رفض أمريكي وغضب إسرائيلي.. دول أوروبية تعترف بفلسطين وأخرى على الطريق
تعرف على الأصداء
رفض أمريكي وغضب إسرائيلي.. دول أوروبية تعترف بفلسطين وأخرى على الطريق
انفوبلس/..
حذَت كل من أيرلندا وإسبانيا والنرويج حذو دول أوروبية عديدة من خلال الإعلان، عن أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 وذلك اعتبارا من 28 مايو/ أيار الجاري، لتفجِّر بذلك غضباً أمريكياً وإسرائيلياً، فيما تستعد دول أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة في المستقبل القريب.
وأعلنت 3 دول أوروبية هي إسبانيا وأيرلندا والنرويج، الاعتراف بدولة فلسطينية، وذلك في بيانات صحافية متزامنة لقادة تلك الدول، وسيصبح رسمياً وسارياً في 28 مايو (أيار) الجاري.
وكانت دبلن قد أشارت، الأسبوع الماضي، إلى أنها ستعترف «بالتأكيد» بدولة فلسطين قبل نهاية مايو، بينما لمّحت أوسلو إلى مبادرة مماثلة خلال الربيع، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الأسبوع الماضي، أنه سيكشف، الأربعاء، موعد اعتراف مدريد بدولة فلسطينية.
وأعلن سانشيز في مارس (آذار) أن إسبانيا وأيرلندا إلى جانب سلوفينيا ومالطا، اتفقت على اتخاذ خطواتها الأولى نحو الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، لافتة إلى أن حل الدولتين ضروري للسلام الدائم.
*هل من دول أخرى قريباً؟
قال سفير دولة فلسطين لدى النمسا والمراقب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا صلاح عبد الشافي، إنه من المتوقع صدور قرار من سلوفينيا وبلجيكا للاعتراف بدولة فلسطين.
وأوضح صلاح عبد الشافي: "تتوقع فلسطين أن الدول التالية في الاتحاد الأوروبي التي ستعترف بها ستكون سلوفينيا وبلجيكا، ويتوقع أن يصدر قرار في سلوفينيا في النصف الأول من الشهر المقبل".
وأضاف، أن "الحكومة السلوفينية قررت الاعتراف رسميا بفلسطين كدولة منذ أكثر من أسبوع، لكن الإجراء هو أنه يجب على البرلمان أن يتخذ هذا القرار، فيما يعتبر إجراءً شكلياً لأن جميع الأحزاب الحكومية طلبت الاعتراف، والأحزاب الحكومية لديها أغلبية الأصوات في البرلمان، وفي هذا الصدد، نتوقع صدور الاعتراف بحلول منتصف يونيو/ حزيران المقبل".
كما أكد: "نتوقع أيضا أن تعترف بلجيكا بفلسطين كدولة، لأن بلجيكا أوضحت بالفعل أنها تنظر في ذلك بشكل إيجابي وأعلنت سابقا مثل هذه النوايا".
وفي الوقت الذي دعا فيه رؤساء الحكومات في دول النرويج وإسبانيا وأيرلندا باقي الدول الأوروبية للاعتراف بفلسطين كدولة، قال وزير خارجية فرنسا إن هذه الخطوة "ليست محظورة على بلاده، لكن الوقت ليس مناسباً الآن"، وفق تعبيره.
وقد تتخذ عدة دول أوروبية أيضا قرار الاعتراف بدولة فلسطين، كبلجيكا ومالطا وسلوفينيا، لأنها أعلنت سابقا مثل هذه النوايا.
*رفض امريكي
وفي أول تعليق على اعتراف 3 دول أوربية بالدولة الفلسطينية، قالت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، إن "الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات وليس باعتراف من أطراف منفردة".
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن "الرئيس بايدن، يعتقد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقق من خلال المفاوضات وليس باعتراف من أطراف منفردة".
* غضب إسرائيلي
في المقابل، رفضت إسرائيل القرارات، كما استدعت سفراءها من دول النرويج وإيرلندا وإسبانيا للتشاور، فضلاً عن استدعاء سفراء الدول الثلاث لديها لـ"التوبيخ".
وندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان الدول الثلاث، ووصفه بأنه "مكافأة للإرهاب"، وقال إن "إسرائيل لن تتراجع عن تحقيق النصر في حرب غزة".
وأضاف نتنياهو في بيان: "هذه ستكون دولة إرهابية. ستحاول تنفيذ مذبحة السابع من أكتوبر مراراً وتكراراً، وهذا لن نوافق عليه"، وفق قوله.
كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن وزير الدفاع يوآف جالانت أعلن إلغاء قانون "فك الارتباط" بالكامل في شمال الضفة الغربية، وهو ما يعني إعادة المستوطنات التي جرى تفكيكها في عام 2005 شمال الضفة.
وقال جالانت: "بعد إقرار قانون إلغاء الانفصال في الكنيست (البرلمان)، تمكنا من استكمال الخطوة التاريخية، والسيطرة اليهودية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تضمن الأمن، وتطبيق قانون فك الارتباط سيؤدي إلى تطوير المستوطنات وتوفير الأمن لسكان المنطقة".
