في هدم الأصنام حولها ولا حتى تحريرها.. أكيد، جدّهم الأكبر هو من بلّغ إبرهة عن مكان الكعبة".
وبمراجعة التعليقات على تغريدة العسال، توعّد حساب سعودي بالإبلاغ عن الإعلامية المصرية، بقوله: "سأبلّغ عليها وأخلّيها تتربّى وتعرف كيف تُسيء للوطن".
لائحة طويلة
وجاء هذا الاعتقال ضمن لائحة طويلة تضم ناشطين وإعلاميين إضافة لأشخاص غير مؤثّرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وُجِّهت لهم تُهم تنحصر بمجملها بزعم "تهديد الأمن والاستقرار، إثارة النعرات الطائفية..."، كالشاب اللبناني حيدر سليم -الابن الوحيد لعائلته- الذي اعتُقِل في السعودية منذ أيلول/ سبتمبر عام 2022، بعد تصويره فيديو أثناء طوافه في الحرم المكي، مجاهراً بالدعاء "لظهور الإمام المهدي (عج)". وعند انتشار المقطع عبر مواقع التواصل، اقتحم عناصر من مباحث أمن الدولة، الفندق الذي يُقيم فيه واقتادوه إلى جهة مجهولة، قبل أن يتبيّن أنه أوقِف بتهمة "إثارة النعرات الطائفية".
وبحسب أجهزة أمنية، يبلغ عدد الموقوفين اللبنانيين في السعودية 25 شخصاً يُحتجزون في سجنَي حائل ودهبان ومعظمهم على ذمة قضايا "أمنية". وبينما تحاول بعض العائلات التكتم عما جرى بعد تلقّيهم وعوداً بالمساعدة، وعدم التسبب بتعذيب مضاعف لأبنائهم في المعتقلات، يكمل السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، التنظير بالقيم الإسلامية الداعية إلى التسامح والانفتاح.
لا معلومات واردة عن الموقوفين الذين احتُجِزوا في مراحل زمنية متفاوتة، وبجنسيات مختلفة، خاصة وأن بعضهم يُعتقل بطريقة فجائية سريّة، تعرف عائلاتهم بأمر اعتقالهم بعد اختفائهم لأيام. في حين تثبت التجربة، أن أيّاً من المعتقلين في السجون السعودية، يُؤخَذون كرهائن، أما لمصلحة سياسية أو لترهيب الرأي العام، السعودي والعربي.