كما أفاد بيان لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بأنه تقدم بطلب إلى نتنياهو لوقف تحويل أموال المقاصة الفلسطينية للنرويج، مطالباً بسلسلة خطوات فورية بعد إعلان الدول الأوروبية الثلاث عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما دعا سموتريتش، إلى عقد اجتماع فوري لمجلس التخطيط الاستيطاني في الضفة للمصادقة على 10 آلاف وحدة سكنية في المنطقة المصنفة E1، مطالباً بإقامة 3 مستوطنات جديدة في الضفة الغربية.
وقال: "أبلغكم أنني وجهت مديرية الاستيطان بإعداد نص قرار بشأن 3 مستوطنات استراتيجية، وأطالب بالموافقة عليه في أقرب وقت".
وأشار سموتريتش، إلى أن "هناك قراراً آخر سيُعرض على مجلس الوزراء غداً (الخميس) بشأن إلغاء المخطط النرويجي الذي أقره مجلس الوزراء قبل بضعة أشهر".
وأردف: "كانت النرويج أول من اعترف اليوم بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، ولا يمكنها أن تكون شريكاً في أي شيء يتعلق بالضفة الغربية، أنوي التوقف عن تحويل الأموال إليها والمطالبة بإعادة جميع الأموال المحولة".
*هل يسهّل هذا الاعتراف بإدانة إسرائيل دولياً؟
وسبقت المبادرة الأوروبية الخاصة بالاعتراف بدولة فلسطين، خطوة قضائية تاريخية أيضاً تمثّلت بإعلان المدّعي العام في "المحكمة الجنائية الدوليّة"، كريم خان، تقديم طلب إلى المحكمة لإصدار مذكّرات توقيف دولية ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم تشمل "التجويع" و"القتل العمد" و"الإبادة و/أو القتل".
يرى المحامي بول مرقص، رئيس مؤسسة JUSTICIA الحقوقية في بيروت والعميد في الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ، ان هذا الاعتراف يمكن أن يعزز المطالبات القانونية ضد إسرائيل في المحاكم الدولية مثل محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية.
كذلك اعتبر مرقص أن هذا الجهد الدبلوماسي الجماعي يُعزّز بشكل كبير فرص فلسطين في تحقيق العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
*من هي الدول التي تعترف بدولة فلسطين؟
في 15 نوفمبر 1988، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، أعلن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من جانب واحد قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
جاء الإعلان أثناء تواجد عرفات في الجزائر لحضور اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني في ذلك الوقت، والذي تبنى حل الدولتين كهدف، مع وجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية مستقلتين جنبا إلى جنب.
في ذات اليوم، أعلنت الجزائر تأييدها للخطوة لتصبح بذلك أول دولة تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي غضون يوم واحد فقط حذَت غالبية الدول العربية حذو الجزائر، ما عدا لبنان التي اعترفت بالدولة الفلسطينية في عام 2008 وسوريا في عام 2011، وفقا لموقع World Population Review.
وبعد أسابيع من إعلان الجزائر اتخذت عشرات الدول الأخرى، بما في ذلك معظم أفريقيا والعديد من دول أوروبا الوسطى والشرقية.
وجاءت الموجة التالية من الاعترافات في أواخر عام 2010 وأوائل عام 2011 عندما استجابت مجموعة من دول أميركا الجنوبية، بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل وتشيلي، لدعوات الفلسطينيين لتأييد مطالباتهم بإقامة دولتهم.
وأتت الخطوة ردا على قرار إسرائيل إنهاء الحظر المؤقت على بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
وفي عام 2011، ومع توقف محادثات السلام، قرر الفلسطينيون المضي قُدماً في حملتهم للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة لإقامة دولة فلسطين.
وعلى الرغم من فشل تلك المساعي، إلا أن منظمة اليونيسكو وفي خطوة رائدة صوتت في 31 أكتوبر من ذلك العام، لصالح قبول الفلسطينيين كعضو كامل العضوية.
وأثار القرار رد فعل غاضب من إسرائيل والولايات المتحدة، اللتَين علقتا تمويلهما للمنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها، قبل أن تنسحبا منها بشكل مباشر في عام 2018. يشار إلى أن الولايات المتحدة عادت وانضمت مرة أخرى في عام 2023.
وفي عام 2014 أصبحت السويد، التي تضم جالية فلسطينية كبيرة، أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في أوروبا الغربية تعترف بدولة فلسطين.
وجاءت هذه الخطوة بعد أشهر من الاشتباكات شبه اليومية في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل.
واتخذت ست دول القرار ذاته في وقت سابق وهي بلغاريا وقبرص والجمهورية التشيكية والمجر وبولندا ورومانيا.
وفي سبتمبر 2015، تم رفع العلم الفلسطيني لأول مرة في الأمم المتحدة في نيويورك بعد أن صوتت الجمعية العامة، قبل عدة سنوات، بأغلبية ساحقة على ترقية وضع الفلسطينيين إلى "دولة مراقبة غير عضو".
*دول لا تعترف
بالمقابل لا تعترف أي من دول مجموعة السبع بالأراضي الفلسطينية كدولة ذات سيادة.
وتضم مجموعة السبع كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وأشارت المملكة المتحدة وأستراليا في الشهور القليلة الماضية إلى أنهما ربما تتخذان ذات الخطوة قريبا.
وكانت الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية يوماً ما، لكن ليس قبل التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الشائكة مثل الحدود النهائية ووضع القدس.